عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-17, 12:34 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي






أوركـــــــــــــــــــيـ ـــــــــــــــــــدة بـــــــيــــــــضـــاء

-1-

24 نوفمبر 2011،

الساعة 14:45

مطار جون إف كينيدي، نيويورك

تتحرش رائحة القهوة بذاكرتها حد الجنون ... فعندما تهرب من ذكريات واقعية ولَّت ... تختلق رائحة القهوة بداخلها ذكريات وأماكن لم تكن ... تذكرها بمقهى الشانزليزيه وفتيات باريس .... وعشق عابر في أروقة روما ... ويوم غائم على أعتاب لندن ... تذكرها بصلاة لم تقمها في القدس ... ورحلة حج مزعومة إلى مكة ... وطفلة جميلة ذات جدائل ذهبية...!!!

تحتضن كوبها بين أناملها بقوة علَّه يبعث في أوصالها دفئًا يشملها حتى ترحل عن تلك المدينة الباردة المقبضة، إلا أنها تدري أن برد هذه المدينة المجنونة الذي يصل تحت الصفر أحيانًا قد جمد شرايين دمائها وأنها ستحمل تلك البرودة معها أينما حلت. ترفع كوب القهوة السوداء إلى فمها ترتشف رشفة منها فتعود القهوة لتتلاعب بذاكرتها ... تتسلل الرائحة إلى عقلها تقلب في جنون في ملفات وصور حاولت جاهدة طيها في بئر الذاكرة الذي ظنته سحيقًا، إلا أنها كل حين وآخر تكتشف أنها كانت مخطئة ... وهاهي ذاكرتها تعانق رائحة القهوة وتمارس ألاعيبها مجددًا على قلبها المنهك.

20 يونيو 2003

أحد الأحياء الشعبية، القاهرة

... وكأنها ترى تلك الصبية تسير بحزم على جانب هاك الحارة الضيقة وقد عقدت حاجبيها تحاول تذكر ما خطته منذ قليل .. أكان صوابًا أم تراها وقعت في الخطأ سهوًا..؟ تسير ناظرة إلى الأرض دون تلفُّت وحارتها البسيطة الصغيرة التي تقطن بها تشيعها بالروائح المختلفة التي جمعت بين رائحة البن المطحون النابعة من محل البن الصغير ذاك ورائحة الفول والطعمية من عربة عم سيد ورائحة دخان الشيشة الصادر من ذاك المقهى الذي يحتل ناصية حارتها حيث اختلطت أصوات الباعة الجائلين ورواد المقهى وشباب ونساء يتحدثون بصوت مرتفع، إلا أنها لم تلق السمع فقد كانت شاردة في عالمها الخاص. تصل إلى البناية المتهالكة التي تسكن بها، تصعد بضع درجات من السلم و...

- "نوووور ... هااه .. عملتي إيه النهاردة..؟"

ترفع عينيها إلى محدثها ثم لم تلبث أن تخفضهما مجددًا في غضب وتنطلق دون أن ترد عليه فيقول بتهكم: - "براحة طيب أحسن يطق لك عرق .. أنا باسألك عن الامتحان مش عن لون شعرك..!"

صعدت درجات السلم مسرعة وقد ملأها الغيظ من ذلك الجار الذي لا يكل من توجيه الحديث إليها على الرغم من ثقته من أنها لن تقف لتتناقش معه عما خطته في اختبارها أو أي أمر من الأمور، و...

- "اااه... أ ... أ... أنا آسفة"

قالتها نور وهي تصطدم بشخص ما كان واقفًا أمام باب منزله قريبًا من الدرج الذي كانت منطلقة عليه، رد عليها:

- "لا ولا يهمك.. اتفضلي يا آنسة.."

لم تدر نور أنه كان يراقب الموقف الحاصل منذ قليل، لتصعد إلى أعلى البناية وتفتح منزلها ثم تدلف إلى منزل بسيط مرتب نظيف رغم تهاوي طلاء الجدران بفعل الرطوبة ورغم الأثاث غاية في البساطة المتناثر في أرجائه.

- "مالك يا نور فيه إيه..؟ الامتحان كان صعب والا إيه..؟"

تُقى ... تُقى الصغيرة الكبيرة التي تملأ المنزل فرحًا بمزحاتها ونكاتها وضحكاتها ... نعم هي شقيقتها الصغرى إلا أنها تحب كثيرًا أن تلعب دور امها منذ أن وطأت قدمي نور مرحلة الثانوية العامة وتُقى تتحمل عنها وعن امهما اعباء المنزل بجانب مذاكرتها. نعم تُقى شقيقتها الأصغر منها إلا أن قامتها النحيفة تتخطاها طولاً وبشرتها القمحية تميل إلى البياض بعكس نور التي تميل بشرتها الحنطية إلى السمار. تُقى التي لم تتعد الخمسة عشر عامًا تقف في قلق تسألها عن الامتحان وكأنها هي الأكبر..! حاولت نور طمأنتها بأنها أبلت بلاءًا حسنًا بالامتحان إلا أن تقى أصرت أن تعرف سر تغير ملامح نور التي لا تجيد إخفاء انفعالاتها، فوجهها مرآة صافية لروحها. لم يكن حديثًا جديدًا على تقى التي اعتادت تطفل الجيران واقتحامهم لحياتهن فقط لأنهن ... متحفظات منغلقات على أنفسهن ... نور وتقى وأمهما، فأقتضبت نور في ذكر ما حدث لها منذ قليل من جارٍ لا يراع حق الجوار ويصر على التعرض لها كلما طلعت أو نزلت...

- ما انت عارفة يا تقى رخامة اللي اسمه وليد ده .. في الطالعة والنازلة لازم يستهبل ..

قالت تقى بتأهب:

- عمل لك إيه البني آدم ده..؟

أعادت تقى ابتسامة شقيقتها إلى شفتيها بطريقتها في السؤال وكأنها ستقوم من فورها لتقضي عليه أو لتعاتبه، نعم .. هذه هي تقى .. شديدة الانفعال بصدد أي شيء يمس اسرتها لدرجة جعلت نور تقول لها يومًا ما "أنت يا تقى عصفوري الحارس، صحيح عصفورة صغننة بس أنت اللي بتاخدي بالك مني.." تحب أن تعرف تفصيل كل موقف لا تكتفي بالمختصر أو الكلام المبتور ... تحب تقى الاستفاضة في الأمور كلها. ولأن نور تدري أنها لن تتركها إلا بعد أن تعرف كل شيء قصت عليها حرفيًا الموقف الذي مرت به ثم فركت يدها في توتر وأكملت : - غاظني جدًا لدرجة أني وأنا طالعة خبطت في حد كان خارج من بيت طنط قدرية من غير قصد..

سألت تقى باهتمام: - مين اللي خبطتي فيه..؟

قالت نور: - مش فاكرة كان عمو حمدي واللا محمود طبعًا مابصيتش .. أنا اعتذرت وطلعت جري..

حاولت تقى تخمين هوية الشخص الذي اصطدم بنور ..

- أنا أقولك .. وانت طالعة كان دورهم ريحته مفحفحة بارفان كدة وتشرح والا عادي..؟

ضيقت نور عينيها متذكرة وهي تقول : - أيوة صح .. كان فيه ريحة بارفان على ما أتذكر... وبعدين أحنا مالنا بارفان واللا ما بارفان...

قالت تُقى وقد اتسعت ابتسامتها: - يبقى حضرتك يا عيني طيرتي الدكتور محمود..

الدكتور محمود حمدي جارهم الذي يقطن بالدور الثاني ابن صديقة امهما الوحيدة وهي من الثلة القليلة التي تحترم خصوصية جيرانها ولا تقحم نفسها قسرًا في حياة الآخرين كدأب الغالبية العظمى من الجيران ... الست قدرية.

- برافو عليكي ... ولا المفتش كولومبو ... بطلي فزلكة بقى وادخلي شوفي وراكي إيه قبل ما ماما ترجع من الشغل...

شهقت تقى قائلة: - هااااه... يانهااااار ... الرز...

هرولت تقى إلى المطبخ الذي امتلأ برائحة الأرز المحترق وقالت باكية: - منك لله يا نور.. قعدت ارغي معاكي ونسيت اوطي عالرز.. أهو شاط...

وقفت نور على باب المطبخ قائلة وهي تخرج لسانها: -أحسسسسن..

قذفت تقى عليها كوبًا بلاستيكيًا خفيفًا وهي تقول: - ماشي ماشي ... ليكي يوم.. ماهو انت مش هاتفضلي تمتحني ثانوية عامة على طول وسايباني شايلة البيت على راسي لوحدي.. بكرة تخلصي امتحانات وهاوريكي يا نور...

تعالت ضحكات نور الصافية النابعة من القلب وقتها التي عندما تطوف بذاكرتها تراها وكأنها محض خيال بعد أن صارت ضحكاتها كضحكات إنسان آلي.

***

24 نوفمبر 2011،

الساعة 15:00

مطار جون إف كينيدي، نيويورك

تأملت كوب القهوة الذي شردت عنه فبرد سريعًا.. رفعت عينيها المثقلتين بالهموم فاصطدمت بعينيه السوداوين العميقتين وحاجبيه المعقودين مع شفتيه المزمومتين، فأشاحت بوجهها سريعًا، فقد كان آخر ما ينقصها هو ذلك الشخص الذي لا يقل برودة عن تلك البلد. أما هو فقد ابتسم بسخرية قائلاً في نفسه:

- أقنعة ... كل ما ترتديه حتمًا أقنعة...

قالها متأملا حجابها الأبيض الفضفاض ووجهها الشاحب الخالي من أي مساحيق حيث كانت كائنًا غريبًا في مطار جون إف كينيدي الممتلئ بكل الأشكال والألوان والذي صار مزدحمًا بصورة زائدة نظرًا لإجازة عيد الشكر. غضب عندما وجد نفسه يتطلع إليها بتفحص وهي شاردة، حتى رفعت عينيها واكتشفت ذلك .. لمح في وجنتيها حمرة خفيفة قبل أن تعاود النظر في كوب القهوة الخاص بها مرة أخرى، كما لمح التماعة غير عادية في عينيها. لم يدر لماذا قفزت في ذهنه كلمة "أوركيد" وقتها...!! أشاح بوجهه وهو يعقد ذراعيه على صدره في غضب ليجد فتاة شقراء طويلة تجلس بجواره على مقعد من مقاعد انتظار الطائرات بتلك الساحة الفسيحة، كان يبدو أنها تتأمله باهتمام وقد اقتربت جدًا منه دون أن يلحظ ذلك.

- يو أر إيجيبشان...؟

خفض عينيه ونهض قائلاً: - إكسكيوز مي

ثم وجه حديثه إلى نور قائلاً: - هاشوف البوردينج هايبدأ أمتى.

وضع قدح القهوة الخاص به الذي كان قد انتهى من ارتشافه ثم انطلق مسرعًا، نهضت الشقراء بدورها، لم تنظر نور إلى حيث اتجه فهي تعرف دأب أغلب الرجال.. طاف بذاكرتها ذاك المقهى في نيويورك وتلك النادلة الشقراء الفاتنة التي تعمل به والتي كانت فيما يبدو تجني أضعاف راتبها من بعض سفهاء العرب الذين يقفون معها لالتقاط صورًا وهم يحتضنونها ويجزلون لها العطاء في مقابل صورة سيعرضونها بتفاخر على أقرانهم أو يضعونها على الفيس بوك أو تويتر بفخرٍ شديد ليروون للعالم السيناريو الخاص بهم والحكايا التي لفقوها عن علاقة كل منهم بتلك المخلوق الفضائي الفاتن رغم أنهم في استطاعتهم تركيب آلاف من تلك الصور بواسطة الفوتوشوب إلا أنها عقدة الخواجة العتيدة. غشت عينيها سحابة من الادمع المتجمدة وهي تذكر غزوات الشقراوات في عقر دارها و...

- "لـ...لكنني لا أؤمن بسانتا"

قاطع صغيرها استرسالها في ذكرياتها الموجعة بتلك الكلمات القلائل اللاتي نطقهن بتوتر، قالها لطفلٍ أمريكي في نفس عمره أو أكبر قليلاً، قال الطفل الآخر: - يا إلهي..! ولكن لماذا...؟ يمكنك أن تطلب منه أن يعيد والدك إلى الحياة..!

عبس صغيرها قائلاً: - لـ... لقد توفى أبي ولـ...لا يمكن أن يعود إلى الحياة...

قالها وهو ينظر إليها في شك.. فأومأت برأسها له في حنوٍ وألم بالغين تؤيد كلامه الذي علمته إياه ...

فأكمل :

- سـ...ـسانتا ليس الله سبحانه وتعالى ... ولا يمكننا أن نتوجه بالدعاء لأي شـ..شخص ليعطينا أي شيء... فـ.. فقط ندعو الله..

هو الوحيد الذي يستطيع أن يرسم على وجهها تلك الابتسامة المنحوتة والتي اتسعت عندما رأته لا يزال حافظًا ما علمته من أسس العقيدة.. أسعدها حديثه وتعبيره عن معتقده ... لقد ساهمت الأشهر الهادئة الأخيرة في حل عقدة لسانه إلى حدٍ ما حيث خفت لجلجته بنسبة كبيرة.

- لكن من هو الله..؟ أتعني المسيح..؟

تسائل الطفل الأمريكي حائرًا عن الله الذي يتحدث عنه صغيرها، هم ابنها أن يجيبه، إلا أن أم الصبي الأمريكي جاءت وحملته بعنف مطلقة عدة سبات ولعنات على أولئك المسلمين المتخلفين ..!!

توجه صغيرها إلى أحضانها، فقالت له بحب :- برافو عليك...

رفع رأسه إليها في سعادة فأردفت وهي تداعب شعره الأسود الناعم: - أنا بحبك أوي يا .. عيسى..

***


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس