عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-18, 06:49 PM   #3

Doaa kamal
 
الصورة الرمزية Doaa kamal

? العضوٌ??? » 417427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 187
?  نُقآطِيْ » Doaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond reputeDoaa kamal has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث
ذكريات لا تنسى

"ايه عاوز تفطر يا بطل
"ما بدي افطر شي اصلا انا زعلان منك لا تكلمني
"دلوقتي مين الي يزعل من مين ..... مين الي قال للتاني انو شبة البالون انا ولا انت
"ما هو انت كمان ما شاء الله ما قصرت يا عيني
"اهدا انت وهو خلينا نشوف شو راح نفطر
"اهلا وسهلا فيكو شو بتحبوا تف'روا يا أساتذة .....
التفت بابتسامته إلى ذلك الصوت الأنثوي الرقيق .....
......عقد حاجبيه وهو يقيم تلك التي أمامه مباشرة
(شعر مرفوع على هيئة كعكة اسود اللون كسواد الليل وبعض الخصل تسللت لتتحرر من تلك الكعكة وطوق يحيط شعرها انه يشبه...نعم انه مطرز بتلك الألوان المميزة لون العلم الفلسطيني عينين واسعتين كعيني المهرة سوداوين وذلك الكحل الأسود قد زادهم اتساعا نزل بعينيه إلى عنقها والذي التفت حوله تلك القطعة القماشية التي جمعت اللونين الأبيض والأسود كثيرا ما رآها قبل هذا اليوم...لقد تذكر اسمها إنها الكوفية الفلسطينية تلفها حول رقبتها على هيئة مثلث
هل نسي شيئا ..نعم نعم أنفها الحاد المستقيم الذي لا عوج فيه مرفوع بشموخ وتلكما الشفتين الكرزيتين الخاليتين من اي لون مطبقتان صامتتان)
"جواد لحق علي
....قطع عليه صوت بلسم حبل أفكاره في تقييم تلك الموجودة أمامه... .....
لحظة هي لم تعد أمامه بل إنها ...نهض من كرسيه بسرعة ليسقط الكرسي خلفه مباشرة وهو يتجه نحو تلك التي تهاوت أمامه ....
"جواد ساعدني البنت وقعت
....نزل على قدميه لمستواها وهو يمد يديه واحدة واحدة تحت ظهرها والآخرة تحت ركبتيها
"اعطيني كاسة مية بسرعة
....سحبت زجاجة الماء البلاستيكية القابعة فوق الطاولة لتفتحها بسرعة
....اجلسها على الكرسي لياخذ الماء من يد بلسم ويسكب القليل منه على يده ويبدأ بنثره عليها بخفة
'"يا آنسة...يا انسة سمعاني فوقي
....فتحت عينيها لتسقط من جديد عليه وهو أمامها مباشرة هذه المرة وقريب منها
"الحمد لله انك صحيتي
.....قالتها بلسم وهي تمسك بأحد كفيها وتمسد عليه بحركة دائرية
......تجمد حل على وجهها قبل ان تبدأ عينيها بذرف الدموع دون سبب
"ايه الي حصل
....قالها جواد بهمس لبلسم
..............................هزت كتفيها بعلامة عدم معرفة
"حبيبتي انتي منيحة لشو عم تبكي تعبانة شي شو عم بيوجعك
"جود وين رايح خليك مؤدب ما تلعب بشي
ا......نتبهت اخيرا للصوت واللهجة معا.لا انه ليس هو
انتبهت لنفسها من جديد لتنهض على قدميها بعد أن مسحت دموعها وتجري بسرعة دون أي كلمة تاركة المكان متجهة نحو ملجأها الوحيد...البحر .....
"فلسطينية..بس حلوة
....نطقها الاثنين سويا في آن واحد
....نظرت إليه وهو ما زال يحملق بالاتجاه الذي ذهبت فيه وتلك النظرة في عينيه
"جواد قوم ما عاد بدي افطر هون
"لالا نقوم فين يا بنتي هو الي يشوف الجمال الفلسطيني والحلاوة دي يفكر يفطر في حتة تانية برضو
"جواد انت جاي هون تفطر ولا تطلع بهاي وهاي
"يا بنتي اذا ربنا خلق الجمال عشان نطلع فيه عوزانا احنا نقول لا للجمال ده يبقى اسمو حرام
"لا حول ولا قوة الا بالله ما راح تتغير قوم نفطر بمكان تاني البنت راحت
"لا دلوقتي ييجي الحج ونطلب فطارنا مش كنتي عايزة فطار عربي اصيل اهو المكان الوحيد الي بعرفو بيعمل أكل عربي لذيذ ونضيف وطيب
ا"نا بدي جبنة ليش لهلأ ما اجا الفطور جوعتوتي
"الحقي ده الواد جعان بجد تعالا معايا نشوف الناس الي بتعمل ايه لأني أنا كمان ميت من الجوع
"انا بدي جبنة
"حاضر جبنة

....في مكان قريب من الشاطئ خلف إحدى الصخرات الضخمة كانت تجلس وتأخذ أنفاسها التي تقطعت بعد أن جرت مسافة كبيرة مبتعدة عن ذلك المكان جثت على قدميها لتخرج ذلك العقد الملفت حول عنقها والذي يأخذ شكل القلادة على هيئة القلب المغلق لتفتحها وتنظر إليه تقارنه بذلك الذي تركته خلفها على تلك الطاولة ..
هل هو حقا أم أنه يشبهه فقط.هل يعقل أن يوجد شبيه منه إلى هذه الدرجة إنهما نسخة واحدة تطابقت .
تحسست بابهامها صورته كأنه أمامها
(ليش يا جهاد تركتني مالي حدا بعدك صرت اتخيلك قدامي بكل مكان ما حد حاسس بوجعي كلهم نسيوك.كلهم كملوا حياتهم بعدك
.......اغبياء ما بيعرفوا انك ما متت انت عايش بقلبي عايش بدمي
حفنة تراب ولوح بلاط ما بعدني عنك بعرف انك بتستناني بوعدك ما راح تستنى كتير بوعدك اني امشي على دربك لحتى نتلاقى.ما كان النا نصيب نلتقى بالدنيا بس هنلتقى بالآخرة)
سما
....رفعت رأسها بارتعاش لسماع ذلك الصوت الذي تعرفه جيدا
همست قبل ان تتقابل عينيها بعينيه
"جهاد
اقترب منها ببطئ
"اي جهاد
نزلت دموعها وهي تقترب منه بفرحة
"جهاد انت عايش ما متت
"لا يا قلبي ما متت انا عايش انا قدامك
.....نزلت دموعها بغزارة هذه المرة
"ليش تركتني وبعدت عني انت ما بتحبني ما بتحبني ليش ليش
ا....قترب منها الى ان أصبحت انفاسهما مختلطة
أنفاسها الهادئة بانفاسها العاشقة ليهمس بصوت إجهش
ا"لاحظت شيئا!
الاحظت ان العلاقة بيني وبينك في زمن الحرب..
تاخذ شكلا جديدا
وتدخل طورا جديدا...
وانك أصبحت اجمل من اي يوم مضى....
واني احبك اكثر من اي يوم مضى....
الاحظت!
كيف اخترقنا جدار الزمن
وصارت مساحة عينيك
مثل مساحة هذا الوطن...
همست من بين أنفاسها المنقطعة
"جهاد
....امسك بكفيها الممسكتين بتلك القلادة ليهمس من جديد
"لا تنسي الوعد الي قطعنا سوا خليكي على نفس الدرب
"اشتقتلك
قالتها من بين شهقاتها
ابتسم ابتسامته المعتادة
"لا تنسي الوعد سما
"سما......
انتفضت مجفلة لتلتفت إلى الصوت القادم من خلفها
همست باستنكار
"حور
.....اعادت النظر إلى مصدر ارقها وتعبها ولكنها لم تجد سوى تلك الموجات الهادئة التي تتراطم مع رمال الشاطئ.لاوجود لأحد سوى ذلك البحر الساكن العميق الذي تكونت مياهه بانعكاس اللوحة الربانية الموجودة أعلاه لتعكس عليه اللون الازرق البارد كبرودة قلبها
رفعت كفها تمسح دموعها لترسم الابتسامة على وجهها المشرق
"سما وينك ليش كنتي بتصيحي
....حاولت زرع تلك النبرة الثابتة في صوتها
"لا ما في اشي بس انتى عارفة رماد البحر لما يدخل بعيني
"متأكدة
قالتها حور ببعض الشك
اقتربت منها بمرحها و شقاوتها المعتادة لتحيط ذراعها
"شو رايك اليوم نروح عالمول الجديد بيحكوا انو فيه حاجات حلوة وبأسعار حلوة كمان
....ظهر الحزن على المخاطبة لترفع كفيها بعجز
"من وين يا حسرة انتي عارفة البير وغطاه ولسة ما اخذت راتب الشهر و يا دوب يكفيني كتب واغراض للجامعة
"ييييي ما تخافي بنطلب من عمو محمد وبعدين انا معي بابا الشهر هاد بعتلي زيادة والبركة طبعا براتب التقاعد الجديد
"سما خليها اخر الشهر بس اخد الراتب
"يا بنتي الراتب بدو يكفي إيش ولا إيش. المهم أمشي يلا
عمو محمد هياكلنا ......
"ييي نسيت هو اصلا حكالي روحي شوفيها وين راحت
"ههههه طيب يلا بلاش يخصم من راتبنا
"امشي امشي
......................مستلقية كإحدى الحوريات التي سقطت من الجنة سهوا برشاقتها وطولها الفارع وشعرها القصير الاشقر الذي يصل طوله إلى رقبتها ممددة على تلك الأريكة الشبيهة السرير مغمضة العينين تنعم بدفئ تلك التي غابت عنهم كثيرا لتظهر اليوم اخيرا بعد أيام باردة مثلجة رغم وجود أاتدفئة المركزية في القصر الا أنها لم تساعد في تدفئة تلك القلوب المتحجرة لتذيب القسوة التي تحيط بها
تسللت عينيه لتعيد النظر إلى شعرها.هل قامت بقصه ولكن متى انه يذكر أنه كان يصل إلى خصرها متى اجرمت بحقه لتجعله بهذا الطول لم يعد كما كان بالرغم من جمالها ولكن الخيوط الذهبية الطويلة كانت تليق بها أكثر من القصيرة
....اقترب منها بهدوء إلى أن أصبح فوق راسها مباشرة ينظر إلى انعكاسه في مياه المسبح الصافية الدافئة
ابتسم لمنظر رموشها التي تحيط بعينيها المغلقتين بطولهما الساحر
أميرة العائلة الوحيدة
"واخيرا قرر الأمير يطلع من غرفتو من اول ما رجع من شهر العسل ما شرفنا بطلتو البهية
قالتها وهي ما تزال مغمضة العينين
.....لم يستغرب معرفتها بحضوره دون أن تفتح عينيها
"كيف عرفتي انو انا
"لا تنسى ريان انت توأمي يعني بحس فيك قبل ما اسمع صوتك
.....ابتسم قبل ان يطبع قبلة دافئة على جبينها
فتحت عينيها بابتسامة اخوية له
"كيفو عريسنا. شهر مر على زواجك ما شبعت من شهر العسل انت وقمرك يا اخي اعتقها لوجه الله
"شوفوا مين عم يحكي كأنك نسيتي شو عمل فيكي فارس أحلامك أخدك اربع شهور وسافر فيكي وقطع الإتصال بالعيلة ليخلى فيكي وبالنهاية كنا راح نبعت فرقات بحث تدور عليكو بس ما عرفنا شو نحكي للشرطة واحد خطف مرتو لشهر العسل و مو عارفين باي دولة بالعالم هلأ
.......ضربته بخفة لتفسح له المجال للجلوس بجانبها
"استحي يا ولد شو نسيت اني كنت اتصل فيك احكيلك وين نحنا
"لأ لأ حكيتيلي انكو بخير بس ما قلتيلي وين انتو يا حلوة
......ضحكت بشقاوة لتردف
"طيب المهم اخيرا قررت تعتق بنت الوزير لوجه الله
"شو اعمل ما بشبع منها كل يوم عم تحلا بزيادة
"الله يسعدكم ويفرحكم سوا
"يا رب ويسعدك انتي والجلمود الي ساكنة معو
......ضربته هذه المرة بجدية
"لا تحكي جلمود والا والله بحكيلو هلأ شكلك ناسي التجبيرة
"لالا والله كنت عم بمزح هو صائب في متلو بالكون كلو ده حبيب الملايين...خبريني دارين كيف صار جاد
......لاحظ تبدل ملامحها إلى الحزن الذي طغى على ملامحها
"متل ما هو حاليا وضعو مستقر والدكاترة قالوا انو منيح بس
"بس شو دارين
"بس قالوا انو كمان الوضع خطير احتمال بأي لحظة تجي نوبات تدخلو بغيبوبة
.......قالتها والدموع تترقرق من عينيها
.......رفع كفه ليمسح دموع اخته الوحيدة التي تمزق قلبه عندما يقف عاجزا أمامها
"ادعيلو حبيبتي دارين ان شاء الله ما بيصير الو شي ربنا كبير
"بس انا خايفة ريان خايفة افقدو انا ما عندي غيرو بدي عمرو يكون أطول من عمري بدي موت وانا مرتاحة انو راح يكون بخير لك انا عم موت يوم مية مرة وانا عم شوفوا قدامي خايفة بأي لحظة تجي النوبة
......سحبها إلى حضنه يدفن وجهها في طيات صدره يمسح على شعرها القصير الذي لطالما تغنت به و تفاخرت به أمام صديقاتها عندما كان طويلا
"لا تحكي هيك راح تعيشي مع ابنك يا مجنونة راح تكوني احلى إم لاحلى ابن بالكون كلو
"والله لو كنت بعرف انو راح بعرف انو راح يصيبو ضرر ما كنت فكرت جيبو لهالدنيا
"لشو قصيتي شعرك ومتى قصتيه
......ابتسمت بألم
"مجهزة حالي بالحالتين راح يوقع
"بس مو كأنك قصتيه كتير هالمرة...ليه ما عم بتوافقي على العلاج
"ما بدي ما بدي ما حدا يجبرني على الكيماوي
"راح يخفف عنك دارين
"لا لا راح يوقع شعري كلو ما راح كون أنثى غير بالبطاقة بس راح كون مجرد إسم لا أمد باي صلة للانوثة ما بدي هالشي خليني موت بدون عذاب
"و صائب يا دارين لمتى راح تخبي عنو لمتى ل....
......قطع كلامه الأخير بألم
ابتسمت بوجع
"إي لحتة موت ما بدي ياه يعرف بيكفي ابني الي راح يموت بأي لحظة ما بدي ازيد من وجعو
"بس أنتي هيك
.........قطع كلامه ذلك الصوت الطفولي
"خالو ريان
.....التفت للصوت بعد أن ابعد اخته عن حضنه ليفتح ذراعيه الطفل ليتلقفه
ركض الطفل ومعه ايلا التي تركت يده الصغيرة ليقفز إلى أحضان خاله
حمله بين ذراعيه كأنه دمية صغيرة
"حبيب خالو كيفو البطل جاد
"مشتاقلك خيرات الله خالو
"لك يسعدو الله شو بحبو انا دارين انتي مستغنية عن ابنك بدي اتغدا والحقيقة مو لاقي شي اكلو غيرو
.....ضحكت بحزن طفيف تحاول عدم إظهاره
"لا يا حبة عيني بعد عن ابني ابو الري ولا قلك روح جيب ولد انت وقمرك واشبع فيه
....أخذ يرميه في الهواء ويعود ليتلقفه وضحكات الطفل تجلجل في المكان بشقاوة وسعادة
"ماما انا عم طير عم بمسكالسما والشمس . هاااي انا عم طير
......نزلت منها دموع الفرح وهي تنظر إلى فرحة طفلها وضحكاته المتناغمة
دعت في سرها ان تدوم عليها هذه الضحكات وأن لا يحرمها الله منها

(بتكون متدايق وبدك تموت بيجوا بيسألوك حبيبك تاركك اي شو مفكرين الحياة حبيب وبس. ناسيين انو الواحد بيصير ناس كانوا اغلى شي بالحياة. ممكن هالناس يكونوا صديق ،اب،ام
بتكون لابس اسود بيسالوك مين مات تلك ناسيين انو الواحد ممكن يعلن حداد على روحو الي لسة عايشة بس هو بيكون مات من زمان لانو قلبو تعب و بطل يتحمل كتير صاير ينبض وبس لا بيحب ولا بيكره
بتكون مقضي حياتك كلها نوم بيجوا يعترضواويقولوا الك مكفيك نوم مفكرين انو نحنا بالنوم نعسانين ولا كسلانين ناسيين انو الواحد لما يتوجع بيبطل قادر يحكي بيقوم وبينام بس
بتكون قاعد لوحدك وساكت وفجأة بيشوفوك عم تضحك وانت عم بتطالع السما بيفكروك مجنون بصيروا يبعدوا عنك ما بيعرفوا انك عم بتشوف وش حدا بتحبو وفاقدو من زمان وفجأة طلعلك طيفو من بعيد ويقلك انا جنبك مو تاركك وما راح اتركك
بتكون عم تضحك من قلبك ومن كتر الضحك والفرحة بتنزل دموعك متل الأطفال بيشوفوك بيقولوا مالو ضعيف مو رجال ليش هم بس الأطفال الي عم يضحكوا او يبكوا من قلوبهن
لا انا كمان طفل أنا طفل ما عاش طفولته انا الطفل الي انحرم من امو ، من بيو، من خيو عم يبكي لانو بيحس بشوق الهم
كان نفسو بيوم يكون الو ان واب يضموا ويقلولوا لا تخاف لو تخلت عنك الدنيا كلها نحنا حدك
بيقولوا عنك طفل اي قلن انا طفل وراح ضل الطفل الي ما عاش طفولتو لكن راح ضل طفل
راح ضل الطفل الي عم ينتظر هديتو متل هاليوم من كل سنة على أمل انو بيوم حدا يبعتلو هدية على باب بيتو
23 سنة عم تنتظر هالطفلة تفتح الباب بهاليوم وتلاقي الهديه على باب بيتا بس شكلو أمنية هالطفلة مطولة كتير
هالطفلة عم تتمنى لكل واحد عم يسمعها هلأ توصلو هدية بهاليوم بآخر يوم بالسنة من الشخص الي بيحبو اب ، أم ، اخ ،صديق ،حبيب ، ابن بتمنالكم سنة سعيدة وهاي هدية الكم مني انا مذيعتكم المتألقة بلسم مراد بلسم مراد )
......صدح صوت تلك الأغنية الفرنسية الهادئة في المطبخ الذي كان يجمعهما قبل ان تتجه للمذياع لتخفض الصوت ومن ثم تتجه نحو كوب الشوكولاتة الذي اعدته لهما لتقدمه له
تمايلت أمامه بخصرها النحيف الذي لا يزال نقطة ضعفه
جمال تقاسيم جسمها كأنها إحدى الأميرات الخارجة من قصور غرناطة
(هالبنت عم حس انو عندها وجع كبير من نبرة كلامها)
انتبه إلى ما تقول بحاجبين معقودين ، تسآل باستفهام
(اي بنت)
(المذيعة بلسم)
(اي شو مالها)
قالها ليرفع الكأس ويرشف منه قليلا
(هالبنت عم حس انو الي بتحكيه شي بتحس في مو مجرد انو برنامج ولازم تقدم للمستمعين شي يسليهن ، لأ كلامها عم يطلع من قلبها)
(ايه)
(عارف صائب بشو نفسي)
(بشو يا قلبي)
(نفسي قابلها اقعد معاها)
.....مد يديه ليحيط خصرها بتملك
(هلأ سيبك منها تعي بدي قلك على سر خطير)
.....ابتسمت بدلال وهي تضع الكأس جانبا لترفع يديها وتحيط عنقه
(وشو هالسر الخطير الي غاية بالخطورة يا تاج راسي)
.....ابتسم وهو يتأمل عينيها المتلاعبتين الشبيهتين بعيني قصة مشاكسة
مال برأسه قريبا من عنقها يقبل عنقها
(اشتقتلك)
.....قاطع قبلته بهمس عاشق
انزلت يديها لرقبته تتلاعب بياقة بيجامته بحركات اغرائية ليسارع بحملها بين ذراعيه
كتمت ضحكتها داخل صدره
(صائب)
........قالتها بدلع
لم يجبها وهو يتابع سيره وتقدمه اتجاه غرفة نومهما
(ابن عمي )
......همس بتحذير وهو يصعد بها نحو غرفتهما
(ولا حرف بلا ما نعمل فضيحة على السلم هون ويصحوا الخدم ويشوفونا مجنون و بعملها
.....وضعت إحدى يديها على فمها بمعنى الصمت
(خلص ما عاد احكي)
......تابع سيره على ذلك السلم الطويل
ابتسمت بمكر قبل ان تميل بشفتيها لتلثم فكه بقبلتها الدافئة
همست بحب
(بحبك)
......زمجر هادرا وهو يقطع آخر درجات لهما
انفجرت اخيرا بضحكتها الصاخبة
همس وهو مغمض لعينيه
(يا رب صبرني على هالمجنونة)

(بابا اشتقتلك كتير)
(حبيب الباب وانا اشتقتلك اكتر كيفك حبيبي وكيف الماما)(انا والماما مناح كتي بس مشتاقين لك كل سنة وانت طيب)
(وانت طيب يا حبيب البابا شو حابب جيبلك هدية هالسنة )
(بدي ياك انت بابا نفسي شوفك والماما قالتلي انك بتشبهني كتير صح بابا)
(اي اكيد حبيبي إن شاء الله راح خلص الشغل الي بايدي و اجي شوفك انت وماما)
(وعد بابا)
(وعد حبيبي بس دير بالك على ماما وما تزعلها منك)
(ما راح زعلها هي هلأ بشغلها)
(اي بعرف حبيبي وهديتك راح ابعتها مع الماما)
(شكرا بابا)
(الله يخليك الي حبيبي وهلأ انت لازم تنام وبكرة بكلمك لما ماما تكون موجودة)
(جد بابا)
(اي حبيبي جد يلا سلم على الماما ودير بالك على حالك)
(إن شاء الله بحبك كتير بابا)
(وانا اكتر حبيبي مع السلامة)
.....أغلق الهاتف وهو ينظر إلى دموعها التي كتمتها بالقوة حتى لا تصدر صوتا ويسمعها الطفل
(بلسم خلاص ارتحتي دلوقتي بتعيطي ليه اهو كلمتو قدامك زي كل سنة بس هتفضلي كده لامتى)
......قالت من بين دموعها
(شو بايدي اعملو جواد ما بايدي شي قدملو ياه لك انا عم موت كل يوم مية مرة وانا عم بسمعو عم يطلب يشوفو)
(بلسم انتي كده بتصعبي الأمور اكتر جود كل يوم بيكبر عن اليوم الي قبلو وابنك ما شاء الله عليه عقلو كبير يعني لازم تحاولي)
(شو بدك احكيلو جواد احكيلو انت ابن.....)
قطعت كلمتها بموجة بكاء أخرى
(مو قادرة لك بفضل موت قبل ما احكيلو هيك شي)
.....تنهد بألم ماذا عساه ان يقدم لها
(خلاص يا بلسم انا معاكي من الايد دي للايد دي ده انتي اختي التانية وانتي عارفة ده وجود ده ابني قبل ما يكون ابنك يعني هتلاقيني دايما قصادك بأي حاجة تفكري تعمليها)
(جواد والله مو عارفة شلون بدي اتشكرك على الي عم بتقدمو الي ما تركتني بأي لحظة بحياتي انا وابني ما بعرف كيف بدي قدملك هالمعروف)
(اعزميني عالكشك الصغير البحري وانا اوعدك اني اقبل شكرك).
.....نظرت إليه بخبث ومكر
(انا شامة ريحة مو عاجبتني يا ولد)
(لا والنبي اوعي مناخيرك دي دايما بتودينا في داهية انا كنت عايز ادوقك الكشري المصري بس)
(بس هيك)
(ايوه بس كده وحيات الخالة نوسة)
نظرت إليه بحاجبين معقودين
(مين الخالة نوسة دي كمان)
(دي الخالة نوسة حبيبة الشعب)

......في القصر الأسطوري لعائلة الخزندار العريقة في إحدى الغرف المنعزلة في الطابق العلوي والتي تم عزلها لتبقى بعيدة عن باقي غرف القصر ها هو ككل سنة يجلس على ذلك الكرسي المهترئ المغرب والممتلئ بالاوساخ ينظر إليها بصمت قاتل لا يمد بأي صلة للأصوات المضطربة بالخارج
هادئ هو كهدوء تلك الشبه ميتة الممددة أمامه على ذلك السرير الأبيض الشبيه بأسرة المرضى وتلك الأجهزة الموصلة بجسدها الشبيهة بشبح الموت المحيط بها من كل اتجاه خمسة عشر سنة على هذا الحال
ابتسم بألم قبل ان يسمح لتلك الدمعة بالسقوط اخيرا بعد أن طرقت اجفانه كثيرا واخيرا سمح لها بالنزول دون خجل على منظرها هذا رغم وجهها الشبيه بالاموات ورقادها وجسدها الذي نحل الا انها ما تزال تتمتع بذلك الجمال الذي يخطف نبضات قلبه كما خطفتها اول مرة رآها فيها
لقد طال شعرها كثيرا كما يحب ما زال لونه الأشقر المتخلخل لتلك الخصلات البيضاء محافظا على هيئته الخاصة والتي ميزتها عن كل من رآهم من قبلها
ادخل يده المتجعدة والتي ترك الزمن آثاره عليها إلى جيبه واخرج ذلك المشط الفيروزي اللون بلون عينيها
نهض من كرسيه ليتقدم منها
مد يده ليمسك تلك الخصلات التي انسابت بتحرر على وسادتها حولها ليجمعه على جانبها الايمن ويبدأ بتمشيطه بيدين مرتعشتين
(شعرك طال هالمرة وبزيادة كمان كنتي بتحبي شعرك طويل هيك واوقات قلك شعرك بيزعجني وانا نايم حاولي قصريه تزعلي مني وما عاد تكلميني ما كنتي تعرفي اني بعشق شعرك اكتر منك وكنت بس عم استفزك وانتي عارفة هالشي منيح)
......شعر بالرؤية غير واضحة أمامه بسبب تلك الدموع التي أغرقت عينيه لتتبعها تلك الغصة التي خنقته
ليرجع بالزمن خمسة وعشرين سنة للوراء لتلك الذكريات الجميلة
فتح عينيه وهو يشعر بشئ يشوكه ويزعجه ولا يسمح له بالنوم جيدا ، أبصرت عينيه تلم الشلالات الناعمة المزعجة التي داعبت صدره وهو نائم
اما صاحبة تلك الشلالات فهي نائمة على صدره ولا تشعر بشعرها المزعج الذي أيقظه
ابتسم بخبث وهو ينظر إلى وجهها النائم بملائكية وهدوء
امسك بخصلات من شعرها الطويل المزعج ولفها حول اصبعه ليشدها بقوة جعلتها تفزع لتنهض بألم وتنظر إليه
(اااي شو هاد رائد شو انك واحد مزعج هيك بتفيقني)
(انا المزعج ولا حضرتك مدام رائد)
(وانا بشو ازعجتك رائد كل همي اني نايمة بأمان الله ليش هيك فيني من احلى نومة)
(طبعا حضرتك نايمة بأحلى نومة ومانك شايفة شعرك شو عامل فيني)
....صمتت بذهول وهي تعقد حاجبيها من هول ما سمعت
(رائد انت من عقلك شو عامل فيك شعري)
(والله اسألي حضرة جنابو مو مدنيين بالنوم سايبك نايمة و رايح جاي على وشي وصدري)
(هلأ شعري صار عم يزعجك دكتور رائد)
(اي كم مرة قلتلك تعقديه بمطاطة او قصيه وارتاحي)
....شهقات بذهولمن كلامه لتنهض بفزع
(بدك قص شعري لأ عم تحلم هاد بعيد عن عيونك يا تقبرني)
.....ابتسم بشقاوة لنمرته المشاكسة ، نهض بسرعة ليسحبها ويرجعها لحضنه ويهمس بحب
(هالكلمة ما بدي ياكي تنطقيها)
.....ابتسمت بدلال لتهمس وهي ما زالت على وضعها
(اي لكن بدك قص شعري)
(لك بقص لسانك لسانك اذا بتفكري تعملي هالشي هو الي خلاني اعشقك بدك تقصيه والله باكلك اكل)
(اي لكن لا عاد تستفزني خصوصا بشعري وانت عارف اديش بحبو وبنتظرو يطول)
(شو بعمل اذا شعراتك عم يشوكوني وانا نايم)
(خلص بوعدك راح اربطو بمطاطة بعد هيك منيح)
.....ابتسم لنبرة الانزعاج التي ظهرت بمحتوى كلامها
(يارا)
....كم تعشق اسمها عندما ينطقه بهذه اللهجة العاشقة
(عيوني ابن عمي)
(بعشقك بنت عمي)
......أطلقت ضحكاتهاالمتلاعبة وقبل أن تنطق بحرف كان قد اطبق على شفتيها بقبلته الجامحة
بالعودة إلى الحاضر رفع يده المرتجفة يمسح بها على خده يزيح دموعه الرجولية ، كذب من قال ان الرجال لا تبكي بل إن دموعهم دليل على رجولتهم وكبريائهم
ارجع المشط إلى جيبه قبل ان ينهض متجها نحو النافذة عندما سمع صوتا لمكتب سيارة ما
دقق النظر ليرى أنهما رأيت وزوجته الجميلة
سارع بإغلاق النافذة ليته نحو الباب و يفتحه بهدوء ليخرج منه كما دخل ويغلقه خلفه بإحكام
(مسا الخير)
......قالها للاثنان اللذان كانا متجهان نحو جناحهما
ابتسم بود قبل ان يقول
(مسا الخير عمي رائد سنة سعيدة كل عام وانت بخير)
(وانتو بخير كيف كانت الأمسية)
.....أجابت ايلا وهي تتأبط ذراع زوجها
(حلوة كتير كتير واحلى شي فيها الالعاب النارية بكل الوانها)
....ابتسم لهما
(الله يفرحكو يا رب ويسعدكم سوا ، ريان عاوزك بمكتبي شوي)
(اي ان شاء الله عمو ،ايلا اسبقيني انتي حبيبتي)
(اوك)
....قالتها وهي تبتعد عنه لتتابع سيرها نحو جناحهما
سار خلف عمه متجهين إلى المكتب
سمح لعمه بالدخول قبله إلى المكتب
قال دون أن يلتفت إليه
(شو صار معك ريان)
....تنهد قبل أن يجيب
(مو عارف شو احكيلك يا عمي دارين مصممة ما تروح تتعالج عم تحكي هي هيك سعيدة ما بدها تاخد العلاج)
(مو على كيفها يا ريان ابني هلأ ما بيعرف أنها مريضة وصممت تحمل وتجيب الولد ريم تحذير الدكاترة من هالشي وشو النتيجة لك اختك عم تتصرف من دون تفكير )

......احمرت عينيه بكبته لغضبه فمن يتحدث عنها هي اخته الوحيدة
(شوف شو بايدي اعملو وانا بعملو هي ما بدها تاخد العلاج وما بدها جوزها يعرف)
(ابني ما راح يضل هيك طول عمرو حتى لو بيحبها هي هيك عم بتدمر حياة التلات)
(شو بتقصد بحكيك عمي)
(اختك اذا ما خبرت ابني بمرضها انا راح خبرو ولازم تتعالج ما بدي ابني يعيش عمرو مع مريضة cancer بيكفي ابنهم بأي لحظة ممكن يموت)
.....لم يستطع هذه المرة كبت غضبه أكثر
(عمي انت عمي الكبير وانا عم احترمك بس لانك الكبير بس ما بسمحلك تحكي هيك عن اختي ما باسمح الي حدا بالكون يمس اختي بكلمة والمرض الي حضرتك بتحكي عنو هاد كان وراثة من اختكم المصونة الله يرحمها وربنا أختار اختي لتحمل هالمرض مو ذنبها انو الله اختارها هي ولا تنسى انو ابنك إلى عم تتغنى بحبو وانو وحيدك ابن السورية الي حطت راس العيلة بالطين.....)
......لم يكن مهيئا نفسه لتلك الصفعة التي تلقاها بقوة من الواقف أمامه مباشرة
نعم لقد أخطأ خطأ فادحا وليس صغيرا لم يكن عليه ان يتكلم بهذه الطريقة عنها وهو يعرف مدى حساسية هذا الموضوع بالنسبة لعمه
صر على أسنانه بندم لاعنا نفسه مئات المرات
تقدم منه باسف
(عمي انا....)
(اطلع انقلغ برا ما بدي شوف وجهك قدامي)
.....خرج بسرعة من المكتب متجها نحو السلم

"واهلا بصباح محمل برائحة الیاسمین رائحة قرنفل الشام الجمیله رائحة الیهوة الساخنه التی لا یگتمل صباحنا الا بها ,فی جمال هذا الیوم یوم جدید یحمل فی جعباته الگثیر والگثیر من المفاجآت أول یوم فی الدراسة قد أقبل , طلابنا الاعزاء یامن ستحملون اشراقات الغد بهمم عالیه باتت لا تنضب ولا تختفی فی سنتنا هذه الجمیع من طلاب ,عمال ,أطباء ,ربات بیوت تهللت وجوههم مع بدأ هذا العام الدراسی الجدید دعو الامل یحلق بأجنحتگم بعیدا هناگ حیث لا مگوث للگسالى لا تطیلوا المگوث على الأرض طویلا اجعلوا من السحاب الابیض مگانا جمیلت لقلوبگم الطاهرة النقیة املؤها عشقا لهذه الایام المقبلث ,لا تجعلوا الآلام تسیطر على قلوبگن الواهنة لا تحملوا قلوبگم فوق طاقتها من ذهب سیآتی غیره مؤگد لا تنتظروا مستقبلگم عیشوا لیومگم لا تندموا لا ماضیگم گونوا حاضرگم املؤا هذه الحیاة بصخبگم وجننونگم بعشقگم أحبوا بعضگم , عیشوا گل لحظه سعیدة بدنیاگم لا تفگروا بغدا عیشوا اللحظة لا تحملوا شیئا انتم لستم بقادرین علّى حملع گونوا رواد المستقبل صناع الامل لا تدعوا القسوة تبعدگم ان من تحبون فسیذهبون یوما وستبگون علیهم ولگن وقتها سیگون جاء اجلهم وقد تقرر مصیرهم الذهاب دون عودة , دعونا الان نستمتع سویا بصوت فیروزتنا الجمیل الذی یبعث الامل والحب والحیاة للقلوب من جدید ولا تذهبوا بعیدا گونوا بالقرب منی انا صدیقتگم المتآلقه « بلسم مراد » .

......وقفت تنظر إلى الجميع من حولها قريبا من الساحة الرياضية تنظر للطلاب اللاعبين
هناك في الزاوية اجتمع شاب وفتاة يتهامسون كلمات الحب والغزل وعلى ذلك الطرف تتحدث تلك الفتاة بلغة لم تفهمها ، لم تهتم كثيرا ضمت كتبها لحضنها عندما تلك الموجة الباردة لتحطيم ذلك المعطف الصوفي على جسدها ومن ثم رفعت إحدى كفيها تتلمسان وجود تلك القبعة على رأسها تغطي به شعرها وتحكم إدخال تلك الشعرات التي تسللت مع تلك الموجة
تنهدت بانزعاج ،ربع ساعة وهي تقف تنتظر تلك الفلسطينية المزعجة صديقتها الوحيدة هنا والتي اجتمعت بها في سكن الطلبة المبتعثين
شعرت بذلك الاهتزاز في جيبها أدخلت يدها تخرج الهاتف لتنظر للمتصل وتجيب بسرعة
(سما والله لاقتلك وينك صار لي ربع ساعة بستناكي عند الملعب)
....جاءها صوت صديقتها على الطرف الآخر
(حبيبتي رح اضطر أتأخر شوي عشان رحت على السوق جبت شوية اغراض للكشك)
.....تنهدت بقلة صبر
(طيب والمعنى متى بدك تيجي سما ما بعرف حد بالجامعة)
(حبيبتي انتي روحي على المحاضرة عشر دقايق و بكون عندك)
(طيب بس ما تتاخري ، والله حتى مو زاكرة وين اول محاضرة الي)
(افتحي جدولك يا هبلة)
(طيب طيب هوينا يلا خليني اشوف الجدول)
(ههههه ماشي ماشي ابعتيلي رسالة بعنوان محاضرتك)
(طيب)
(يلا بشوفك ، سلام)
(سلام)
.....اغلقت الهاتف وهي تتنهد
(والله لاقتلك بسيطة)
.....فتحت هاتفها تنظر إلى الجدول لتعرف اين ستكون محاضرتها الأولى ،هذا الفصل الثاني لها هنا ولكنها لم تعتد البقاء وحدها خاصة بالجامعة،حاولت بقدر الإمكان ضبط جدولها مع جدول سما بالرغم من اختلاف تخصصات الاثنتين فسما تدرس الصحافة والاعلام وهي تدرس الهندسة
تابعت سيرها وهي تنظر بتمعن في جدولها تثبت النظارة لتدقق النظر في هاتفها، كان جل اهتمامها منصب على الهاتف فلم تنتبه أمامها لذلك العامود المتحرك الضخم الذي اصطدمت به فاصدرت صوت تاوه
تبع خروج تاوهها سقوط نظارتها الطبية على الأرض، نزلت بسرعة على الأرض تلتقط نظارتها قبل ان تتهشم تحت قدمي ذلك العامود البشري الذي لن تنظر إليه الى الان
لبست نظارتها ذات الإطار الأسود بسرعة ورفعت رأسها
(اسف لم أكن اقصد)
...قالها بلهجة فرنسية واثقة
انكمشت على نفسها وهي تتمسك بكتبها لتقول دون شعور
(بسيطة)
.....قالتها بالعربية دون إدراك أنها بفرنسا
ابتسم ببعض الاشمئزاز الظاهر من مظهرها
(عربية)
....هزت رأسها بالإيجاب
(اي)
(اي اهلا وسهلا)
....رمقها بنظرات فاحصة ليقيمها كأنها بضاعة تقيم
(بنطال من الجينز المهترئ بلوزة بيضاء طويلة وفوقها معطف اسود صوفي اكله منه الزمن نزل بعينيه لقدميها سبورت أبيض مخطط بالأسود ذكوري هو أكثر من كونه أنثوي رفع عينيه اخيرا إلى شعرها ابتسم بسخرية ليس هناك شعر بل فقط قبعة صوفية قبيحة المظهر والهيئة وتلك النظارة التي أخفت عينيها
(دكتور كنان)
......انتفض على ذلك الصوت الآتي من خلفه ينبهه أنها قد رحلت منذ ثواني ، التفت لصاحب الصوت
(اهلا ديفيد)
......قالها وهو يصافحه
(كل عام وانت بخير دكتور)
(وانت بخير ديفيد اتمنى لك سنة سعيدة )
(شكرا دكتور هل ستحضر اول محاضرة)
(بالطبع ساحضر فأنا لا اضيع اي محاضرة على طلابي الأعزاء )
......ابتسم الآخر
(حسنا دكتور هيا لقد بدأ ميعاد المحاضرة والطلاب بالانتظار)


Doaa kamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس