عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-18, 09:13 PM   #262

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل السابع عشر والثامن عشر

ببساطه التعقيد....(((((17))))))

مازال شهاب يمسكها من ذراعها بقوة وهو يعصف كإعصار مدمر بأسرار ، بحقائق لم تتصور يوما انها حدثت ..ذلك العملاق الغاضب الصارخ افلت يدها اخيرا تاركا عليها اثار كرهه لها ..وقفت مصدومة ملامحها لا تفسر أيعقل بان ما يقوله حقيقي؟؟..ا والدها هي سفاح !!.. والدها هي مثال الالتزام بالعادات والاعراف يكون ظالم..!! من كان امامها كراهب متزمت هو بالأصل فاجر!! ..حقيقه لا تصدقها لا بل عقلها يرفض ذلك تماما ..
ثلاثين عاما وهي مخدوعة به بأصالته ورقيه ..
ما هذه الكارثة التي حلت عليها الان ..

شهاب كان كبركان خامد قشرته الخارجية صلبه لكنه من الداخل يفور ويغلي ليحطم صمته كله دفعه واحدة ويلقي بوجهها جميع احجاره احماله ليتركها تتراكم عليها لتدفن تحتها لتختنق وهي تأخذ تلك الاحمال التي كانت تكتمه ..

ابتعد خطوتين عنها ليضع كلتا يديه على المنضدة وهو يتقس بصعوبة .. لتوقن بأن تمثال ابو الهول الذي امامها ما هو الا صبي محطم ..ليكمل قائلا.. بمرارة قاتلة

-والدك خان ثقه والدي ..طلب امي للعمل هنا لتحظر له الطعام ..لكنه طمع بها وحطمها ..مازلت اتذكر شجارات والدي وانا صغير ..اسمع امي تتوسل ابي وتخبره انه يظلمها وبانها بريئة .. بينما هو الاخر كان يلومها ..كلامهم مازال يرن باذني ليومنا هذا كجرس تنبيه لي ان لا انسى ..

تخيلي صبي بالتاسعة يقف خلف الباب ليسمع اشياء لا يفهمها ..اتهامات لا يعي لها ..كنت اسد اذني كلما سمعت اصواتهم تعلى وتعلى ..كانت امي تبكي دائما وتقول انها بريئة واسمع ابي يردد اسم والدك وبانه قد دمر حياته كلها ..لأعود لأغلق اذناي وادعهم يتشاجرون اتهرب من سماع شتائمهم وكلامهم المؤذي .. لقد كانت حياتنا مثاليه الا ان دخل والدك عالمنا وقلبه ..مرت علينا ايام كثيرة وانا ارى والداي يذوبان امامي كشموع مشتعلة بالنهار ليست لها فائدة ..

الا ان جاء اليوم الذي حدثت به تلك الحادثة ..لا اتذكر الاسباب التي جعلتنا نخرج بذلك اليوم لكن اتذكر محادثاتهم طوال الطريق بالسيارة وشجارهم المعتاد ..
ابي ما عاد يستطيع النظر بوجه امي ..وامي باكيه دامعه طوال اليوم مكسورة مجروحة ذليله تردد انها بريئة بريئة ..

لأغفو قليلا هاربا من عراكهم الدائم ...واصحو على صراخ امي ووالدي يفقد السيطرة على السيارة ويصطدم بحاجز كان بالطريق ..امي توفت فورا لأنها لم تكن تضع حزام الامان ..وابي صار مشلولا وانا... قالها باستهزاء... للأسف خرجت بإصابات وكسور فقط ..

لتنضح مقلتيه بقساوة وهو يردف ..

( رجل واحد دمر حياه ثلاثة اشخاص )..

تنفس بعمق يكتم غضبا اهوج بداخله

عندما فقت من الحادث وجدتني يتيما ولابي معيلا ..

تخيلي بعد الحادث جاء والدك ليرى ابي ...جاءه ليراه مكسورا محجوزا بالكرسي ...ليصاب ابي بعدها بسكته دماغيه افقدته النطق تقريبا وصار ينطق الكلمات بصعوبة لا يفهمها احد ..ومن وقتها وانا عزمت على الانتقام ..لابي ..لأمي ..لنفسي من ذلك الظالم ..

وبدأت اراقبكم ... فمنذ كان عمري عشر سنوات وانا أجيئ يوميا امام هذا القصر البائس المنيع .. يخبرني ان الظالم مختبئ خلف اسواره العظيمة .. ولو اردت يجب ان اتعب ..
فبدأت اعمل وادرس لكي اصل لهدفي ..كنت اراقبك واراقب والدك ..وعندما شددت عودي ..وجدته مريض ..متهالك لا يقوى على مواجهتي ..كنت اريده بنفس جبروته القديم ..عندما كنت اراه في صغري ..وددت لو كان لديه ابن ..اه لو كنت انت مثلي ...لاستطعت ان انتقم بنفس طريقته واذله ..لكنك خرجتي امامي ..ماذا كان يفترض ان افعل بك ..هيا اخبريني ...كنت منغلقة منطوية. استغليت نوارة ....نوارة التي جاءتني على طبق من ذهب .. صادفتها بالمعهد المسائي الذي كنت ادرس فيه وللصدفة كانت هي تدرس فيه ايضا .. وهناك تقربت منها ومددت اوصال الصداقة وجذبتها لعالمي فتبرعت بسخاء منقطع النظير بأفشاء اخبارك ... نوارة التي تغار منك حد المرض ..اخبرتني بجميع اسرارك وتفاصيل حياتك ..
ووقتها قلت سأذل والدك بك. لكنه مات ..مات ..وتركني اعاني بسببه ..
كيف انتقم من شخص ميت ..كيف ..ورفع يديه عن الطاولة واستدار نحوها وهو ينظر اليها بنظرات جمدت الدماء بعروقها من قساوتها .. اغمض عينيه لوهله يستجمع انفاسه ليكمل بلهجه اهدء قليلا لكن مدمرة ..

فجاءتني نوارة تطلب مساعدتي ان اتدخل بحياتك لأخربها ..فواقفت لان ذلك مرادي ايضا ... وقدمت للعمل هنا. حاولت التقرب منك لكنك لم تسمحي كنت دوما تبنين سورا عالي حولك ..لكني فرحت عندما رايتك قاسيه متجبرة مثله تتصرفين كما كان يتصرف بذلك المصنع فقلت واخيرا سأحظى بانتقامي .. لكن ذلك لم يحدث ..فعندما هجم العمال الغاضبون يطالبون بطلبياتهم .. كنت اريد ان اخرسهم بدلا عنك .. وعندما اخذتك لذلك التل ..كنت انوي التخلص منك ..اردت ان ادفعك وانتهي .. ولن يعلم بذلك ... لكن لم افعل وانا اراك ضعيفة امامي ضعيفة وهشة وجدت نفسي بدون وعي مني اطبطب عليك وبدلا من اذيتك ساعدتك واصلحت الماكنة اللعينة واعدت العمل كما كان واحسن .. ..وعندما قررت نوارة ان تتخلص منك هاجس من قلق صابني فوافتها وطلبت ان اكون معهم لم اتحمل فكرة ان تتأذي من غيري ..اردت انا ان اؤذيك .ان ادمرك ..ان اكسرك..انني انتقامي انا ..انتي ثأري انا ..ولن اسمح بان يذلك غيري ..في تلك الغرفة كنت تحت رحمتي ..كنت سأؤذيك بيدي وانفذ حكم اعدامي عليك ...
ألم يقولون الانثى بالأنثى .. والشرف بالشرف ... مع ذلك لم اجرؤ حتى للنظر اليك .. كنت ضعيفة ممددة لاحول لك ولا قوة ..وانا اريد شخصا بحجمي لكي اصرعه واتلذذ بفوزي عليه ..تراجعت وتركتك فما سأستفيد من ذلك غير كرهي لنفسي فمهما يكن انا عندي ضمير ..ضمير لولاه لكنت خذلت ديني ..لم استطع ان اكون مثله . اتعرفين ما يسمى من ينتهك جسدا خسيساً ...كلمة تجمع كل الصفات السيئة .. وانا لست بخسيس ..عندما فتحت عيناي ورايتك تنظرين لي ببراءة وتساعديني على الوقوف تشوشت كل افكاري حمدت الله اني لم اؤذيك .. ..حينما كانت عائلتك تتهمك تذكرت امي وهي تصرخ بريئة ..بريئة ..
فتحركت قدماي لا قف امامك ساعتها وانا لا اعرف لم حميتك او لماذا تزوجتك .. واصريت على ذلك خصوصا بعد شروط عائلتك المجحفة بحقك ....حتى عندما جئتني تترجين ان اخبرك ما حدث منكسرة محطمه ..تألمت واردت ان اعاقب نفسي على ألمك .فعيونك تراني كمنقذ وانا الشرير المحطم لك ..دائما ضعفك يغلبني يجعلني مقيد .. دوما هشاشتك تفقدني تركيزي ..اضطررت ان اخبرك الحقيقة حتى امنعك من اذيه نفسك ..فأذيتك هي من اختصاصي انا .

قالها بتأكيد وهو يشير لنفسه .. وعاود الكلام بحرقة قلب ضائع
-انت عقبه بالنسبة لي ..انت تقفين هنا...واشار بأصبعه على بلعومه ..كالشوكة تقفين هنا لا استطيع بلعك ولا اخراجك انتي بمنتصف انتقامي ..لقد اخذت من والدك ما ااريد المركز ..المصنع..واخذت مكاني كبطل لدى عائلتك لاستبدل صورته بصورتي ..حتى انت من كان الكل يخاف منك اصبحت تخافين مني ..حتى اسمه محيته سحبته منك لأضع اسمي بداله ..كل هذا لا يرضيني بل يجعلني اغضب اكثر لاصب غضبي عليك ..مازال هو متفوقا علي ..كيف سأربح حربي معه ..وبدأت دموعه تنزل ،، تنزل قهرا على ضعف حججه الواهية .. يبكي عمرا قضاه يحلم بانتقام ليجد صاحبه قد دفن ... .. كانت تلك اول مره تراه يبكي فيها ..يبكي قله حيلته معها ..يبكي انتقامه الناقص ...راحت هي الاخرى تبكي ..كلاهما ضحايا لنفس الجلاد ..
ليعاود النظر اليها بعيناه المتألمة لتشعر بغصة تتملكها ..كيف تساعد ذلك الباكي امامها ..
فمع كل كلمه كان يقولها بحق والدها كانت صورة ابيها تتمزق اكثر الا ان اختفت من العار الذي لحق بها ..

وخرج شهاب من المطبخ ليتركها مع الالام ..دائما المطبخ يشهد على حروبهم هم الاثنين ..
وخرجت هي ايضا لغرفتها تداوي قدمها المجروحة ..لكن قلبها من سيداويه ..لم تنم تلك الليلة ..وهي متأكدة بان شهاب ايضا لم ينام ..

في الصباح خرجت وذهبت للمطبخ لساحه دمارهم ..على امل ان تجده لكنه لم يكن هناك ومثل العادة خرج للمصنع واقفل خلفه ابواب القصر حتى لا تخرج ..

لتمضي الساعات وهي تفكر بكلامه ...فحديثه البارحة اوجعها ومع ذلك هي لا تصدق ما يتهم به والدها .. لتتذكر ما قاله عن نوارة وحقدها وغيرتها منها .. أيجرم الانسان بسبب الغيرة ..نعم يجرم الم يقتل قابيل اخاه هابيل لأجل الغيرة منه ... صدمات كثيرة قلها تقع فوق رأسها .. هل الكل بهذه العائلة مجرمون ..ارادت ان تمسك الهاتف وتواجهها لكنها تراجعت ارادت ان تراها وجها لوجه ..

وظللت تنتظر عودة شهاب وهي تجلس بالمطبخ ..ليعود من الخارج ..لا تعلم لماذا عندما راته وقفت ..وهو تجاهل وجودها امامه ليدخل .. مارا بها ليعبرها لكنها فتحت ذراعها امامه لتوقفه ...
-يجب ان نتكلم ..

دفع يدها من امامه بشيء من عنف ومضى يمشي متجهها للصالة الكبيرة ..فتبعته .. لتجدن يستدار نحوها قائلا
-تعالي ..

دخلا للصالة وجلسا احدهما يقابل الاخر ...الاسرار بينهما كشفت، والامور توضحت ..اعداء متقابلون ..كل منهما كان عدو للأخر ..لكنهم مجبرون على الجلوس معا ..فقال

-نوارة اخبرتني بان كل العائلة عرفت بزواجنا لقد اخبروهم اعمامك باننا تزوجنا وآلفوا لهم قصة عن حب جمعنا جعلنا نتزوج بسرعة بدون عرس وهم كانوا شهودا عليه وتمكنوا من اقناعهم لتقبلنا ..
فتحت عيناها مندهشة ما الذي يقوله عائلتها تقبلت زواجها .. ببساطة هكذا .. بما اخبروهم ليوافقوا وكأنه منهم .. وقبل ان تتكلم قال
-والده نوارة تريد ان ترانا ..وحددت غدا موعدا لزيارتها ..

أ ستبقى تتجرع المفاجأت من عائلتها وردود افعالهم .. لترد بصدمة
-عمتي هناء !!..تريد رؤيتنا ..

- نعم حضري نفسك سنذهب غدا ..ووقف ليرحل لتستوقفه قليلا
-مهلا مهلا ..نذهب ..اين تظن نفسك ذاهبا هذه المهزلة ستنتهي الان .. اتفهم ..

ليرد ببرود
-لا رغبة لي للكلام الان
وخطى نحو الباب
لتصرخ بصوتها العالي

-توقف ..انا اتكلم معك ..
ليرمقنها بنظرة حادة
-وانا لا اريد سماعك ..وعادت ليسير
لتصيح
-انتظر ..انا لن اسمح لك بالتمادي .. كل شخص سيرحل بطريقه .. يكفي ما حصل لغايه الان ..ونوارة سأجعلها تندم على ما نوت فعله معي ...

ليقول وهو يرفع حاجبه بشراسه ..
-حقا به البساطة ...وانا سأذهب للمصنع مخبرا الجميع ان السيد حسام ما هو الا مغتصب قذر ..والله اعلم ان كانت هناك ضحايا اخرى له غير امي ...تجدونهم امامكم بعد التفتيش خلفه فهل انتم مستعدون لفضائح ستهد عليكم كل بنيانكم العفن ..

تبلعمت ريقها وهي تتخيل ما سيحصل ان نفذ تهديده ..
العائلة كلها ستتأذى ..

استدار مكملا طريقه لتوقفه بنبرة تعلمتها من والدها حين يريد شيء ما

-اذا يجب ان نتفق .. هادنته بهدوء ..انت لن تخبر احد بما فعله ابي ..وانا ..ليعود غاضبا نحوها
-انا لا اتهدد ..انت التي تحت رحمتي ..تذكري هذا ..

لتصرخ بشدة فيه
-وانا لم اعد اخافك ..فمن بكى البارحة امامي كطفل تائه لم يعد يخيفني ..

-لم اعدك اخيفك ..ومسكها من ذراعها وسحبها لتقف امامه ..تعرفين ما سأفعل بك ..اتحتاجين للتذكير ..
لتجاوبه بثقة جديدة عليها

-اعرف بانك لن تفعلها ..وراحت تنظر لعينه بتحد كبير ..شد على ذراعها اكثر لترد عليه
..هذا التصرفات لا تجعلني اخشاك ..ليتركها مبتعدا ..لترجع لتناديه
-اسمع ..اجلس لنتفاهم يجب ان نعقد هدنه بيننا ..تعال واجلس.. واشارت له لمقعد يجاورها فرجع شهاب ليجلس امامها .. فعادت لتحكمها السابق بنفسها..
ترفع صوتها وتتكلم بقوة
-نحن الاثنان مجبران على قبول واقع مفروض علينا ..كلانا نكره بعضنا .ولكل منا اسبابه ..انا وانت اعداء هذا متفق عليه..
لكن دعنا نترك حربنا هذه هنا ..ولا نحملها معنا للعلن ..

انا سأؤدي دوري بهذه المسرحية الهزلية والعبه بإتقان واخذ الكذب كدليل لي وانت يا عدوي الدود اهدء وارجع لحاله الركود ..وكن معي شريكا امام الكل .. هي ايام فقط وبعدها لكل حادث حديث ..

أترفع حاجباه بدهشه من ثقتها واعتدادها وكأنها تتفق على طلبية خشب جديدة ..
ليسمعها تكمل ..

والان هل نحن متفقان .. وكمديرة مصنع قوية مدت يدها اليه بالسلام فما كان منه سوى ان يرضخ لها فيمد يده هو الاخر .فيكون تحالف الصبار ...

**************

اغلق الهاتف وهو يتأفف فقد اتصل به السيد اسعد لكي يدعوه للمجيء عندهم فهو سيجمع العائلة كلها بمنزلهم المعد للمناسبات كهذه .. وأصر عليه بالقدوم ..فستجاب له مكرها ..
وذلك لرغبته في انهاء تلك الخطبة ..حتى يعتذر للرجل وجها لوجه ..

توجه لغرفته وجمع بحقيبة صغيره ملابس له مع احتياجاته الشخصية .. واغلق البيت جيدا متوجها لبيت جارته ..

وهناك استقبله زهرة ببشاشة وجهها وصفاء محياها العذب لتوقظ بقلبه دقات اعجاب ..اعجاب تنضح بها مقلتيه كلما لمحها او تكلم معها ..
تنحنح بحرج وهو يدرك انه يتمعن بها ..
- احم انا مسافر لقضاء يومين عند اقاربي .. هذه مفاتيح بيتي اذا ما حصل شيء ..

اخذت منه المفاتيح وهي تطمئنه ان لا يقلق وستجعل سلام يهتم بالبيت بغيابه ..
فشكرها وما ان هم بالانصراف حتى سمعها تناديه بأسمة
-قاسم ..
اتعثرت خطواته ام هكذا هيأ له ..
استدار للخلف وابتسامته المرتبكة تفضحه ..
ليرد بدون وعي
-أمريني ..
فتجيبه براحبة صدر
- لا يؤمر عليك ظالم .. اردت فقط ان تنتظر قليلا
ودخلت للبيت ..
ليتنفس هو . .. فمجرد سماعه لصوتها تنادي باسمه جعله ينتفض .. ما الذي يجري معه ..

رجعت هي تحمل بيديها كأسا للماء
واخبرته ان يذهب وماان خط مبتعدا حتى سكبت الماء خلفه .. وهي تقرأ بأدعية الحفظ ..
فأبتسم فأمه كانت تفعلها دوما مع والده كلما خرج من البيت ويوم سألها لماذا فأجابت حتى يكون طريقه سهل ويرجع بسرعة ..
كعادة يعملها الجميع عندما يخرج احدا من اهلهم مسافرا ..

وغادرها وبقلبه امل بحياة اخرى ..

*******



وفي صباح اليوم التالي استعدا كل من سمر وشهاب مغادرين ..جلب شهاب السيارة من الكراج ليتجها لبيت المزرعة التي تقيم به عمتها هناء وخالها اسعد ...وفتح لها الباب الذي بالمقدمة قائلا بلؤم كبير
-تفضلي يازوجتي الغالية ..

لتبدأ بينهم حرب الاعصاب ... والاستفزاز ..

عادت بذاكرتها لاتفاقهم في الامس ..
فقد اتفقا على انها لن تخبر احد بلعبته القذرة التي لعبها عليها ..وبانها نقيه وبالمقابل هو لن يخبر احد بما فعله والدها من امور فظيعة مع عائلته ..حتى نوارة كانت من ضمن الاتفاق على ان تبقى مصدقة ان خطتها تمت بانها لم عرفت حقيقتها بعد ..وان تتعامل معها بشكل طبيعي مع رفضها للفكرة ومجادلتها له وصراخها عليه الا انه اخبرها ان نوارة ممكن ان تخطط لمصيبة اخرى وتنفذها بدون علمه وهذا ما لا يرغب به بالوقت الحاضر فالأحسن هو تجاهلها هذه الفترة . ورغم امتعاضها من أفكاره الا انها وجدت بها خيطا من الصحة يجب ان تفكر بعقاب مناسب لها وتفاجأها فيه فأن علمت بمعرفتها بكل شيء ستفقد عنصر المفاجأة فيجب عليها التروي فهادنته ..وبذلك تمت شروط الاتفاق ..

وصلا لبيت المزرعة ..ومن المجحف ان يسمى بيتا فقد كان قصرا هو الاخر لكنه اصغر من البيت الكبير .تحيطه البساتين من كل مكان وكأنها تتوجه كسلطان ..مطلي بلون اصفر فاتح ابوابه ونوافذه مطليه بالأحمر ..مدخله يدل على قدم بناءه هو الاخر ..يحتوي على 30غرفه لكن الغرف كلها صغيره .. صمم خصيصا ليضم كبر العائلة ..

استقبلتهم عمتها هناء فور نزولهم من السيارة وهي تقبلها
-اهلا يا ابنتي ..واخيرا لقد تزوجت .فرحتي الان ليس لها حدود ..لكني اعتب عليك ..لما لم تقولي لنعمل لك عرس كبير ..يليق بابنه اخي حسام الدين..

ودها ذاك ومعاتبتها المحبة ضربت قلبها بمقتل ..
كيف تخبرها لم تزوجت بتلك الطريقة البشعة ..

ليأتي شهاب وهو يحمل الحقائب .. مجيبا على تساؤلها

-ذلك خطأي انا كنت مستعجل جدا لأحظى بها ..تعرفين الحب لا يعرف الانتظار
لتضحك هناء على كلامه ولهفته الماكرة بالحديث ..فرمقته سمر بنظرة انه تمادى بالتمثيل .. وهي تفكر كيف ستمر تلك الايام عليهم ...

دخلوا للبيت وكان الكل موجودا اعمامها عامر و عمار والبقيه ليستقبلوا شهاب بترحيب حار وكانه بطل الابطال ..وبدأوا يعرفوه بكل الموجودين من ابناء واحفاد ..

فشد عامر على كتفه يقول
-اتعلم باننا نجتمع بكل ربيع هنا ونستمتع بأسبوع وكانه عطله لنا .... نرتاح فيه من اعمالنا .. وهم بأكمال كلامه لتقاطعتم هناء

-هيا هيا اتركوهم اكيد انهم متعبون ..الكلام لن ينتهي ...
تعالوا معي سأدلكم على غرفتكم لتستريحوا ..واشارت لهما ليلحقوا بها ..ووصلت لغرفه بالطابق الثاني وقالت

-بكل مرة تمكثين مع نوارة لكن هذه المرة جهزت لك غرفه انتي وزوجك وفتحت الباب ليدخل شهاب وسمر الغرفة ..كانت الغرفة صغيره بها نافذه تطل على البستان. تحتوي على دولاب ببابين وتسريحه شعر وكرسيين ومنضده صغيره بينهما وسرير مزدوج ..وقفت سمر ناظرة للغرفة بكل تفاصيلها ..لتعود السيدة هناء لتقول ..
-تعرفين ان هذا موسم الحشرات والقوارض لذلك رششنا الارض بالمبيدات انتبهوا من ذلك ...وخرجت لتغلق الباب خلفها ..تاركا شهاب وسمر احدهما ينظر للآخر....

-

ببساطه التعقيد....((((((18))))

تبعت سمر عمتها هناء للخارج بسرعه هاربه من تلك الغرفة الصغيرة التي بمقاس 3×3متر مربع تاركةً شهاب وحده هناك ..وفي وقت الغداء اجتمع الكل بغرفه الضيوف الكبيرة وبدانا بالأكل وكان شهاب يجلس بجانبي وبكل دقيقه تتوجه الأسئلة عن الاعمال والاحوال ليجيب شهاب عن كل سؤال بطريقه مذهله بأسلوب لبق وكانه ابن هذه العائلة كل الموجودين اعجبوا بأسلوبه وكانه ساحر قام بسلب عقولهم منهم ..وسمر تنظر اليه وهو يتحدث بتلك الثقة الكبيرة عن ادارته للمصنع خلال تلك المدة .لا تعلم لماذا كلما راته تذكرت والدها بصوته وثقته تلك..

وهناك تعرفا على السيد قاسم ...خطيب المبجلة نوارة مع انها لم تكن من الحضور الا ان سمر اشفقت عليه .. فهو كما يبدو انسان جيد .. هادئ ورزين .. يتكلم ببساطة ويجيب ببشاشة .. خسارة رجل مثلة بطيب اخلاقه تلك بواحدة مثل نوارة بحقدها وغلها .. وهناك لمع ذهن سمر بفكرة .. ألم تؤذيها نوارة بحقدها .. ستحرمها من فرصتها بالزواج ..التي لطالما تمنتها امامها .. ستخطط وتنفذ ليسمع خطيبها كل بلاويها ووقتها سيتركها لتتعفن بغيرتها ....

.وبعد الغداء خرج معظم الرجال للبساتين واخذوا معهم شهاب ..وبقيت النساء والفتيات جالسات في الحديقة الخلفية متجمعات يشربن القهوة والشاي ويتكلمن بأمور الحياه. لتنظم هم نوارة ...
.التي اصبح وجهها كروحها سوداء مظلمة من كثر الخبث المتأصل بها .... كانت سمر تتحاشاها طوال اليوم حتى لا تفقد صوابها وتعلمها بانها تعرف بخبثها ولؤمها ..جلست بجوار والدتها متناوله احد فناجين القهوة لتشربها وهي تضع قدما فوق قدم بحركة سخيفة فتحت بها عباءتها لتظهر ساقيها من تحتها بابتذال ..

وبدا الكلام عن الاعمال عن الاطفال عن مشاغل الحياه ..لتنظر نوارة الى سمر بخباثه وتوجه لها الكلام متسائلة ..

-اخبرينا ياسمر لماذا تزوجت بهذه السرعة وبدون علم احد ؟لقد اخبرنا خالي عامر بزواجك وقال تزوجت عن حب ؟

تلك الافعى الرقطاء تريد احراجها امام الجميع فهي كانت موجوده بيوم الحادث تفتعل الاهتمام بحالتها وتمثل الصدمة لمصابها ودت لحظتها لو تمسكها من شعرها المهلهل وتنهال عليها بالضرب ...صورتها وهي تضربها جعلتها منتشيه .لتجيبها بابتسامه ..
-نعم تزوجنا عن حب .. فشهاب طلب يدي ووافقت واخبر اعمامي انه لن ينتظر ان تمر سنوية والدي .. وبعد ألحاح منه وافقوا ..

ضيقت نوارة عينيها تستشف من وراء حديث سمر الواثق امر ما لا تعلمه ..
لترجع تستفزها اكثر من جديد بأسئلة اخرى عن كيفيه زواجها من شهاب وعن علاقتها به وعن قصه الحب التي جمعتهم ..أسئلة كثيرة تتعمد فيها ان تضايقها ..

وسمر تمسك اعصابي بصعوبة من ان تصرخ بها .. وتجيبها بقصص كاذبه جمعتها مع شهاب ..لتستمر قائله..

-اذن ياسوسو اخبرينا عن ليلتك الاولى ..وعن شهر عسلكم كيف كان؟؟

ضغطت سمر على كوب الشاي الذي كنت تحمله بيدها لدرجه خيل لها انها كانت ستكسره من غضبها لحظتها ..وبرزت عروق رقبتها وانذرت عيونها بدمار قادم لا محاله ...
..
لتجد ان كل من كن يجلسن استدرن نحوها مصغيات لأجابتها ..نوارة تلك اللئيمة كانت متاكدة من انها ستنهار امام ذلك السؤال ظنا منها ان خطتها نجحت والقت بي في العار ..لترجع مستفزة اياها لتقول

-هيا سمر قولي ..قصي لنا ..ليس هناك من غريب بيننا فجميعنا نساء..
وبدأن قريباتها يلححن عليها بالإجابة وعمتها هناء تخبرهم ان يتركوها لأنها خجلت ..

فأخذت تبلع ريقيها من الحرج والغيظ امامهم واحست بان العرق قد تكون على جبهتها ..ماذا تجيب هؤلاء واي كذبه تخترعها لهم ..ونوارة متلذذة وهي ترانها هكذا عاجزة عن الرد ..

ليسمعن صوت شهاب يأتي من خلفها يقول ..

-انا سأحكي لكم ..وليضع يداه على كتفها بحركة ظهرت لهم مغازله رفعت سمر له راسها لتراه واقفا خلفها مبتسما ابتسامته المعهودة ضحكن النسوة خجلا منه ليكمل ..

-انا وحبيبتي عشنا ايام عسل لذيذة ..قضيناها كلها ونحن غارقين بالحب ..اليس كذلك ياحلوتي قالها وهو يغمز لها بوقاحة جعلت الدماء تتجمع بوجنتها ..لينظر اليها بوله اجاده جعلها تهز راسها موافقه على كلامه .. وهي مصدومة من الموقف برمته ..ليكمل ..

الان سآخذها منكم فلقد اشتقت لها ..
.ومسك يدها وسحبها من مقعدها يحتضن كتفها بذراعه وسارا بها متوجها لداخل غرفتهم ...

غرابة اعترتها وهي ملتفة بذراعه شعور جديد لم تعرف كنهه ..لم تجربه بحياتها .. وخزة خفيفة بجانب قلبها طغت على تفكيره .. وخزة لذيذة .. تمدها بطاقة حرارية كبيرة ..
كل هذا من احتضانه لكتفها فقط ...

افاقت من دوامه مشاعرها على ابتعاده الذي سبب اختفاء تلك الوخزة الممتعة بصياحه عليها وهو يصك على اسنانه

-الم اقل لك ان لا تتعاملي مع نوارة ؟
لتجيبه وهي متخبطة ..
-هي من استفزتني تلك الحفيرة تحاول ان تحرجني بتلك الأسئلة هي لا تعلم باني ...وسكتت كأنها افاقت لنفسها لتكمل بسخط واضح ..وانت لماذا قلت ذلك الكلام ما هذا الابتذال الذي انت فيه ..ليستدار نحوي بغضب ..

-ابتذال ؟؟كان يجب ان اتركك بمفردك وانتي ضائعة لا تعرفين كيف تردين عليهم . ليبتعد وهو يتمتم
.لا اعلم اي مصيبه... اي لعنه حلت علي بسببك ..لم لم تكوني رجلا لأكسره وارى في عينه نظره الذل وانتهي..

وخرج من الغرفة وهو يردد تلك الجملة مغلقا الباب خلفه بعنف ..

جلست على سريرها ترجع رأسها للوراء وهي تفكر ..الكل يريدها ذكرا ..والدها ارادها رجلا لتحكم من بعده ..وشهاب يريدها رجلا لكي ينفذ انتقامه ..واين هي من هذا كله ..من يريدها هي ؟؟سؤال يحيرها من يرغب فيها ..ما الهدف من وجودها في هذه الحياة؟أأخلقت فقط للعذاب ؟؟ فما ذنبها غير انها انثى !!!
طرحت زفيرا قويا وكأنها تزيل بقايا روحها المندثرة ..وتلملم شتات نفسها ...وعد اخذته على نفسها يوم علمت كل جرائمهم بحقها ..انها لن تضعف لن تظهر استكانتها لأحد .. ستقف ستثور وستأخذ حقها من الجميع ..
والدها واعمامها ونوارة واهمهم شهاب الذي حسابه ثقيل بحجم اهاتها التي اهانت كرامتها ودفنتها لأوجاعها .... فتلبست ابتسامتها الدبلوماسية .لترجع لتواجه الكل بها ...

وانقضى النهار وهي تتجنب ملاقاه نوارة المتضايقة من ردة فعل شعاب وقت الظهيرة كما يبدو عليها .. وكذلك تواجد خطيبها فرض عليها ان تبتعد عنها قليلا ...

وحل الليل ليذهب الجميع لغرفهم ليناموا وسمر مازالت تفتعل احاديث مع اي كان حتى لا تعود لغرفتها تلك .. غرفتها التي ستتشاركها مع شهاب .. ..لكن لا مفر من دخول تلك الغرفة .

.فتحت الباب ودخلت كانت الغرفة مظلمه الا من مصباح منضدي بلون احمر

تعتقد بان عمتها من وضعه لتزيد من الشاعرية بصفتهم عرسان جدد..

كان شهاب نائما مستحلا السرير كله مقلوبا على بطنه يمد ذراعيه ورجله بكل مكان ..

وقفت بمكانها ضائعة هل تغلق الباب ام تفتحه ..كيف ستغلق الباب عليهم بمفردهم ....تنفست بتعب ... وبعد تردد كبير اغلقت الباب ومشيت على اطراف اصابعها تفكر اين تنام .الارض ممنوعه بسبب رش المبيدات ..فلم تجد غير الكراسي امامها فقامت بسحب احد الكراسي لتضعه مقابل الكرسي الاخر وجلست على احدها ومددت رجلها على الاخر
لتغلق عيناها المتعبة تنشد الراحة ... لتسمع صوت مدوي ..ما هذا؟

فتحت عيناها متوسعة وارهفت السمع جيدا ..كان شهاب يشخر بصوت قوي .. هزت راسها متضايقة ..هذا ما كان ينقصها .. وعادت لتغلق عيناها لكن صوت هدير المحركات الذي يصدره كان مزعج جدا. وضعت يدها على اذنها ..ليشدو من جديد شاخرا ....
كان شخيرا عالي بجميع النغمات ..قضيت ليلتها وهي تحاول النوم قدمها وظهرها يؤلمانها من الجلوس واذنها تسممت من صوت شخيره الغير منقطع المستمر المدوي .. يعلو وينخفض كأوركسترا تقام طوال الليل ..

ليحل الصباح وهي لم تقضي سوآ دقائق نائمه ..ليستيقظ ذلك البلدوزر ..لترخي جفنها اخيرا نائمه ...
لكنها وجدته امامها يتكلم بصوت نعس من اثر النوم ..
-انمت هكذا بهذا الوضع ؟؟ اكانت تلك نبرة اهتمام بصوته ..
لترد عليه بسخريه
-نوم ومع شخيرك . جملة غير متناسقة .اتعلم بانك تدير فرقه موسيقية اثناء النوم ..
ليحك شعرة براحة يده ويضحك مبتسما بمزاج رائق

-تعودي ..

همت بالإجابة عليه ..

لتسمع الباب تدق ... راح احدهما ينظر للآخر فوقف سمر بسرعه وعدلت الكراسي كل بموضعه الصحيح ووقفت بجانب السرير ليفتح شهاب الباب. لتدخل عمتها هناء

-صباح الخبر ياعرسان..اتمنى ان ارتحتم بهذه الغرفة ..؟

لوت سمر فهما باستهانة تحدث نفسها
(عن اي نوم تتكلمين واي راحه ..قضيت ليلتي مع مولدات للطاقة ... ) جلست سمر تبتسم وهي تحرك رأسها لعمتها على السرير ...كانت اثار التعب من السهر تظهر عليها

فتسألت عمتها
-سمر كأنك متعبه ..؟

-لا عمتي ليست متعبه ..انما نعسانه ..

لتضحك عمتي خجله وتقول
-الظاهر كانت ليله حمراء ..فتحت سمر عينها على وسعها وهي تسمعها تقول ذلك. لتكمل ..

-انا جهزت هذا السرير مخصوص لكم ..فانا اضعه لكل عرسان جدد انه قوي ويتحمل ...وهي مستمرة بضحكها الخجل ..ليجلس شهاب على السرير بجانب سمر ويمسك يديها بطريقة مستفزة ..تصاعد التوتر عند سمر من جلوسه القريب ومازالت تبتسم لعمتها وهي وتحاول سحب يدها لكنه كان يمسكها بقوه ..

واستمرت عمتها تلمح بتلميحات عن علاقتنا الجسدية وشهاب يرد عليها بكلمات توحي لها باننا نقضي كل ليالينا معا ..وعمتها لم تسكت بل زادت بكلامها ..وسمر تتوسلها بسرها ( اسكتي .ارحميني ..كفى).. لتجد عمتها قد زادت كلامها بنصائح عن اشياء اول مرة تسمعها بحياتها بمفردات عن اوضاع لا تعرفها .وشهاب الماسك يدها يجاريها بالكلام ..

فعمتها بصفتها الكبيرة ... كانت قد زوجت كل بنات وشباب العائلة واصبحت لها خبره عظيمه بأمور الزواج .ولان كل المتزوجين كانوا اما ابناءها او بناتها او المقربون لذلك كانت هي من تتولى مسؤوليه شرح الحياه الزوجية لهم ..

بدات حرارتها ترتفع من الخجل وهي مستمرة بالابتسام لها
وشهاب ينظر اليها بكل دقيقه ليراها تتخبط بمكانها ..

فكنت كتلميذه تجلس مستمعه في احد دروس الصحة الجنسية ..

لتقول عمتي وهي خارجه من الغرفة بعد ان اغرقتني بمكاني من حديثها الجريء معنا ..

-بني اوصيك بها ..تمهل عليها ..لا تتعبها كثيرا....لتخرج اخيرا ..

وهي التي ضنت ان ذلك الحديث المحرج لن ينتهي ..لتسحب يدها من تحت يده بسرعه وتقف مرتبكه ..لا تقوى على النظر بعينيه ..وهو الماكر كان يضحك على وضعها ذاك .. فعندما دخلت عمتها لمح هو انها ستفاتحها بتلك الاحاديث الخاصة فأسرع ليجلس بجانبها ماسكا يدها يستشعر محاولاتها لجذب يدها منه يراها غارقة بخجلها وارتباكها فيبتسم مدركا انها ستثور بوجهه بسبب ما تمر به ليستفزها اكثر وهو يتفاعل مع عمتها يوضح لها انه معها على خير ما يرام .. . وقف هو الاخر ...

ليزداد ارتباكها وتخبطها ..ليخبرها انه سيخرج تاركا اياها لترتاح وتنام .

.تنفست الصعداء وهي تراه يخرج ....
لترمي جسدها على السرير وتنام اخيرا ..ومن شده تعبها نامت فتره الصباح كله ولم تستيقظ الا لما بعد الظهر ..

خرجت من الغرفة ووجدت النساء مجتمعات بالصالة جلست معهن و مازال اثر النوم ظاهر عليها ..فرحن يتهامسن امامها ضاحكات ...

-نمت جيدا ابنتي ؟قالتها عمتي هناء
لأرد بنعم ..

ورجعن يلمحن انني متعبه من اثر سهرة خاصه مع شهاب .
لتقول نوارة بمكر
-اكيد متعبه فلن تتحملي السهر لوقت متأخر كل يوم ..مع زوجك الفتي ..مشيرا لفارق العمر بينهم

لتسال احدى قريباتها عن عمر شهاب لتجيبها نور عن عمره وبانه اصغر منها ..فبدان من جديد اثارت الأسئلة حول علاقتهم ولماذا اختارت شابا اصغر منها ..فواحده قالت العمر غير مهم ..واخرى تقول لا مهم ..وتصاعدت اصواتهن كل واحدة تقول رايها الخاص .فمنهن من ضنت انه طمع بالمال لأنه تزوج بأكبر منه ..والاخرى صار تقول سيعايرك دائما بفارق العمر. وغيرها تقول الحب يربح ولا يهمه الارقام ..وانا بوسطهم مثل الاخرس ..

نوارة الملعونة دائما تحاول اهانتها .وبئسا لها ان لم توقفها عند حدها وتجعل خطيبها يتركها امام الكل لتشعر بالمهانة .. اخذت نفسا تجيب الجميع بطريقة مسيطرة ..
- الحب لا يعرف مستويات.. لا يهمه غني او فقير ..كبير ام صغير ..الحب خارق لكل المسافات ...لايهمه سوى نقاء الروح وطيبه القلوب التي يجتمع فيها .. وهذا ما جمعني بشهاب .. الحب النقي الخالي من النفاق ..

ليسكت الجميع واخيرا .لتنهض هناء تخبرهم انه موعد المسابقة ..فليستعد الجميع ..

ذهب الكل للخارج وهم متجهين الى مجرى الماء الموجود على حدود البستان ..نساء ورجال واطفال .وشهاب وقاسم معهم ...ليقف الجميع يفسرون لشهاب وقاسم المسابقة ..بان شخص من كل عائله يتسابق بالسباحة ..وكل عائله كانت تقف تشجع ولدها المتقدم ليكون هو النائب عنها ..ووقف ما يقارب عشرة شباب على احدى حافات ذلك المجرى المائي وهو بملابس السباحة ..لتظهر سمر وهي ترتدي بدله رياضيه كامله بأكمام طويله تشبه بدلات الغواصين بالماء واقفه مجاوره للشباب الواقفين .

تفاجأ شهاب من وجودها هكذا ووقف تاركا الحجر الذي كان يجلس عليه ..لتتقرب منه السيدة هناء
-بني .. سمر دائما تشترك بهذه المسابقة ..وتربح ..صحيح المفروض ان المسابقة للشباب فقط لكن اخي كان يصر ان تتسابق سمر معهم وتغلبهم ..
وقد طلب لها هذه البدلة مخصوص حتى لا تظهر شى من جسمها .. تعرف بانه كان ملتزم كثيرا ..ليستدار شهاب اليها وهو يمسك نفسه عن الغضب من كثرة سماع ان والد سمر شخص جيد وهو يعرف حقيقته ..

وبدأت المسابقة ..الكل يصرخ باسم ابنه ليشجعه ..والسيدة هناء الواقفة بجانب شهاب الجالس على الحجز تقول له هيا شجع زوجتك ..وهو يجاملها بابتسامه ..لينتهي السباق بفوز سمر كالعادة ..

خر ج الكل من الماء ورحل كل شخص مع عائلته من هناك وهم يتحدثون ... ليرافقهم شهاب مغادرا لكنه استدار يبحث عن سمر ليراها واقفه على حافه ذلك المجرى لوحدها مبلله تتنفس بقوة .. رجع خطوات للوراء وعاد ليراقبها وهو يختبئ خلف احد الشجرات .. وجدها تسقط جالسة ثانية قدمها تحت جذعها وهي تمسح عيناها.. .وتضع يدها على فمها ..كانت وكأنها تبكي وتخفي ذلك حتى لا يسمعها احد ...رؤيتها هكذا جعلت شهاب يشد على اصابعه ويعصر قبضه يده ليضرب على الشجرة .. تبا لذلك الشعور الذي ينهشه الان وهو يراها بمفردها تبكي ..ضعيفة هشة ..لتفاجأه وهو يراها تقف على الحافه وترمي نفسها بالماء ..

ظلت عيون شهاب تتابعها لكنها لم تخرج للسطح بعد غطسها. ومرت ثواني جعلته يحبس انفاسه فترك مكانه وسار قليلا للحافه. ووصل الامر لدقيقه وهي لم تعاود الظهور للسطح بعد ليجد نفسه مهرولا للحافه يبحث بعينه عنها يبحث بيأس ومضت دقيقه ونص ليقفز للماء باحثا عنها وهو مثل التائه ..لتظهر على السطح امامه وهي شاهقة تأخذ نفس قوي ...فتحت عينها لتجده امامها بالماء يمسكها من يديها وهو يقول
-انت بخير ؟
وعيونه تنظر اليها كالمجنون يتفحصها بقلق كبير ..ليكمل
..
لقد غطست ولم تعودي للسطح ..ماذا كنت تحاولي ان تفعلي ..ان تقتلي نفسك ..

وسمر مذهولة من نظرة عيناه اليها و من سؤاله ذاك ..لتجيب ذلك المتوتر
-اهدء انا اتقفن السباحة واستطيع كتم انفاسي لدقيقتين تقريبا ...

.لكن ما بك انت ؟
واستدارت تبحث حولها لتقول ..
لا يوجد هناك احد لكي تمثل الخوف علي .. اتركني


ليترك ذراعها وكانه صدم من نفسه من قلقه عليها ليجيبها بتوتر .

-انا قلت لك اني لن اسمح لاحد بأذيتك فأذيتك اختصاصي ..لن اسمح حتى لكي ..فهمتي ...

ليخرج من الماء مبللا وهو يتنهد بسرعه ولتخرج هي الاخرى من الماء خلفه ..تراقبه وهو يتركها هاربا كعادته .. مشوشه التفكير... ولن يكون اسمها سمر حسام الدين ان لم تجعله خاضعا لها ..


Malak assl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس