عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-17, 05:13 PM   #286

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9


الفصل التاسع والثلاثون:

اعتصرت أصابعه رسغها الذي بات مقيدًا منه، ورغم تأوهاتها المتكررة وتوسلاتها الملحة له بتركها إلا أنه رفض الإنصات إليها.
اشتدت تعابير وجهه صلابة، وهتف من بين شفتيه بنبرته القاتمة:
-اسمعيني كويس يا بنت ريـــاض !

ردت عليه بأنين واضح وهي تتلوى بمعصمها:
-آه، سيب ايدي الأول !

لم تهتز عضلة واحدة من وجه منذر وهو يرد بصلابة متجاهلاً آلمها:
-متخلقش لسه اللي أخــاف منه !

استشعرت أسيف القوة في نبرته وتحذيره الخفي، لكن قبل أن ترد عليه تابع محذراً بغلظة:
-وانتي هنا في حتة الشرف عندهم خط أحمر ! أظنك فاهمة ده معناه ايه.

احتدت نظراتها نحوه، وبدت كجمرتين متقدتين، لكن لم يمنعه هذا من مواصلة حديثه القاسي:
-عاوزة تسيبي المكان وتمشي وماله، اعملي ده بس هاتتقطع رجلك نهائي من الحتة !

فغرت شفتيها مشدوهة من قسوة كلماته، لكن ما صدمها أكثر هو قوله بصراحة:
-يعني من الأخر كده تبيعي دكانك وتمشي !

احتجت على حديثه رافضة بشدة:
-مش هايحصل !

أومأ لها بعينيه قائلاً بجدية:
-خلاص تمشي بالأصول !

هتفت مستنكرة بعناد:
-أصول ايه دي اللي تجبرني أقعد مع ناس مش حباهم ؟

رد عليها ببرود وهو يرمقها بنظرات شبه مستخفة:
-محدش قالك حبيهم!

هتفت بنبرة حادة نسبياً:
-هو بالعافية

ضيق نظراته إليها، وأجابها بجمود صارم:
-اعتبريه كده !

ثم لوى فمه ليضيف بإزدراء:
-وبعدين مش هناخد على كلامك دلوقتي !

شعرت بنوع من الإهانة في جملته الضمنية، فصاحت معترضة:
-أنا مش مجنونة عشان تقولي كده !

رد عليها بتهكم:
-ولا ردك ده رد عاقلين !

ثم أمسك بمقبض باب السيارة الخلفي، وقام بفتحه، ومن ثم دفعها للخلف قائلاً بنبرة آمرة:
-ويالا اركبي

اعترضت بإصرار أكبر:
-لأ ..!

لم يترك لها المجال للرفض، فإستخدم قوة ذراعيه في إجبارها على الدخول عنوة.
لم تستطع كبحه، فسقط جسدها المرهق على المقعد الخلفي. استغل هو الفرصة لغلق باب السيارة لكنه لم ينتبه لقدمها العالقة فصرخت متآلمة بشدة:
-آآآه، رجلي !

أسرع بإرجاع الباب للخلف لتتمكن هي من سحب قدمها اليسرى للداخل، ثم أعاد غلقه.
وضعت أسيف يدها على قدمها الموجعة لتفركها محاولة تخفيف حدة الآلم القوية التي أصابتها.
نظرت له شزراً، ورغم هذا لم تتمكن من الفرار منه .
كان قد ركب السيارة، وبدأ في قيادتها.
تنهدت مستسلمة، وأصبح الوجوم هو المسيطر على تعابير وجهها الذابل.

تمتم منذر لنفســــه من بين شفتيه بسباب قاسي:
-كفاية ابن الـ.... اللي طلعلي من السجن ! عاوزاني أسيبك ليه !

لاحظت أسيف تشنج وجهه، وحدة نظراته المخيفة لكنها لم تفهم سبب غضبته منها، هي تتجاوز بكثير حد رفضها العودة لمنزل عمتها. فربما بإقناع متعقل وكلمات مواسية كانت المسألة لتحل .. هي شبه متيقنة أن يتخطى هذا الشيء بمراحل، فقط ينقصها أن تعي الأسباب الحقيقية لعنفوانه الزائد.

خرجت من شرود تفكيرها المؤقت على رؤيتها للطريق المؤدي لمنزله، تلفتت حولها لتتأكد من صحة ما رأت.
جف حلقها نوعًا ما، وهتفت متساءلة بتوجس وهي تنظر إليه:
-إنت واخدني على فين ؟

حدجها بقوة وهو ينظر إلى وجهها عبر مرآته، ثم رد عليها بنبرة مقتضبة:
-عند عمتك، ماهي عندنا لسه !

ازدردت ريقها مجدداً وهي تسأله بحذر متردد:
-هي .. هي كويسة ؟

رد عليها بتساؤل يحمل التهكم وهو يرفع حاجبه للأعلى مستنكرًا سذاجتها:
-تفتكري يعني ؟!

أخفضت نظراتها عن عينيه القاسيتين المحدقتين بها من خلال إنعكاس المرآة، وضغطت على شفتيها أكثر.
هي حافظت على هدوئها كاتمة آلامها المتأججة في قدمها اليسرى كما إعتادت أن تفعل.
.....................................

وضعت على طرف فراش صغيرتها أروى عدة عباءات منزلية نظيفة، فقد أعدت الغرفة لابنتي عواطف لتبيتا فيها.
استدارت جليلة بجسدها لترمق بسمة الواقفة خلفها بنظرات حانية وهي تقول بحماس:
-خدوا راحتكم، البيت مافيهوش حد، ولادي برا، ومحدش هيضايقكم خالص !

ابتسمت بسمة مجاملة وهي ترد ممتنة:
-شكراً، تعبناكم معانا !

استنكرت جليلة عبارتها قائلة بعتاب زائف:
-تعب إيه، دي حاجة بسيطة، ده يا ريت تنورونا كل يوم !

ثم وضعت يدها على ذراعها لتربت عليه وهي تضيف بغموض رغم ابتسامتها العريضة:
-وخصوصًا إنتي يا قمر !

قطبت بسمة جبينها قليلاً، واكتفت بالإبتسام ..
هتفت أروى متساءلة بحماس وهي تقفز في مكانها:
-هتباتي معايا يا مس ؟

هزت رأسها بالإيجاب مرددة:
-إن شاء الله

صفقت الصغيرة بكفيها مهللة:
-أنا فرحانة أوي، المس اللي بأحبها هتنام هنا على سريري !

أحاطتها بسمة من كتفيها بذراعيها، ثم عبثت في خصلات شعرها وهي تبتسم لها.

هتفت جليلة بجدية خفيفة وهي تشير بيدها:
-غيري هدومك يا بنتي، تعالي يا أروى برا !

هزت ابنتها رأسها قائلة بمرح:
-حاضر يا ماما !

ثم لوحت بكتفها متابعة بإبتسامة بريئة:
-باي يا مس، هاشوفك كمان شوية !

ابتسمت بسمة قائلة بإيجاز:
-أوكي

ثم تابعتهما بأنظارها حتى ولجتا خارج الغرفة، فأوصدت الباب خلفهما.
تنهدت بتعب، واستدارت نحو الفراش لتنظر إلى الثياب المطوية بعناية عليه.
دنت منه بخطوات مرهقة، ومدت يدها لتسحب إحداهم لتبدأ في تبديل عباءتها المؤقتة التي استعارتها مسبقًا من جليلة بأخرى تخصها ...
........................................

راقبها ثلاثتهم من مسافة معقولة بنظرات متنوعة ما بين الثقة والخوف والتوتر.
همس مـــازن متساءلاً بقلق كبير بادٍ عليه موجهًا حديثه لأخيه:
-هي هتوافق ؟

التوى ثغر مجد للجانب قائلاً بغرور مفرط:
-هاتبقى عبيطة لو عملت عكس كده !

حك طرف ذقنه بعصبية قليلة وهو يقول:
-جايز ترفض !

رد عليه مجد بجمود:
-اطمن، مش هاتعمل كده !

ثم لكزه في جانبه متابعاً بتأكيد مغتر:
-انشف ياض، أخوك في ضهرك، والولية دي عبدة للقرش، ارميلها إنت بس أي فلوس في حجرها، هاتحط على طول الجزمة في بؤها

صمت للحظة ليتابع بكركرة مستفزة:
-ومش بعيد تبلعها كمان !

رفع مـــازن يده عاليًا على رأسه ليمررها في خصلات شعره بتوتر وهو يبرر:
-بس دي بنتها !

مط مجد فمه قائلاً بثقة أكبر:
-وانت ابننا ! وهي فاهمة كويس هي بتلعب مع مين.

عـــاود مازن التحديق بها مبتلعاً ريقه بخوف مما هو مقبل عليه.

تابعهما مهدي بصمت، لكن عقله لم يتوقف للحظة عن التفكير بحكمة فيما ستؤول إليه الأمور.
فشادية ليست بإمرأة منكسرة الجناح، أو سهلة الترويض. هي في لحظة يمكن أن تقلب الطاولة على من فيها، لذا عليه أن يضمن سلامة ابنه إن أراد له النجاة من براثنها الحادة.

على عكس ما كانوا يتوقعونه، شردت تفكر في ذلك المبلغ الضخم المعروض عليها نظير صمتها.
إن قبلت به ستضحي بمصير ابنتها – وخاصة أمومتها – للأبد.
وإن رفضت ستتطور الأوضـــاع للأسوأ.
أخذت تختلق لنفسها الأعذار مرددة:
-ماهي عندها عيل، يعني مش محرومة من الخلفة ولا حاجة !

رمشت بعينيها متابعة حديث نفسها الشيطاني:
-يبقى تاخد الفلوس وهي الكسبانة !

برقت حدقتاها بشر مخيف وهي تردد بخبث:
-ومش بعيد أخلي الدكتورة تعملي تقرير أبتذ الزفت ده بيه بعدين، يعني في كل الأحوال بنتي هاتستفيد ! والعيال امرهم مقدور عليه، الحضانة تبعي، والواد في حضننا، صح كده !

كاد يطفو على ثغرها طيف ابتسامة وضيعة، لكن منعتها من الظهور قبل تشكلها عليه لتحافظ على حزنها الزائف.
...................................

كانت كمن يقف على نيران متقدة وهي تجوب غرفته ذهابًا وإيابًا .. فركت قبضتي يدها بعصبية لاعنة تلك التعيسة التي تحظى بأثمن اللحظات معه.
ربما هو لا يخصها، لكنها لم تستطع منع نفسها من الإنجذاب إليه، ولما لا ؟ فهو دومًا يثبت لها أنه العنوان الأمثل للرجولة.
حدقت في صورته المعلقة على الحائط مطولًا، وشردت في إحدى ذكرياتها الغير سارة بالمرة.
.......................

تفاجأت به يحاوطها من الخلف على غير عادته بالمرة مسندًا رأسه على كتفها، فالتفتت للجانب لتنظر إليه بغرابة وهي تتساءل بتعجب:
-خير ؟ ايه الحنية دي كلها ؟

أجابها قائلاً بغموض:
-عاوزك تجهزي يا حبيبتي

ردت عليه متساءلة وهي تزيح ذراعيه عن خصرها:
-ليه ؟ هانخرج ؟

أدارها حاتم نحوه وهو يجيبها بإبتسامة عابثة:
-اه، احنا معزومين عند واحد صاحبي، عيد ميلاده النهاردة !

استندت بكتفيها على صدره، وطالعته بنظرات ثابتة وهي تتساءل بفضول وقد بدت مهتمة بمعرفة التفاصيل:
-يعني عامل حفلة وكده ؟

أومــأ برأسه بالإيجاب قائلاً:
-ايوه

أضافت نيرمين متساءلة بجدية:
-وهو متجوز ؟ مراته موجودة يعني ؟

هز رأسه نافياً وهو يداعب أنفها بإصبعه:
-لأ، هو عاذب

انعقد ما بين حاجبيها بإندهاش، وردت بغرابة:
-وعاوزني أروح !

أوضح لها حاتم غرضه قائلاً:
-اه، هو محترم، وبعدين أمه وأخته موجودين، ودي حفلة كلها هيصة وفرفشة، وأنا مشغول، فإنتي هاتجي معايا تكملي السهرة مكاني !
ضاقت نظراتها لترد بجدية:
-طيب ماشي، أنا ممكن أحضر، بس هامشي معاك !

أزاح يده عنها، وتراجع للخلف ليرمقها بنظرات مزعوجة وهو يقول:
-بأقولك هاتسهري مكاني، إنتي بدالي في الحفلة !

اتسعت مقلتاها بإستنكار منفر، وهتفت معترضة:
-يا حاتم ده واحد صاحبك، يعني مش عرفاه، لزمتي أنا أفضل ليه وسط ناس ماليش علاقة بيهم ؟

رد عليها بنبرة مستفزة:
-ما انتي هتتعرفي عليهم

أولته ظهرها قائلة برفض تام:
-لأ، بلاش منه، أنا مش مرتاحة !
وضع زوجها يده على ذراعها، وأدارها نحوه هاتفاً بضجر بائن في نبرته:
-يعني هاروح من غيرك ؟

هزت كتفيها بعدم اكتراث وهي تقول:
-عادي، انتو شباب في بعض ! خدوا راحتكم

تصلبت قسمات وجهه نوعًا ما وهو يقول بإصرار:
-لأ، بس أنا قايلهم إنك جاية

ارتفع حاجباها للأعلى صائحة بنفور:
-نعم ؟ قايلهم ؟

أجابها باقتضاب وهو متعجب من ردة فعلها:
-ايوه

اشمئزت من إصراره على ذهابها، وصاحت بإنفعال بائن مشيرة بيدها:
-حاتم، إنت بتكلم جد ؟ انت قايل لصحابك الشباب مراتي جاية عيد ميلاد واحد فيكو تهيص معاكو !

نظر لها بجمود وهو يرد قائلاً:
-وايه يعني ؟ حفلة زي أي حفلة ! وفهمتك إن فيها أهله !

كزت على أسنانها قائلة بغيظ:
-أكيد ده هزار، صح ؟

بدا وجهه صــارم الملامح وهو يرد:
-أنا بأتكلم جد يا نيرمين ! أنا مش هاطلع عيل قصادهم
-تطلع عيل عشان تفرجهم عليا، كلام ايه ده اللي بتقوله، أنا استحالة أوافق طبعًا

رمقته بنظرات احتقارية، فلم تكن تتخيل زوجها هكذا، هو يرسلها إلى حفلة مجهولة لا تعرف من فيها لمجرد ألا يبدو مظهره سيئًا أمام رفاقه.

إغتاظ من رفضها القاطع، وتبدلت تعابير وجهه للغلظة والحدة، وصاح بها مهدداً:
-استحالة توفقي ؟!

أصرت على رأيها قائلة بتوجس خفيف:
-ايوه !

لوح حاتم بيده مهدداً وهو يتابع بشراسة:
-نيرمين، أنا جوزك، وكلامي أوامر !

هتفت محتجة بصوت شبه مختنق:
-برضوه لأ، أنا مش موافقة، ترضهالي ؟ عاوز الناس تقول عني ايه ؟ وكمان انت هتمشي وأفضل أنا لوحدي لحد أخر الليل !

نفخ قائلاً بنفاذ صبر:
-هاخلص شغل وأرجع أخدك !

حركت رأسها بالنفي وهي تقول بعناد:
-انسى يا حاتم !

برزت عيناه الغاضبتين أكثر من محجريهما، وصاح بصراخ مقلق:
-بتعصيني يعني ؟

ردت عليه بتوتر رغم استشعارها تهديده الخطر:
-احسبها زي ما تحسبها، بس مش رايحة !

أمسك بها من ذراعها، وهزها بعنف صارخًا بها:
-يبقى انتي ناوية على علقة كل الليلة !

تأوهت من قبضته الغليظة عليها، وتوسلته راجية:
-آآآآآه، حاتم ! حرام عليك ! بلاش تضربني !

رفع يده عاليًا في الهواء ليهوى بها على وجنتها صافعًا إياها بعنف قوي وهو يقول بنبرة هائجة:
-هو إنتي شوفتي حاجة، أنا هاربيكي !

جحظت عيناها بخوف كبير مما سيفعله بها، فهو بالطبع لن يتركها إلا وعظامها تئن وتصرخ من ضرباته الشرسة كما إعتاد أن يفعل بها دومًا حينما تثور ثائرته...
............................

أفاقت من تلك الذكرى الموجعة ضامة يديها إلى صدرها بقوة.
تنفست بعمق لتسيطر على إنفعالاتها، وابتلعت غصة مريرة في حلقها لتحدث نفسها بتقزز جلي لاعنة إياه:
-كان ابن ..... مش راجل، أيوه مش راجل !
............................................

صف سيارته بجوار مدخل البناية القاطنة بها عائلته هاتفًا فيها بجدية آمرة وهو يشير بعينيه:
-انزلي !

لم تعلق أسيف على أمره الصارم، وترجلت ممتثلة بهدوء له. فلا جدوى من الإعتراض عليه، فسينتهي الأمر معه بالجر قسرًا للداخل.

خرج رغماً عنها شهقة مكتومة حينما ضغطت على قدمها اليسرى. وانحنت تلقائيًا للأمام لتستند على السيارة.
التفت منذر ناحيتها متساءلًا بجدية:
-مالك ؟

رفعت رأسها لتنظر ناحيته بوجه ملتهب من حمرة الآلم المكتوم، وردت باقتضاب عابس:
-مافيش

أشــار لها بيده متابعًا:
-اتفضلي !

تحركت ببطء شديد، فبدت كالعرجاء وهي تسير إلى جواره.
أخفض نظراته ليحدق بساقها. فأدرك أنها تعاني خطبًا ما، لذا سألها مهتمًا:
-مال رجلك ؟

ردت من بين شفتيها المضغوطتين بصوت شبه ثابت:
-ولا حاجة !

ســـار خلفها مراقبًا حركتها المتريثة بإنزعاج واضح عليه.
أيقن أنه هو من تسبب لها في ذلك الأذى دون قصد منه.
زفـــر بصوت مسموع وهو يفرك وجهه بضيق كبير.

وصلت أسيف إلى الدرج، واستندت بيدها على الدرابزون، ثم رفعت عيناها للأعلى لتنظر إلى الطوابق العليا.
تنهدت بإنهاك واضح، وتشبثت أكثر به.
مازال الطريق أمامها طويلاً حتى تصل إلى باب منزل عائلة حرب، وعليها أن تتحمل ذلك الآلم الرهيب الذي تزداد حدته مع كل خطوة تخطوها.
لن تشكو لأحد وجعها، وستصمد للأخير.
جرجرت ساقيها بتريث شديد، ورفعت قدمها اليسرى بحذر للأعلى.
أغمضت عيناها متألمة وهي تستند بها على الدرجة التالية.
لمعت حدقتاها متأثرة من شدة الآلم، وبدا ظاهراً على لون بشرتها مدى تأثيره عليها.

هتف منذر من ورائها قائلاً بصوت هاديء:
-تحبي أساعدك ؟

لم تنظر إليه، بل أكملت صعودها الطويل قائلة بإباء:
-لأ !

لكن كما الحال دومًا بينهما من احتكاكات غير متوقعة، بادر هو بالإقتراب منها، وقــام بحملها فجــأة لتشهق بهلع رافضة فعلته:
-إنت بتعمل ايه ؟ نزلني ؟

ثم ركلت الهواء بساقيها محاولة الخلاص منه، لكنه كان أكثر تصميمًا على فعل ما يريد.
تورد وجهها أكثر، وبدت في قمة خجلها منه.
ربما لكونها واعية وهي تراه يحملها بين ذراعيه بعكس أي مرة أخرى حدث فيها ذلك.
حدق مباشرة في عينيها قائلاً بصوت خفيض رغم جديته:
-فوق !

لاحظ هو إرتباكها الشديد منه، وظل معلقًا أبصاره عليها على الرغم من استمراره في الصعود.

اضطرت أسيف أن تلف ذراعها حول عنقه، واستندت بالأخــر على صدره، لكنها تحاشت النظر إلى وجهه، وحدقت أمامها بحياء بائن، فيكفيها ذلك الموقف المحرج الذي علقت به لتنظر هي إليه وكأنه لم يفعل شيء مخجل
................................. !!!
.............................................



منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس