عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-18, 12:56 PM   #2

Hader Elsayed

? العضوٌ??? » 410916
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 482
?  نُقآطِيْ » Hader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond reputeHader Elsayed has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول



لفصل الأول

الأب ، السند ، الأمان ، الفارس الأول في حياة كل فتاة .. ولكن إحذري !! .. فعندما تسقطين عن صهوة أحلامك .. وتستجدين الأمان من ذاك الفارس .. لا تبتئسي ، وابتسمي .. لصفعة مدوية علي جبين أحلامك .. صفعة تسلبك أمنك وأمانك .. عندما يستحيل فارسك المغوار الي جلاد يسلب روحك بدم بارد .. فليس كل فارسٍ بنبيل وليس كل جلادٍ بغريب .. فلتخفضي سقف أحلامك قبل أن تصبحين مجرد سبية تلتجئ طواعية لسابيها ،،،

بحجرة مظلمة , موحشة تماماً كوحشة أفكارها .. خاوية علي ساكنيها الا من صوت انفاسها المتقطعة وشهقات البكاء .. تجلس علي فراشها محتضنة لركبتيها الي صدرها .. وعيناها تذرفان دموع القهر .. هل هناك من يبكي فراق شخصاً يكره ! .. بالطبع لا , هي لا تبكيه .. ولكنها تبكي سنوات عمرها الضائعة .. تبكي حالاً آلت اليه رغماً عنها .. كانت تعلم ان مثله لا وعود له .. ابتعدت وابتعدت وطالبت بالانفصال .. ولكنه كان متشبثاً بها كعلقة .. متعللاً بمشاعر كاذبة .. أتاحت له تدمير ما تبقي بداخلها منها .. وما أقساه من شعور عندما يتخلي عنك من ظننتهم يوماً سندك وأمانك الوحيد .. ليتركوك وحيداً في مواجهه المجهول .. وكم كانت حياتها معه مجهولة المعالم .. مطموسة الهوية .. زوجة قسراً لرجل طالما وأد كل أحلام انثوية بداخلها .. البيت الهادىء , والزوج الوفي , المتفهم المحب , ابتسمت بسخرية .. فحدائق الورود التي زرعتها أحلامها الطفولية بداخلها .. أحرقتها بشاعة الواقع .. فمن زوج محب لآخر تفنن في قتل أنوثتها .. من وفي لخائن , من أَسِرّة دافئة .. لأخري تراكمت عليها الثلوج لتحيل أيامها صقيعاً وبرودة .. مسحت عيناها بعصبية وهي تلتفت نحو باب الغرفة الذي فتح للتو .. لتطالع وجه امها المشفق هامسة ,,,,

- " باباكي عاوزك برة "

وبدون انتظار الرد تركتها وحيدة وانصرفت .. التفتت لتحكم الغطاء علي وحيدها .. ثم مالت لتطبع قبلة حانية علي وجنته قبل ان تتحرك لتلحق بالأخيرة ,,,,,

كالمحكوم الذي يساق الي مصيره المجهول وقفت تنظر لتعبيرات وجه والدها الغاضبة .. هل سيعيدها اليه من جديد ؟ .. لم يمهلها الكثير وهتف بحدة ,,

- " ارتحتي دلوقتي لما بقيتي مطلقة ورجعالي بعيل "

ابتلعت ريقها وهي تحمد الله سراً أنه لن يعيدها .. فالمدعو طليقها عندما وجد أخيراً بديلاً يرضيه .. رماها كخرقة بالية لا حاجة له بها .. ظل والدها يطالع صمتها بغضب قبل أن يقف قبالتها ويهوي بصفعة مدوية علي وجهها شقت سكون الاجواء .. تأوهت بخفوت وهي تضع يدها علي وجنتها وترمق والدتها بعتاب صامت تجاهلته الاخيرة وهي تترك الغرفة لتنذوي بداخل حجرتها .. هاربة من عتاب امومتها المقهورة .. فالزوجة خلقت لتطيع زوجها لا لتجادله .. هكذا تعلمت وهكذا اعتادت .. وما عليها الآن سوي السمع والطاعة ,,,,

جذبها من شعرها عندما طال صمتها هاتفاً أمام وجهها بانفعال ,,,

- " ورقة طلاقك وصلت النهاردة .. طليقك المحترم بعتهالي علي الشركة .. من بكرة ابنك يروح لابوه .. أنا مش هصرف عليكي وعليه .. أبوه اولي بيه "

شهقت باكية وهي تحاول تقبيل يده هاتفة برجاء ,,,,

- " أرجوك يا بابا أبوس ايدك ابني لأ .. اعمل فيا الي انت عاوزه بس بلاش تديله أبني هموت لو بعدته عني "

دفعها عنه بعنف فسقطت أرضاً متابعة وهي تزحف نحوه ,,,,

- " ابوس ايدك يا بابا أنا بشتغل وهصرف عليا وعلي ابني مش هطلب منك اي مصاريف ليه "

- " ومين قالك انك هتشتغلي ؟ "

اتسعت عيناها بصدمة .. فهتف وهو يميل بجسده الممتليء نحوها محركاً سبابته أمام وجهها بتحذير ,,,,

- " مفيش خروج من البيت .. انتي بقيتي مطلقة يا هانم .. وأنا مش هستني أسمع لكلام الي يسوي والي ميسواش عنك .. خروج من باب البيت ممنوع .. وبعدين هو أنا محتاج لشغلك ؟"

هتفت بقهر وهي ترفع نحوه عيناها المتورمتان ,,,,

-" واشمعنا باسم ,, خلاص خلاص مش عاوزة اشتغل ولا حتي اخرج بس خلي ابني معايا "

ابتسم والدها بسخرية قبل أن يهتف بها ,,,,

- " ومين ان شاء الله الي هياخدك بعيل .. ولا انتي فاكرة اني هسيبك تقعديلي مطلقة كدة علطول ؟"

شهقت لاطمة صدرها -" أيه ! " .. ابتعد عنها نافضاً يدها المتشبثة ببنطاله .. ثم نظر لها بجانب وجهه .. هاتفاً من فوق كتفه ،،،،،
- " بكرة هاخده معايا أوصله لأبوه .. وخلص الكلام في الموضوع ده "
لم يأتيه رداً فقد كانت كمن سلبت أنفاسه وهي ترمق ظهره المنصرف باضطراب .. التفتت لها فجأة عندما طال صمتها وهتف بازدراء ،،،،
- " انتي الي عملتي في نفسك كدة يا ست هند "
وبدون كلمة إخري تركها وانصرف .. تركها متكومة علي الأرض بيأس .. تتوسل أبوته الغائبة بصمت .. تلعن حظها الذي جعلها ابنة لأب لم يرحم حتي أمومتها ،،،
***
زيارة مفاجئة في وقت متأخر من الليل لأخته الحبيبة وزوجها .. لم يتعب نفسه في التفسير فقد اشتاقهما معاً .. وأشتاق أكثر لمدللته وابنة أخته التي أكملت عامها الأول ( تاليا ) .. حملها عن والدها مستنشقاً عبقها الحبيب بحب وهو يفسح لهما المجال للدخول .. القت حلا بنفسها في أحضان والدها وحبيبها الأول هاتفة بسعادة ،،،،
- " يااا يا بابا وحشتني أوي "
قبل والدها قمة رأسها وهو يمد يده لمصافحة زوجها هاتفاً ،،،،
- " نورتونا ، ده ايه المفاجأة الجميلة دي يا ولاد " ثم زجر كريم بعتاب مازح ،،،
- " وانت يا أستاذ هات حبيبة جدها الي وحشتني دي "
حرك كريم كتفيه نفياً وهو يتحرك موجهاً حديثه للصغيرة ،،،
- " مش انتي عاوزة تبقي مع خالو يا قلب خالو "
ضحكت حلا بانطلاق وهي تجلس بأريحية علي مقعد الصالون ،،،،
- " ده علي أساس أنها هتفهمك مثلاً "
كريم مقبلاً الصغيرة من جبهتها ،،،
- " ملكيش دعوة انتي احنا بنفهم بعض "
ضحك كل من يوسف ووالد حلا الذي دعاه للجلوس بمحبة بينما يسألها باهتمام ،،،
- " عاملة ايه يا حلا ، والعسل بتاعنا عاملة معاكي ايه ! "
زفرت حلا بإرهاق هاتفة ،،،
- " تعباني والله يا بابا مبنامش خالص لولا ماما كتر خيرها بتاخدها مني مكنتش عرفت أنام حتي "
ربت والد حلا علي كتف يوسف بمودة هاتفاً ،،،
- " ربنا يخليهالك ويباركلكوا في عمرها "
أمن الجميع علي دعائه .. فتبادلت حلا ويوسف النظرات .. قبل أن يومئ الأخير برأسه .. وقفت متناولة الصغيرة من يد أخيها لتضعها بأحضان جدها وقالت موجهه حديثها لكريم ،،،،
- " تعالا نعمل حاجة نشربها يا كيمو "
نقل نظره بينها وبين زوجها بحيرة قبل أن يتحرك سابقاً لها للمطبخ .. بمجرد أن وصل للمطبخ التف ليواجهها قائلاً ،،،
- " شكلك عاوزة تقولي حاجة .. خير يا لولو انتي كويسة ! "
ظهر التردد علي ملامحها قبل أن تومئ ايجاباً وتبدأ في الحديث ،،،
- " بص يا حبيبي ، دلوقتي انت عارف ان محمد رجع الشركة "
أومأ ايجاباً فتابعت ،،،
- " ندي مطلعة عينه .. ورافضة ترجع .. و و هو بصراحة يعني هممم ااااا "
قاطع كريم حديثها المتلعثم بتفهم ،،،
- " بيغير مني عليها ... عارف "
زفرت بارتياح عندما شعرت بتجاوبه في الحديث وتابعت ،،،،
- " دلوقتي سيف كان عندنا النهاردة .. وكلم يوسف يشوفله محامي ثقة يمسك الشئون القانونية في شركته .. بعد ما عرف ان المحامي بتاعه بيبلغ كل أخباره و أخبار شغله لطليقته .. فبصراحة كدة أنا شايفة إن ده أفضل لينا كلنا .. من ناحية ترتاح من مشاكل محمد وغيرته .. ومن ناحية تانية سيف بردو واحد من العيلة "
كريم بابتسامة متهكمة ،،،،
- " وسيف بقي هيمشيني امتي هو كمان "
رمقته حلا بعتاب قبل أن تقول ،،
- " كريم انت أخويا .. وكرامتك من كرامتي .. انا فرحت بطلب سيف وخصوصاً انه لمح لاحتياجه ليك شخصياً .. اوعا تفكر للحظة ان حد طلب انسحابك من الشركة بالعكس .. انا مرعوبة من رد فعل الحاج بلال .. بس عارفة اني هقدر أقنعه بوجهه نظري .. مش ناقصني غير موافقتك "
يعرف أخته كراحة يده .. لا تكذب ولا تجامل .. صريحة ومباشرة في حديثها .. وبينه وبين نفسه يعلم علم اليقين .. أن ذلك هو التصرف الأفضل للجميع .. خاصة ندي التي بدأت تعتمد عليه بشكل كبير أثار حنق محمد .. لذا ابتسم بمودة وأومأ برأسه ايجاباً وهو يقول ،،،،،
- " خلاص يا حلا انا موافق "
ثم رفع سبابته محذراً وتابع بمزاح ،،،،
- " بس لو قولتيلي بلاها نادية خد سوسو تاني هزعلك "
ضحكت بانطلاق قبل أن تحتضنه بحب هاتفة ،،،
- " ربنا يخليك ليا يا حبيبي وأفرح بيك عن قريب "
قبل قمة رأسها وابتسامة ساخرة ترتسم علي محياه ،،،
- " ان شاء الله "
***
جلست تصفف شعرها بعد ان حظت بحماماً دافئاً جعلها تحظي ببعض الاسترخاء .. لقد اعتادت العمل بل وألفته .. ولكن لكل متعه ضريبة كما يقولون .. فقد اشتاقت لاَسرها كعادتها اليومية .. أنهت ما تفعله سريعاً وخرجت من غرفتها ليصطدم بها فارس أفكارها الأوحد (اسر) .. ابتسمت بحنان وهي تجثو علي قدميها أمام ذلك اللاهث الذي يتطلع خلفه بوجه ضاحك هاتفاً ,,,

- " ( مامي .. سينب (زينب "

قرصت وجنته وهي تطالع وجه زينب المحمر ولهاث صدرها لتسألها ,,,

-" ماله يا زينب عمل ايه ؟ "

زينب بلهاث " بيجري مني يا ست ندي معاوزش يخلص وكله والحاج بلال موصيني عليه "

ضحكت ندي وهي تقرص وجنة اَسر هامسة بتأنيب أمام ملامحمه الطفولية المشاكسة ,,,

-" كدة يا اَسر مش اتفقنا تسمع الكلام علشان يوم الجمعة أفسحك "

تقوس ثغره لأسفل بطفولية محببة وهو ينقل بصره بينها وبين مربيته هاتفاً ,,,

- " سوري "

احتضنته ندي بحب وهي تشير لزينب ,,,

- " هاتي أكله يا زينب أنا هاكله بنفسي "

أومأت لها المربية ايجاباً قبل أن تتركهما وتعود لغرفته ,,,,,,,

عادت لغرفتها بعد أن دثرت طفلها في فراشه .. ألقت بجسدها المنهك علي الفراش زافرة بارهاق قبل أن تلتقط عيناها الضوء الأرجواني الذي يضىء هاتفها علامة عن وجود رسالة واردة غير مقروئة .. تنهدت بخفوت وهي تلتقط هاتفها لتقرأ ,,,,

( وبعدين يا ندي لحد امتي هنفضل في الوضع ده .. بقالنا أكتر من سنة ... متعبتيش من البعد ده .. أنا تعبت )

وضعت الهاتف جانباً بشرود .. لن تكذب لقد اشتاقته .. محاولاته المستميتة معها وتغيره الملحوظ يحثانها علي الرجوع .. ولكنها خائفة .. خائفة من العودة بشكل أصبح مرضي .. لقد اعتادت حياتها الخالية منه .. الا أن قلبها لازال يعلن احتجاجه .. زائراً بين أضلعها يرجو الوصال .. زفرت بخفوت وهي تحاول اثناء نفسها عن التفكير به بلا فائدة .. حتي أجهدها التفكير وغفت رغماً عنها ,,,,,

***

أنهت تنظيف المنزل رغم ألم أضلعها وارهاق يومها .. الا انها لن تنام كعادتها قبل أن تنهي تلك الأعمال المفروضة عليها والا نالت ما لا يحمد عقباه .. فمنذ وفاة والدها وبعد ان تبعته والدتها وهي علي تلك الحالة .. تعيش وحيدة مع من أطلق عليه قسراً بأخ .. ابتسمت ساخرة وهي تفكر ( رجل البيت ) .. لقد رباه والدهما علي تلك الكلمة .. التي أتاحت له التحكم في أخته الاكبر سناً ومعاملتها باسوأ معاملة .. بل ونعتها بأبشع الألفاظ .. لن تنسي يوماً والدها وهو يشجعه كلما طلبت أمراً هاتفاً ( اسألي أخوكي هو راجل البيت من بعدي ) .. أتاح له العبث بحياتها .. الابن الوحيد المدلل لكونه فقط يحمل صفة الذكورة ولا يعلم شيئاً عن الرجولة .. الأخ الفاشل دراسياً .. الذي حصل علي الدبلوم بشق الأنفس وبعد سنوات متلاحقة من الرسوب .. الذي يترك أخته وحيدة حتي الساعات الأولي من الصباح .. يرفض كل عمل تجده له متعللاً بأنه لا يناسبه .. حتي أصبح مجرد عاطلاً يرفض زواج أخته الوحيدة بحجة العريس المناسب .. الا انها تعلم سبب رفضه الحقيقي .. راتبها !! .. حصيلة عملها التي ينفقها علي سهراته مع رفاق السوء كما تسميهم .. ويترك لها القليل مضافاً لمعاش والدها الضئيل .. ويجب أن تمتن هي لذلك كما يقول .. مسحت دمعة طفرت رغماً عنها وهي تتوجه نحو غرفتها لتحظي أخيراً بقسط من الراحة .. وقبل أن تصل لغرفتها .. فتح باب الشقة ليدلف أخاها وهو يطلق صفيراً منغماً .. لم تبالي وتابعت طريقها الا انه استوقفها هاتفاً ,,,

- " علي فين يا ست ماهي هي ان حضرت الشياطين ولا ايه "

زفرت بحنق وهي تلتفت له هاتفة بنفاذ صبر ,,,,

-" عاوز ايه يا وليد ؟ "

حرك كتفيه بلا مبالاة قبل أن يتحرك بحذائه المتسخ علي سجادة المنزل التي كنستها للتو ويجلس بأريحية واضعاً ساق فوق الأخري ,,,,

-" سخنيلي الأكل "

كتمت دموع القهر وهي تتحرك بلا حول ولا قوة متجنبة الجدال الذي لا فائدة ترجي منه معه لتختفي بداخل المطبخ ,,,,,

وضعت الطعام علي طاولة السفرة وهمت بالعودة لغرفتها الا انه استوقفها هاتفاً ,,,

- " فين المرتب ؟ "

- " حاضر "

عادت من غرفتها بعد أن أحضرت جزئاً ليس بيسير من راتبها لتضعه أمامه علي الطاولة .. اعتدل في جلسته وهو يتناول المبلغ ليحصيه قبل أن يرفع وجهه بحده نحوها هاتفاً من بين أسنانه وهو يلقي بالنقود علي الأرض ,,,,

- " ايه ده ؟ "

- " المرتب "

وقف بسرعة جعلت المقعد الجالس عليه يسقط أرضاً متوجهاً نحوها بأعين تقدحان شرراً .. ارتدت للخلف مجفلة وهي تحمي وجهها بيدها .. قبل أن يهتف بها ,,,,

- " فين باقي الفلوس ؟ "

هتفت بتلعثم من بين دموعها التي انسابت علي وجنتيها ,,,

- " أصل مصروف البيت مبيكفيش و عاوزة اشتري لبس كمان .. انت عارف الشغل في الشركة لازم الاهتمام بالمظهر "

صرخ بها " خشي هاتي الفلوس مش كل 3 شهور تجيبيلك طقم هنصرف منين .. يلا انجزي "

تحركت نحو غرفتها بوهن واستسلام لتعود بعد قليل ممسكة بباقي النقود .. جذب النقود من يدها بحدة هاتفاً بتحذير ,,,

-" وبعد كدة الفلوس تجيلي وتطلبي مني الي انتي عاوزاه فاهمة "

أومأت برأسها ايجاباً قبل أن تركض مسرعة لتحتمي بجدران غرفتها .. فلن تحتمل تشوهاً جديداً في وجهها يثير فضول زملائها في العمل .. أغلقت باب الغرفة خلفها وتكورت علي نفسها كالجنين خلفه تجهش بالبكاء .. لقد أنهكت , استنزفت حرفياً ولم تعد تستطيع الاحتمال أكثر .. دعت الله سراً أن يقبض روحها ويريحها من معاناتها .. فأخاها أبداً لن يرق قلبه لها .. لقد زرع والده به الدلال .. وحصدت هي الاهانة ,,,,

( أقف حافيةً علي حافة الهاوية .. أنتظر سقوطاً لا قيام بعده .. فعندما تنتهي بك السبل .. وينقطع بداخلك الأمل .. تناجي عزوة وهمية بصوت لا يسمع .. وترفع يديك مناشداً منقذاً لا ينفع .. لتعود لوحدتك متسائلاً وهل الدم يشفع ! )

***

انهي اتصاله مع يوسف وعاد لمجلس العائلة .. يطالع زوجته الحبيبة تجلس محتضنة ابنته التي غفت للتو علي ما يبدو علي صدرها .. كم كان قلبه صادقاً عندما اختارها من بين الكثيرات .. فقد كانت له نعم الزوجة ولابنته نعم الام .. وكم اثلج صدره التقارب الحميمي بينها وبين ابنته .. بل وكل عائلته .. فهل هناك من يعرف الأميرة ولا يعشقها .. ابتسم لها بحب عندما رفعت نظرها نحوه .. كم كان الله رحيماً بها .. أهداها رجلاً بكل الرجال .. لقد أنساها زواجها السابق .. ومحنة ترملها .. أعاد لها ثقتها بذاتها .. وحبها للحياة .. بادلته الابتسامه وهي تقول ,,,,

- " ايه الاخبار كلموا كريم خلاص ؟ "

نظر لها بعتاب مصطنع قبل ان يقترب جالساً بجوارها يحتويها وابنته بجانب قلبه .. ثم مال عليها هامساً ,,,,

- " متخلينيش أقلب علي كريم من اولها "

نظرت له بتساؤل فقرص وجنتها بخفة متابعاً ,,,

- " بغير يا أميرة قلبي "

احمرت خجلاً وهي تحاول اخفاء خجلها عن الجميع .. الا أن عينا شادي الثاقبتان التقطتا خجلها فهتف بمزاح ,,,

- " الله يسهلك يا ريس وبلاش احنا "

ثم لكز زوجته المنهمكة في طبق الحلوي الذي بيدها متابعاً ,,,

- " شايفة الناس الي بتتكسف وبتحمر وانتي قاعدة تحشري ومحدش هامك "

لوت ثغرها بطفوليه وهي تهتف بينما تلوك الطعام الذي امتلأ فمها به ,,,

- " الله بحب البسبوسة يا شادي سيبني أستمتع "

قبل شادي قمة رأسها وهتف بغيظ ,,,

- " استمتعي يا حبيبتي وأنا أتفرس هنا متشغليش بالك .. أملي التانك انتي بس "

ضحكت والدتهما وهي تنادي الخادمة هاتفة ,,,

- " تعالي خدي جوري علشان نامت "

ثم نظرت لأبناءها وكناتها بسعادة وتابعت ,,,

- " وانا كمان هقوم انام بقي تصبحوا علي خير يا ولاد "

بعد ان غادرت حماتها التفتت لسيف مجدداً ,,,

- " بجد يا سيف ايه الاخبار .. انت عارف ان كريم زي يوسف متهزرش "

ضحك سيف وهو يشدد من احتضانها مقبلاً وجنتها ,,,

- " يوسف وحلا كلموه وهيجي الشركة من اول الأسبوع "

أومأت برأسها باسمة فهتف شادي مازحاً ,,,

- " يا عم الحاج ليك اوضة مقفولة حس بالغلابه "

ثم نظر لزوجته الغافلة وتابع ,,,

-" والناس المتطنشين "

سحب سيف زوجته من يدها وهو يقف قائلاً ,,,

- " علي رأيك يلا تصبحوا علي خير "

- " وانت من اهله "

ثم عاد بنظره لزوجته التي ترمقه بتساؤل هاتفاً ,,,

- " يمهل ولا يهمل "

***
وقفت تطالع هيئتها الأنثوية بخيلاء .. بقميص نومها الجديد زهري اللون .. لقد اشتاقته .. ذلك الجلف الحنون .. اشتاقت مداعباته وكلماته التحببية بينما تنعم بدفء صدره الرحب .. فيومها المزدحم بمذاكرة حمزة و بكاء وشقاوة بلال الصغير .. جعلها تفتقده بشكل أوجع قلبها .. وهو رغم جلافته وتظاهره باللامبالاه .. الا انها تعرفه كراحة يدها .. تري شوقه ولهفته في عيناه .. في لمساته التي يتظاهر بعفويتها أمام أبناؤه لها .. ابتسمت بأشراق .. لقد تأخر اليوم في عمله .. مما اتاح لها فرصة السيطرة علي بلال ووضعه في فراشه بعد أن نام أخيراً .. سمعت باب الغرفة يفتح بهدوء .. فابتسمت بمشاكسة وهي تعي سبب تأخره .. فعندما يأتي مبكراً لا يفارقه حيدر .. حتي بلال ينتظر مداعبته له حتي يغفي رغماً عنه بسبب ارهاق يومه .. أغلق الباب خلفه بهدوء وهو يستند عليه بينما عيناه لا تفارقا أسر عينيها .. فتح ذراعاها في دعوة صريحة سرعان ما لبتها وهي تسرع لترتمي بأحضانه هامسة وهي تستنشق عبقه الرجولي الذي تعشق ،،،،
- " ياااااه ليك شوقة يابو السباع "
كتم ضحكته بشق الأنفس وهو يرفع ذقنها لتواجهه وقبل أن تنطق .. التقم شفتيها في قبلة مشتاقة جائعة كجوعها اليه .. طالت وطالت حتي ابتعدت شاهقة وهي تهمس بأعين مغمضة و أنفاس متقطعة ،،،،،
- " كمان "
لم يكن لينتظر دعوتها فلولا حاجتهما للهواء ما ابتعد .. انقض علي شفتيها يقبلها بشراسة جعلتها تترنح فقدماها اللاتي أصبحتا هلاميتان لم تسعفانها .. احتضن خصرها مقرباً لها منه وهو يعمق في قبلته .. ابتعد بعد فترة دافعاً لها نحو الفراش وهو يخلع جلبابه ،،،،،
- " همي يا ليلة آني ما صدجت ملعون أبو الي يجول عاوز اعيال "
- " فتحت ذراعاها علي اتساعهما هاتفة ،،،،
- " يا أهلاً بالمعارك "
لم تفت دقيقتان واستمعا لصوت بكاء صادراً عن غرفة الصغير .. شتم حمزة بصوت خفيض وهو يبتعد بوجهه عنها .. جذبته مجدداً نحوها بتيه ،،،،،
- " لا لا لا رايح فين يا ابو لبدة عليا وعلي أعدائي "
- " لهو انتي فاكرة اني ههملك الليلادي توبجي بتحلمي .. نيميه وعاودي هستنظرك "
رمقته بشك فأومأ لها مشجعاً .. حركت كتفيها باستسلام وعدلت من هيئتها لتهرع لغرفة الصغير ،،،
عادت بعد قليل محتضنة لبلال .. لتغلق الباب خلفها وتبدأ في التربيت علي ظهره حتي تساعده علي معاودة النوم .. حرك الصغير رأسه للخلف فتظاهر حمزة بالنوم بسرعة .. كتمت ضحكتها وهي تعيد وجه الصغير للجانب الآخر فهتف بانزعاج " نيلة "
- " دي ستين نيلة مش نيلة واحدة .. نام يابني .. نام يا ضنايا "
كتم حمزة ضحكته وهو يتكئ بظهره علي الفراس مكتفاً ذراعاه أمام صدره .. يتفحص انحناءات جسدها بجوع لم تغفله عيناها .. ابتسمت بثقة وأخذت تحرك الصغير حتي انتظمت أنفاسه .. اشارت له بيدها علامة الصمت وفتحت باب الغرفة لتعود بالصغير الي فراشة ،،،
عادت بعد قليل لتغلق باب غرفتها بالمفتاح هامسة بلهاث ،،،،
- " بببببس ،، لو البيت ولع مش طالعة تاني "
ثم قفزت بجواره علي الفراش هامسة بغنج ،،،
- " كنت عاوز ايه بقي يا عشوائي يا بتاع الزرايب "
جذبها حمزةبعنف لتسقط علي صدره هامساً ،،،،،
- " تعالي أما أجولك "



التعديل الأخير تم بواسطة rola2065 ; 19-03-18 الساعة 06:37 PM
Hader Elsayed غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس