عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-18, 11:57 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

3


|
|




بعد عرضه لزواج .. الأخ الأكبر.. عادل من العدل ..سندها وعونها وحاميها وما بقي لها من بعد والدها أخذها و حبسها بأحد الغرف ...
منتظره ليحدد مصيرها .. كانت تدعي إن يتراجع عن ما يخطط له ...
تذكرت ما حدث بعد إن أخذها ذاك الرجل الغريب القذر من المسجد ..
بعد إن استقرت بسيارة سألها بصوت خشن : وين ساكنة ؟
كانت باكية .. دموعها أغرقت خديها .. و يديها و قدميها بحال اهتزاز .. ليصرخ بها لتتراجع برعب مرتطمة بالباب : قلت وين ساكنة .
هو ليس بأجنبي .. فالكلمات واللهجة تدل على كونه مواطن لترد بتردد : بيت اخوي بالرياض بس مسافرة لمكة ، أمي في مكة ...
بعد إن استمع لصوت الرقيق والخوف المهتز :و كم عمرك ؟
أجابت بعد إن ابتلعت غصة :سـبــعــطـعــش ..
نظر لها بعينيه بتأمل بينما الشاحنة الضخمة تشق طريقها في ظلام الطريق .. ثم أعاد النظر للإمام ..
فكرت بأنها غير قادة على الخروج من السيارة فالأبواب مغلقة .. و لا هاتف معها ... و هو قد لا يفكر بإعادتها لأهلها ..
تحدثت بصوت باكي متوسل : ردني لأهلي .. اخوي أكيد فقدني ... أكيد راح يرجع لي .. رجعني للمسجد .. أو عطني جوالك اكلم ..
سألها و هو ينظر لها : يعني أخوك تركك بالمسجد ؟
همست بعد نشيج : ما يدري ... تركني و هو ما يدري ..بس راح يرجع لو فقدني...
تحرك منزعج و هو يتحدث برويه : بردك لأبوك ، وين ساكنة ؟
أجابت و هي تنظر بترجي : أبوي متوفى
ابتسم وهو يحرك رأسه بعلامة على عدم الصدمة لم يكن متعاطف .. بل ربما وجد الموضوع محل سخرية .. معلق بلا مبالاة : يتيمة أب ..
شعرت بخوف أكثر لتطلب بتوسل : ردني للمسجد ، أكيد اخوي راجع للمسجد أو عطني جوالك .. أو أنت اتصل فيه راح ..
قطعها : أنتي عايشه مع أخوك ؟
لم تعجبها الأسئلة .. هو يراوغ .. همست ببكاء : خذني لامي ، أمي بمكة .. كم بيننا و بين مكة ؟
أجاب و هو يفكر بتأمل : كثير ...

كان على مد النظر ضوء و سيارات بدأت با التباطؤ لمحت لوحة زرقاء أضيئت عاكسه أضواء السيارة معلنة " نقطة تفتيش مرورية الرجاء خفض السرعة " شـــــرطــــــــة
لأول مرة تشعر بفرح لمرورها بشرطة ... فرصتها للهرب ...
كانت تنظر لنافذة بلهفة ثم شعرت بما سقط ليضرب رأسها بقوة من الخلف و الم شديد احرقها ثم تحول المنظر لظلام دامس افقدها الوعي ...

استيقظت لتجد نفسها مستلقية على سرير بغرفة ضيقة بمروحة متهاوية معلقة بسقف بحركتها تصدر أصوات تهدد بسقوط .. جدران بطلاء مخضر .. و ما يشبه لمكيف بركن مغبر ..
بنافذة واحدة صغيرة مرتفعة ..
جلست و هي تشعر بألم قوي .. جميع أجزاء جسدها يتألم ..
وجدت الرجل يجلس إمامها على الأرض.. و نظرات عينيه معلقة بتحركاتها .. فيما يمسك بيديه دفتر و قلم رصاص مكسور ...
عادت الذكريات تزحف بسرعة ... بكت بألم ماذا حدث و هي فاقدة الوعي .. أين هي و من متى ؟

تزاحمت الصرخات .. و هي تحاول تجميع أطراف عباءتها .. فيما هو بادرها بسؤال : أنتي بالغة ؟
السؤال استثار اسوء مخاوفها .... ضربها على رأسها ففقدت الوعي .. ولا تعرف ما حدث و هي فاقدة للوعي ...
بكت بخوف و حزن و رعشة حقيقية و هي تجيب : ليه ماتردني لأهلي ..

وقف بسرعة بجسده المهيب .. النظرات عنيفة مخيفة .. حركة يديه المقبوضة على وشك إسكاتها ...جعلتها تصمت مبتلعة بقية الكلمات مكومة على نفسها ...
كانت خائفة .. و تبحث عن الأمان .. هناك .. الأمان بمنزل شقيقها .. و لو لم يرغب بها شقيقها سوف تعود لوالدتها ..
همست بتوسل يائس : ردني لأهلي ..
غصت بدموعها بينما تحدث هو باحتقار : قومي أوصلك ! ..
وقفت باكيه لا تعرف كيف تحركت وعادت لسيارة .. و هي تبكي .. إذن هي بالرياض .. رغم كل ما حدث استطاعت إن تحدد منزل أخيها ..
وصلت متوقعة الدفاع عنها .. لكن بدلا من ذالك ...
بعد عدة ساعات من حبسها حتى لم يترك لها فرصة لتغيير ملابسها .. عاد شقيقها و هو يحمل دفتر ضخم طالب منها التوقيع .. كانت زوجة شقيقها تقف إلى جواره محاولة إجبارها على الرضوخ ..
حاولت إن تتوسل لكن لم يتزحزح عن رأيه .. يريدها إن تتزوج بهذا الرجل .. و تغادر دون عودة ..
بعد فترة طويلة من محاولة الإقناع بالتهديد.. قذفها بأنواع السباب و حتى ضربها ..
أخذت القلم بيد مرتجفة .. لتوقع تحت اسم الزوجة و تلمح اسم الزوج " عبدالعزيز "

كانت تشعر بمرارة تحطم الآمال و الأحلام .. القهر .. الظلم .. العجز .. الحزن .. الألم ..

كانت تشعر بطعم مر بفمها ... العبرة الحزينة غصت بها ... احتضنت حقيبتها ..
هذا ما خرجت به من منزل والدها .. حقيبة مليئة بالملابس .. لا غير .. و هاهي على عكس توقعها تستقل السيارة عائدة مع الغريب القذر ..
نظرت للجالس بجوارها بطرف عينها بحقد صافي ... و غضت نظرها بسرعة ...
وصلت لنفس المكان الذي أخذها له المرة الأولى .. شقة صغيرة قذرة بعمارة قديمة على وشك السقوط .. الشقة تتكون من غرفة نوم و حمام و مطبخ ..
المطبخ يحتوي على خزائن مكسورة و أرضية لزجة و كأن سكب فوقها صمغ لكثرة التصاقها ..الحمام قديم صغير .. غرفة النوم الضيقة بمجرد دخولها رمت حقيبتها و بجانب الجدار تهاوت تبكي بغير تصديق لما حدث ...

*
*
*
*


في نفس الوقت و رغم اختلاف المكان وافقت هي على تقمص شخصية أخرى .. هذا الحل الوحيد الذي عرض عليها بعد إن أنهى الأوراق المستشفى.. فوجئت بوصول خادمة تحمل ملابس و عباءة كانت كما يبدو مرتبطة بهذه العائلة .. برحلة قصيرة وصلت لفيلا من طابقين قديمة يظهر قد هجرت لفترة طويلة .. بمجرد إن دخلت
حتى بادرها : سارة زوجها سواق و كانت معنا من عشرين سنة قبل حتى وفاة الوالدة ...
توقف لفترة واستكمل : اي شي تحتاجين اطلبي منها .. ارتاحي الحين ..

طلب من الخادمة إيصالها إلى غرفة العنود والتي من نظرة عينيها لم تكن راضية كما يبدوا عن البديلة للعنود
كانت غرفة العنود يكسوها الغبار .. متروكة كما لو إن من تسكنها عائدة لها با التأكيد ..
فتحت خزينة الملابس لتجد الملابس تشابه ما احضر لها لترتدي بالمستشفى .. ملابس قاتمة متدرجة مابين اسود وبني و كحلي و بنفسجي غامق وقطع قليلة بألوان فاتحة تناسب طول العنود المتوسط أو القصيرة ربما و قامتها الممتلئة ..

لا تمانع كونها رهن إشارة نواف ... والذي تمنت لو كان شقيقها حقا ..
شيئين تحسد العنود المتوفاة عليها .. أولا:السند نواف ثانيا: خلاصها السريع من الدنيا ..

لم تكن محظوظة بقدر العنود .. لا في الأقارب و لا بالخلاص السريع والموت دون عذاب ..
با المساء تحركت لتقابل نواف مرتديه للحجاب وملاحظة تحرك الخادمة معها كظل ..
ظل غاضب ناقم و متصيد للأخطاء ..
بمجرد جلوسها لاحظت كمية كبيرة من البومات الصور
اخبرها بتمهل و هو يجلس بعد إن راقبها بتفحص : البومات بصور العائلة .. ضروري يكون عندك معرفة ..
قرب لها احد الصور بعد إن نظر لها بشوق : هذي العنود ...
أضاف وهو يرمش بعينيه بلا إرادة : الله يرحمها و يغفر لها ..


لم تكن الفتاة بصورة تشبه لها .. بجبهة واسعة و بشرة قمحية و عينين بني فاتح رقبة قصيرة وأسنان بارزة يعتليها تقويم وحاجبين رفيعين
لم تكن بشعة جدا ولكن ربما مقبولة ..

كان يعيد التفكير هو : تختلفون بطول .. ولون العيون والبشرة ..
وبعيون انزلها ليديه المتشابكة : وانتي نحيفة بينما العنود ....
كان يعدد الفروق و كأن يقول الخطة لن تنجح : شعر العنود كثير وجعد ... كانت مقصوص دائما و مصبوغ ..
مسح وجهه بكفه و هو يعلن : العيون الحواجب الفم البشرة .. الانف والاسنان ...
وبإشارة من يديه :من قمة راسك لأسفل قدمك .. مختلفة عن العنود ..

قاطعت هي : البشرة يغيرها الميك اب .. العيون يتغير لونها بعدسات .. الشعر ممكن أجعده وأقصصه واصبغه .. والجسم ممكن اسمن بسرعة .. الطول ...
توقفت لتفكر و تستكمل : ممكن العنود تطول .. أنت تقول ما قابلوا العنود من زمان..
أدارت عينيها بزوايا الغرفة لتنطق بحسم : راح أصير أشبه لها ..

سكن يتأمل ثم وبصوت هاذي : بيد العنود علامة .. بسبب حادث صار و هي صغيرة .. انقفل باب على يدها وقص قمة إصبعها الأصغر بيدها اليمين ... صار الحادث ببيت جدي ..

سكتت فيما هو وقف مغادر ...

خرج ليستنشق بعض الهواء ويعيد التفكير .. من الغباء ان يستمر بما فعل ..قبل إن يسمع صوت صرخات الرعب .. دخل بسرعة ليجد الخادمة مندفعة باحثة برعب لتستنجد به ..
لحق بها للمطبخ ليجد الدم ملوث لأرضية المطبخ .. ليصعد بعينيه ليجد السكين ملقية على الرخام
و الفتاة الواقفة تمسك بيدها النازفة وعلامات الألم تكسوا وجهها ...
متسائلة و هي تظهر يدها : كذا كانت يد العنود ..؟؟

كان إعلان إلا عودة ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس