عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-18, 04:46 AM   #439

البارونة

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 31287
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,433
?  نُقآطِيْ » البارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond reputeالبارونة has a reputation beyond repute
افتراضي

" الفصل الـ 16 "
:
:


كوني معي في أيِّ وقت تَرغبين
ولربما لا تَرغبينْ
أنا راهبٌ عَشِقَ الحياةَ بمعبدِك
وتَدللي في أيِّ وقتٍ ترغبينْ
إني خُلِقْتُ . ليستمرَّ تدللك
م.ن







:
:
فهد : كنتي والأن انا اتمنى يكون زواجنا كامل ومعلن موافقة ؟


ضمت سماء ركبتيها لصدرها وهي جالسة على السرير .. قال شيء بداخلي يرغب بگ .. ليس قلبه حتماً .. صمتت تخاف ان ترفض فيتركها للأبد .. وان توافق فتترك نفسها للابد لتتعلق به .. تمنت ظرفاً مختلفاً لهم .. ان يحبها لذاتها .. ويخطبها لحبها.. فقالت بهدوء : وخطيبتك ؟
فهد : هذا موضوع ثاني ..
وقفت سماء وتقدمت للشرفة حيث يجلس متكاسلاً كأنه يتحدث معها عن الجو بعدما اشعلت الضوء ليتبدد سحر الحديث من رأسها وقالت : كيف موضوع ثاني ..؟
فهد : انتي بتكونين ...
قاطعته سماء : باكون زوجتك الي مخبيها في بيت جدتك وبنت عمك بتكون زوجتك اللائقة عند الناس .. باكون زوجة لفهد اللطيف المتواضع الي يحب جدته .. وهي بتكون زوجة الدكتور ورجل الاعمال فهد الراجي ..
فهد : كبرتي المسألة سماء ..
سماء : بالنسبة لي كبيرة جداً .. لاني اناقش جزء مهم من حياتي .. بينما انت تناقش زاوية مظلمة غير مهمة من حياتك
فهد ؛ سماء انتي زوجتي اساساً تذكري هالشيء .. وهناء بتكون زوجتي الثانية لكم نفس الحقوق والمكانة ..
ابتسمت سماء وتوجهت ناحية السياج لتمسك به : عشت كثير على الهامش .. جاء الوقت الي اكون فيه مركز اهتمام شخص ..
فهد وهو يراقب شعرها المتطاير ويديها النحيلة التي تمسك بالسياج كأنها خائفة من ان تطير وتحلق : بتكونين مركز اهتمامي .. طول عمرك كنتي مركز اهتمامي ياسماء
سماء : ايه صح اشفقت علي وصرفت علي .. وسألت جدتك عني وعن دراستي وعن صحتي ..والحين لما خطبت تذكرت ان زواجك مني ناقص وحبيت تتممه
فهد : انا مافكرت كذا .. انا قلت نبدأ بأن زواجنا يكون طبيعي لان حتى لو باطلقك وين بتروحين .. انتي مالك احد ياسماء باكون دائماً مشغول عليك
سماء : اذن مرة ثانية بتربطني فيك عشان حس المسؤولية عندك عالي ..
فهد بحده: انتي لو ماعندك رغبة ماناقشتيني .. انتي اعترفتيلي مرة انك تحبيني ..
سماء : وانت مشكور علمتني ان حبك ممنوع ..
فهد : انا ماقلت ممنوع ..
سماء : وماقلت أجليه .. لذا انا الغيته والغيتك من حياتي ..
فهد : ماتقدرين ياسماء لاني تقريباً القريب الوحيد لك ومستحيل اتخلى عن مسؤوليتك او ادير ظهري لك مهما صار بيننا .. انتي قريبة اعز صديق لي ..
سماء : افهم من كلامك انك ماراح تطلقني
فهد : هذي رغبتي .. واكيد احترم قرارك ..
سماء : انا الآن في عمر يسمح لي اهتم بنفسي لذا اتمنى اول مانرجع للرياض تطلقني ..
فهد : مستحيل .. فيصل قال لي لين تتخرج
سماء بصوت مرتفع : فيصل مات ..
فهد : بس انا مامت .. وانا وعدته ..
سماء : هو وعدني بعد وتركني ..
اقترب فهد منها : سماء انا مابي اتركك لعدة اسباب ..
نظرت له سماء طويلاً ثم قالت : عطني اسبابك ؟
صمت فهد لايعلم هل ستصدق ام لا عندما يقول انه احبها من اول نظرة وان مجرد التفكير في رحيلها بعيداً عنه يسبب له أرق ..
دخلت سماء الغرفة تاركه فهد في الشرفة ونظرت له : اطلع يافهد بنام ..
تبعها فهد ووضع يديه على كتفيها وتكلم بهدوء وحنان : سماء اسمعيني ..
ازالت يديه بحدة : انت الي اسمعني يافهد وناظرني زين الي قدامك مش الطفلة الوصية انا الان اقدر اعتمد على نفسي وانت كفيت ووفيت ..
ابتلع فهد ريقه سيتكلم بوضوح : سماء انا ماتكلم معك الان الا وانا اشوف انك كبرتي .. انا احبك وودي اكمل معك
تراجعت سماء مصدومة : تحبني !؟
فهد : ايه من وقت ماشفتك في الحفلة وانا افكر فيك ..
سماء بصدمة : يعني مش مسألة وصاية او ..
فهد : ابداً .. انا فعلاً اتمناك زوجة لي
ابتسمت سماء بفرح : يعني تنسى فكرة زواجك من قريبتك
فهد : لا طبعاً هذي مسألة ثانية .. بس باكون ..
رفعت سماء يدها : رجعنا لنقطة البداية كيف تقول انك تحبني وانت بتتزوج غيري ..
فهد بصبر وتفهم : الزواج يبنى على اكثر من سبب ..
سماء تضحك : تمزح اكيد
فهد : سماء زواجي من هناء عائلي وتقليدي .. هي انتظرتني وتقريباً كانت خطيبه لي في عرف الاهل ..وماقدر الحين اخذلها
سماء : انا ماقلت اخذلها انا قلت اذا رجعنا للرياض اول عمل تسىويه تطلقني ..
اقترب فهد مرة اخرى شعر انها غضبت وذلك واضح في عقد يديها حولها واهتزاز قدمها هذه المرة لم يضع يديه ع كتفها بل وضعهم حولها فعناق واحد يطفيء حنينه لها وقد يغير رأيها
احاطها فهد بذراعيه جفلت ثم حاولت الابتعاد لكنه احكم ذراعيه فردت يديها ع صدره في محاولة ابعاده فضمها اكثر واكثر .. مقاومتها زادته تصميم .. شعرت بالخوف وبان هذا في حدة وتزايد تنفسها حيث فهمه فهد انه من التأثر لذا قرب وجهه ليقبلها ثارت وحاولت مقاومته اكثر ودفعه حتى استطاعت ان تفهمه انها لاترغب ابداً في اقترابه ..
عندما تركهاونظر لوجهها وجد الشرر يتطاير من عينيها وصدرها يعلو ويهبط وهي تنظر له باحتقار غاضب : هذا السبب ؟
لم يفهم في البداية : سبب ايش ؟
سماء وغضبها يزداد : سبب رغبتك الان من بد الايام انك بتمم زواجك بي .. حسيت اني معك لحالي وبعيد عن مراقبة جدتك .. تبي تستمتع الان على هامش الرحلة بينما زوجتك المحترمة تنتظر في الرياض !؟
فهد : سماء بالغتي انا مافكرت كذا ..
سماء بغضب وصوت عالي : انت فكرت كذا وهذا التفكير الوحيد الي جاء ببالك من شفتني في الحفلة .. متعة وحلال ماتغضب الله وبنفس الوقت سماء اضعف من ان يكون لها خيار ..اضعف من ان ترفض عشان كذا كررت مالك احد ولما رفضت جبت مسألة الحب عشان تأثر علي ..
فهد : تفكيرك مستحيل !! طول عمري محترمك وصاينك ياسماء
سماء : كنت صغيرة وانت بنفسك قلت ان مسؤوليتي تخنقك في نفس اليوم الي تشجعت واعترفت لك بحبي ..
فهد : هذا كان زمان كنت اخاف عليك حتى من نفسي حتى من اي احد ممكن يستغل ضعفك
سماء : ولما كبرت حبيت انت تستغله ..
فهد : انتي زوجتي .. لاتحسسيني اني لمستك بالحرام ..
سماء : انا وصيتك الزواجً كان بس عشان تكون لي محرم
فهد : كنت لك محرم سبع سنين ماقصرت عليك بشي ابداً ..
اقتربت سماء ونظرت لوجهه وابتسمت بتفهم : وجاي تاخذ الثمن يافهد ..!!
فهد : انا شاورتك وسألتك ماكنت ابي اسوي شي بدون موافقتك وانا اعرف انك مثلي او اكثر تبين نتمم هالزواج ..
سماء : غلطان يادكتور انا مابي اتمم الزواج انا ابي الطلاق .. واذا فعلاً محترمني طلقني اول مانرجع وبيض الله وجهك ..
فهد : باتركك تفكرين وتتركين هالدراما .. وبكرة ابي ردك ..
وتوجه للباب بينما سماء تقف خلفه : انا ارفض يافهد ابيك تطلقني ..
عاد لها فهد وهو غاضب : مستحيل اطلقك الان ياسماء حتى لو تزوجت لان الشرط اني اطلقك لاتخرجتي .. محد قالك ادخلي طب واقعدي ادرسي ١٠ سنوات عشان تتخرجين ..
لكن سماء التي لم يبدو عليها التأثر قالت : اذا ماطلقتني يافهد رفعت عليك قضية خلع وعندي اسبابي .. زواج سبع سنين وانا مازلت بكر ومافيه مهر ارجعه لك لاني متأكده ان عمي اذكى من ان يطلب منك مهر وهو مزوجني وعمري ١٤ سنه ..
صُدم فهد بقوّة ليس لردها فقط بل لتفكيرها بالخلع وهو امر اثبت انها جادة في طلب الطلاق وقد قرأت الاسباب التي تمكنها من طلب الخلع .. لقد اغضبه هذا اكثر من كونها تعتقد انها يريدها فقط لتدفع ثمن رعايته ..
تقدم منها والغضب يزداد وقال بهدوء كاذب : نقدر نغير هالواقع الآن اذا هذا الي مزعلك ..
سماء : فعلاً نقدر نغير واقع زواجنا المدبر بالطلاق المتفق عليه وكل واحد يحمل للثاني احترام ..
فهد : ثقتك الزايده بالنفس مستفزة
سماء : تبيني التصق فيك الى متى لين تتزوج ..؟ وتجيب عيال وتعيش حياتك ؟ بينما انا انتظر الوقت المناسب لانتهاء جميلك ..!!!
فهد وهو يقترب : انتي تتشكين من كونك متزوجه وبكر للمرة الثانيه هذا سبب طلبك للطلاق ياسماء
ابتعدت سماء : اطلع يافهد بنام .. وراي مؤتمر الصباح ..
فهد : تحسين انك الان تقدرين بقوتك الوهمية تصديني او خايفة مايكون عندك سبب للخلع ..
شيء في صوته البارد والهاديء جعل الخوف يسري في جسدها حاجبه المرفوع عينيه التي تنظر لعمق عينيها .. ابتعدت اكثر وحاولت ان تستجمع قوتها لترد : انا اقول لك اني اقدر اعتمد على نفسي واني اعرف القانون زين وافهم فيه واعرف ..
فهد : ان شاء الله تعرفين تدافعين عن نفسك ..
وقبل ان تفهم انقض عليها واحتضنها لدرجة لم تستطع ان تحرك يديها المثبته بيديه كان يضغط على جسدها بجسده بينما وضع رأسه بين عنقها وكتفها .. كانت تشعر بالرعب .. وقلبها يكاد يمزق صدرها ويطير من شدة الخوف .. دفعها وهو ممسك بها للسرير .. هي لاتعرفه ابداً لتعتمد على شهامته او اخلاقه .. حاولت دفعه وضعفت .. حتى سمعت تمزق فستانها فصرخت : لا فهد لا ..
فهد : انتي تبين كذا
سماء بضعف : لا مابي اتركني ..
فهد وهو يخلع فستانها بحده : توك تتذمرين اني مالمستك ..
سماء بعدما شعرت انه خلع فستانها الرقيق : فهد اتركني الله يخليك
بينما لهاثه يسد اذنيها ويزيدها رعباً .. سمعت همهمة منه لم تفهمها وهو يضغط بوجهه
على شعرها ويحتضنها بقوّة : فهد .. فهد
سمعت تأوهه وهي تنطق اسمه هي لاتريد اثارته بل تريد ابتعاده فقالت بصوت باكي : فهد وين وعدك لفيصل ..
ماء بارد .. هناك من ألقى عليه ماء بارد .. ابتعد وهو يرفع يديه عنها ويغمض عينيه بقوّة ويلهث .. لقد فعل امر خسيس جداً فتح عينيه ..ليجدها تجلس ممزقة الفستان باكية شعرها يغطي وجهها ..
تأوه بألم لقد اعماه غضبه ورغبته وحركة ثقتها واحتقارها شيء بنفسه .. لقد اراد ان يراها ضعيفة هذا السبب ثقتها اشعرته انها تستطيع الابتعاد عنه بدون ان يرف لها جفن .. جلس على الارض وهو يلهث لايستطيع ان ينظر لها مرة اخرى : انا اسف ..
لم تتحدث ثم كرر : سماء .. انا آسف كان عمل حقير جداً مني .. اسف ارعبتك ..
تكلمت بصوت ضعيف جداً ومتردد : اطلع
نظر لها ليجد الخوف يسكن عينيها وشيء آخر مزقه .. الخذلان .. كانت تنظر له بنظرة قالت له خذلتني ..
وقف وتألم عندما تراجعت بخوف : سماء انا آسف مافيه مبرر ابداً .. اذا جينا الرياض ان شاء الله طلقتك ..
وخرج من غرفتها واغلق الباب بهدوء بينما انهارت سماء تبكي .. لماذا لاتسير حياتها بشكل طبيعي .. لماذا مقدر لها ان تعيش دائماً نصف حياة بدون اهل بدون سند بدون احترام .. لماذا يخذلها فهد وهو الوحيد الذي تستند عليه حتى لو فكرت واظهرت عكس ذلك ..
:
:
دخل السكرتير وبصمت ووضع المسكن والقهوة السوداء والماء على مكتب عبدالرحمن واختفى قبل ان يصرخ لان كما هو واضح شيء قوّي حدث اخرج عبدالرحمن اللعوب الهاديء المتمكن من طوره وجعله يصرخ منذ دخوله الشركة حتى وصوله لمكتبه على الموظفين وعمّال النظافة ثم ختم صراخه بغلق الباب بصوت كاد ان يهزّ المبنى كاملاً ثم يطلب مسكن وقهوّة حدث كبير حصل لهذا البارد المُسيطر ..
اخذ عبدالرحمن الحبوب وابتلعها وافرغ فنحان القهوة خلفها ثم رمى شماغه على المكتب وفتح زوار ثوبه يشعر بإختناق تام لدرجة انه يستطيع الآن ان يدمر العالم ..
فكر بمراره متزوجة من فهد !!!!
ان يطلب تحركات فهد ليأمن من اتصالاته وتعاملاته مع المطرودين من الشركة ليكتشف سفره مع زوجته ..!؟! ومن هي زوجته سماء التي تسكن مع الجدة !؟! بل هي الفتاة الوحيدة التي خفق قلبه لها وارادها بدون ان يتخيل جسدها او يرغب به .. بل هي الفتاة الوحيدة الني تمنى منها التفاته او ابتسامة .. متزوجه من فهد .. اذن فهد ليس فقط عدوّه في العمل ويحاول ان يجرده منه .. هو اصبح عدوّة في الحياة كاملة .. وقف ونظر للخارج .. لماذا اذن يخطب هناء بينما يملك سماء .. من يملك فتاة تنبض حياة وينظر لدمية كهناء ..!! ..
لهذا السبب لم تنظر حتى لوجهه بينما حاول بشتى الطرق ان يلفت انتباهها .. كان يفكر وغضبه يزداد .. التقط هاتفه وتحدث مع احدهم : لي ساعة ياحيوان طالب برنت البنت وش تسوي كل هالوقت ..!؟!
وصله الفاكس بينما الهاتف في يده اختطفه ليقرأ بياناتها كاملة ليصعق انها متزوجة منذ ٧ سنين !!!!
كم عمرها !؟ نظره سريعة .. للعمر ليصدم انها بعمر ٢١ !!!!
شيء ما لايفهمه .. لكن الآن تصميم تام لن يأخذ فقط الشركة من فهد !؟ بل سيأخذ سماء اولاً ..!؟
:
:
ضغط فهد على رأسه بيديه .. كان يشعر بالحرج والقهر لأنه لم ينظر لفتاة بنظرة دونية ابداً ولم يقلل حتى من قيمة الفتيات اللاتي يعرضن انفسهن عليه ويصنفن انفسهن بمومسات وقد دراسته .. ولم يكن يلمس حتى زميلاته في الدراسة .. ليبدأ كل هذا واسوأ مع سماء .. لقد هزه ضعفها .. حركته عادت بها للتقوقع والتحجر .. تركها تبكي ..
ترك سريره واخر محاولة بائسة للنوم وذهب ليجلس .. اعترف لنفسك يافهد .. قوّتها اخافتك .. واردت ان تثبت لها انك مسيطر .. طريقتها في الكلام اشعرتك انها لم تعد تحتاجك .. ثقتها بنفسها واعتزازها بها اشعرتك انك محال للتقاعد لافائدة منك .. اردتها ان تذوب بين ذراعيك .. ان تهمس انها موافقة عليك وعلى شروطك وعلى الحياة التي اردت ان ترسمها لها .. ردود افعالها صدمتك لذا خرج منك فهد لاتعرفه هي ولاتتوقع وجوده انت .. ( فرك وجهه بيديه ) يعلم ان فكرة الطلاق تقتله وتجعل شعوره اسوأ من الآن .. لكن لامجال للتأجيل ..
:
:
دخلت جمانة منزل زوجها الخالي .. تحمل حقيبة صغيرة لديها في كل منازل العائلة الصيفية والشتوية ملابس تكفيها حتى هنا في منزل عبدالرحمن لديها الكثير .. نظرت لساعتها بقي فقط ساعة ويصل للمنزل .. لم يتحدث معها منذ خروجها من المنزل لكن ستعطيه شهرين حتى يستقر فهد في الأعمال وينقذ مايمكن انقاذه .. لن تخفي على نفسها على الاقل انها تحمل مشاعر لعبدالرحمن وانه يعرف كيف يتلاعب بمشاعرها .. لذا هي دائماً مهزومة امامه .. ابتسمت بحزن على نفسها . هي مهزومة امام الجميع .. اعطت الخادمة حقيبتها ثم سمعت صوت انغلاق الباب الداخلي ..
تفاجأ عبدالرحمن بوجود جمانة .. شيء في داخله اراد طردها من حيث اتت لكن يخاف ان لايتم زواج فهد من هناء وهو يريد ان يتزوج فهد ليستطيع ابعاده عن سماء لكنه لايتحمل وجود جمانة ابداً : اهلاً نور البيت ..
جمانة ؛ قررت اعطيك فرصة ..
عبدالرحمن بخبث : انتي الي قررتي او سارة ؟
جمانة بغضب : طبعاً انا
عبدالرحمن : الا متى يعني .. عشان اعمل حسابي ..
جمانة : لين تثبت لي انك ماتخوني ..
عبدالرحمن ؛ واذا ثبت العكس ..
جمانة : باتركك طبعاً
ابتسم عبدالرحمن باستفزاز : كم مرة سمعت هالكلمة ..
جمانة : شكلي غلطانة الي جيت ..
امسك بها عبدالرحمن : تعالي .. اجلسي .. انا بس تعبان من العمل ..
جلست وهو ينظر لها .. يعرف انها مثل كل مرة تتوقع ان يأخذها فوراً للسرير .. لكن للأسف عبدالرحمن لايوجد في رأسه الآن سوى فتاة واحده ان لم يمتلكها لايعتقد انه سيرغب في فتاة غيرها ..
:
:

ارتدت سماء حجابها بعد ان وضعت جميع اغراضها في حقيبتها خاصة الثوب الممزق حتى لاتنسى الوجه الآخر لفهد .. حتى تصرّ وتثبت على طلب الأبتعاد عنه .. حتى تنظر له في حال ضعفت او حنّت لفهد وحبها السري لفهد ..
وضعت جوازها في حقيبتها لقد حجزت لها الجامعة الإياب ليلاً بينما ينتهي المؤتمر بعد الظهر .. كان فهد قد اخبرها ان يأجلوا رحلة العودة ليومين آخرين وكانت سعيدة قبل ان تعرف ان هدفه من الرحلة كان فقط لإشباع غريزته ..
اخذت هاتفه الذي نسيه لديها ليلة الامس ووضعته على السرير مكان محاولته اجبارها ..ونزلت للمؤتمر قبل الوقت بكثير حتى لاتضطر لأنتظاره ..
جلست وحيدة في القاعة .. لم تستطع مراجعة اي شيء او التفكير بالمؤتمر .. سبب آخر يجعلها تصرّ على الابتعاد عن فهد لانه سيؤثر على اهم شيء في حياتها حلمها .. ستتركه وان لزم الأمر ستنذر نفسها لمهنة الطب وتترك الحياة للذين يستطيعون تحمل آلامها ..
صوت باب القاعة فُتح ليدخل منه الدكتور عبدالإله ثم نظر وجد سماء وحيدة : صباح الخير ..
هزت رأسها بتحية وعادت للكتاب توهمه انها تقرأ .. بينما خرج الدكتور احتراماً لأخلاقه حيث سماء وحدها ولايجوز ان يكون هو وهي في مكان خالي ..
فتح المصعد ليجد فهد الدكتور يخرج من القاعة
ومرة اخرى نظر للساعة ليتأكد من وقت المؤتمر كما يقول بروشور البرنامج الذي لديه .. بقي مايقارب النصف ساعة .. مما يعني ان سماء نزلت قبل الوقت .. وهذا دليل آخر على محاولتها اثبات ان لاحاجة لها به .. لو تجاوز الدليل الأول وهو شنطتها الموضوعه على السرير بجانب هاتفه ..
دخل القاعة ليجد سماء حزينة كما يبدو وهي تجلس وحدها : ليه جالسه لحالك ؟
سماء: مالك دخل
فهد : لي دخل اذا دكتورك الي طلع قبل شوي كان يواسيك ..
سماء : الدكتور دخل وطلع بسرعة ..
فهد : وش رايك اروح اسأله
وقفت سماء : انت ليه بتخرب كل حياتي .. ليه تسأله .. ليه تبي تحرجني..؟؟
فهد : انا شايف كيف يناظرك امس ..
سماء : مو هو الي حاول يعتدى علي البارح كان انت ..اذا بتحميني صدق ابدأ بنفسك ..!!!
زفر فهد : انا انتظرك برا .. بنطلع من هنا للمطار لقيت رحلة اقرب .. وخرج
جلست سماء عينيها غارقة في الحزن وشفتيها تبتسم بسخرية .. لم يجد مايريد في الرحلة فقدمها..


:

فتح فارس خزنته الخاصة وحمل الاوراق التي كانت تثبت تورط عبدالرحمن في قضية رشوة كبيرة لمدير بنك معروف .. وهي القضية التي علم عنها بالصدفة وبعدها سحب جميع امواله واموال اخته تدريجياً من يد عبدالرحمن .. كان الملف عبارة عن عقد لتحويل عبدالرحمن اموال لمدير البنك بينما يقوم الاخر بتزوير كشف حساب عبدالرحمن الذي يقدمه كضمانة للمشاريع الحكومية ليكون رصيده الضخم ضمان للعمل معه ..
الجميل ان المدير احتفظ بهذا الملف لحفظ حقوقه في حالة مطالبة عبدالرحمن بالمبلغ المرضىع كذباً في حسابه على انه له .. فاحتفظ المدير بالتسجيلات والاوراق ليثبت عملية الاتفاق بينهما .. وهو ماوقع في يد فارس بفضل موظف ذو أمانة ..اول مرة يشعر فارس انه محظوظ لاكتشافه هذا العمل .. بعد زواج هناء بفهد كما هو مقرر سيقوم بتحىيل اموالها لها وتقسيم مابينهما من اصول .. حتى يراعي زوجها اموالها فهو يثق بفهد وأمانته وحفظه للعهود .. واستقامته .. مجرد خطبته لهناء جعل فارس يتنفس الصُعداء فاخته الوحيدة ستكون في عصمة رجل يخاف الله .. لن يبخسها حقها ابداً .. هو يريد الانتقام من عبدالرحمن فقط لكن ليس تدمير سمعته وسمعة العائلة ..
:
:
دخلت سماء المنزل وتلقائياً بحثت عن الجدة لتجدها في غرفتها على كرسيها تصلي جالسة وهو دليل على انها تشعر بتعب فالجدة لم تكن ابداً تصلي جالسة الا في الحالات القصوى للوهن : هلا والله سماء ..
اقتربت سماء منها وعانقتها بشده مما جعل الجدة تضحك : زين اثر عندك احساس .. وتعرفين تشتاقين ..
كانت الجدة تتكلم وهي الأخرى اكثر شوقاً لسماء من شوقها لفهد الذي اعتادت غيابه وسفره لكن هذه الصغيرة ملئت بداخلها فراغ للابناء الذين لم يعودوا حولها .. احاطت سماء بيديها وضمتها لها .. بينما سماء تشعر ولأول مرة ان هناك صدر ترتمي عليه .. حتى وان اخفت اسباب احتضانها لأنها لن تشكي للجدة من حفيدها المحبوب وتجعلها في محك للحكم بين فهد وسماء ..
الجدة : يالله قوليلي كيف الرحلة ..
سماء : الحمدلله .. كانت موفقه
الجدة : وين فهد مانزل ..
سماء وهي تتذكر الصمت المطبق بينهما من المطار للطائرة للسيارة : لا قال مشغول واكيد بيمرك ..ووضعت ؤأسها في حضت الجدة مرة أخرى ..
الجدة : زين الله يستر عليه .. اكلتي والا ؟

وعندما لم ترد سماء رفعت الجدة رأسها بيديها ونظرت في وجهها الشاحب وعينيها الممتلئة دموع ثم أبعدت شعرها عن وجهها : سماء وش فيك يمة ؟
حدقت سماء في الوجه الحنون المليء بالتجاعيد وحيدة تنظر لوحيدة ريما لايولد الجميع ليكون حولهم عائلة حتى لو كانوا يملكون في الأساس ..
سماء : تعبانة بس
الجدة : فهد مزعلك ؟
سماء : لا بس اشتقت لك ..
وانفجرت باكية امام الجدة المذهولة لضعف الفتاة التي افنت عمرها لتبدو قوية كانت تدفن ضعفها كعيب يجب استئصاله والقضاء عليه تدربت امام عينيها على القوة والكتمان .. لم تتمالك الجدة أيضاً نفسها لتجاوب دموع سماء بدموعها ..
؛
:
ابكي مَعي

هو رائعٌ أن يَلتَقي قَلبي وقَلبُكِ
في مَيادينِ البُكاءْ
تِلكَ النَّوافيرُ التي قَالوا لَنا
هي تَستَمِدُّ الدُّرَّ مِن نَبعِ السَّماءْ:
:
:
قراءة ممتعة



البارونة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس