عرض مشاركة واحدة
قديم 29-11-17, 05:38 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- أنت امرأة نادرة

أقيم حفل الزواج الكنسي في كنسية المدينة الرائعة واقتصر الحضور على الأسرة والأصدقاء، لقد ربطهما الزواج المدني قانوناً، اما الزواج الكنسي فهو الرباط الأبدي.
وعندما تبين أنها حامل ، ساورها مزيج من المشاعر المختلفة ، فهي لم تفكر في هذا الامر حتى الآن.
تلقى لويس الخبر برضى بالغ وقال:
-
لن يكون هذا ولدنا الوحيد.
قالت كارين جاهدة لتظهر الحماسة نفسها:
-
انا ايضاً لا اريده كذلك، إذا كان هذا صبياً فأرجو ان يكون التالي بنتاً.
فضحك وهز رأسه :
-
صبيان اولاً، ثم يمكنك ان تحصلي على بنت.
فقالت بشيء من التوتر:
-
قد يكون عنيداً، لكن هذا امر لا يمكنك التحكم فيه.
ابتسم لويس تلك الابتسامة التي لم تفشل ابداً في اثارتها:
-
لا يمكنني إلا أن احاول.
ريجينا ايضاً سرها خبر الحمل، لكن الكآبة تملكتها :
-
كتب عليّ ألا أقابل رجلاً يمكنني أن احبه.
فقالت كارين :
-
مازلت في السابعة عشرة وامامك الكثير من الوقت ستقابلين الرجل المناسب يوماً ما ويحملك بعيداً!.
-
كما فعل لويس معك! كيف عرفت انه الرجل المنشود؟ ماالذي جعله يختلف عن غيره من الرجال؟.





بحثت كارين عن جواب مرح فقالت:
-
انه برزايلي.
فعبست الفتاة:
-
انك تمزحين.
-
قليلا فقط، اظن ان ماجذبني اليه هو مظهره وسلوكه والاشياء التي قالها.
-
ماهي تلك الاشياء؟
-
ستعرفينها بنفسك يوماً ما.
فضحكت ريجينا:
-
إنني اتشوق الى ذلك! واتشوق الى طفل ايضاً! هل ستختارين اسماء إنكليزية؟.
-
أشك ان يوافق اخوك على ذلك.
لقد تزوجت برازيلياً وسيكون اولاده برازيلين ، لقد اقترح عليها ان تقدم طلباً للحصول على الجنسية البرازيلية، لكنها رفضت فآخر ماتريده هو ان تتخلى عن جنسيتها، وقد تقبل رفضها بطيب خاطر.
وبالرغم منها، رضخت لطلبه وقررت ألا تقابل مجدداً جورج ارويو، رغم أنه بدا من المستحيل ان تتجنبه.
قالها بحزن عندما تصادفا في لاسانتا ذات صباح:
-
ظننتك شجاعة وذات عزيمة.
فقالت:
-
هذه تدعى دبلوماسية.

دافعت عن نفسها حين لم تر فائدة من ادعاء أنها لم تفهم ما يعينه، فقال:
-
بل يدعى استسلاماً، إذا كان لديك بقية من شخصية مستقلة تناولي معي فنجان قهوة.
اوشكت ان ترفض لولا ان شعرت بعصيان مفاجئ يتملكها، انه على حق، حان الوقت لكي تجعل لويس يرى انها مازالت مستقلة.
فقالت:
-
لا بأس.
ابتسم باستحسان:
-
هذا افضل.
المقهى الذي أخذها اليه كان مكتظاً بالزبائن ورأت كارين وجهاً او اثنين مألوفين لديها ، فعلمت ان الخبر سيصل الى لويس ، لكنها رفضت ان تهتم بذلك، وعندما جلسا معاً الى المائدة سألته:
-
ماذا لدى لويس ضدك؟
هز جورج كتفيه بأسف:
-
انجذبت الي ريجينا في العام الماضي ، فظن انني شجعتها على ذلك.
-
وهل فعلت ذلك حقاً؟
بدا وكأنها جرحت كرامته:
-
اردت فقط ان ارسمها ، اما البقية ففي ذهنها هي فقط.
-
اخبرني عن ذلك.
-
مامن شيء مهم ليقال، لقد جاءت الى الإستوديو ثلاث مرات فقط، لم يكن لدي فكرة عن شعورها نحوي حتى اعترفت لي بنفسها.ارتبكت فأنا لم اتعود التعامل مع مشاعر الفتيات المراهقات، جعلها لويس تخبره بما يجعلها حزينة ، ثم هدد بقتلي.
فقالت محاولة ان تحكم على الوضع بشكل حيادي:
-
الناس يقولون أي شيءتحت الضغط النفسي، هل افهم من ذلك ان لويس لا يعلم شيئاً عن اللوحة التي رسمتها لها؟
-
لم اكن اعلم أنها احتفظت بالأمر سراً.
تأملته لحظة طويلة، لا تدري ان كان عليها ان تصدقه ام لا، سن السابعة عشرة هو سن الإحساس المرهف وسرعة التأثر.
واخيراً قالت:
-
اظن ان الأمر انتهى على خير, وان ريجينا شفيت, ومازالت انت موجوداً لتحكي الحكاية.
فقال:
-
انها ليست حكاية، ريجينا مجرد موضوع ارسمه ليس إلا ، ربما كان عليّ ان استأذن لويس قبل ان ارسمها ، لكنني لم افكر في ذلك.
-
حسناً، يكفي مابينك وبين لويس من بذور العداوة، فلا تضف اليها.


فنظر اليها باستخفاف:
-
أنا لا اخاف منه، ولكن لك ان تفعلي ما يناسبك طبعاً.
إذا اعتقد لويس ان الرجل شجع ريجينا، فبإمكانها أن تفهم سبب اعتراضه، ولو اخبرها بالسبب حينذاك، لتقبلته.
لكن هذه ليست طريقة لويس... ولماذا يزعج نفسه بتفسير اي شيء؟
عندما عادت الى البيت، حيتها ريجينا بعتب:
-
كنت لأرافقك الى المدينة لو عرفت انك ستخرجين.
فأجابت كارين بليونة:
-
لو كنت هنا عندما قررت الخروج لطلبت منك مرافقتي، أين كنت؟
-
كنت اساعد ماركوس في تغيير عجلة المرسيدس، احتاج الى تعلم هذا عندما احصل على رخصة سوق في العام القادم.
فقالت كارين ممازحة:
-
لم تفعلي إذن لأن ماركوس شاب عريض وطويل ووسيم.
اوشكت ريجينا ان تنكر بسخط، لكنها عادت وابتسمت قائلة:
-
انه فعلاً هكذا، أليس كذلك؟ هل ستخبرين لويس؟ سيتخلص منه اذا عرف انني مفتونة به.
وبدا عليها الجفاء وهي تتابع:
-
لقد اقدمت على تصرف غاية في الحماقة العام الماضي إذ سمحت لنفسي بأن افتتن برجل يكبرني بسنوات عديدة، من حسن الحظ ان لويس عرف بالأمر ووضع حداً له قبل ان يتطور الى اكثر من مجرد افتتان.
استغربت كارين ان تخبرها ريجينا بهذا الامر في اليوم نفسه الذي اختاره جورج ليبوح لها بالامر ، وبدا من رواية ريجينا ان جورج كان يكذب، كما شعرت ان الفتاة ندمت على إفضائها لها بذلك، فقالت تواسيها:
-
لا بأس، كلنا قمنا بتصرفات حمقاء في وقت من الأوقات، ومن الأفضل ان ننساها.
-
كان الأمر ليصبح أسهل لم اعد اراه ابداً، هل بدأت تشعرين بحركة الجنين في بطنك؟
ضحكت كارين:
-
مازال الوقت مبكراً لذلك.
-
هل تخبرينني حالما يبدأ بالحركة؟
-
اذا لم يحصل هذا في منتصف الليل.
عندنا اصبحت وحيدة في غرفتها ،وضعت يدها على بطنها التي مازالت مشدودة، سيمر اكثر من ثلاثة اشهر قبل ان يصبح الحمل ظاهراً، والحركة التي شعرت بها لابد انها من نسج مخيلتها.
جاء لويس وهي على هذا الشكل ، هل سيبقى شعوره نحوها كما هو الآن عندما يتغير شكلها بفعل الحمل؟
ابعدت يديها عن بطنها عندما انفتح الباب، فنظر اليها رافعاً حاجبيه:
-
يبدو انك جفلت.
-
كنت مستغرقة في افكاري فلم اشعر بوجودك في البيت.
-
اني اعمل في المكتب منذ ساعتين، اخبرتني ريجينا انك عدت.
وسكت ينتظر جوابها ، وعندما لم تجب، اصبحت نظراته اكثر حدة:
-
هل من خطب؟
فقالت:
-
من الأفضل ان تسمع الخبر مني قبل ان تسمعه من شخص آخر ، لقد شربت القهوة مع جورج ارويو هذا الصباح.
توترت العضلات حول فمه القوي، منذرة بالسوء:
-
اخبرتك...
-
اعرف ماقلته لي، كما اعرف لماذا لا تريديني ان التقيه به، لو اخبرتني عن ريجينا منذ البداية لتفهمت الأمر.




اغلق لويس الباب ثم التفت اليها جامد الوجه:
-
لا ارى سبباً يجعلني افسر دوافعي.
-
بمعنى آخر يكفي ان تلقي الأوامر حسناً، لم يكن هذا كافياً.
-
هذا مايبدو، لا اظن ان جورج اخبرك بهذا بنفسه، بل ريجينا هي التي فعلت.
كان غضبه بالغاً، لكنه تحكم فيه ، فيما اجابت:
-
نعم، رغم ان جورج كان...
وسكتت فجأة وعضت على شفتها، فابتسم لها دون بهجة:
-
إدعي انه ضحية برئية لفتاة صغيرة مفتونة، أليس هذا ماكنت ستقولينه؟
-
تقريباً لكنني لم اصدقه.
-
هذا شيء تشكرين عليه.
احمر وجهها:
-
لا حاجة للتهكم، انني احاول ان اكون صادقة معك، وجورج اريوو لا يهمني على الطلاق.
-
هل شربت القهوة فقط معه لتتأكدي من ذلك؟
-
نعم، انا حمقاء ، اعرف هذا.
تفرس فيها وقد لانت ملامحه:
-
لعلك مضللة.
لم تتحرك عندما تقدم منها،وامسك بوجهها بين راحتيه، فيما راحت عيناه تتفحصانها:
-
ألست نادمة؟
-
لست نادمة.
وكان هذا بعيداً عن الحقيقة، فقد ندمت على امور كثيرة، ربح اليانصيب الذي احضرها الى هنا البداية..الزواج برجل لم تعرفه إلا قليلاً مدفوعة بقوة الرغبة....
سألها مقطباً حاجبيه:
-
ماذا حدث؟
فانتفضت، سواء ندمت ام لا، فالزواج حقيقة واقعة الآن، وحتى لو رغب لويس في ان يفسخه، فهو لن يفعل الآن وهي حامل.
قالت:
-
اشعر بشيء من الحنين الى الوطن، هذا كل مافي الأمر.
-
هذا هو وطنك، وإذا عدت الى إنكلترا، فبشكل زيارة.
وليس لمدة طويلة كما قرأت بين السطور.
أثار عناقه تجاوباً منها، على الأقل لم يتغير هذا، وتمنت ألا يتغير ابداً.
***
إعلان لويس قبل اسبوع من عيد الميلاد أنهم سيزورون امه في برازيليا، شكل مفاجأة لها، وقالت كارين:
-
كان لدي انطباع بأن بينكما جفاء!
-
كنا كذلك لفترة، فقد تزوجت بسرعة بعد وفاة والدي، خلافاً للأصول.
-
وهل سامحتها؟
-
ماذا استطيع غير ذلك؟ إنها امي!
-
ماذا عن زوجها؟
-
انه رجل لابأس به، كثير الاسفار، ولهذا قد لا نراه.
-
هل تعلم امك انني لست برازيلية؟
-
نعم.
ذهبا الى برازيليا في اليوم التالي، وكانت هذه هي المرة الثانية خلال اسابيع التي تغيب فيها كارين عن المزرعة لأكثر من عدة اميال.
اثناء الرحلة الى المطاراخذت تفكر في الرحلة السابقة حين كانت لاتزال في السما السابعة، مقتنعة بأنها وجدت حب حياتها، ربما كان هذا صحيحاً بالنسبة الى الجسد، ولكن مهما كان حب الجسد خيالياً في روعته إلا انه ليس العلاقة كلها، لو لم تعرف لويس لكانت الآن تستيقظ في الشقة في لندن، يفصلها جدار عن جولي، وامامها الروتين اليومي العادي ينتظرها.
-
أنت هادئة جداً، هل تشعرين بالمرض؟
فتمسكت بهذا العذر:
-
قليلاً.



- اتريدين ان اوقف السيارة؟
فهزت رأسها :
-
سيمر ذلك.
قال بعد لحظة:
-
ربما كان عليّ ان انتظر فترة قبل ارتب امر هذه الرحلة، يمكننا ان نعود الى البيت إذا شئت.
وبما انها لم تكن متشوقة لمقابلة امه، تملكها الإغراء في قبول اقتراحه، لكنها عادت ففكرت في انه ربما من الافضل ان تقوم بهذه المقابلة وتنتهي منها، وقالت:
-
لايمكننا ان نربك امك في آخرلحظة، وعلى كل حال فقد بدأت الرحلة.
فابتسم:
-
يالتقلب النساء.
تملك كارين شيء من الشعور بالذنب ، اجابت بشيء من الوقاحة:
-
علينا ان نكون كذلك لكي نستطيع ان نتحملكم انتم الرجال.
فضحك قائلاً:
-
يالعذاب الشهداء!.
تفحصته من زواية عينها واثارتها رجولته كالعادة، انها تعرف تفاصيل جسده بقدر ما يعرف تفاصيل جسمها ، ولكن هذا كل ماتعرفه عنه في الحقيقة.. وربما كل ماستعرفه.
فقالت :
-
ولكن أليس الأمر كذلك؟

نظرته اليها كانت اكثر حدة هذه المرة ، رغم انه لم يعلق.
وكادت تسمعه يعزو الهشاشة في صوتها الى حالتها ...وشعرت بأنها وقعت في شرك.
كانت برازيليا مدينة كبيرة محاطة ببحيرة اصطناعية كبيرة، وكان منزل امه يقع في منطقة سكنية عند الطرف الجنوبي للبحيرة، وهو مبني على ارض فسيحة ذات مناظر جميلة وقد بدا كبيراً بالنسبة الى شخصين.
-
ماذا قلت عن عمل زوج امك؟
-
لم اقل شيئاً، انه وزير خارجية تعرفت اليه امي اثناء زيارة لها لبرزايليا مع بعض الأصدقاء بعد وفاة ابي بأسابيع، وتزوجا بعد ذلك بشهر.
-
الولد لأمه.
تمتمت كارين بذلك وهو يهم بالنزول من السيارة فتوقف وألقى عليها نظرة صارمة:
-
لا مجال للمقارنة!
فبدا عليها الندم:
-
أعرف هذا , ظروفنا مختلفة تماماً.
فقال من دون ان تغيب الصرامة عن نظراته:
-
يسرني ان تدركي هذا.
خرج لملاقاتهما رجل من موظفي المنزل ، فنزل لويس من مقعده ليرد التحية ، ثم استدار حول السيارة ليساعدها على النزول بينما توجه المستخدم الى صندوق السيارة يفتحه ويخرج امتعتهما.
كبحت كارين رغبة في ان تقول إنها لا تحتاج الى مساعدة، كانت مشاعرها في مرحلة عدم الاستقرار، فهي حيناً فرحة، وحيناً آخر مكتئبة...وكانت تفترض ان هذا بفعل الهرمونات.
كان المنزل من الداخل على الطراز الأمريكي ، فأرضه مرصوفة بالآجر واثاثه اكثر زخرفة من ان يناسب ذوق كارين، وقد بدا باهظ الثمن، خلف الباب الزجاجي المواجه لغرفة الجلوس يمكن رؤية شرفة واسعة تحيط بها الستائر، خلف ذلك بركة سباحة تنتهي بشلال.
نهضت كريستينا بلسامو عن كرسيها المزخرف ، نظراً لعمر لويس ، لابد انها في الخمسينات ومع ذلك بدت في منتصف الأربعينات، بدت بالغة الجمال الأناقة بثوبها الحريري التبني اللون وشعرها الاسود الكث المرفوع عالياً لكن ابتسامتها لم تكن تنعكس في عينيها.


حيت ابنها باللغة البرتغالية لتنتقل الى تحية كارين بإنكليزية متكلفة ،ثم قالت:
-
انت جميلة جداً، لكنني لم اكن اتوقع اقل من ذلك، لابد انك متعبة من الرحلة تريدين من دون شك ان ترتاحي قبل الغداء.
رأت ان هذا كان امراً اكثر منه اقتراحاً، كما ان الترحيب لم يكن حاراً على اي حال، وهمت بأن تقول إنها تفضل ان تسبح لكنها كبحت ذلك ، فهي لم تحمل معها بذلة سباحة.
قالت بدلاً من ذلك:
-
هذه مراعاة بالغة منك.
قالت كريستينا مخاطبة لويس:
-
خصصت لكما الجناج الأزرق.
واضافت شيئاً بالبرتغالية بسرعة لم تستطع معها كارين حتى ان تخمن معناه.
لم يجب بأي من اللغتين بل اشار الى ان كارين ستصحبه ،كانت ملامحه جامدة رغم ان كارين شعرت بشيء يغلي في داخله.
كانت اجنحة الضيوف بجانب الممشى، وعدّت كارين ثلاثة اجنحة بعد الباب الذي فتحه لويس، لا كانت الستائر واغطية والسرير ، السجادة زرقاء اللون الاليض، ولاحظت كارين وجود سريرين منفصلين مايعكس شعور كريستينا نحو هذا الزواج ، مع انها على الاقل تزوجت برازيلياً آخر وليس اجنبياً.
وكانت امتعتها قد وضعت عند اسفل كل سرير.
وعندما توجهت نحو حقيبتها ، قال لويس:
-
دعي هذا الآن ، دعي عنك هذا، انت بحاجة لأن ترتاحي.
فأجابت بحدة:
-
انا لست متعبة، من فضلك هل لك ان تكف عن معاملتي وكأنني مريضة؟
-
هذه ليست نيتي، من الان فصاعدا لك ان تفعلي ماتشعرين انك قادرة على فعله.
تمالكت كارين نفسها وقد ندمت على حدتها :
-
آسفة ماكان لي ان اقول هذا ، انا فقط...
وسكتت وهي تبسط يديها بعجز:
-
لعلي متعبة.
انبسطت اساريره قليلاً، ثم تقدم نحوها ورفع وجهها اليه وقبلها ثم قال:
-
سأكون معك بعد قليل، امي تريد ان تتحدث الي.
وفكرت كارين بأن الام تريد من دون شك ان تعبر لابنها عن عدم رضاها لكن هذا لا يعني ان ثمة مايمكن للمرأة ان تفعله.
بعد ذهاب لويس افرغت الحقيبتين ، اذا كان إدغار بلسامو مسافراً فليس من المحتمل ان تستضيف كريستينا اصدقاء، وفي هذا راحة لها هي، فمواجهتها لأناس يشاطرون الام رأيها امر يمكنها الاستغناء عنه.
غابت الشمس ببهاء وروعة فائقين، مضيئة الغيوم التي انتشرت في الافق.
لابد ان الوزراء يتقاضون رواتب ضخمة لكي يتمكنوا من العيش في مساكن جميلة كهذه ، لكنها تفضل غوافادا.
عندما عاد لويس بدا متضايقاً جداً، فلم تسأله كارين عن السبب. كانت تعلم ان موعد العشاء هو نفسه موعده في غوافادا، مايعني ان ساعتين ،وكانت تعرف طريقة ناجحة لقضاء هذه المدة بطريقة تسرهما معاً.
وعندما قرأ الرسالة في عينيها ، ارتسمت على فمه ابتسامة بددت التوتر الذي بدا عليه وقال:
-
أنت امرأة نادرة.
فقال بعد ان ضمها اليه وسمعت ضحكته الخافتة:
-
اتعني بالنسبة الى امرأة إنكليزية؟
-
بل الى امرأة من جميع الجنسيات.
وكعادتها عندما تكون بين ذراعيه ، لم تعد ترغب في أي مكان آخر، عندما تصبح بين ذراعيه تفقد اهتمامها بأي شيء آخر ولو ذهب العالم كله الى جهنم.
بين ذراعيه تختفي عقدها النفسية، فتقدم نفسها اليه بكل حرية.
قال لها وهما متعانقان:
-
سمعت ان الحمل في مرحلته الاولى يمكن ان يجعل بعض النساء ينفرن من العلاقة الزوجية، لكني اشكر حظي.

ورفع رأسه لينظر في عينيها فجذبها البريق الكهرماني في ظلمات عينيه:
-
أنت تشبعين رغباتي كلها!
خطر لها انه ربما يعني هذه اللحظة وقالت:
-
وأنت ايضاً ، انت عاشق لا مثيل له.
فابتسم باختصار:
-
ليس لديك من تقارنينه بي،ولن يكون لديك مادمت اتنفس.
وأضاف فجأة بعنف:
-
انت لي ، لي وحدي!
هاهو ذا يقولها مرة اخرى ، وعاودتها تلك الفكرة التي كانت قد توارت من ذاكرتها، أي فكرة التملك وليس الحب!
امضيا في برزايليا ثلاثة ايام فقط، لكنها بدت لهما اكثر من ثلاثة اشهر، كانت كرستينا مؤدبة دمثة ليس إلا، ولم يكن من المحتمل ان تصبح اكثر ليناً ، بحسب رأي كارين ، كانت ترى ان لويس خان بني جنسه حين تزوج من غريبة.
في أول ليلة لهما رحب بهما إدغار بلسامو، رجل وسيم في اوائل الستينات ، ورغم انه سعى لإطالة الترحيب بهما إلا انه وجد الوضع صعباً، ولم تندهش كارين حين اعلن ان عليه ان يسافر صباح اليوم التالي، وتمنت لو بإمكانها ان تفعل ذلك هي ايضاً.
امضى لويس طوال النهار التالي في التجوال بها في انحاء العاصمة يريها قصورها ومبانيها العصرية، كانت كارين تفضل ان تقوم بتلك الجولة الاستكشافية على قدميها، لكن نظراً لارتفاع الحرارة وقلة الظلال ،لم يكن يسير على قدميه سوى القليل من الناس.

قالت اثناء تناولهما الغداء على قمة احد فنادق المدينة:
-
اكره ان اعيش هنا، المدينة كبيرة للغاية!
فرد بحدة:
-
لندن كبيرة ايضاً ، لكنك عشت فيها.
تملكها الحنين الى الوطن لحظة، وتناست الاوقات التي كانت تتمنى فيها ان تترك المدينة وتعيش في الريف، وقالت :
-
الامر ليس مماثلاً.
نظر اليها ساخراً:
-
باستثناء الهندسة المعمارية، بماذا تختلف لندن عن اي مدينة اخرى؟
-
لديها روح.. تاريخ يعود الى مئات السنين، وليس عشرات السنين وحسب! إذا كنت قد زرتها فستعرف مااتحدث عنه.
-
عليك ان تلعبي دور المرشد السياحي.
حدقت كارين فيه لحظة، لا تعلم ان كان يعني حقاً مايقترحه، ام انه يثرثر فقط، واخيراً سألته مقتنعة بالافتراض الاول:
-
متى؟
هز كتفيه:
-
ربما بعد سنة او نحوها حين يصبح بالإمكان ترك الطفل.
قد تكون حاملاً مرة اخرى حينذاك، اخذت تفكر في هذا وهي تتذكر ماقاله مرة عن انه لا يريد طفلاً واحداً، وهذا لا يعني انها تمانع، فلطالما تمنت ان يكون لها اخوة.
من الافضل ألا تعود الى الوطن ابداً، فما الفائدة؟ لقد اصبحت حياتها هنا الآن ، لعلها ليست بمثل الروعة التي ظنتها في البداية، لكنها ليست حياة سيئة.
سألها بفضول وهو يرى تعاقب التعبير على وجهها:
-
بم تفكرين؟
قالت باندفاع:
-
كنت اتمنى لو اننا في بيتنا.
واندهشت من نفسها لأنها المرة الاولى التي تفكر فيها في غوافادا على انها بيتها، وتابعت تقول:
-
انا اثقة من ان امك لن تمانع اذا رحلنا غداً.
ومض شيء مافي اعماق عينيه قبل ان يقول:
-
لدي امور عليّ ان اهتم بها غداً.


ولم يزد فافترضت انها امور تتعلق بالعمل، لكن فكرة ان تمضي النهار وحدها مع امه، لم تعجبها كلياً.
كانت كريستينا مرتبطة بموعد في الصباح هي ايضاً، فامضت كارين الوقت على الشرفة تطالع، لم يقل لويس متى سيعود وتمنت لو يرجع قبل عودة امه.
لكنه لم يعد ، وعادت امه قرابة الواحدة والنصف فتناولا الغداء معاً، كان حديثهما قليلاً للغاية، والجو بينهما بارداً كالثلج، حتى لم تعد كارين تستطيع احتماله، فقالت:
-
اعلم انك لا توافقين على زواجنا، لكني خياره هو ألا يمكنك ان تتقبلي ذلك؟
لم يبدُ في عيني المرأة اي تعبير رقيق وهي تقول:
-
لن اتقبل ذلك ابداً، لقد فعل ذلك ليعاقبني!
نظرت اليها كارين باستغراب:
-
يعاقبك؟
-
نعم، لأنني اهنت ذكرى ابيه.
لم تصدق كارين ان المرأة جادة، فقالت:
-
دعك من هذا، لا يمكن ان يصل الى هذا الحد.
ضحكت المرأة من دون بهجة:
-
اتظنين انك تعرفين ابني اكثر مما اعرفه انا؟ ثمة الكثير لم تعرفيه عنه بعد، كان بإمكانه ان يختار عروساً مناسبة تحمل اسمه، فلماذا لم يفعل، إذا لم يشأ ان يؤلمني؟ لقد اختار زوجة يعلم انني لا يمكن ان اوافق عليها.
-
اخبرني ان اباه مات منذ سنوات ، فلماذا انتظر طيلة هذه تلك المدة ليعود فينتقم منك؟
فعادت الضحكة الجافة:
-
كان عليه اولا ان يجد من ترضى رغباته ايضاً.
وخطر لكارين ان هذا الكلام يمكن ان يكون صحيحاً، وشعرت بكآبة مؤلمة في اعماقها، فقد سبق وعرفت ان لويس لم يحبها ، على الاقل ليس بالشكل الذي تدعوه هي حباً، لكنها هي ايضاً لا تحبه.
بل تحبينه، فكفي عن نكران الحقيقة! وكان هذا صوتاً هتف بها من اعماقها.
ابتلعت ريقها بصعوبة باحثة عن شيء تقوله للمرأة:
-
لك ان تؤمني بكل ماتعتقدينه، لكن الحقيقة تبقى انني زوجة لويس وانني حامل بابنه، اول حفيد لك.
فقالت ساخرة:
-
اتظنين ذلك؟ كما قلت لك ثمة الكثير مما لا تعرفينه.
تأملتها كارين غير واثقة:
-
ماذا تحاولين ان تخبريني؟
بدا التردد على المرأة لحظة، ثم رفعت كتفيها:
-
هل صدقت ان لويس خرج من اجل اعماله اليوم؟ انت مخطئة، فهو يزور ابنه.
لم تعرف كارين كم لبثت جالسة في مكانها ، كان ذهنها مضطرباً للغاية، وهمست اخيراً:
-
انت تكذبين.
-
ولماذا اكذب في أمركهذا؟ اتظننيني افخر بأن لي حفيدا غير شرعي، كما سأفخر بحفيدي المختلط الدم منك؟
تنحنحت كارين اكثر من مرة قبل ان تسأل:
-
لماذا .. لماذا لم يتزوج الأم؟
-
إنها ليست من ظبقتنا، لا اريد ان اتحدث في الموضوع اكثر، لقد ادى واجبه تجاه الطفل، وهذا كل ماأنت بحاجة لأن تعرفيه.
تساءلت كارين عمافعله للأم، وشعرت بجرح في كرامتها، فنهضت واقفة من دون ان يدهشها ارتجاف اطرافها.
-
انا ذاهبة لأرتاح.
التعبير الذي بدا على وجه كريستينا قد يكون خجلاً، رغم ام كارين شككت في ذلك.
وقالت المرأة:
-
إذا كنت حكيمة، فلا تطلعي لويس على حديثنا.
لو انها حكيمة لما كانت في هذا الوضع اصلاً، كان بإمكان كارين ان تجيبها بهذا، لكنها لم تفعل لأن الكلمات لم تشأ ان تخرج من حلقها.





كانت غرفة النوم باردة منعشة معتمة، فقد اسدلت الستائر كي تمنع دخول اشعة الشمس، استلقت على سريرها بثيابها الكاملة، واخذت تحدق في السقف.
تحركت يدها لتمر على بطنها ، ليس طفل لويس الاول، هذا الشرف حظي به طفل غير شرعي، لكنها ليست في إنكلترا.
قالت كريستينا عن الام إنها ليست من طبقتهم، لكن لابد انها جميلة، ولعلهما الآن في فراش واحد.
وصل ألمها الى الاعماق، ماذا عليها ان تفعل؟ لاتريد التفكير في الأمر، فهو اكثر مما تستطيع معالجته الآن.
واخيراً استسلمت للنوم، لكنها مالبثت ان استيقظت مجفلة عندما دخل لويس الى الغرفة.
سألها باهتمام:
-
هل تشعرين بتوعك؟
حاولت ان تتمالك نفسها عندما تدفقت الذكريات:
-
انني تعبة فقط، كم الساعة؟
-
الخامسة إلا عشر دقائق، آسف لتأخري كل هذا الوقت.

الوقت مناسب لقذفه بالاتهامات ، لكن الكلمات لم تطعها، وبدلاً من ذلك سألته:
-
هل كان لديك الكثير من العمل؟
-
نعم، اخبرت امي اننا سنغادر غداً صباحاً.
-
هذا حسن، هل تمانع اذا عدت للنوم؟
لم تستطع ان تنهض فتقدم من السرير وجلس على حافته ثم قال:
-
تبدين شاحبة، هل انت واثقة من ان مامن خطب ما؟
إنها فرصة اخرى للكلام، لكنها لم ستتطع ان تتكلم، قرت نفسها عندما اخذ يلامس وجنتها بلطف ، ولكن، وحتى بعد ان عرفت عنه ما عرفت ، لم يتأثر تجاوبها معه إلا قليلاً.
قالت محاولة ان تبدو هادئة:
-
قلت لك إنني متعبة وحسب.
تأملها لحظة، وبدا واضحاً انه لم يخدع.
وعاد يربت على وجنتها ثم وقف:
-
ارتاحي سآخذ ملابسي الى الغرفة الأخرى كيلا ازعجك.
راقبته من بين اجفانها وهو يحمل اغراضه ويخرج لتتنهد طويلاً بعد ذلك، كان عليها ان تواجهه بما عرفت لكنها لم تفعل اذ لم تشأ ان تسمعه يعترف بذلك، لم تشأ ان ترى الشعور بالذنب في عينيه.
كان عليه ان يطلب من امه ان تحتفظ بالسر، لكن من غير المحتمل ان تعترف كريستينا بخيانتها لثقته، فلماذا تزلزل حياتهم جميعاً؟ عليها ان تدع هذه الامور جانباً، من اجل الجنين الذي ينمو في احشاءها، إذا لم يكن من اجل شيء آخر.

نهاية الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس