عرض مشاركة واحدة
قديم 13-07-09, 04:53 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- البكاء على الأطلال
راقبت تيريزا ستانتون القطار وهو يختفي في غابة كثيفة الأشجار , وكأن الطبيعة أبتلعته كلقمة صغيرة, حاولت الحد من توتر أعصابها المتزايد بطريقة مرعبة نتيجة أسباب متعددة , أقلها الحرارة الخانقة والرطوبة القاتلة , حولت نظرها وأهتمامها الى المحطة الغارقة في بحر من الغبار , وغابت في جو عزلتها وأنفرادها , ثم أخرجت فجأة رسالة من حقيبة يدها , وراحت تقرأ بسرعة لعلها تجد فيها أشياء جديدة .
تنهدت بأرتياح ... فهذا هو اليوم المحدد , والمكان المطلوب, والوقت الصحيح, ولكن , أين هما دان وماري؟ تمنت تيريزا من صميم قلبها ألا يكون تأخيرهما بسبب عطل في سيارتهما , أو أي مشكلة أخرى واجهتهما في طريقهما اليها, وقرأت ما كتبته لها ماري رورك للمرة العاشرة:
" عزيزتي تيريزا , دان وأنا مسروران جدا لقبولك دعوتنا , في أي حال , لم نرك منذ فترة طويلة جدا ... على الرغم من وعودك المتكررة , نحن في غاية الشوق اليك , ويبدو أن أستقالتك وحدها هي التي حملتك أخيرا على قبول دعوتنا المزمنة , لماذا أستقلت من عملك في وظيفتك, وكيف واجه الطبيب ديريك نبأ تخليك عن عملك في مأوى العجزة ... والذي يفتخر كثيرا بأردارته ؟ هل أسمع أجراس عرس تقرع من بعيد؟ تجاهلي سخافتي هذه, أيتها الحبيبة , فأنا أهذي , أكاد أجن بسبب موت قطتي , ولكن حضورك سيطرد الحزن العميق من قلبي ويبعد الجنون عن عقلي , ستحبين ملاكنا الصغير جانيس تيريزا رورك , لا لأننا أخترنا لها الأسم الثاني تيمنا بك... بل لأنها جميلة وطيبة , أما دان , فهو لا يزال كما هو... يقتلني بأسلوبه الغزلي الرهيب , أتطلع قدما لوصولك , كي تساعديني على الحد من تصرفاته المزعجة هذه , أسمعك تضحكين ! طبعا , أنا أمزح.
لن أطيل الكلام , سنكون بأنتظارك , أيتها العزيزة الغالية , في محطة جونتا... في العاشرة والنصف من صباح الجمعة , هذا هو الموعد الرسمي لوصول القطار , مع أنه لا يصل أبدا في الوقت المحدد له , أرجو ألا تصاب هذه التي تسمى سيارتنا بأي عطل مفاجىء كعادتها , لا , لا تخافي , سننتظرك في المحطة , حتى ولو أضطررت لدفع هذه العربة القديمة بيدي ... أعني بيد دان , الى اللقاء يا حبيبتي, التوقيع : ماري".
طوت تيريزا الرسالة مبتسمة بمرح وسرور , مع أنها قرأتها مرات عديدة قبل ذلك , تمتعت بأسلوب ماري العفوي وغير المعقد , وتمنت لو أن بأمكانها أيجاد أسلوب مماثل لأبلاغها ودان عن فسخ خطوبتها , حركت شعرها الأشقر العسلي بشيء من العصبية , وهي تشعر بغيوم الأفكار المعذبة والمريرة تخيم على قلبها وعقلها المرهقين , فجأة لمحت رجى عجوزا يقترب منها , هرعت نحوه بتلهف , ظنا منها أنه آت من قبل دان وماري , تأملها ترسكوت بضع لحظات , ثم هز رأسه وقال:
" هل أنت الشابة الآتية الى وينديمونت ؟ تصورتك أكبر سنا . لأن الأنسة مليندا ستكون عبئا ثقيلا بالنسبة الى صغيرات السن أمثالك! أوه , يا سيد سكوت , ماذا دهاك!".
حاولت الرد عليه , ولكنه أدار وجهه نحو سيارة جميلة رمادية اللون توقفت قربهما , لم تكن الفتاة الصغيرة الجالسة في السيارة أقل ذهولا وأستغرابا من العجوز العصبي المزاج ... ومن تيريزا نفسها , نزل السائق الأسمر الوسيم من سيارته , وراح يتأملها بدهشة مماثلة , تطلعت تيرزا الى الوجه البرونزي , فقرأت فيه غطرسة وغضبا , أمعنت لنظر في عينيه وجفنيه , ثم في شفتيه المتوترتين وملامح وجهه القاسية , رفع رأسه بأنفعال ظاهر , وقال بصوت قوي رنان يتسم بالحدة والأنزعاج:
" اللعنة ! لا شك في أن تلك المرأة فقدت عقلها! كنت واضحا جدا معها عندما طلبت شخصا أكبر سنا وأكثر كفاءة ومقدرة!".
أفاقت تيريزا من ذهولها , وردت عليه بلهجة تنم عن سخرية مشابهة:
" ليست لدي الكفاءة والمقدرة ؟ يا لهول ما أسمع ! هل لي أن أسألك كيف عرفت ذلك؟".
| يا للمصيبة! تجهلين أيضا نوع المؤهلات الضرورية والمطلوبة! هذه هي النهاية بعينها!".
نظر بحدة الى الرجل العجوز , ثم قال:
" هيا , يا ترسكوت , فالحفلة أنتهت!".
حمل الرجل الغريب حقيبتيها ورماهما على المقعد الخلفي للسيارة , ثم قال لها:
" من المؤكد أنك متعبة جدا بعد هذه الرحلة الطويلة والمضنية , هيا , يا آنسة ... سأتذكر أسمك خلال لحظات , أجلسي في المقعد الأمامي , سوف نبحث في المهام الموكلة أليك , بعد أن تمضي فترة كافية من الراحة ".
فتح لها باب السيارة بتهذيب وأحترام , ولكنها ظلت في مكانها بدون حراك وقالت له:
" تيريزا ستانتون , كيف حالك يا سيد؟".
أستدار الرجل نحوها بسرعة , ثم تأملها ثانية وقال:
" ليس هذا أسم طالبة الوظيفة ... هل قلت ستانتون ؟ لا بد أنك الفتاة التي ينتظرها دان... أوه , كم أنا مسرور لأنك لست المربية التي ستهتم بأبنتي ! ماذا حل بتلك السيدة الغبية؟".
تطلع حوله بحدة, وكأنه يتوقع ظهور شخص من باطن الأرض , ثم نظر مرة أخرى الى تيريزا وقال لها بهدوء:
" أعذريني , يا آنسة ستانتون , أسمي سكوت ميلوارد , يبدو أن دان تأخر لسبب ما, فهل يمكنني أيصالك الى بيته؟ ليس المكان بعيدا عن منزلي , ولن أشعر بالتالي بأي أنزعاج في حال موافقتك على دعوتي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس