عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-17, 12:37 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

-2-
24 نوفمبر 2011،
مطار جون إف كينيدي، نيويورك
الساعة 15:14
أحكم إغلاق معطفه الجلدي ثم عقد ذراعيه على صدره وهو يقف بقامته الفارعة مستندًا إلى مدخل بوابة الطائرة التي طال انتظارها، فقد بدأ البدوي الذي بداخله يتململ من كل تلكم الجدران الحديدية... أغمض عينيه بشدة.. لكم يفتقد بلده ومزرعته..! فتح عينيه لتقعا على نور عبر صالة المطار الجالسة في مكانها تحتضن ابنها ولازالت نظراتها معلقة ببقايا كوب القهوة الذي تمسكه بيدها غير الممسكة بعيسى.
عيسى..!! ياللمفارقة ... شتان بين أم المسيح الطاهرة البتول وتلك التي ...
- يور وايف..؟
تسائلت الشقراء الفارعة التي كانت تجلس بجواره منذ قليل وقد جائت لتقف حيث وقف تراقب نظراته إلى نور معتقدة أنها زوجته..! لم يكن شديد الوسامة إلا أنه كان يمتلك بشرة خمرية ملوحة وملامح رجولية واضحة وعينين سوداوين عميقتين يعلوهما حاجبين كثيفين.. لم ينظر إليها إلا أن رائحة عطرها النفاذة تسللت إليه، شعر بالاشمئزاز والنفور رغم فتنة وجمال الفتاة وجاذبية عطرها إلا أنه يشمئز من كل ما هو رخيص مبتذل.
- Good afternoon passengers. This is the pre-boarding announcement for flight 89B to Cairo. We are now inviting those passengers with small children, and any passengers requiring special assistance, to begin boarding at this time. Please have your boarding pass and identification ready. Regular boarding will begin in approximately ten minutes time. Thank you.
أنطلق ذلك النداء في أركان المطار يدعو الركاب ذوي الاطفال أو الاحتياجات الخاصة بالصعود إلى الطائرة. ابتعد عن الشقراء وتوجه إلى نور التي لم تتحرك من مكانها بعد حيث يبدو أن شرودها أخذها بعيدًا فلم تسمع النداء بالصعود إلى الطائرة، ناداها...
- ياللا لو سمحتي خلاص البوردينج بدأ..
لم تجبه فربت على كتفها.. – ياللا...
انتفضت وازاحت يده قائلة بحدة : - فيه إيه..؟
قال: - أنتِ اللي فيه إيه..؟ ياللا البوردينج بدأ..
زفر في عنف وهو يتسائل كيف سيُمضي أكثر من عشر ساعات معها في الطائرة، بل كيف سيُمضي ...!
إلا أنه طرد من رأسه التفكير فيما هو آتٍ كي لا يُجن من الموقف الذي وُضع به رغمًا عنه.
- بـ... بجد يا ماما أ.. أنا مبسوط أوي إني هاشوف مصر أخيرًا ..
قالها الصغير وهو يصفق فرحًا متخذًا مقعده في الطائرة وسطهما، ربطته أمه بإحكام فهمس لها:
- مـ... ماما ... د..دعاء السفر..
نظر إلى الصغير بدهشة وحدة ثم رفع نظره رغمًا عنه إلى أمه التي ابتسمت له بحنو قائلة:
- حاضر حبيبي مش هانسى ... مش أنت حافظه..؟ يالا قوله..
قال في نفسه: - يا ترى أنتِ اللي حافظاه واللا ....!
أنطلق الصغير يردد الدعاء بصوت منخفض متلجلج إلى حدٍ ما.
ثم رفع الصغير رأسه نحوه قائلاً: - عـ... عمو زين ... قـ...قلت دعاء السفر..؟
حاول أن يبتسم له إلا أن ملامحه ظلت جامدة وهو يقول: - آه يا عيسى .. قلته.
ابتسم الصغير ذو الخمس سنوات في رضا وهو يهز رجليه.
***
25 يونيو 2003
منزل نور وتقى ، القاهرة
كان الجو خانقًا شديد الحرارة وقد زاد الفرن من حرارة ذلك المطبخ الصغير الذي وقفت به نور تُشكل معجنات وتضعها بالفرن الساخن عندما سمعت صوت جرس الباب، وصوت أمها: - أهلاً أهلاً إحسان اتفضلي..
وبعد قليل دخلت عليها أمها وكانت امرأة ناحلة تبدو في العقد الخامس من العمر كما يبدو على وجهها آثار جمال ذابل قالت لها: - حبيبتي... طنط إحسان برة ... يا ريت تقدمي لها حاجة..
قبلتها نور قائلة: - عيوني يا ماما..
ابتسمت أمها قائلة: -تسلم لي عيونك يا نور حياتي وعُمري..
خرجت أمها ثم انهمكت نور في إعداد بعض الشاي عندما دخلت تُقى المطبخ قائلة:- يا الله .. إيه الحر ده...! بتاع مين الشاي ده يا نور..؟
قالت نور وهي تضع بعض المخبوزات الساخنة في طبق: - طنط إحسان..
قالت تُقى: - طنط إحسان..؟ يا بنتي قولي إفساد ... إظلام ... أي حااااجة تانية غير إحسان ... والله اللي سماها كدة ظلم الاسم..!
قالت نور موبخة: - حرام عليكي يا تقى ... مالناش دعوة بيها ...
قالت تقى: - يا نور أصل الست دي فظيعة .. حشرية أوي وكل شوية تنط لنا ..
قالت نور: - ياللا ياللا أديها حسناتك ... أهيه عمالة دلوقتي تاخد في حسناتك...
قالت تقى: - حسناتي..؟ لطنط إحسان...؟ لأ يا رب ... استغفر الله العظيم..
قالت نور وهي تحمل الصينية: - اللهم اغفر لنا ولها... ياللا يا توتة الصحون في انتظارك.. الدور عليكي النهاردة...
- لأاااا... انت تعجني وتخبزي وترمي عليا الغسيل..
قالت نور:- يا بنتي مانا كان الدور عليا امبارح وغسلت المهرجان اللي عملتيه بعد الكيك.. ياللا خلصي بسرعة عشان ماما ماتفكرش تيجي تعمل حاجة.. أنت عارفة هيا تعبانة قد ايه..
قالت تُقى بتبرم: - حاضر بس هاجيب المروحة عشان الجو حر جدا..
خرجت نور إلى صالة منزلهم حيث كانت تجلس أمها مع امرأة أربعينية بدينة ابتسمت السيدة لنور قائلة:
- يا أهلاً يا أهلاً بست العرايس إيه الحلاوة دي يا نور..؟ تعالي يا حبيبتي اقعدي جنبي ..
قدمت لها نور الشاي والمخبورزات فتناولتها قائلة: - اللللله ... حلو أوي تسلم الأيادي ... نَفَسكوا في الأكل حلو أوي يا بنات...
ثم التفتت إحسان إلى أم نور قائلة: - حاجات بناتك أحلى من أيتها مخبز أو حلواني .. هتلاقي سوق كبير.. الناس بتطلب منها بالاسم ...
قالت الأم: - أنا سايباهم يتسلوا في الصيف كدة لحد ما الدراسة تبدأ..
قالت إحسان بحماس: - عارفة ممكن يعملوه مشروع و...
قاطعتها الأم بحزم قائلة: - ربنا يسهل يا إحسان ربنا يسهل ..
التفتت إحسان إلى نور قائلة: - بس إيه يا نور ... الأكل الحلو ده مش قادر يتخنك شوية..؟ عايزينك كدة تتخني وتتدوري عشان تعجبي العريس ...
تضرج وجه نور بالحمرة ونهضت قائلة: - بعد إذنك يا طنط هاروح أشوف تُقى..
وبعد رحيل نور انحنت إحسان على أم نور قائلة: - إيه يا عُلا .. بنتك مش نِطْلة كدة ليه..؟ بناتك مش نطلين ومدردحين كدة..
قالت عُلا: - الحمد لله أنهم كدة يا إحسان ... ربنا يزيدهم ..
أشاحت إحسان بيدها قائلة: - يزيدهم إيه بس يا عُلا ...! معلش ياختي ... أنت حبيبتي وأحب أنصحك .. كدة مش هايخبط بابكم حد .. يعني لا مؤاخذة لا بناتك عندهم الجمال الرائع ولا المال ولا الحسب والنسب.. يعني لازم يتدردحوا ويبقوا لِونين كدهو عشان الشباب تاخد بالها منهم .. مش بنتك الخايبة تجري وتسيب الواد وليد واقف قفاه يأمر عيش ولا ترد عليه اما سألها عن الامتحان ... ينفع كدة يعني ..؟ والله أم وليد واخدة على خاطرها جدًا ..!
تنهدت علا قائلة: - يا إحسان .. اللي عايز يتجوز بنت من بناتي لازم يتجوزها عشان حاجتين مافيش غيرهم ... دينها وأخلاقها .. ولو عندنا الجمال الرائع واللا المال والحسب والنسب مش هانقبل أي حد يجي لبناتي عشان جمالهم واللا مالهم واللا حسبهم ونسبهم .. ولو كان أبوهم مات الله يرحمه، فأنا دايمًا أقولهم أن ولي أمرهم هو ربنا لأنه سبحانه وتعالى قل في القرآن ( إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين)... وبعدين نور حكيت لي على موقف وليد اللي حصل من كام يوم ساعة امتحان الفيزيا ... البنت ماغلطتش في حاجة وهيا أصلا لا بتكلم شباب ولا بتاخد وتدي معاهم يقف يكلمها ليه وهوا عارف كدة كويس...؟!!
لوت إحسان شفتيها وهي تقول : - والله يا عُلا أنك متشددة زيادة عن اللزوم وهاتعنسي البنات ...
ضحكت علا قائلة: - يا سيتي خليها على الله .. المهم سيبك أنت .. أخبار بناتك إيه ...؟
ابتسمت إحسان وهي تقول في سعادة: - الحمد لله ... كلام في سرك ... البت إيمان اتخطبت إمبارح عارفة لمين..؟
التمعت عيناها وهي تنحني عليها أكثر هامسة: - علي السعدني ... المهندس ده اللي ساكن في البرج الجديد ... خدنا أمبارح وفرجنا على شقته اللي هايتجوز فيها ... شقة تشرح القلب أربع مطارح حلللوة..
ابتسمت علا في سعادة: - ألف ألف ألف مبروك يا حبيبتي ربنا يقدر لها الخير كله ...
أخذت إحسان تُنهي طبقها وتشرب الشاي قائلة: - ياللا مش هاعطلك ... أنا عارفة أن عندك نبطشية بعد شوية الله يكون في عونك ... شقيانة يا حرام ..
قالت علا ولم تفارق الابتسامة شفتيها: - آه فعلا عندي نبطشية بعد نص ساعة ... الحمد لله يا إحسان أحنا في نعم كثيرة منَّ الله بها علينا ننام ونصحى آمنين في بيوتنا معافين في أجسادنا وعندنا قوت يومنا .. لأ .. مش يومنا بس .. عندنا قوت يومين تلاتة كمان .. وكأننا ملكنا الدنيا كلها زي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم...
تمتمت إحسان بصوت منخفض في غيظ: - معافين في أجسادنا ..!
ثم حاولت النهوض من على تلك الأريكة المرتفعة يملئها الغيظ من تلك المرأة الصابرة السعيدة التي لا يغيظها شيء ولا يبدو عليها الحزن من أي ظروف تمر بها، نهضت إحسان وعانقت علا قائلة: - مع السلامة يا حبيبتي مع السلامة يا علا .. وأكيد هاتبقي معزومة في فرح إيمان..
قالت علا: - أكيد هاجي دي زي بنتي بالظبط ربنا يتمم لها بخير..
بعد خروج إحسان .. توجهت علا إلى غرفتها تستعد كي تذهب إلى عملها تتابعها عيني نور في قلق بالغ.
***
-3-
24 نوفمبر 2011، في الطائرة
الساعة 15:30
بدأت الطائرة ترتفع مودعة نيويورك التي اخذت في الابتعاد حتى تحولت إلى مجموعه من الجزر تبدو بها مربعات صغيره من اللون الاحمر القانى تحيط بها مساحات واسعه من اللون الاخضر ... شعرت نور بقبضة غريبة تعتصر قلبها وهي تستفيق من ذكرى باسمة بعيدة مودعة أخرى مؤلمة قريبة ومنطلقة إلى المجهول ..!
- مـ... ماما الجريدة..
ناولها صغيرها الجريدة التي وزعتها المضيفة لتوها ثم انهمك في التلوين بكتاب الرسومات والألوان الذي في يده. تأملت نور الأخبار في قلق ... فقد كانت على العكس من ابنها تخشى العودة إلى مصر بعد الأحداث الفجائية المتلاحقة بها منذ ثورة يناير حتى أحداث محمد محمود التي لم يمض عليها سوى عدة ايام..
" أهم تداعيات أحداث محمد محمود:
* استقالة حكومة الدكتور عصام شرف
* تكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني
* إعلان المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن تسريع الجدول الزمني لنقل السلطة في مصر بأن تتم انتخابات بحد أقصى منتصف عام 2012، على أن يتم وضع الدستور والاستفتاء عليه قبل ذلك في غضون شهرين من أول اجتماع مشترك لمجلسي الشعب والشورى في أبريل 2012."
كانت عناوين الأخبار تزيد من قلقها وتوترها ... حتى الصحافة الأمريكية تصف كل ما يجري على أرض مصر. أغلقت النيويورك تايمز وأخذت تستغفر سرًا ... علَّ الله ينزل على قلبها الوجل مما ينتظره من مصير مجهول سكينة تغشاه فيسكن ويهدأ .. لكم مر عليها من ليالٍ صعبةٍ وأيام طوال شعرت فيها وكأنها بين شقي رُحى يدور دون توقف لكنها استعانت بالله واعتصمت بحبله فهون عليها ووهبها ضوءًا وسط الظُلمة. فعندما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ... يجب على السفن تغيير اتجاها لتواتي الريح العاصفة وإلا ستتحطم وتتناثر كالهباء المنثور، فكم أتت الرياح بما نشتهي .. كم كانت الرياح مواتية والظروف... سعيدة.
***
15 يوليو 2003
المستشفى الإسلامي، القاهرة
- إيه يا مدام علا .. شكلك مش مركزة النهاردة.. أنت كويسة..؟
قالتها الدكتورة هالة لعُلا التي بدا عليها الشرود، قاومت عُلا زغللة عينيها وشدت قامتها ورسمت ابتسامة على شفتيها قائلة: - أصل نور راحت النهاردة تجيب النتيجة ولسة ماطمنتنيش عليها .. فتلاقيني سرحت فيها واللا حاجة...
قالت الدكتورة هالة: - نور بنتك دي ما شاء الله عليها نبيهة جدًا وإن شاء الله تطلع من المتفوقات وتدخل كلية الطب وساعتها أنا اللي هاساعدها في كل اللي تحتاجه..
قالت علا:- ربنا يكرمك يا دكتورة ويبارك فيكي ويحقق لنور اللي هيا عايزاه قادر يا كريم..
قالت هالة: - طيب ياللا انت شوفي المريضة اللي في غرفة 55 واكتبي لي تقرير عن حالتها وممكن تروَّحي بعدها تطمني على بنتك ..
قالت علا: - مافيش داعي يا دكتورة انا اتفقت مع نور تيجي على هنا على طول تطمني ..
قالت هالة في حزم: - خلاص لما تيجي خديها وروَّحوا احتفلوا ..
هنا سمعا أصوات فتيات يتحدثن بسعادة وقد وصلت إليهما أصواتهن فاستدارا ليجدا نور وتقى ومعهما فتاة ثالثة، اقبلن الفتيات على علا والدكتورة هالة، ابتدرتهن تقى بقولها: - بنتك دي ركبت لي الهسهس هيا وصحبتها الست نهى ...
قالتها وهي تنظر إلى الفتاة الثالثة التي لم تقل ملابسها حشمة عن نور وتقى ولم يقل حجابها طولاً عنهما، ثم أردفت تقى: – طول ما احنا مستنيين النتيجة وهما شغالين توتر ... حتى الاذكار بقوا يقولوها بتوتر ... لا يا ماما انا مش هاروح معاهم في حتة تاني ...
قالت عُلا بقلق وهي تنظر إلى نور: - طيب طمنوني الأول عملتوا ايه..؟
قبل ان تنطق نور قالت تقى: - يا أمي كفاية اقولك ان الفرَّاش اللي كان بيجيب لنا النتيجة ماكانش عايز ياخد اقل من 50 جنيه... بس على مين انا قلت له هما 20 تاخدهم والا نمشي .. وخدهم ورجله فوق رقبته..
قالت نور :- اسكتي شوية يا بنتي خلينا نفرح ماما ..
قالت تقى وهي تضع يدها على فمها بطريقة مسرحية: - اهوه اتخرست اتفضلي يا ست الموس..
قبلت نور يدي امها قائلة: - تمانية وتسعين ونص في المية ...
دمعت عينا علا واحتضنتها قائلة: - يا حبيييبتي يا حبيبتي يا حبيبتي... اللهم لك الحمد يا رب .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ...
ثم خرت علا ساجدة بينما باركت الدكتورة هالة لنور قائلة:- يالا يا نور شدي حيلك المستشفى في انتظارك..
ضحكت نور قائلة: - حاضر يا دكتور هما سبع تمن تسع سنين كدة واجيلها على طول ...
ضحكت الدكتورة قائلة: - ربنا يوفقك ...
نهضت علا ماسحة ادمعها وسألت نهى قائلة: - وانت يا نهى يا بنتي عملتي إيه...؟
قالت تقى: - يا ماما دي التوأم بتاعة اختي ... الاختين الحلوين نور ونهى زي ما بيقولوا عليهم في المدرسة ... يعني الاتنين موووووس ... مستنية منها ايه يعني ...!!
وكزتها امها برفق قائلة: - يا توتة خلي البنت تتكلم .. ها يا حبيبتي عملتي ايه..؟
قالت نهى مبتسمة: - جبت أربعة وتسعين في المية يا طنط ..
احتضنتها علا قائلة: - الف مبروك يا حبيبتي ... اكيد ماما وبابا فرحانين اوي ... ماقعدتيش معاهم ليه تفرحوا سوا ...؟
تلاشت ابتسامة نهى للحظة وبدا عليها التوتر ثم ابتسمت ابتسامة مصطنعة وهي تقول: - اااه .. منا مروحة على طول ان شاء الله ..
قالت الدكتورة هالة في حسم: - ياللا يا علا روَّحي مع بناتك ياللا وماتنسوناش في الشربات ..
قالت علا في امتنان: - متشكرة اوي يا دكتورة..
ثم توجهت مع بنتيها ونهى إلى مكتب الممرضات قائلة: - سلام عليكم ...
كان هنالك ممرضتين من نفس عمر علا وأخرتين تبدوان في مقتبل العمر يرتدين جميعهن ملابس التمريض وقد وضعن طرحة صغيرة اسفل قبعة الممرضات وقد بالغت كل منهن في وضع مساحيق التجميل حتى إن الناظر لوجوههن يعتقد أنه ينظر إلى لوحة زيتية ثرية الألوان.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايه الاخبار يا علا ..؟ نور عملت إيه..؟
قالتها إحدى زميلات علا وكانت تدعى فوزية، فردت علا: - الحمد لله يا فوزية جابت تمانية وتسعين في المية بفضل الله ..
اتسعت ابتسامة صفراء على وجه فوزية والسيدة الأخرى بينما قالت فوزية: - الف الف مبروك يا نور يا حبيبتي ..
قالت زميلتها الأخرى – وكانت تدعى نعمت- بنفس الابتسامة الصفراء: - مبروك يا علا .. مبروك يا نور عقبال العريس ...
واتسعت الابتسامة الصفراء، قالت نور بخجل: - الله يبارك فيكوا..
فرقعت إحدى الممرضتان الأصغر سنًا العلكة التي تلوكها في فيها قائلة بسخرية: - وانتي بقى عايزة تدخلي كلية إيه..؟ يكونش عايزة تدخلي كلية طب..؟
نظرت إليها نور قائلة بحيرة: - آه يا ابتسام نفسي من زماان أدخل كلية طب إيه المشكلة...؟
ضحكت ابتسام ساخرة وأشاحت بيدها قائلة: - لا مافيش مشكلة ولا حاجة بس ...
قاطعتها زميلتها الأخرى قائلة:- مبروك يا حبيبتي والله فرحت لك يا نور...
قالتها ثم قبلت نور التي قالت لها: - الله يبارك فيكي يا أسماء ...
وجهت علا كلامها إلى أسماء قائلة: - أسماء عايزاكي تمري على أوضة 55 وتغيري للمريضة على الجرح وتحطي محلول جديد لو القديم خلص وتعلقي لها المضاد الساعة 7 .. ماشي..؟
قالت أسماء مشيرة إلى عينيها: - عنيا يا أبلة علا ...
قالت علا: - تسلم عنيكي يا سمسمة .. وابقي كمان ...
إلا أنها قطعت حديثها عندما سمعت زرغودة قصيرة انطلقت من خلفها فنظرت بسرعة لتجد ..
- أم هشااام .. هشششش ... يا أم هشام احنا في مستشفى ...
أقبلت عاملة نظافة بسيطة تبدو على وجهها إمرات السعادة الحقة وهي تقول: - الف مليون مبروك لست البنات حبيبة قلبي نور يا ست علا..
قالت علا: - الله يبارك فيكي يا أم هشام بس بلاش زغاريد في المستشفى الله يكرمك .. فيه عيانين محتاجين راحة ..
قالت أم هشام:- عايزة افرَّح الآنسة نور زينة البنات ...
لوت كل من فوزية ونعمت وابتسام أفواههن في امتعاض، بينما قالت علا: - هاستناكي عندي في البيت نهيص وتعملي اللي نفسك فيه بس مش في المستشفى .. اتفقنا..؟
قالت أم هشام: - أكيد طبعا يا ست علا هوا أنا ديك الساعة أما تنجح الآنسة نور لازمن أجي وأزغرد وابل الشربات كمان عقبال ما تفرحي بيها ..
"أنا سمعت صوت زغاريد خلصت اللي في أيدي وجيت هوا ..؟ فيييه إيييه..؟"
التفتت علا قائلة : - أهلا أهلا يا محمود يا ابني الحمد لله نور ونهى نجحوا بتفوق ...
قالت نعمت بسرعة وقلق مصطنع: - دعواتك يا دكتور محمود لمنى بنتي لسة ما اطمنتش عليها ..
كان قد انضم إليهم الدكتور محمود حمدي جار علا وبنتيها وقد كان شابًا رياضي الجسم متوسط القامة غاية في الوسامة ذو عينين برسيميتين وشعر بني نحاسي كما كان لديه لحية خفيفة، وجَّه نظراته إلى نور قائلاً: - جبتي كام يا نور..؟
لم تنظر إليه، ثبتت نظرها إلى الأرض قائلة بصوت منخفض وقد تضرجت وجنتاها بالحمار: - تمانية وتسعين ونص في المية ..
قالت علا لنعمت التي لم يرد محمود عليها: - ربنا يطمنك على منى يا نعمت..
كان يبدو على نعمت الغيظ الشديد، هنا أقبلت فتاة تسبقها رائحة عطرها الثقيل ترتدي بنطالا من الجينز الضيق وبلوزة ضيقة وتغطي بعض شعرها بقطعة قماش صغيرة و-على غرار امها- لم تسلم رقعة صغيرة من وجهها من الأصباغ الصارخة.
- " ماماااا ... باركيلي مش مصدقة بجد ... إيه ده انت هنا يا محمود ..؟ ازيك يا باشا .. وانا اقول مكتب التمريض منور كدة ليه وريحته حلوة ... أموت واعرف البارفان بتاعك ده نوعه ايه..؟"
قالت نعمت : - تعالي يا حبيبتي عملتي إيه..؟
قالت منى: - نجحت الحمد لله بس ماحدش يسألني عن المجموع..
ثم أعقبتها بضحكة رنانة..
قال محمود: - مبروك يا منى
قالت علا: - مبروك يا منى يا حبيبتي ... عقبال الجامعة...
قالت نعمت وهي تعانق ابنتها : - مبروك يا منى عقبال ما افرح بيكي بقى ...
باركت لها فوزية وابتسام وأسماء ثم باركت لها نور قائلة: - ألف مبروك يا منى ...
قالت منى : - الله يبارك فيكم..
هنا استأذنت نور قائلة: - عن إذنكم .. هاسبقكم أنا يا ماما...
قالت علا وهي تجمع اشيائها: - ماشي يا حبيبتي ..
قالت نور لأم هشام: - تعالي يا أم هشام كنت عايزة اسألك على حاجة ...
قالت أم هشام: - عنيا يا ست البنات كلهم ..
أخذتها نور إلى آخر الرواق بعيدًا عن كل الأعين، إلا أنها لم تلحظ تلك العينين اللتين تابعتها ورأت ما تدسه نور في يد أم هشام لترتفع تلك اليد داعية لها بسعادة.
***
- "طبعًا .. لازم تجيب تمانية وتسعين في المية.."
كذا قالت فوزية لنعمت بعد رحيل الجميع عاداهما مع ابتسام وأسماء، فقالت نعمت مستفهمة: - قصدك إيه يا فوزية..؟ عايزة تقولي أن بنت عُلا بتعرف تذاكر وتتفوق وبنتي لأ..؟
انحنت فوزية عليها هامسة: - لأ طبعًا مين دي اللي بتعرف تذاكر ... دي بتعرف بس تعمل حركات تانية عشان توصل .. آه ... ماهي نسخة من امها ...
قالت نعمت بحقد: - اه طبعا ... أكيد اللي اسمها علا دي مقضياها سرمحة مع الدكاترة عشان يقدروها وينزلوا لها دايمًا حوافز كدة وأكيد بيساعدوا بنتها في المذاكرة ...
أضافت ابتسام في غل: - واللي اسمها نور دي أكيد برضه مقضياها مع المدرسين ... يعني إزاي تجيب مجموع كدة وهي لا بتاخد دروس خصوصية ولا بتشتري ملازم ...! وقال إيه عايزة تدخل كلية الطب ... أهم هايظهروا على حقيقتهم ... هاتجيب منين الست علا مصاريف كلية الطب لبنتها ومرتبها يادوب مكفيهم أكل وشرب..!
قالت أسماء: - لأ لأ يا جماعة ... حرام أحنا ماشوفناش على أبلة علا حاجة وحشة ..!
مصمصت فوزية شفتيها قائلة: - حاجة وحشة ..؟ أبسط حاجة ... تقدري تقولي لي ماتجوزتش ليه لحد دلوقت..؟ احنا ماشفنلهاش جوز من ساعة ما جت بعد ما اختفت شوية ورجعت جارة العيلتين دول في إيديها وقال ايه اتجوزت وجوزها مات ... طب نفرض انه مااات ... ماتجوزتش ليه تاني..؟ دي كان بيجيلها عرسان قد كدة، واللي اسمها علا دي حلوة ورفيعة كدة وتبان أصغر من سنها وتعجب ... ماتجوزتش راجل يلمها هيا وبناتها ليه بقى إن شاء الله إلا إذا كان الموضوع فيه إنة...؟
شردت أسماء، فقالت نعمت بسرعة: - آه ... والأدهى بقى أن إحسان أم إيمان صاحبتنا تبقى جارتها ومتابعاها ولا عمرها شافت حد من عيلة جوزها اللي بتحكي عنه ده لا جه ولا هوب ناحيتهم..! وتقولك قاعدة في حالها كدة ومقفلة وكأنها بتخبي حاجة كبيرة ...
قالت فوزية: - ياما تحت الساهي دواهي ...
قالت ابتسام: - آه ماهي بترسم الإيمان والتقوى ادامنا هيا وبناتها وفي الدرا بقى ... يالهوييي يا أبلة... مش بعيد أصلا بناتها دول يعني ... تكون جابتهم من غير جواز ولا يحزنون ... ماهي قادرة وعايشة لوحدها ومالهاش لا عيلة ولا كبير ولا راجل ...!
قالت نعمت وهي ترفع رأسها في ورع مصطنع: - خلاص يا جماعة .. ربنا يستر على ولايانا ...
قالتها ... لكن قالتها متأخرًا جدًا .. فالهواء يحمل الكلام والجدران لها آذان ... وبعض البشر بطبعهم يحبون الحكايا والقصص المشوقة حتى لو كانت قصصًا تمس أعراض أشخاصًا آخرين..!
***


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس