عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-17, 12:44 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

- 7-
"أحب فجازته الخلائق بالأسى
وفى فأجابته الخلائق بالغدر
إذا قال: أهوى كذبته تجارب
مخضية بالحزن والألم المر
- غازي القصيبي"
*****
24 نوفمبر 2011، بالطائرة
الساعة 22:30
أستيقظ من غفوته القصيرة ليجد نفسه مازال بالطائرة.. نظر عن يمينه ليجد نور قد غفت بدورها مستندة إلى نافذة الطائرة محتضنة ابنها بكلتي يديها، غفا عيسى على صدرها وقد تساقط شعره الأسود الناعم على حجاب أمه. تأمل زين ما يبدو له من وجهها وهو يتذكر مجددًا ما سمعه عنها؛ بدا وجهها هادئًا رقيقًا تغشاه سحابة من الألم تبدو في زمة شفتيها الدقيقتين والانعقاد الخفيف لحاجبيها.. تمعن في وجه عيسى ليجده يحمل شيء من ملامح أمه إلا أنه يتمتع ببشرة بيضاء وحاجبين كثيفين بالنسبة لعمره وغمازة ذقن. لم يلبث أن استهجن ما يفعله فأشاح بوجهه عنها في سرعة لترتفع عيناه نحو الشاشة التي أمامه حيث يتم عرض خط سير الطائرة التي مرت في أجواء إيطاليا وشمال بعض الدول الأوروبية حتى اقتربت من اليونان. "اليونااان.." تمتم زين وقد استدعت اليونان بعض الذكريات التي لازالت خنجرًا مغروسًا بين أضلعه. هاهو يزورها من علوٍ شاهق مع امرأة أخرى، نظر بطرف عينه إلى نور الغافية بهدوء ثم ابتسم بسخرية بجانب فمه الأيسر كعادته متمتمًا: - كلهم وااااحد ... مايفرقوش عن بعض ...!
أستند بمرفقه إلى ذراع مقعده بالطائرة ثم أسند جانب جبهته على أنامله بينما الذكريات تدور بجنون داخل رأسه كطيرٍ حبيس. هاقد أتت ذكراها ترفرف حوله للمرة التي أقسم أن يجعلها الأخيرة.. سيطردها... سيلقي بها من هذا الارتفاع لترقد للأبد حيث كان من المفترض أن تكون بداية حياة.. اليونان.
***
يناير 2005،
كلية الزراعة، جامعة القاهر
كان يومًا من أيام شهر يناير الباردة.. ارتدى زين معطفه الجلدي الأثير وشملة صوفية زادت من أناقته وهو يعبر ممرات كلية الزراعة جامعة القاهرة في سرعة متوجهًا إلى مكتب الدكتور عمر هجرس ليناقش معه التعديلات النهائية برسالته التي شارفت على الانتهاء، لذا انتقل زين إلى الإقامة بالمنزل الذي أثثه له أبوه بالقاهرة حتى يحين موعد مناقشة رسالته. وصل زين إلى مكتب الدكتور عمر وطرق الباب بخفة حتى سمع الدكتور يسمح له بالدخول. دلف زين إلى المكتب الفخم المؤثث بعناية. كان الدكتور عمر هجرس رجلاً وسيمًا في العقد السادس من العمر طويل القامة ذو شعر فضي وقور يرتدي دائمًا حُلل أنيقة ويضع منظارًا بسيط وأنيق. صافح زين قائلاً: - أهلاً بتلميذي النجيب.. أول مرة تتأخر عن موعدك 5 دقائق...
صافحه زين وهو يقول بأدب: - آسف جدًا يا دكتور.. المحور كان مقفول تمامًا و...
"خلاص يا پاپي.. ماجتش من 5 دقايق.. أنت عارف الدنيا زحمة قد إيه..."
جاء ذلك الصوت من خلفه.. يعلم هو مصدره جيدًا، فمنذ أن رآها أول مرة وهو يراها في كل مرة يأتي فيها إلى مكتب الدكتور عمر. أستدار زين وقال خافضًا بصره إلى الأرض : - معلش يا آنسة كارمن ما أخدتش بالي أنك...
أرتسمت ابتسامة واثقة على شفتيها الورديتين المكتنزتين وهي تنظر إلى الدهشة الشديدة التي يطالعها بها زين الذي تعجب جدًا من ذلك التغير في طريقة ملبسها. شرد زين لحظات وهو يذكر تلك الفتاة التي قابلها أول مرة في مكتب الدكتور عمر والتي عرَّفها له الدكتور عمر بقوله... "كارمن بنتي... تانية إدارة أعمال إيه يو سي" كانت أول نظرة خاطفة كفيلة بجعل زين يتعمد تحاشى النظر إليها تمامًا طوال تلك المرات التي قابلها بها في مكتب الدكتور عمر، فذلك الجينز القصير الضيق جدًا الذي يبدي أكثر مما يخفي وهاك البلوزة الضيقة بدورها ووجهها الفاتن بشفتيها الورديتين اللتين ترفضا اللقاء حيث ترتفع الشفة العليا دائمًا مُشَكِّلة قوس صغير على الشفة السفلى وذلك الأنف الدقيق المرتفع وجسدها الطويل الرشيق ذو الملامح الأنثوية الصارخة والذي تبدو كل تفصيلة فيه بوضوح أسفل ملابسها الضيقة، كل ذلك جعله شديد التمسك أكثر من ذي قبل بالنظر إلى الأرض حين تحادثه وشديد الصرامة حين تحاول المزاح معه وعندما مدت يدها لتصافحه عند التعارف أخبرها صراحة وهو ينظر إلى الأرض "أنا مابسلمش" وقتها لم ير زين تلك النظرة العجيبة التي اشتعلت في عينيها الزرقاوين... نظرة كانت تجمع بين الدهشة والغضب والسخرية. أما اليوم فهاهي ذي كارمن بقامتها الممشوقة الفارعة تقف بجوار نافذة المكتب لتسقط أشعة شمس الشتاء الناعسة على ذلك الثوب الأبيض الطويل المزدان بزهورٍ دقيقة ذات لون أزرق فاتح وهذا الحجاب الأبيض المائل للزرقة الملفوف حول وجهها مخفيًا شعرها الذي كان يتناثر حول وجهها كسلاسل من الذهب. لم يكن حجابًا جدًا فضفاضاً لكنه كان يُعتبر تغييرًا جذريًا بالنسبة لكارمن.
- "هيييه يا باشمهندس.. روحت فين..؟"
قالها الدكتور عمر ضاحكًا.. فاستدار له زين قائلاً في حرج: - معاك يا دكتور... الـ.. التعديلات اللي حضرتك قلت عليها عملت بحث و...
- سيبك من ده دلوقتي يا زين ... أنا عايزك في موضوع تاني وبعدين نبقى نتناقش في تعديلات الرسالة..
نظر زين باهتمام إلى الدكتور عمر قائلاً: - اتفضل حضرتك يا دكتور أنا تحت أمرك...
أشعل الدكتور عمر سيجارًا فاخرًا ثم قال وهو يضعه بين شفتيه: - "كنت عايز..." صمت قليلًا ثم نفث دخان السيجار مكملاً بتمهل: - كنت عايز اشتري أرض عندكوا في الواحات ...
"وااااو يا پاپي... ونروح نعيش هناك...؟؟؟"
هتفت كارمن في فرح ... عقد الدكتور عمر حاجبيه قائلاً: - روكي ... من فضلك ماتقاطعينيش وانا باتكلم... ولو كنت خلصت الموضوع بتاعك اتفضلي انت..."
قالت كارمن في تذمر مصطنع : - بس يا پاپي انت عارف ان عربيتي اتعطلت برة... مش عارفة اعمل إيه وعندي معاد مهم مع اصحابي بعد ساعتين... استناك واللا..؟
الدكتور عمر: - لا ساعتين إيه... أنا لسة عندي شغل كتير ماقدرش أمشي دلوقت...
ثم استدار إلى زين قائلاً: - ممكن تبقى توصل روكي معاك يا زين..؟
عقد زين حاجبيه وهو يقول بتردد:- حاضر يا دكتور...
استدار الدكتور عمر إلى ابنته قائلاً: - خلاص يا روكي... ممكن بقى تستني زين برة لحد ما نخلص كلامنا..؟
قالت: - آه يا پاپي منا هستناه مع هايدي صاحبتي برة...
ثم نظرت إلى زين بثبات مردفة: - ماهي هاتيجي معايا...
قالتها ثم خرجت، فقال الدكتور عمر: - خلينا في موضوعنا... كنت عايز اشتري أرض في الواحات استثمرها...
قال زين: - بصراحة يا دكتور... الموضوع مش بالسهولة دي...
تسائل الدكتور عمر: - ليه يا زين..؟
أجابه: - لو رحت اشتريت قطعة ارض فى الواحات لازم تدفع اتاوه للعرب هناك علشان يسيبوا لك الارض ده متعارف عليه... ومش بالساهل يسيبوها كمان... طلباتهم صعبة أوي...
ضيق الدكتور عمر عينيه قائلاً: - مش مشكلة... انا ليا معارفي في...
قاطعه زين: - الحكومة والجيش والداخليه ميقدروش يعملوا معاهم حاجه وكمان بيكبروا دماغهم طلما القبائل دى مش بتلعب سياسه... النظام هنا بيسايسهم جامد...
نفث الدكتور عمر دخان سيجاره قائلاً: - انت مش عارف إن أنا النظام واللا إيه...؟؟؟
قالها ثم قهقه بصوت مرتفع أردف بعدها: - انت كل اللي عليك أنك ترشح لي قطعة أرض كويسة ويا ريت تكون بعيدة عن الناس...
قال زين:- مادام كدة.... ماشي...
قال الدكتور عمر: - تمام ... خلينا بقى نتكلم في الرسالة...
أما كارمن فقد خرجت من مكتب أبيها لتجد صديقتها تجلس على مقعد في إحدى الحدائق على مقربة، نهضت هايدي نحوها قائلة:- انت فين يا روكي... كل ده...!
جلست كارمن قائلة: - إيه يا دودي مانت عارفة أنا فين... كنت عند پاپي في المكتب...
قالت صديقتها : - خلاص يعني..؟ ما ياللا بينا ...
وضعت كارمن ساقًا فوق الأخرى قائلة: - اقعدي يا هايد ... انا عربيتي باظت ..
نظرت إليها صديقتها قائلة بدهشة: - امتى ده..؟ ماهي كانت كويسة وواصلين بيها وهيا زي الفل...!!
غمزت لها كارمن قائلة: - ماهو زين هايوصلنا..
صاحت هايدي: - يو آر كرييزي... أنت واحدة مجنونة يا روكي ... مش عارفة إيه سر إعجابك بالشخص ده... مش هاندسم يعني ولا ستايل ولا أي حاجة.... اللي يخليكي تغيري ستايلك كدة ولابسة هدوم بتجرجر في الأرض و تغطي شعرك... فين روكي الروشة بتاعة زمان...؟ يا بنتي ده انت كل يوم بيحاول شباب أحلى وأغنى وأشيك منه مليون مرة أنهم بس يتعرفوا عليكي ...
قالت كارمن شاردة: - فيه حاجة شداني أوي ليه... تحسي كدة أن فيه رجولة مش موجودة في أي شاب من الشباب اللي بتتكلمي عنهم دول... رجولة في كلامه.. رجولة في عينيه اللي مابتقابلش عيني إلا ويبعدها... رجولة كدة أول مرة أشوفها واتعرف عليها...
قالتها ثم نظرت إلى صديقتها مردفة: - ومش أنا راهنتك إني ألفت نظره جامد وأجبره إنه يبص لي...! أهو النهاردة بس كسبت الرهان يا هايدي وهاتشوفي بعنيكي...
قالت هايدي: - ماشي يا روكي اديكي كسبتي الرهان... فكك منه بقى.. وارجعي روكي الروشة اللذيذة اللي اعرفها..
قالت كارمن: - أرجع إيه ... ده أحنا لسة بنقول يا هادي ...
ثم التمعت عينيها مردفة: - أنا قلت عايزاه... وهاخده... وأنا عمري ما طلبت حاجة وحد منعها عني... أما زين... فهايبقى ليا وهاتشوفي.
******
مارس 2005،
كلية الزراعة، جامعة القاهرة
الجامعة ... ذلك المدرج الذي امتلأ تقريبًا ... الإعلان على الرسالة ..
"تعلن كلية الزراعة عن مناقشة رسالة الماجستير
المقدمة من الدارس/ زين العابدين سليم رحيل العربي
المسجل لدرجة الماجستير (محاصيل)
وعنوان رسالته
(استراتيجيات الزراعة المستدامة في مصر)"
ظل زين واقفًا على باب القاعة في انتظارها على أمل أن تظهر... لم تخلف وعدًا قطعته على نفسها قط.... لم يتخيل أن تتركه وحيدًا وقد كانت تشجعه على المضي قدمًا في الرسالة وتقدم له كل ما يطلب من عون في سبيل تجاربه.
"إيه يا زين.. ياللا ادخل المناقشة هاتبدأ... فيه إيه..؟؟"
كذا هتفت كارمن من خلفه وهي قادمة نحوه من داخل القاعة، استدار إليها في يأس... شق طريقه نحو المنصة وأحداث الأيام الفائتة تحدث ضجة في رأسه منذ أن أبدى رغبته في الارتباط بكارمن. لم يدر زين لمَ هو منجذب بقوة إليها..! لم تكن كارمن يومًا قريبة من أفكاره، إلا أنه انجذب إليها عندما شعر فيها خيرًا عندما غيرت من طريقة ملبسها وحديثها.. ظن أنه قد يأخذ بيدها رغم كل شيء. لمَّح للدكتور عمر الذي لم يبدر منه أي اعتراض.. لمَّح لأبويه ثم أخبرها. نظر إلى حيث يجلس أفراد اسرته... مقعدها في الصف الأول خالٍ، إنها غاضبة... حتمًا غاضبة.
مارس 2005،
الواحات البحرية
وبينما انهمك زين في مناقشة رسالته، كانت هي في غرفتها بدار الشيخ رحيل العربي... تتأمل من على فراشها ضوء الشمس الراحل مقبٍّلاً النخيل الباسقة المنتشرة بأراضيهم... أراضي الشيخ رحيل..! لم تخرج من غرفتها منذ عدة ليال... يأتيها طعامها حيث هي لا تقابل أو تتحدث مع أحد سوى زينب التي تعمل عندهم. لقد وعدته أن تشهد مناقشته لرسالته رغم إنها نادرًا ما تخرج من دارها، إلا أن زين أعاد تأجيج نارًا ظنت أنها خمدت في صدرها. هاهو يسلك نفس الدرب، هاهو ذا يصدمها بخطأ فراستها..! لقد انتظرتها من أي حفيد... إلا الحبيب القريب زين... الذي يفهمها من نظرة عينيها... انتظرتها من زكريا... من الدكتور ياسر... حتى إنها قد تتوقعها من طلال أو بدر، لكن زين... زين العاقل الراسي الذي ترى فيه المرحوم الشيخ رحيل العربي يقع فريسة لسحر بنات مصر..؟؟ نهضت من على فراشها بقامتها النحيفة لتقف أمام النافذة تتأمل الغروب في حزن. إنها الجدة حنة... سيدة نساء الواحات خاصة نجع العربي التي يشورها الكل ويأخذ برأيها تسلبها بنات مصر رجلين من عائلتها..؟ لقد رحل الغالي عن الدنيا وهو بعيد... هل يسلك زين درب عمه..؟ هل يبعد ويبعد حتى يحفر أخاديد تتحول لبحور من البعد والجفاء والريبة...؟ تنهدت في عمق وأغلقت عينيها وهي تعيد التفكير في الأمر مرارًا كحالها منذ أن اخبرها زين بنيته. سليم وعتمان والغالي الراحل... لم تر في أيٍ من ابنائها صفات الشيخ رحيل، وعندما بدأ زين يشب... صارت وكأنها ترى زوجها الراحل يعود للحياة... ورث زين عن جده الصلابة والعناد والرجولة والغيرة والطموح المتقد والعمل الدؤوب والذكاء الحاد، حتى قسمات وجهه تشي بجده في شبابه لكنه أيضًا ورث عنه الاندفاع والتسرع اللذين كانت تهذبهما في قرارات وحياة زوجها بحكمتها وتريثها في الأمر كله. ومن قلب الحزن المحفور على وجهها نبتت شبه ابتسامة وهي تذكره عندما كانت ابنة الأربعة عشر ربيعًا... ابنة الجارية كما تحب زوجات أبيها نعتها.. الناقة النافرة التي لم تُجد أعمال النساء من الطبخ والخبز فأرسلنها إلى الحقول تجمع نوار القطن... تذكر هاك اليوم جيدًا عندما سقط الحزام المنتفخ بنوار القطن من على وسطها بعد ان افزعها ركب جمال مهيب مر من أرضهم... يتقدمه رجل ضخم على فرسه لم تنس نظرته التي صوبها إليها قبل أن يرحل وينصب خيامه على مقربة من أرضهم، وتدور الحكايا بين زوجات أبيها عن شيخ العرب وجماله المترحلة بتجارة ضخمة بين الشرق والغرب... لم تنكر أنها كانت منبوذة... كمالة عدد.. ابنة الزوجة الرابعة التي ماتت عقب ولادتها فكانت تتلقى معاملة الخادمات من زوجات أبيها، لذا هي على الدوام نافرة من البيت إما تعمل بالحقل وإما تدور في أرجاء القرية تتسمع أخبارها، لكنها تلك الليلة لا تدري لماذا قادها فضولها إلى تلك الخيام المنصوبة جوار التلال بقريتها.. جذبها صوت الحادي الذي ارتفع بأغنية ذات أصل عربي قبل أن تُنسب للتراث النوبي ..
" خضارك زى جنينة وطرحت تينات
عودك فى مشيتة عاملّو منحنيات
عضامك لينة لايقين على التنيات
تانية واتنين تلاتة واربع خمس تنيات
يا ام عقدين دهب تلاتة وتلاتين طارة
ما عيناً رأت ما وردت على بكارة
يوم طلت علينا الكل وقعو سكارى
سقطت فى الحليب ما بينتلو عكارة"
تذكر تجولها بعينيها بين أولئك الجالسين حول النيران حتى اصطدمت بعينيه الحادتين.. قامته فارعة.. شاربه مفتول... سماره لامع... يعرف موقعها ويتأملها دون أن يرمش بينما الحادي يكمل ليسمر الرجال.
" يا ست البنات ماحلى الجمال الفيكي
مهما اعمل واسوّي ف الوصف ما يكفيكي
الروح والجسد تاخدي وما يكفيكي
بسْ خلي العيون علشان تعاين فيكي
رايد اكلمك كل ساعة ف وَسَعتنا
من بعد الضُهُر نركب ضهَر ناقتنا
قالت نعمل ايه لو العرب شافتنا
قولي وليد عمي وساقته جار ساقتنا.."
تذكر أنها تعثرت أكثر من مرة وهي تجري بسرعة وقلبها ينتفض.. لم تذق غمضًا.. حتى خرجت فجرًا لتعاود جمع القطن ليفاجئها شيخ العرب بمروره من جوارها بغطرته وعقاله... يمسكها من ذراعها ويحملها على فرسه هامسًا: - اللي مثلك يا ست البنات ما انخلقت لتعمل في الأرض... اللي مثلك انخلقت لتكون معززة مصانة... لتكون مرت شيخ العرب...
تذكر شهقتها المصدومة... تذكر أباها الكهل ينظر بسعادة لصرة المال التي ألقاها إليه شيخ العرب رحيل.. تذكر كيف تزوجها في القرية وكيف دللها وكيف رغم حدة طباعه حافظ عليها من أعين البشر أكثر حتى من أبيها. تذكر عندما انتفخ بطنها بولدها البكر كيف مال شيخ العرب لحياة الاستقرار ونبذ الترحال... تذكر كيف وصلوا إلى الواحات واستقروا عند عين ماء سخية بجوار أحد جبال الواحة المهيبة فاستشعروا بركة المكان وسخائه فدقوا أوتاد الخيم ثم تعلموا أصول الفلاحة من حنة التي تعلمت الكثير من عملها بالأرض مع أبيها... وطاب لهم الاستقرار بعد أن كبر النخيل ونمت الزروع ووضعت حنة ولدها سليم بالغرفة البدائية التي بناها لها زوجها... كبرت أراضيه وصار المكان يُنسب إليه بنجع العربي... شيد الشيخ رحيل العربي بيتًا شاسعًا عندما حملت امرأته للمرة الثانية ووضعت حنة ولدها عتمان... كانت فرحة الشيخ رحيل لا توصف بولديه وعندما هفت نفسه لبنية تحنو عليه جادت له الأقدار بسنية التي لم تكد تبلغ عامها الثاني حتى رحل عنها وعن ابنيه وعن ثالث كان ينمو بأحشاء حنة... حنة التي كان عليها إلقاء احزانها على حبيب روحها بأعمق بئر والوقوف بصلادة لتذود عن إرثه حتى يشب أولادها عن الطوق ويستلمون الراية منها. منذ ذلك الحين وهي الست حنة الصلبة القوية التي لا يجرؤ أي شخص يعمل عندها على تعدي أوامرها خاصة وأنها قد عرفت بحكمتها وعقلها، ووضعت حنة الصغير سليمان الذي ولد في غياب الأب ليكون ثمرة فؤادها، لكنه ابتعد عنها.. سافر ليدرس ويتزوج بعيدا حتى التهمه الردى.
ثم أتى زين ليرمم بعض روحها التي تصدعت بعد موت عمه بعيدا عنها... زين الذي تعلقت به أكثر من أي ابن أو حفيد... تولَّت تعليمه الحكمة وإرشاده إلى الصواب، كانت تسقيه خبرة السنين التي رسمت أخاديد على وجهها وصبغت شعرها باللون الأبيض... لكن... وياللمفارقة... هاهو ذا وكأنه لم يسمع منها حرفًا.. الجدة حنة التي يتمنى الجميع الحديث إليها ويحسدونه على قربه منها حيث أنها لم تكن كثيرة الكلام، يُلقي زين بكل نصائحها وإرشادتها عرض الحائط.
- "لا .. زين ما هو سليمان...!"
كذا حدثت نفسها ... نعم..! زين طباعه تختلف عن الغالي الراحل... سليمان كان أحن ابنائها.. لا تدري من أين تعلم تلك الرقة وهاك الحنان الفائض وهي التي ربتهم تربية قاسية، فلم تكن تبتسم ولا تبكي إلا في ما ندر... وجاء صغيرها مفرط في الضحك مفرط في البكاء... شديد الحساسية.. عاطفي... يكتب الشعر.... ذهب ليتعلم في مصر حتى سقط ضحية السحر الذي تمارسه النساء هناك..!!! تعترف أنها افتقدت حنوه عليها وحبه المتقد الذي كان يعبر عنه لها دائمًا بعكس اخويه سليم وعتمان حتى شقيقتهم ابنتها الوحيدة سنية كانت على غرار امها في الشدة والقسوة. أما زين... ليس بالشخصية الخيالية العاطفية الذي قد تسحبه بحار الهوى بعيدًا عن موطنه، إن زين كالسمك ومزرعته وبلده بالنسبة له هي المياه التي إن خرج منها يموت. لا.. لن تتركه يضيع منها بدوره... لن تخنقه بإرادتها.. فلتنتظر وترى، ستقف متفرجة عليه يخوض تجربة اختارها بإرادته الحرة لا يدري أحد كيف ستكون عواقبها. سمعت الجدة طرقًا على الباب ثم أتاها صوت ابنها سليم:
- ممكن أدخل يا أم..؟
- تعال يا سليم..
فتح الشيخ سليم الباب وقد كان رجلاً في نهاية الخمسينات من العمر ذو لحية مشذبة قصيرة يشوبها بعض الشيب يرتدي جلبابًا أبيضًا عليه معطف أسود وطاقية رأس سوداء ممسكًا بيده سبحة.
- إيش سوى زين اليوم...؟
سليم: - والله زين حالته حاله وزاد حزنه لما مالاقاكيش جيتي معانا ...
الجدة: - قصر الحديث يا ولدي ... إيش تبغى...؟
سليم: - زين يا أم رجع على غرفته ولا وكل ولا شرب وحالته لا تسر عدو ولاحبيب رغم تفوقه في مناقشة الرسالة اليوم إلا إنه جد حزين.. أنا باقول يا أم انسايسه لحين ما...
قاطعته الجدة حنة قائلة في صرامة: - شوف متى بده يتقدم لها البنية وعلى بركة الله..
لم يصدق سليم نفسه، التمعت عينيه فرحًا وقبَّل يد أمه ثم قال: - ربنا يبارك فيكي يا أم ... بروح أبشره .. ربنا يبارك فيكي يا أم ...
كان سليم يتألم لألم ابنه... لأن زين ما كان في يوم من الأيام متطلبًا كأخيه... كان بسيطًا مريحًا يعمل في صمت ونادرًا ما يطلب أمرًا ما، لذا ود الشيخ سليم تحقيق أول مطلب يصر عليه ابنه هكذا حتى وإن خالف رغبته، كان سليم يثق في زين وفي رجاحة عقله، لذا شعر بسعادة غامرة أن مشكلة زين قد تم حلها أخيرًا، فذهب سريعًا إلى غرفة ابنه يبشره بالخبر.
******
25 نوفمبر 2011، بالطائرة
الساعة 00:05
كان قد وضع على عينيه قناع حجب الضوء محاولاً النوم كي يفر من ذكرى تمزقه كلما طافت على ذاكرته، تذكره بكذبة كبرى وقع بها كالغُر الساذج؛ إلا أنه لم يستغرق بالنوم كدأبه كلما سافر... لذا شعر بها عندما نهضت بهدوء ووقفت قليلاً في حيرة ثم همست...
- "عن إذنك لو سمحت.."
رفع زين قناع النوم ونظر إلى يمينه حيث كانت نور قد نهضت من على مقعدها بالطائرة ووسدت عيسى الغافي على مقعديهما بعد أن رفعت يد الكرسي التي بينهما ودثرته بغطاء ما. رفع أحد حاجبيه ونظر إليها متسائلاً فقالت بهدوء مشيرة إلى الشاشة الكبرى في مقدمة الطائرة: - احنا حاليًا فوق اليونان والفجر بأقصى توقيت لليونان أذن من نص ساعة...
تطلع زين إلى ساعة يده فوجدها تشير إلى الثانية عشر وخمس دقائق ليلاً بتوقيت نيويورك مما يعني انها الآن السابعة وخمس دقائق صباحًا بتوقيت أثينا... إنها على حق... لم يتبق الكثير على شروق الشمس كما لم يتبق الكثير على نهاية رحلتهم.
أوركيدة..
أوركيدة..!!!!
تثائب زين ثم نهض مفسحًا لها الطريق حيث توجهت إلى دورة المياه الموجودة في آخر الممر بالطائرة، وبعد قليل خرجت وتحدثت إلى المضيفة قليلاً ثم اختفت خلف ستارة ما. عادت نور بعد عدة دقائق إلى مقعدها فنهض زين مفسحًا لها الطريق لتحمل صغيرها بحنو بالغ ثم تجلس واضعة رأسه على رجلها متمتمة ببعض الهمهمات غير المفهومة وهي تمسح على شعره الفاحم ثم تخرج من جيب المقعد الذي أمامها الكتاب الذي كانت تقرأ فيه مع بداية الرحلة مكملة قراءته.
رفع زين أحد حاجبيه في تعجب ناظرًا إلى نور التي بدت في عالم آخر مستغرقة تمامًا في الكتاب الذي بين يديها، حاول زين قراءة ما كتب على الغلاف... "أوراق الورد". تعجب من تلك الشخصية الممتلئة بالمتناقضات...! "أوركيدة" لم يدر سببًا لإصرار تلك الكلمة على ذهنه، لكنه تناساها ونهض يصلي بدوره فقد اقترب شروق الشمس ولم يؤد صلاة الفجر بعد. وقف في آخر الطائرة يحدد القبلة عن طريق البوصلة الموجودة بهاتفه الذكي ثم صلى ركعتي الفجر اتبعهما بركعتي الصبح. ولازالت الشاشات تشير إلى تحليقهم فوق اليونان ... ابتسم في سخرية .... لكم شهدت تلك البلد على حماقته...!!
*******
أبريل 2005،
فيلا الدكتور عمر هجرس، القاهرة
"يا أهلاً يا أهلاً بالشيخ سليم وأهلاً بالجدة أهلاً يا جماعة.. اتفضلوا.."
دلف كل من الشيخ سليم ومعه زوجته نجاة والجدة وزين إلى تلك الفيلا شديدة الأناقة حيث كان في استقبالهم الدكتور عمر هجرس مرحبًا هو وزوجته السيدة سوزان الإفرنجي. أتخذ كل منهم مجلسهم في غرفة الصالون الفخم حيث بدأت نظرات كل من الاسرتين تستكشف الأسرة الأخرى قبيل الكلمات. كانت والدة كارمن سيدة بشوشة... عند رؤيتها تدرك من أين اتت كارمن بعينيها الزرقاوين وشعرها الأشقر، إلا أن كارمن لم ترث ملامح أمها الضخمة إلى حدٍ ما. كانت السيدة سوزان ترتدي بنطالاً من الجينز عليه قميصًا ذو خطوط طولية وقد التف شعرها الأشقر المجعد حول وجهها دون قيد.
- كيف ما بتعرف يا داكتور عمر... هيذي أمي الجدة حنة أم سليم... وهيذي زوجتي أم زين..
قالها الشيخ سليم، فقال الدكتور عمر: - يا أهلاً وسهلاً نورتونا... دي بقى يا سيدي –مشيرًا إلى زوجته- المدام.. الدكتورة سوزان الإفرنجي... طبيبة...
قاطعته زوجته ضاحكة: - لااا يا عمر هلأ ماني طبيبة ولا إشي...
وأمام نظراتهم المستفهمة أكملت: - أنا تركت الطب من زمن بعيد... واتفرغت لهوايتي... أنا بالأصل رسامة وكتير عملت معارض في أمريكا وهون بمصر... أكيد بافرجيكن اشي من لوحاتي..
قال الدكتور عمر موضحًا: - سوزان فلسطينية أمريكية قابلتها في أمريكا وانا بادرس الدكتوراه هناك...
وهنا جاءت كارمن تتهادى في مشيتها وقد ارتدت تنورة سوداء وقميص وردي اللون ووضعت على شعرها حجابًا أسود أبرز بياض بشرتها بينما تناغمت شفتيها الورديتين مع لون قميصها قالت كارمن بهدوء: "مساء الخير.."
كانت تتبعها خادمة ما تدفع عربة تقديم الشاي امامها قدمت لهم الشاي مع بعض الحلوى، وبينما انهمك الجميع في تناول الشاي كانت الجدة تتأمل كارمن مليًا بعين انهكها الزمن ورأت كثيرًا حتى صارت تستشف الشخص الذي أمامها.. وقع في نفسها أن ثمة شيئًا غير صحيح في كل ما تفعله كارمن.. شيء زائف.. إلى أقصى حد..!!
كان الدكتور عمر منهمك مع الشيخ سليم في الحديث عن الواحات والأراضي بينما أخذت كل من أم كارمن وأم زين تتعارفا على بعض بشكل أعمق...
- زين هذا ابني الكابير بعده زكريا في كلية تجارة وبعدين فاطمة الزهراء أو زهرة كيف ما بناديها والصغيرة زهوة..
كذا قالت ام زين، فقالت سوزان: - واو... زهوة هيدا اسم تبعنا نحنا الفلسطينين.. هههه.. هيدي أكيد علامة... لك شوفي أنا ما جبت إلا بنتين الله يخلي لي ياهن يا رب ... كلارا الكبيرة بأمريكا عم تشتغل في مجال الإنشورانس.. التأمين يعني...
قاطعتها أم زين مستنكرة:- لحالها ..؟
ضحكت سوزان قائلة:- ههههه .. لا .. هيا مع أمي وبيي... عندنا هنيك بيت كبير فيه أمي وبيي ونحنا كل ما نروح عا أمريكا بننزل عندهن حتى كارمن كل شوي عم بتسافر لهم تضل شي كام يوم وترد..
أما زين فقد خفق قلبه بشدة عندما جلست كارمن على المقعد المجاور له... رفع عينيه عمدًا لأول مرة نحوها ليجدها هي تنظر إلى الأرض.. يالله.. لكم تغيرت.. لقد اختفت نظراتها الجريئة التي كانت تضايقه... لقد تبدلت بحق... إنه يريد ان يختطفها من ذلك المجتمع الآسن الذي تحيا فيه ليزرعها في عالمه ويرويها بدقات قلبه التي ستقُبلها صباحًا ومسائًا... لتنمو زهرةً جميلةً في حديقة عمره له وحده فقط دون رجال الأرض... يريد أن ينعزل بها عن ذلك العالم الصاخب حولهما... يبعدها عن جواذب الشر التي أحاطت بها يومًا... يُنسيها تاريخها ويخط بحبه الطاهر لها تاريخًا جديدًا نقيًا لمستقبلٍ أحلى... نعم.. إنها هي.... هي التي سيهبها كل مشاعره التي حفظها يومًا لأجل امرأة واحدة فقط... تلك التي ستكون زوجته.
- نفسي أعرف إجابة على سؤال واحد بس...
سألها هامسًا... فرفعت عينيها الزرقاوين اللتين قد ارتسم على صفحتيهما كل إمارات البراءة متسائلة، فأردف:
- ليه...؟
- ...........!
- ليه التغير الجامد المفاجيء ده...؟ إيه الشرارة اللي خلتك تتغيري كدة...؟ انت تقريبًا اتغيرتي 180 درجة..!
تمتمت : - وده تغير للأحسن...؟
قال بسرعة: - آه طبعًا... طبعًا للأحسن... صحيح لسة ناقص شوية حاجات بس مش مهم تيجي مع الوقت.. المهم أن انت اتغيرتي عن قناعة تامة مش عشان حاجة او شخص...
شردت بعينيها بعيدًا قائلة: - مش عارفة... حسيت إني عايزة أعمل كدة فمشيت ورا إحساسي...
هم أن يقول شيء ما، إلا أن والدتها هتفت في مرح وهي تنهض: - ياللا اتفضلوا تافرجيكن لوحاتي..
نهض الدكتور عمر قائلاً: - ياللا بينا اتفضل يا شيخ سليم...
نهض سليم فنهضت زوجته ونهض زين بدوره إلا أن الجدة استندت على عصاها قائلة:
- أنا ماليش في الحديت هاد.. روحوا انتوا واني ناظرتكوا اهنه...
خرج الجميع من الغرفة فرفعت كارمن رأسها بحدة نحو الجدة، كانت تدري جيدًا أنها تراقبها طوال فترة جلوسها لكنها لم تشأ أن تنظر إليها كي لا يلاحظ زين شيئًا.. تحولت نظرات كارمن الحانية إلى نظرات حادة وكأنها ترسل برسائل صامتة إلى الجدة... تخبرها أنها ستحظى به رغمًا عن كل شيء وقد نجحت تقريبًا في ذلك. عندها أدركت الجدة كنه السحر الذي تم ممارسته على حفيدها الحبيب القريب... لقد تمكنت تلك المصراوية من إتقان اللعبة ولف الحبل جيدًا حول عنق زين لتجذبه نحوها. وضعت الجدة جبهتها على يديها المستندتين على عصاها في يأس.. فما من مفر من تلك الزيجة... نعم... ما من سحر يبطل سحر تلك الفتاة سوى الدعاء.
***
أبريل 2005،
منزل زين بمدينة السادس من أكتوبر، القاهرة
- "شوف يا ولدي... أنا عندي كلمتين بدي أقولهم لك عشان أخلص ذمتي.."
كذا قالت له أمه في غرفته بذلك المنزل الذي ابتاعه له أباه في مدينة السادس من أكتوبر حيث قضوا جميعًا ليلتهم به بعد أن أنتهوا من زيارة الدكتور عمر التي تمت كما يشاء زين... لقد أبدى الجميع موافقتهم ورغم أن الدكتور عمر أخبرهم أنه سيشاور ابنته ثم يرد عليهم إلا أنها بدت موافقة والدكتور عمر يعرف زين جيدًا ويبدو سعيدًا بتلك الزيجة. كاد زين يطير من الفرحة طوال طريق عودته حتى وصل إلى المنزل وجلس على فراشه يحلم بذاك اليوم حتى دخلت عليه أمه. أعتدل زين في جلسته قائلاً: - اتفضلي يا أمي...
- زين يا وليدي... هادي البنت هيا وعيلتها عالم تاني غير عالمنا... لا هما متربيين في طيننا ولا مسقيين من ميتنا.. تقاليد مختلفة وعادات غيرنا.... حياتك أنت وهيا تمام كيف خطوط السكة الحديد... هيذا في طريق وهيذا في طريق تاني... مستحيل يتلاقوا....
ابتسم زين وأمسك بيد أمه قائلاً: - وأهم أتلاقوا يا ست الكل والمستحيل حصل... ماشوفتيهاش ازاي هيا مختلفة عن أهلها وموافقاني في كل حاجة...؟
ابتسمت امه بطيبة قائلة: - أنا مقدرة يا زين كيف انت متعلق بيها بس كل اللي ابغاه انك تفكر زين قبل ما تكمل هيدا الطريق لأن الرجوع صعب يا وليدي... الطريق هادا وعر والرجوع بعد الخطى فيه هايجرح ويسبب الألم لكل واحد فيكوا... أنت عادتك انك تدرس وتفكر في كل خطوة قبل ما تخطيها... فكر يا ولدي... فكر زين... يا زين...
ضحك زين قائلاً: - حاضر يا أمي... هافكر مرة واتنين وتلاتة... بس أنا عارف النتيجة مقدمًا... وماتقلقيش انت يا ست الكل وادعي لي بس...
نظرت إليه بقلق وحسرة وهي تقول: - داعيالك يا ولد بطني ليل نهار داعيالك... ربنا يوفقك ويسدد خطاك ويبعد عنك ولاد الحرام...
قبل زين يدها قائلاً بسعادة: - أيوة كدة يا ست الكل ... ركزي انت بس في الدعاء وكل شيء هايبقى تمام التمام إن شاء الله..
***


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس