"سَكْبهُ فِنْجانُ بُن فَوقَ شَرْشَفٍ بَنَفْسجيْ "
*الجزء التاسع *
تجمدت في مكاني و الصدمة تسبغ أشداقي التي تلونت بحمرة قانية ..حمرة تضجر بها وجهي كليا و أنت تتقدم واثق الخطى متراخي الجفنين ..؟؟
حتى و أنت تتعرف إلي أخذت كل ما تلزمه من وقت ...؟ و كأنك غير مستعجل على الإطلاق بما خطه القدر و نحن نلتقي ...؟؟..
و بعكسك... أنا كنت متلهفة جدا من جديد لالتقاط عتمة عيناك البنيتان ....علني أستشف بعض التردد و أنت تترجل الخطى نحوي ...؟؟
و بدلا من ذلك أثبت كل الثبات بأنك لا ترهب رفضي الصاعق من وجودك ..و ذلك الإحساس المتخفي داخلي بأن تشعر باليأس و القنوط ازدريته بتكبر و جفاف..؟؟..
أحنيت راسك قليلا جدا ..بطريقة أظهرت انك تكره الانحناء لأي أحد ..و لو من اجل إلقاء تحية عابرة ..؟؟...
تصرفاتك كلها و المسافة التي أخذت تتقلص تدريجيا بيننا عوامل وترتني حد كدت أن أفلت الكأس من يدي ..؟؟
ببساطة أنك لم تهتم بي و بتلبدي بين كل هذه الأمور الضيقة ..حتى و إن بعدها انفجرت في بكاء مرير ..؟؟
...لقد كنت جد قاسي في أول لقاء نتبادل فيه النظرات أكثر من الكلام ..؟؟
و كأنك تعاقبني على هجران بيتي و الحي نحو مدنية أخرى ...لا بل كأنك شعرت بالخيانة مني ..؟؟
فقد توقعت أن تعود و تجد نفس الطفلة النحيفة الباكية ..المختبئة بين كتبها و أوراقها ..نائمة فوق مكتبها الصغير تنتظر عودتك ..؟؟
كما تركتني في أول رحيل مارسته علي الحياة ..؟؟
الرحيل يعني "الفقد" و الفقد يعني "الإحتياج"...؟؟
و هذا ما توقعت أن تمنعه عني أول لقاء ..لكنك و منذ البداية مررت لي تلك الشرارة الصادقة ..التي توحي بأنه ما من لقاء بعد ذلك ..؟؟
و حقا تركتني و أنا أغرق بحبك ..؟؟
كآبة عديمة اللون غلفتني ..اتحدت و معطفي الساخر بتفصيلته البسيطة ؟؟..لتعطي لك تلك اللمحة من الانكسار الذي خلفته فيني ..؟؟
فلم تهتم أيضا ..؟؟
أخيرا قطعت تلك المسافة الخانقة الشريرة .. فيغطي جسدك الضخم المكسو بمعطف من الفراء الغالي الصاخب بعجرفة أناقتك ..كل معالم المقهى الصغيرة أمامي ..؟؟..
لم تلقي التحية و لم أعد أهتم أنا لك ..؟؟
جمرة شغفي بك انطفأت مرة واحدة في قاع برودتك ..من المرة الأولى ..؟؟
و لأنني غبية حد الموت ..دائما ما حاولت نفخ شرارة الحب فيها علها تشتعل نارا ..؟؟
لما لم ألحظ عدم اهتمامك بها ..؟؟..
لا يا "علي" فأنت كل ما همك أن تسكب البن فوق البنفسج ..أن تتحد نظراتك البنية و نظراتي الزرقاء ..فلا أرى بعدها أي لون ..؟؟.
أي أردت بي العمى عن حولك ..؟؟
..."أناني سخيف ..؟؟" ..
أتخليك تتحرك من أريكتك أخيرا لتغلق كتابي بسأم واضح ...فقد وصلت إلى المنحى الذي يؤلم كبرياء عنفوانك ..؟؟
....الصمت الطويل الذي تعمدته و أنت تجسوني بنظراتك ..نتيجته كانت بائسة ..؟؟
فقد همست برعونة و غباء .."لنتزوج..؟؟"..
لم أندهش حتما ..؟؟فقد تخليت بطريقة ما قولك مد دخولك ..؟؟"
و أنا آلمني جدا أن أكتشف سر هجراني ..لأنني قيدت لك منذ صغري ..؟؟
و بعد وفاة والدي أردت كسر كل تلك القيود بما فيها "أنت ..؟؟"
..ناظرتك باستخفاف باهر ..لأرحل ببساطة كذلك ..؟؟
...."هذا ما كسرك مني أول لحظة ..؟؟"
|