عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-17, 07:26 PM   #4973

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



اتكأت بجبينها على راحة يدها لينسدل ذاك الشعر البني

متدرجا على أصابعها ورسغها تنظر للأوراق تحتها تمسك قلما

باليد الأخرى ولم يعد يمكنها رؤية ولا استيعاب أي شيء مما

يقوله الواقف هناك يتحدث دون توقف ، تشعر برأسها سينفجر

من شدة الألم في صدغيه وبعينيها تؤلمانها بشدة بل وجسدها

بأكمله يوشك على الإنهيار فقرص المهدئ الذي أعطتها إياه

ساندرين البارحة لم يجعلها تنام سوى لساعة ونصف وامتدت

بعدها ليلتها طويلة كئيبة بائسة لم تستطع إبعاده عن أفكارها ولا

إيقاف دموعها حتى تسرب ضوء الفجر من نافذة غرفتها ، وبعد

إصرار قاتل من ساندرين وافقت أن تذهب للجامعة فكل ما كانت

تردده حانقة

( هل تريدي أن يعلم بأنك لم تذهبي لأنك مريضة

بسبب حبه وخذلانه لك ؟ )


ولأنها وجدت بأنه معها حق ركبت سيارتها وغادرت المنزل بل

ولندن بأكملها باتجاه كامبريدج وها هي تدفع الثمن الآن فيكاد

يغشى عليها في مكانها .

" ماري !! "

رفعت رأسها ونظرت للواقف أسفل المدرج .. صاحب الشعر

الأشقر الخفيف والجسد الطويل النحيل يمسك ورقة في يده والذي

قال ما أن نظرت له

" هل أنتي متعبة ؟ "

نظرت ليديها ما أن التفتت الرؤوس لها وهمست ببحة تعدل أوراقها

" قليلا "

" يمكنك المغادرة "

رفعت نظراتها المستغربة به ولم يكن ذاك حالها لوحدها بل جميع

من يجلسون معها هناك فهو لم يفعلها سابقا وكان صارما جدا

فيما يخص حضور محاضراته ويبدوا أن البحث الذي قدمته

الأسبوع الماضي شفع لها عنده فقد أمضى قرابة العشر دقائق

يمدحه ويثني عليه ، أو أن حالتها المزرية من وجهها الشاحب

وصولا لعيناها المجهدتان من البكاء والسهر وجفناها المحمران

حتى الآن جعلاه يشفق عليها في أول بادرة في تاريخه ...

أي أنها ستكون أبشع حالة مرت عليه !

وقفت وجمعت مذكراتها وأوراقها في صمت وغادرت فلن ترفض

هذه الشفقة أبدا لأنها باتت مدعاة لها بالفعل وهي حقا لا يمكنها

أن تتحمل الجلوس لساعة أخرى وليست تعلم أين ستكون

أفضل مثلا ؟

ليس ثمة مكان سيشعرها بالراحة ولا منزل عم والدتها

أو سريرها فالألم يفتك بقلبها ويحرق مشاعرها أينما كانت ،

قد تعتاد هذا بعد أيام أو أشهر أو حتى أعواما طويلة لكنها

ستعتاد الفكرة نهاية الأمر وتتعايش مع عالمها الخالي منه

بالتأكيد .. ستعتاد العيش دون أن تحلم به أو تنتظره كما تعايشت

سابقا مع مارية المشوهة في نظر الجميع .

مسحت دمعة تسللت من رموشها وتابعت سيرها في أروقة مبنى

الجامعة تحضن مذكراتها بقوة نظرها على خطواتها تحتها فلن

تبكي مجددا ولن تبكي أكثر من ذلك بل لن تبكيه أبدا .

" ماااريه "

نظرت حيث الصوت الرجولي الذي ناداها من بعيد جهة

صناديق الاقتراع الخاصة بالإنتخابات الطلابية فأشارت له بيدها

متابعة سيرها فلا يمكنها التحدث مع أحد الآن وخصوصا كين

فسيسألها عن سبب حالتها المزرية تلك ولن تستطيع التهرب منه

كالمرة الماضية ، غادرت من بوابة الجامعة تشعر بضجيج الطلبة


حولها وكأنه زلزال يضرب رأسها ولم تعد تحتمل سماع أي صوت

ولم تشعر ببعض الراحة حتى أصبحت في مواقف السيارات أو

هكذا خيل لها فالمفاجأة كانت في انتظارها هناك وعلمت حينها

بأن نهارها الطويل القاسي لم ينتهي بعد ما أن وقعت عيناها

على الواقف بعيدا يتكئ بظهره على سيارته الجاغوار البيضاء

مكتفا ذراعيه لصدره ينظر لها بصمت وتركيز نظرة جعلت قلبها

ينفعل بطريقة جنونية ، تبا له فما كان يجب أن يحدث حينها

هو أن يتفجر الألم القوي في أعماقها ما أن تقع عينيها عليه لا

أن ينفعل بحمق كالسابق .

كان بملابس سوداء تماما كلون سترتها القصيرة وبنطلونها

المصنوع من القماش الفاخر وكأنهما اتفقا على خوض معركة

موحدة هذه المرة وفي كل شيء .

أبعدت نظرها عنه وتحركت من هناك بخطوات سريعة جهة سيارتها

يتلاعب الهواء بسبب حركتها تلك بخصلات شعرها البني حول وجهها

وبغرتها الناعمة التي لم تهتم ولا بإبعادها عن مجال الرؤية أمامها

فليست تريد سوى الابتعاد عن هنا ولأي مكان وإن كان للماضي

المظلم الخالي منه ، لكن ذلك أيضا لم يكن لها السلطة المطلقة

لفعله فقد أوقفتها بسهولة أصابعه التي التفت حول ذراعها بقوة

وقد أدارها ناحيته فورا وجمدت نظراته على وجهها وعيناها ما

أن نظر لها عن قرب وقد اكتحل جفناهما باحمرار رسم عليهما

الألم وخيبة الأمل فبدأت أصابعه تشتد على ذراعها تدريجينا

ولازال محدقا بهما فأشاحت بوجهها عنه تكره أن يشهد على

تحطمها بسببه وعلى مخلفات تمزيقه لمشاعرها ، وكم تمنت

لحظتها أن عاندت ساندرين ولم تأتي هنا أبدا .

حاولت سحب ذراعها منه لتتابع طريقها لكن قوة سحبه لها كانت

أضعاف قوتها وهو يبتعد بها جانبا تسير خلفه مجبرة لإحكام

قبضته على ذراعها حتى ابتعد بها عن حركة الموجودين هناك

وإن قلت إلى أن وصلا لأحد الأرصفة خلف صفين متراصين

من السيارات وأدارها جهته وقال بلهجة فضة قاسية ينظر لعينيها

" ما هذا الذي تفعلينه بنفسك مارياا ؟ "

سحبت ذراعها منه بقوة وبحركة عنيفة حتى أفلتها وقالت بسخرية

تنظر له من بين خصلات غرتها التي عبثت بها الريح أمام عينيها

" ما الذي أفعله أنا بنفسي ؟! "

لوح بيده قائلا بحدة

" بلى أنتي فلا مبررات لما فعلته أبدا سوى بأنه حمق وقلة تفكير "

كان رد فعلها ابتسامة ساخرة أخرى اعتصرتها من أعماق قلبها

راجية أن تخفي الموت البطيئ الذي كانت تشعر به في أعماقها

وقالت محدقة بعينيه الغاضبة

" لن أصدق أنك قد تبحث لي عن مبررات كي لا تجدها ! ثم هلا

أخبرتني ما جاء بك إلى هنا ؟ ولا تقل من أجلي فلن أصدق بأنك
ستنتظر واقفا هناك لساعة حتى وقت مغادرتي "

ولم تستطع أن تخفي تكسر صوتها وهي تتابع متشدقة

" أم أن حبيبتك الانجليزية تدرس هنا ؟ "

قست عيناه السوداوان لتصبحا حجرين غاضبين فشعرت بأن

موقفها تحول للأسوأ لكنها لن تبالي ولن تصمت ككل مرة ما أن

يصرخ بها ويأمرها وكأنها ما تزال تلك الطفلة أمامه ، أمسك

بذراعيها بقوة وقال بغضب

" المرأة الذكية قد تجد حلا مع مراوغتها وحركاتها السخيفة

لكن ما الحل مع الحمقاوات منهن ماريا تكلمي ؟ "

أبعدت يديه عنها وقالت بغضب مماثل

" سأكون حمقاء فعلا إن قلت غير ذلك واجزم بأنك كسرت قلبي

وسخرت من مشاعري بالأمس ثم ذهبت لها "

ضربته بسبابتها على عضلة صدره صارخة بمرارة تنظر

لعينيه بانكسار

" أقسم لي الآن بأنك لم تكن معها البارحة ما أن تركتني أنا خلفك "

شعرت بتلك الكلمات خرجت كالأشواك من أوردتها وتنفست بقوة

علا معها صدرها وهبط عدة مرات وقد بدأت الدموع تسقي حواف

تلك الرموش الكثيفة ما أن طال صمته وتحديقه بعينيها تشعر بنار

الغيرة تشتعل بداخلها كالسعير فهمست بمرارة لم يعد يمكنها اخفائها

كما الدموع التي ترقرقت حارة في عينيها

" أتعلم ما المشكلة بي يا تيم ؟ "

وتابعت بسخرية امتزجت بالكثير من الألم تشير بسبابتها لنفسها

ولازالت تنظر لعينيه

" أني أستسلم دائما لأحلام تدفعني للإيمان بأنها واقعية "

تحولت نظرته للغموض فجأة ولم يعد يمكنها قراءة أفكاره

وساورها ارتباك مخيف فتحركت مجتازة له لا تريد سوى الابتعاد

عنه فلن تسمح له بأن يسيطر على مشاعرها أبدا ، لكن ذلك

لم يتحقق أيضا وقد أمسك بذراعها مجددا وسحبها جهة السياج

الحديدي وأوقفها عليه وأمسك وجهها بيديه ورفعه له ناظرا

لمقلتيها الذهبيتان السابحتان وسط بركة الدموع الرافضة أن

تفارق رموشها وقال بحزم

" هي لا تعنيني في شيء ماريا "

ابتلعت غصة مرارة أنهكت دواخلها وهذا ما كانت تتوقعه تماما

سيتحاول التلاعب بوتر مشاعرها ناحيته ، أغمضت عينيها ببطء

وقد قالت بخفوت

" اختر بيننا إذا "

أبعد يديه عن وجهها وقال بضيق

" ماريا سبق وقلت بأنها مجرد جسر للوصول لوالدها فلا تجعليني

أندم على إخبارك بذلك "

نظرت له بجمود وقد ارتفعت أنفاسها تدريجيا تكابد دموعها

وهمست بإصرار

" اختر بيني وبين مهمتك إذا "

أشاح بوجهه جانبا وخلل أصابعه في شعره يتنفس بقوة وعيناها

الدامعة معلقتان به فعليه أن يختار وإن كانت حقا مجرد مهمة

كما يقول فهي لن ترضى بأخرى تشاركها فيه وتحت أي مسمى

كان فليس ثمة أنثى تعشق بصدق ترضى بأن تناصفها إحداهن

من تحب فإما أن يكون لها لوحدها أو لا شيء مطلقا ، فستفضل

الموت بعيدا عنه على أن تقف وتصفق له وهي ترى غيرها في

حضنه وتأخذ مكانها في كل شيء فالحب لا يقبل القسمة أبدا ..

أناني .. متملك .. يريد كل شيء له أو لن يتنفس أبدا ولن يدوم .

انزلقت أول دمعة من رموشها لتحتضنها وجنتها المحتقنة بالدماء

تراقب نصف وجهه المقابل لها لازال يشد شعره بأصابعه للأعلى

وصمته لا يزيد وجعها إلا حدة ويعطب جرحها المفتوح لينزف

دون توقف وقد بدأت تفقد أملها الكسير شيئا فشيئا وهي تراه

يخرج أصابعه من شعره تاركا له حرية التنفس مع الريح وقد

حول نظره للأسفل وهو ينزل يده لجيب بنطلونه الخلفي وأخرج

منه هاتفها ، وضعه في يدها التي أمسكها وقال ببرود ناظرا له فيها

" سلمتك عنقي بالأمس إن أردت الانتقام مني "

وما أن أنهى جملته تلك تركها وغادر تتبعه دموعها التي انسابت

تباعا وهي تراقبه يتوجه لسيارته وقد ركبها وغادر فورا دون

حتى أن ينظر ناحيتها فنزلت للأرض تحضن مذكراتها تبكي

بمرارة تدفن وجهها ودموعها فيهم .


*

*

*


فتح الباب ودخل ملقيا التحية على الجالس خلف الطاولة والذي

وقف له فور دخوله فأغلقه وتوجه نحوه وقد خرج له من خلف

طاولته تلك وصافحه قائلا

" أعتذر على تركك تنتظر سيدي فالأمر كان خارجا عن إرادتي "

جلس على الكرسي قائلا

" لا بأس فأنا لم أنتظر طويلا "

جلس ذاك مكانه السابق وقال

" بما يمكنني خدمة النيابة العامة ؟ أنا تحت أمركم "

نظر للأسفل وتنهد بعمق ، هو لم يستخدم صلاحياته في السابق

من أجل أي أمر لم تصدره المحكمة أو مكتب المدعي العام لكن عليه

أن يعلم الحقيقة وإن جزء منها فقط قبل أن يفقد عقله تماما بسبب

التفكير في حل لغز لا يملك منه شيئا فهو لم يعد ينعم ولا بالنوم

والراحة وهذا هو سبيله الوحيد فهو لن يضر أحدا بهذا فقط بعض

المعلومات وانتهى كل شيء .

دس يده في جيب سترته وأخرج له صورتها ومدها له قائلا

" أريد معرفة كل ما يخص هذه الفتاة ، هي حالة كانت لديكم هنا "

أخذها منه ونظر لها لبرهة عاقدا حاجبيه وكأنه يحاول تذكرها

فهي كانت أصغر سنا حين دخلت هذا المصح لكنها قضت وقتا

لابأس به عندهم ولن يصعب عليه التعرف عليها بالتأكيد ، نظر

لها مطولا ثم مدها له قائلا

" اعذرني قد لا أستطيع إفادتك في هذا "

أخذ الصورة منه وقال

" ولما الرفض ؟ هي مجرد حالة سأطلع على ملفها وبسرية تامة "

حرك رأسه برفض قائلا

" اعذرني سيدي لا يمكنني خدمتك بشيء صدقني "

شد أصابعه على الصورة بقوة وقال

" اعتبره أمر من مكتب المدعي العام "

بسط كفيه قائلا من فوره

" لست أرى أي أوراق لديك "

تنفس بقوة وقال مخاطرا حتى بنزاهة عمله هذه المرة

" سأكتب لك ورقة إن كان هذا ما يرضيك "

جمع كفيه مشبكا أصابعه وقال بأسف

" حتى مركزي هنا لا يخولني بذلك فالنزيلة آنجي جاكس

لا معلومات مدونة في ملفها قد تفيد أي أحد في أي شيء ،

ولست أعلم لما إن كان هذا سؤالك التالي "

وقف حينها على طوله ولم يعلق وهذا ما توقعه فهي دخلت

هذا المكان بشخصية مزورة لذلك جلب الصورة معه ، إذا تخمينه

صحيح ولها يد في تلك الجريمة وإن قانونيا فقط ، وقف الجالس

خلف الطاولة وقال

" يمكنني أن أدلك على عنوان الطبيب الذي كان مشرفا على

حالتها فهو من قد يملك ما تبحث عنه فوحده من كان يحتك بها

بشكل مباشر ومن كان شفائها التام على يديه "

دس الصورة في جيبه قائلا

" جيد أعطني إياه "

فتش عن ورقة كتب فيها الإسم والعنوان ثم شقها ومدها له

وقال ما أن أخذها منه

" لا تخبر أحدا أني من أوصلك له أرجوك سيدي "

رفع نظره من الورقة التي كان يطويها وقال باستغراب

" ولما ؟ هذا مجرد عنوان طبيب ! "

قال من فوره

" الفتاة كان موصى بها بعناية كبيرة ولا أحد يسمح له ولا بالاقتراب

منها غير ذاك الطبيب والممرضتان اللتان دخلتا المصح بدخوله

وخرجتا وقت خروجه فقد أتورط في أمور ومشاكل تفقدني

عملي سيدي "

أومأ برأسه موافقا وهمس يفتح الورقة مجددا

" كن مطمئنا تماما "

وعقد حاجبيه فور أن قرأ اسم ذاك الطبيب فهو لم يهتم بداية

الأمر برؤيته ليكتشف الآن بأنه عربي !! لكن لما وما الهدف

وما الذي يخفونه !

دس الورقة في جيبه وصافح ذاك الرجل وشكره وغادر من هناك

وليس يفهم لما تتشابك خيوط حكايتها كلما قام بفكها أكثر فمن هذا

الذي وراءها ويدعمها بقوة وسرية هكذا ! بل ويطمس شخصيتها

الحقيقية أيضا وكأنه يحميها من أمر ما !! من سيكون يا ترى بما

أن مطر شاهين أنكر ذلك سابقا ! عليه أن يزور ذاك الطبيب

وفي أسرع وقت ممكن ليفهم منه فمؤكد يملك الكثير ليخبره عنه ،

هذا إن لم يتكتم كالجميع وحينها سيضطر للضغط عليه وسيتحدث

وإن بالتهديد .


*

*

*


وضعت كوب القهوة على الطاولة ونظرت لساعتها متنهدة بملل

لحظة أن انفتح باب المنزل فعقدت حاجبيها تنظر باستغراب للتي

دخلت وأغلقته خلفها تحمل مذكرات في يديها بملابس أنيقة

وجميلة زادها ذاك الجسد المتناسق روعة وشعر بني ناعم وصل

لنصف ظهرها ، لم تتبين شكلها جيدا لأنها لم تنظر ناحيتها بل

سارت يسارا مباشرة لحظة أن خرجت ساندرين من جهة أخرى

وتوجهت نحو السائرة هناك فوقفت فورا ونظرت لها فهي تنتظرها

هنا من ربع ساعة تقريبا ووالدتها أخبرتها بأنها أبلغتها بوجودها

واعتذرت منها لأنها كانت مضطرة للمغادرة من أجل موعدها مع

طبيب الأسنان ، وقفت في مكانها لم تتحرك منه تنظر للتي مرت

من أمامها متجاهلة لها وكأنها لا تراها وقد لحقت بالتي توجهت

هناك حتى أدركتها منتصف ممر غرفتها وأمسكت بذراعها قائلة

" ماريه انتظري ... لما عدت باكرا و ما.... "

شهقت بقوة حين وجدت أن حالتها ازدادت سوءا عن الصباح

وقالت بصدمة

" ماريه ما بك هل ..... "

قاطعتها هامسة بحزن

" أجل جاء للجامعة اليوم "

أدارتها جهتها جيدا حتى أصبحت مقابلة لها تماما وقالت بتوجس "

ماذا حدث ؟ هل ساءت الأمور بينكما أكثر ؟ "

حركت رأسها بالنفي ولم تعرف ما تقول وكيف تشرح عما حدث

تحديدا فمررت أصابعها في غرتها بعنف قبل أن تحررها مجددا

قائلة بضيق

" لا شيء لديه ليقوله سوى الصراخ والأوامر وحين خيرته بيننا

قال مجددا بأنها مجرد مهمة فخيرته بيني وبين مهمته تلك "


وضعت أناملها على شفتيها تنظر لها بصدمة هامسة

" خيرته بينكما ؟ وماذا كان جوابه "

أشاحت بوجهها جانبا وتقاطرت دموعها وقد قالت بسخرية

تنطق مرارة

" لم يقل أي شيئ طبعا فلا يمكنه أن يختارني أنا "

وتحركت من هناك فورا فشدت ساندرين على أسنانها هامسة

بغيظ تنظر لها وهي تدخل غرفتها ضاربة بابها خلفها

" ياله من بغيض "

قبل أن تلتفت للتي وقفت خلفها مباشرة فنظرت لها ببرود وتحركت

مجتازة لها فأمست بيدها وأوقفتها قائلة

" ساندي اتركينا نتحدث واستمعي لي مرة واحدة أرجوك "

استلت يدها منها وقالت بضيق

" اسمي ساندرين ولا حديث بيننا مفهوم ؟ "

تأففت في وجهها بضجر وقالت

" كثر من ينادونك ساندي ولا مشكلة لديك ! "

تكتفت وقالت ببرود

" أجل الذين أحبهم فقط أما الغاضبة منهم فلا وخاصة أنتي "

تنهدت كنانة بقلة حيلة قائلة

" اقسم لم أقصد ما حدث ساندي ، كنت فقط أريد ممازحتك

بالصورة ولم أتخيل أن يضعها في إعلان .. اقسم لك بذلك "

أشاحت بوجهها عنها وتمتمت بسخرية

" هه صدقتك فعلا "

أمسكت بيدها وقالت برجاء

" ساندي نحن صديقتا طفولة بل وشقيقتان وليس لإحدانا شقيقة

غير الأخرى فلما نترك أمرا كهذا يفرقنا ؟ "

أبعدت يدها قائلة بضيق

" حمدا لله بات لديا شقيقة أخرى أوفى منك فابحثي أنتي لنفسك

عن واحدة تشبهك "

قوست شفتيها وبدلت ملامحها للحزن قائلة

" حقا أصبحت تكرهينني ساندي ؟ "

أولتها ظهرها وكتفت ذراعيه مجددا وقالت كاذبة

" أجل وفوق ما تتصورين "

ضمتها من ظهرها واتكأت برأسها على كتفها قائلة بابتسامة

" كاذبة لو كان كلامك صحيحا لقلتها في وجهي ، هيا ساندي

سامحيني قسما لن أكررها مجددا "

ابتعدت عنها والتفتت لها وقالت بتهديد

" أبدا أبدا ... ؟ "


رفعت سبابتها لشفتيها وقبلتها قائلة

" قسما برب الكعبة لن أفعلها مجددا ولست أعرف شخصا اسمه

رواح ضرار بعد اليوم "

نظرت لها بشك فأنزلت كتفيها متمتمة بضيق

" هيا ساندي لقد أقسمت واعتذرت فما بقي أيضا ؟ "

لوت شفتيها قليلا ثم قالت

" حسنا سامحتك "

قفزت وحضنتها قائلة بضحكة

" وأخيرا .... ما أطول غضبك وما أسوده يا ابنة الحالك "

أبعدتها عنها قائلة بضيق

" لأنها الطريقة الوحيدة التي تجدي معكم أنتم "

أمسكتها من يدها وسحبتها معها قائلة

" تعالي لنحتفل إذا والغداء على حسابي هذه المرة "

وقفت موقفة لها وقالت

" انتظري فعليا رؤية ماريه أولا "

نظرت من خلف كتفها للباب الموجود آخر الممر وقالت

" تعني تلك الفتاة التي دخلت منذ قليل ؟ هي قريبتك أليس كذلك ؟

سمعتها تحدثك وتبكي ما بها ؟ "

ضمت أطراف أصابعها لبعضها ورفعت يدها وأدارتها فوق رأس

الواقفة أمامها قائلة

" كله من بركاتكم آل الهازان لا تدخلون حياة أحد إلا و توكونوا

سببا في دمارها "

أبعدت يدها عنها قائلة بضيق

" وما ذنبي أنا كلما حدثت مصيبة سببها هازاني حملتني

المسئولية ؟ "

قالت مغادرة
" لأنكم متشابهون طبعا ، انتظريني قرب سيارتي سآتي حالا "

وما أن وصلت باب الغرفة طرقته طرقتين متتاليتين ثم فتحته

لحظة أن انفتح باب الحمام وخرجت منه التي كانت تنشف وجهها

بمنشفة صغيرة فدخلت قائلة

" جيد أنك لم تغيري ثيابك بعد ، هيا اخرجي معنا "

رمت المنشفة من يدها وقالت تنزل أكمام سترتها

" لا رغبة لي في الخروج .. أريد أن أنام قليلا "

توجهت نحوها وأدارتها جهتها ونظرت لعينيها قائلة

" هيا ماريه لن تتوقف حياتك على بائس مثله ، أعرفك لن

تنامي فلنخرج ونتسلى ولتتعرفي على كنانة ، صحيح بأنها

غبية ومملة لكنها طيبة قلب ، ولتتعرفي أيضا على باقي عائلة

زوجك المنبوذين "

أنزلت نظرها للأسفل بحزن ولم تعلق فقالت بتوجس

" هل أخبرك من تكون تلك الفتاة ؟ "

أشاحت بوجهها جانبا وهمست بحزن

" لا "

تنهدت بأسى وأمسكت بيدها وضغطت عليها برفق هامسة برجاء

تنظر لنصف وجهها المقابل لها

" توقفي عن تعذيب نفسك من أجله ماريه ، أقسم أن يركض

خلفك مستجديا وستري بنفسك ، ثم هو قال أنها ... "

قاطعتها متوجهة جهة الخزانة

" لا يهم ما قال بل ما يفعل "

وتابعت ببكاء وقد اتكأت بجبينها على بابها الخشبي

" كان معها البارحة ساندي ..! مهمته لم يتأخر عنها أبدا ما أن

رماني هنا "

ملأت دموع الغضب عينيها وتوجهت ناحيتها وضمتها من ذراعها

واتكأت برأسها على رأسها وقالت برجاء

" حلفتك بالله ماريه يكفي بكاء عليه لأنه لا يستحق "

ثم قبلت خدها وقالت مغادرة جهة الباب الذي تركته مفتوحا

" سأنتظرك ولن نغادر حتى تأتي فغدا تبدأ عطلة الأسبوع

ولن نحصل على وجبة غداء من تلك الهازانية المقفرة دائما "

وخرجت مغلقة الباب خلفها فمسحت دموعها بقوة وتوجهت

جهة طاولة التزيين رفعت المشط وسرحت شعرها به فسيكون

خروجها أفضل من بقائها هنا بالتأكيد فعلى الأقل لن تفكر فيه

وفي كل ما حدث لبعض الوقت .




*

*

*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس