عرض مشاركة واحدة
قديم 15-12-17, 07:34 PM   #4975

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




نظرت له بعبوس ثم تكتفت وقالت ببرود

" خرجت بي منذ الصباح الباكر لنتنزه أم لتأخذني حيث تريد

أنت وتدخل بي لأماكن تجلب الكآبة ؟ "

ضحك وقرص خدها بقوة متجاهلا تألمها ومحاولة إبعاد يده قائلا

" هذا أول مكان أدخل له ، ثم نحن بالكاد اجتزنا أول شارع بعد

المنزل يا كاذبة "

وتابع وهو يدخل محل بيع الأدوات المدرسية والقرطاسية

" سأخرج بسرعة ... خمس دقائق فقط "

تنهدت بقلة حيلة ووقفت أمام الواجهة الزجاجية العريضة للمحل

تنظر لبطاقات المعايدة المصفوفة خلفه مباشرة قبل أن يلفت

انتباهها رف المجلات والجرائد الموضوع أمامه أو بالأحرى الخبر

الذي احتل أغلب أغلفتها

( مطر شاهين يعترف وعلانية بأن سبب هجرانه لزوجته قبل أكثر

من عشرة أعوام هو امرأة أخرى ... !! )

كانت صورته تحتل أغلب الصحف إن لم يكن جميعها وهو يعتلي

تلك المنصة والخبر ذاته وإن اختلفت الصيغ حتى أنه قلة من

عنونوا بما قدمه من دعم للجمعية وتغيير للقوانين ، حتى أن

بعضها افتخرت بعرض صورة تلك الزوجة ولأول مرة في تاريخ

البلاد ، وليس أي صورة بل مشهدها وهي ترفع نظراتها وعيناها

السوداء الواسعة الدامعة به وهو يلقي تلك الفاجعة على مسمع

ومرأى من الجميع ، وها هي الصحافة بدأت بنهش لحمها من

جديد وهي التي لم تأخذ فترة استراحة منهم أبدا ، ابتعدت من

هناك تشعر بحجم كآبتها يتضاعف مجددا واختارت الجلوس على

حافة الرصيف المرتفع قليلا تحضن ركبتيها تراقب حركة المارة

في الجانب الآخر من الطريق أمام المراكز التجارية التي تفتح

أبوابها للتو قبل أن تسرح بنظرها للأرض تحتها فقد أصر الكاسر

اليوم على أن يخرجا للتنزه معا ولم يترك والدتهما حتى وافقت

شرط أن لا يركبا الدراجة النارية وأن لا يبتعدا فبعد تلك المرة

التي أوشى بهما الحراس فيها وبأنه كان يتخطى السرعة المسموح

بها في الطرقات حرمتها من ركوبها معه مجددا ومن أن يركبها

هو لشهر كامل كعقاب له فهي تعلم بأن حرمانه منها لأسبوع واحد

فقط يساوي لديه عاما كاملا ، لذلك اختار أن يتنزها على الأقدام

وهي لم ترفض ذلك أبدا فأجواء ذاك المنزل اليوم وإن تجنب كل

واحد منهم عند الفطور الحديث عما حدث بالأمس إلا أنها كانت

مشحونة بشكل متلف للأعصاب ولا شيء سوى النظرات الصامتة

التي تقاذفتها والكاسر تشعر بأنه ثمة أمر مريب حدث بين والدتها

وخالها رماح ويبدوا أن عمتهم على علم به أيضا وليست تعلم لما

تشعر بأنه ثمة شجار حاد دار بينهما قبل اجتماعهم على طاولة

الطعام لكنها لا تفهم ما يكون فيبدوا رماح مستاء للغاية !!

شعرت بالقدمان اللتان وقفتا قربها ولم ترفع رأسها له ولم تتحرك

من مكانها فجلس بجانبها يحمل في يده كيسا صغيرا ووصلها

صوته مازحا

" يبدوا اشتقت لأيام المدرسة الابتدائية والجلوس على الرصيف

منتصف الطريق "

ضمت ركبتيها أكثر وأرخت ذقنها على ذراعها هامسة

" الجو رائع اليوم "

قال مبتسما يحرك الكيس في يده

" أجل ففصل الربيع هنا هو الأجمل في البلاد بأكملها "

اتكأت بجانب وجهها على ذراعها ناظرة له وقالت

" يبدوا أنك تحب العمران كثيرا ؟ ماذا إن وجدت نفسك مضطرا

للرحيل منها يوما ما ؟ "

حرك كتفيه وقال ببساطة

" لا فرق عندي ... ولست أهتم حقا لذلك "

شقت ابتسامة طفيفة ملامحها الحزينة وقالت بتفاؤل

" تعني إن رحلت والدتي منها ستكون معها ؟ "

نظر لها وقال مبتسما

" تعني إن رجعت لوالدك ؟ "

أبعدت نظرها عنه فورا ونظرت لقدميها على الأرض وهمست

" لما تقول هذا ؟ أنا كنت أتحدث بشكل عام "

ضحك ضحكة صغيرة وقال

" كاذبة ... لم تكوني تسألي عن هذا سابقا فما ذكرك به الآن ؟ "

شدت ذراعيها حول ركبتيها وتمتمت بعبوس

" ذكرني به من لا يظهر إلا ليذكرني بالمأسي المخفية عني "

ساد الصمت من طرفه ولم يعلق فنظرت له فكان ينظر للبعيد

ويبدوا شارد الذهن وقد غاب مع أفكاره وحيدا فشعرت بتأنيب

الضمير فما كان عليها قول ذلك وجرح مشاعره .. لكنها كانت

تجرحها باستمرار سابقا وبقسوة ودون أن تعلم ، أبعدت نظرها

عنه تنظر حيث ينظر بعيدا للرجل الخارج من أحد المحلات التجارية

مع طفليه متوجهين لسيارتهم وهمست بحزن

" كنت أنانية دائما ولم أفكر سوى بنفسي فأنتم تحتاجون لها أكثر

مني وهي يبدوا تحتاجكم أكثر منا "

ومسحت دمعة تسربت من رموشها فحضن كتفيها بذراعه وقبل

رأسها قائلا

" تفكيرك خاطئ يا طفلة فهي لا تحتاجنا كما تحتاجكما أبدا ،

رماح سيجري العملية يوما ما بالتأكيد ويتزوج وكذلك رعد أما

عمتي فيمكنها العيش مع أي منهما لكن والدتك لن تجد السعادة

إلا معكما صدقيني "

نامت في حضنه وهمست ببحة بكاء

" وماذا عنك أنت ؟ فأنت لن تتزوج ولن يكون وجود أي منهم

في حياتك كوجودها وهي تعلم ذلك جيدا "

ضمها له أكثر قائلا

" وأنا سأسافر من أجل دراستي يوما ثم سأتزوج بالطبع كغيري

ونهاية الأمر ستبقى هي وحيدة بلا عائلة ولا أبناء آخرين ولا زوج

يحبها ويحتويها "

وتبدلت نبرته للحزن وهو يتابع

" لا انكر أنها تعني لي كل ما يربطني بهذه الحياة فهي والداي

اللذان لم أراهما يوما .. كبرت على يديها وكان كل واحد منا

طوق نجاة للآخر من وحدته وضياعه وهمومه ولست أتخيل أن

يمضي يوم دون أن أراها فيه لكني أيضا لن أسمح لنفسي أن

أسعد على حسابها وأن أسلب سعادتها لألون بها عالمي فوالدتك

عاشت حزينة مكسورة ومذبوحة من الوريد حتى الوريد طيلة

تلك الأعوام وإن كابرت وأخفت ذلك ولن أشعر أبدا بالراحة وهي

تعيسة وسعادتها بعيدا عني "

مسحت دموعها بظهر كفها وهمست ببحة

" يمكنك أيضا أن تكون معها حيث ستكون لأنها مؤكد لن ترضى

بغير ذلك "

ابتسم كعادته لا يظهر ولا ألمه المدفون وهو يقول بضحكة

" ألسنا نتحدث في أمر سابق لأوانه ياعدوة الفرح فها هو والدك

من يغلق السبل بينهما ... يا له من أحمق لقد بدأت أفقد إعجابي به "

ابتعدت عنه وقالت بضيق

" هييه لا تنعت والدي بالأحمق "

دفعها من جبينها بإصبعه قائلا بتملق

" وهو والدي أيضا أم نسيت هذا ؟ "

ابتسمت من بين ضيقها وكأنها اكتشفت شيئا عظيما للتو وقالت

بسعادة

" أجل كيف نسيت ذلك ! فبما أنها أرضعتك وهو زوجها فهو

والدك أيضا "

ضحك وشد سبابتها بإبهامه وضرب بطرفه جبينها بقوة آلمتها قائلا

" يا له من اكتشاف عظيم سمو الأميرة تيما "

دفعته وضربت رأسه بيدها قائلة بضيق

" أجل وستعيش معه رغما عنك فمن هذا الذي يرفض أن يكون

له والدان ؟ "

ساد الصمت بينهما فجأة وقد انتبها حينها فقط بأنه ثمة من يقف

وراءهما مباشرة فوقفت أولا التي حركت حواسها رائحة ذاك العطر

الرجالي المميز تنظر بصدمة وارتباك للواقف أعلى الرصيف يديه

في جيبي بنطلونه الجينز ترتفع سترته قليلا خلفهما ينظر لعينيها

بصمت ووقف الكاسر حينها ومد يده له قائلا بابتسامة

" مرحبا ... لم تتح لنا الفرصة بالأمس لنتعارف "

مد يده وصافحه قائلا بابتسامة مماثلة

" مرحبا بالكاسر ... كيف أنت ؟ "

ضحك ممررا أصابعه في شعره وقال يرمق الواقفة بجانبه

بطرف عينه

" أنا بخير حاليا لكن لن يدوم الأمر طبعا إن لم تبتعد قريبتك
عن حياتي "

وكزته بمرفقها ورمقته بحنق قبل أن تنظر للواقف أمامهما

قائلة بإحراج

" لم أكن أعلم أنك لم تغادر العمران ! "

قال بابتسامة جانبية

" بلى غادرت عصر الأمس لحوران "

نظرت له بصدمة بينما نقل الكاسر نظره بينهما مستغربا وقال

ما أن استقر نظره عليه

" ولما غادرت بالأمس إن كنت سترجع اليوم باكرا !

إنها ست ساعات ذهابا وإيابا !! "

رفع كتفيه مبتسما بمكر يرمق الواقفة بجانبه وقال

" كنت أتحدث مع أحدهم البارحة وأغلق الخط بل وهاتفه أيضا

ولم يشفق عليا بفتحه طوال الليل لأعلم ما أصابه "

نظر له الكاسر بصدمة رافعا حاجبيه قبل أن ينظر للواقفة بجانبه

ويمسك بها وهي تنظر للواقف أمامهما فوق الرصيف بتهديد

تعض شفتها السفلى فوكزها بمرفقه لقربها الشديد منه فكتمت

تنفسها من الإحراج متجنبة النظر له .. البائس الأحمق ها قد

انتقم منها بالفعل ، أخرج الكاسر هاتفه من جيبه مبتسما وقال

رافعا له

" يبدوا أنه عليا إجراء مكالمة ما "

وابتعد عنهما سريعا ونظرها يتبعه قبل أن تنظر للواقف أمامها

بعبوس فتكتف قائلا بابتسامة جانبية

" من منا سيلقي باللوم على الآخر فيما حدث ؟ "

عضت طرف لسانها في حركة طفولية وقالت محرجة

" آسفة الخطأ كان مني فعلا فهاتفي سقط على الأرض وانفصلت

البطارية عنه ولم أنتبه له إلا صباحا لأني نمت دون أن أشعر "

لاذ بالصمت ولم يعلق وقد علقت نظراته على ملامحها الفاتنة

طفولية القسمات في كل شيء حتى في طريقة حديثها وحركة

يديها وابتسامتها المحرجة ولا يفهم حقا معنى هذه المشاعر

المتضاربة التي تعبث به كلما كانت أمامه ، هربت من نظراته

للأرض وقالت تراقب حركة مقدمة حذائها على حافة الرصيف

" لم تخبرني ما هو الأمر الذي سيعجبني سماعه ؟ "

ورفعت نظرها به حين تقدم خطوة بسبب السيدتان اللتان عبرتا

الرصيف خلفه مفسحا لهما المجال وتراجعت هي خطوة للوراء

فقال مشيرا بإبهامه يسارا

" هل نسير معا ؟ "

نظرت له ببلاهة لبرهة قبل أن تستيقظ لنفسها ونقلت نظرها بينه

وبين الكاسر الواقف هناك هاتفه على أذنه موليا ظهره لهما

وتمتمت بتوتر وببعض التردد

" أ... اممم ... لكن الكاسر ... وهو إن عاد من دو.... "

قاطعها متراجعا خطوة للوراء ورافعا كفه

" لا بأس أفهم قصدك وآسف حقا "

وما أن كان سيستدير مغادرا قالت موقفة إياه

" انتظر يا أحمق "

وتحركت جهة الكاسر قائلة بضيق

" أنت لا حلول وسط لديك أبدا "

راقبها مبتسما وهي تتحرك جهة شقيقها .. كانت تلبس تنورة

جينز وقميص حريري قصير بأكمام مفتوحة تزين بعض الفصوص

حوافها وحجاب ناعم بلون عينيها تتحرك في تلك الملابس كالحورية

الصغيرة تأسر الناظر لها حتى في خطواتها فهل كانت تتخيل أن

يغادر هكذا ببساطة ؟ فمثلما ما كانت هي لترده خائبا وقد قطع

كل هذه المسافة ليطمئن عليها ما كان ليضيع هو فرصة وجودها

خارج أسوار منزل والدتها وكان سيبحث عن حلول وسطى بالتأكيد .

بينما وصلت هي للواقف هناك وعقدت حاجبيها باستغراب تسمع

حديثه الذي يفترض أنه مع شخص ما في الطرف الآخر

" الحمقاء المنحلة ستجعلني سخرية للمارة وسأريها فيما بعد "

ابتسمت تمسك ضحكتها وسحبت الهاتف من يده فالتفت لها فورا

عاقدا حاجبيه ونظرت هي لشاشة الهاتف وضحكت فسحبه منها

قائلا بضيق

" وقحة ... هل انتهى الموعد الغرامي سريعا هكذا ؟ كنتما
جلستما قليلا "

ضحكت مجددا وقالت بصوت منخفض

" ما رأيك لو تسبقني للمنزل "

انفتحت عيناه على اتساعها وقال

" انظروا للوقحة وتقولها علانية أيضا ودون خجل !! "

لكمته في كتفه وقالت محرجة

" لا يأخذك خيالك بعيدا فثمة ما سنتحدث فيه ويبدوا مهما ثم

هو قريبي إن نسيت "

أومأ برأسه قائلا بابتسامة جانبية

" آه أجل قريبك وموضوع مهم ؟ "

ثم غادر من حيث جاءا ملوحا بيده قائلا

" أخبريني فيما بعد عن هذا الموضوع المهم رجاء ؟ "

ابتسمت تراقبه مبتعدا ثم التفتت جهة الذي لازال يراقبهما من هناك

وسارت جهته متجنبة النظر له حتى وصلت عنده وقالت مبتسمة

تلمس شفتيها العليا بطرف سبابتها

" هل تشتري لي المثلجاث من عربة البائع هناك "

وأشارت له بسبابتها فابتسم ونظر حيث العربة الخضراء

المزينة على مسافة قريبة منهما وتحرك قائلا

" موافق "

فسارت بجانبه فورا قائلة بابتسامة

" رائع فالكاسر رفض مرارا أن ياخد لي منه متحججا بأنها عربة

جوالة وغير صحية "

حرك رأسه مبتسما فالكاسر المراهق رفض خوفا على صحتها

ووافق هو ما أن طلبت ذلك منه ! قال وقد وصلا لها

" إن أصابك شيء فلا علاقة لي بذلك "

وقفت أمام العربة تنظر للأحواض المغطاة بأغطية زجاجية

وقالت مبتسمة

" لا تخف لن أذكر اسمك أبدا "

قال العجوز الواقف خلفها ببشاشة

" أجمل أيسكريم هو ما يؤكل عند الصباح ...
فماذا ستختارين آنستي ؟ "

أشارت بإصبعها مبتسمة

" أريد الفراولة ... والفانيليا أيضا "

فتح الأحواض وقال مبتسما وهو يملأ لها الكوب الورقي الملون

" هل تعلمي بأن المرأة التي تحب أيسكريم الفراولة هي الرقيقة

دائما أما الفانيليا فهي التي تحب إسعاد من حولها ؟ "

نظرت للواقف بجانبها مبتسمة وكان ينظر لها بدوره راسما

ملامح هادئة على وجهه ثم عادت بنظرها للذي مد لها بكوب

الآيسكريم بعدما رش على سطحه الكثير من المكسرات وغرس

فيه ملعقة بلاستيكيه وقالت مبتسمة وهي تأخذه منه

" أكره نكهة الشيكولا والليمون أيضا "

قال ضاحكا وهو يمد لها منديلا ورقيا

" توقعت ذلك فذاك النوع هم المسيطرات وحادات الطباع "

ضحكت وشكرته هامسة فأخرج الواقف بجانبها نقودا من جيبه قائلا

" كم حسابك ؟ "

دفع له النقود وتحرك من هناك فلحقت به قائلة

" لم تأخذ واحدا لنفسك ؟ "

ولم تترك له مجالا ليجيب أو يعلق وهي تعود أدراجها وقد أخذت

ملعقة أخرى من البائع وعادت ناحيته وغرستها في الآيسكريم قائلة

" سنأكله معا فأنا أساسا لا يمكنني أكل كل هذا لوحدي "

قال وهما يبتعدان قليلا

" لو انتظرت قليلا لأخبرتك بأني لا أريد "

رفعت الكوب بينهما قائلة بإصرار

" وأنا لن آكل إن لم تأكل أنت ، أم أن هدنتنا صورية فقط ؟ "

تنهد مستسلما ورفع الملعقة وأكل ما فيها فأكلت ما في ملعتقها

متلذذة وقالت

" أم أنك تضن أن الأطفال فقط من يأكلون هذا ؟ "

خرجت منه ضحكة عميقة مكتومة وقصيرة وقال

" لو كان كذلك لكانت ردة فعلك مختلفة بالتأكيد "

ضحكت وغرفت من الأيسكريم مجددا قائلة

" أنت لا تنسى أبدا ، ثم هذا ليس كحلوى الدب تلك ولا يتناوله

الأطفال فقط "

نظرت بعدها لوجهه وقالت

" كم عمرك أنت ؟ "

نظر لها لبرهة ثم نظر لنهاية الشارع بعيدا حيث يتوجهان بخطوات

بطيئة وقال مبتسما

" ولما هذا السؤال ؟ "

رفعت كتفيها وقالت مبتسمة

" لا لشيء فقط مجرد سؤال ويمكنك أن لا تجيب عليه "

نظر لوجهها مجددا وقال

" أنا في السادسة والثلاثون "

ابتسمت من فورها قائلة

" لست كبيرا .. "

عاد بنظره للشارع وقال بابتسامة ساخرة

" أبلغ الأربعين مثلا لتريني كبيرا ؟ "

ضحكت وقالت تأكل من الأيسكريم

" ليس ذلك أقصد فرجال الحالك لا يمكن تقدير أعمارهم أبدا

وبشهادة الجميع ، ثم والدي كان في مثل عمرك حين تزوج بوالدتي "

نظر لها وقال

" وكم كان عمرها هي ؟ "

أخرجت الملعقة من فمها وقالت بتفكير

" في التاسعة عشرة أعتقد "

قال من فوره

" معلوماتك خاطئة فهما تزوجا وهو في الخامسة والعشرين بينما

كانت هي في العاشرة "

تأوهت قائلة

" لا هكذا سيظهر كبيرا جدا أمامها حين تزوجا ، ثم ذاك الزواج

كان صوريا فقط وقتها بل وسريا أيضا "

قال بعد صمت لحظة

" وما رأيك أنتي في فارق السن بين الزوجين ؟ "


حاولت إخفاء ارتباكها من سؤاله وقالت تنظر لمفترق الطرق الذي

وصلاه نهاية الشارع

" لم أفكر في ذلك من قبل "

ظنت أنهما سعبران الشارع لكنه فاجأها بأن وقف مسندا يده

بعمود الإنارة مقابلا لها وقال ناظرا لعينيها

" حقا لست تهتمي بأن يزوجك والدك بمن يكبرك بكثير ؟ "

عضت باطن شفتها ونظرت للكوب في يدها ولجزئها الذي أكلت

أغلبه بينما لم يأكل هو إلا القليل منه وأشارت بملعقتها قائلة

" أنت لم تأكل ! "

وصلها صوته مباشرة

" أعتبر نفسي أكلت كثيرا فهذه المرة الأولى التي أتذوقه فيها "

نظرت له بصدمة وقالت

" أول مرة تتذوقه ! "

حرك كتفيه قائلا

" لا أحبه ولم آكله يوما "

تأوهت من فورها ملوحة بيدها والملعقة ما تزال فيها وقالت

" لما أجبرت نفسك وأكلت إذا ؟ "

قال بابتسامة جانبية ناظرا لحدقتيها الزرقاء

" لأنك لن تأكلي إن لم آكل أم نسيت كلامك ؟ "

نظرت للكوب في يدها وشعرت بالدماء تلون خديها وقالت محرجة

" حسنا كيف وجدته "

قال بضحكة صغيرة

" سيء للغاية "

ضحكت ولم تعلق وعادت للأكل منه مجددا وكادت تغص

بالأيسكريم حين وصلها صوته قائلا

" حقا ستوافقين على الزواج ممن سيختاره والدك

وكان من يكون ؟ "

رفعت نظرها المصدوم لعينيه ولملامحه الرجولية الجذابة التي

اكتساها الجمود فجأة وعلقت نظراتهما بطريقة أربكتها كما

أخافتها نظرته تلك كثيرا وكانت تشعر وكأنه يبحث عن الجواب

في عينيها قبل كلماتها فهربت بهما منه لكوبها مجددا وهمست

" أجل "

علمت من حركت أصابع يده التي قبضها بقوة ثم وبسرعة خاطفة

فكهم مجددا بأن جوابها لم يرق له وشعرت بأن الجو بات مشحونا

جدا بينهما وليست تفهم كيف ولما لكنها استشعرت تلك الهالة

الغامضة التي أحاطت به ورفعت نظراتها المصدومة به حين

قال ببرود

" أيعجبك أن تكوني ضعيفة شخصية هكذا ؟ "

كان ينظر جانبا حيث حركة السيارات على الطريق مشيحا بوجهه

عنها وكأنه يهرب من النظر لما خلفه من ألم في ضحيته فقربت

حاجبيها الرقيقان تنظر له بأسى وهمست بعدم استيعاب

" ضعيفة شخصية ! "

تمنى الجزء الحالم فيها أن تكون أخطأت في سماع ما قال

أو أنه من أخطأ في قول ذلك وسيبدل كلامه وموقفه الآن لكن

شيئا من ذلك لم يحدث بل ولم يكتفي بذلك فقط وقد نظر لها

مجددا وقال بقسوة

" أجل وأرى الجميع يسيرونك وترضخين وإن كان في الأمر هلاكك "

شعرت بغصة في حلقها وامتلأت عيناها بالدموع وقالت بحنق

" ضننت أننا فعلا بدأنا ننسى ما حدث سابقا لكنك أبدا لم تفعل "

وما أن أنهت جملتها تلك أولته ظهرها وغادرت من هناك قائلة بضيق

" شكرا على المثلجات رغم أني لا أستحقها بكل تأكيد "

وتابعت طريقها بخطوات سريعة غاضبة تحاول أن لا تبكي كي

لا تمسح تلك الدموع ويعلم بها فهي لم تسمع خطواته يتبعها

وليست تعلم حتى إن كان ما يزال واقفا هناك أم غادر .



*

*

*


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس