عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-18, 11:58 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\





4


هي ليست وحيدة ..لديها والدتها ..
كانت تفكر بأول فرصة ستجد هاتف ..
ستتصل بشرطة ثم بوالدتها ..
لا يمكن إجبارها للبقاء مع هذا البربري ..


جهزت نفسها .. هي لازلت لم تخلع عباءتها و طرحتها و حتى النقاب ..
. لا تعترف بذاك الرجل زوج ولا تعترف بكونها متزوجة ..

هو لم يعلق على ما ترتدي .. لم يحدثها .. ولو لم تسمع بإذنيها سابقا كانت لتظنه أبكم ..
بعد صلاة الفجر خرج مسرع مغادر لشقة فهل هذه فرصتها ..
تحركت بسرعة على وشك الخروج فهو لم يغلق الباب .. عندما سمعت صوت الخطوات عائدة

و لم يكن وحيد ولكن مع رجل أخر ..
اختبأت بسرعة بغرفة النوم ..
وعندما سمعت صوت الباب يغلق معلن لخروج الاثنان خرجت ..
لتفجع بما ترك ..
فهو عندما دخل برفقة الرجل الأخر كان يحمل امرأة بين يديه .. مغطاة بغطاء اسود واسع ثقيل

مربوطة اليدين والقدمين و مكممة الفم .. شعرها محروق وجزء من رقبتها .. فيما وجهها

محمر وحاجبيها ورموشها قد احترقت أيضا ..
صرخت برعب و هي تحرك المرأة لتتأكد بأنها حية ..

كانت تمر فعلا بصدمة بعد صدمة ..
هل هو مجرم طليق .. اختطفها واجبرها على الزواج منه و الان هو اختطف امرأة أخرى

وضربها و احرقها .. و قيدها بحرص حتى لا تهرب بمساعدة شخص أخر ..
وقفت عاجزة .. اقتربت .. وعندما تحركت الفتاة الملقية عادت لتبتعد بخوف وصرخة مكتومة

..
قطع ترددها فتح الباب ثم صوت الإغلاق .. وحضوره الصارخ ..
سحب الفتاة إمام ناظريها ليأخذها لغرفة النوم و يبتعد
همست هي : خذها للمستشفى.

نظر لها لتتراجع نادمة فهي قد أعلنت عن تواجدها ليحدثها : كانت في المستشفى .. جروحها سطحيه.

هل تسأل من تكون ولماذا هي هنا وماذا حدث لها.
لكنها لم تسأل هنالك خوف يزلزلها لا تعرف كيف تسيطر وتهدئ هذا القلب المفجوع .. تلمس

عارضيه .. وبعينيه الواسعة احتجزها .. شعرت بقلبها يقفز نابض بدقات سريعة ... أدار عينيه

وشعرت بسحر المرعب يخف و تنفسها يخرج بلا إرادة

اخبرها: راقبيها ، أنتي مسئولة عنها.

ثم ابتعد .. اقتربت من الفتاة والتي كانت تخرج أنات موجوعة ، على وشك فك قيد يديها عندما
دفعتها الفتاة بقوة متحركة ثم فرت هاربة فالقيد بقدميها كان قد انحل

ما كادت تتحرك حتى سمعت الصوت والذي أعلن : اهدي بس تزيدين فتح جراحك

لحقت بها لتجد عبدالعزيز الضخم والمعضل يمسك بالفتاة بالصالة وقد كتفها وهو يقف خلفها

فيما هي تصدر صوت مزمجر لكنها ميزت عدة كلمات : لذبحك .. واذبحه.
وضعت يدها فوق فمها و هي تحاول نفي ما فهمت ( الفتاة المسكينة ماذا تعرضت له )

أعادها و هو يحملها للغرفة ثم قيدها من جديد .. و عندما تأكد بأنها لن تغادر عاد ليحاسب
الموجودة با الخارج .

أغلق باب الغرفة ثم تحدث معها بهدوء لكن الغضب كان يطل من عينيه : وش كنتي ناوية عليه ؟
ردت متلعثمة ببعض الكلمات : كانت موجوعة فحاولت..
رد و هو يتقدم باتجاهها : قلت لك راقبيها كانت على وشك تهرب والشكر لمين ؟ ..

تسلحت بصمت
بينما هو أضاف لتحذيرها بغضب : لو هربت والله لــــ

لم يكن يحتاج ليكمل .. نظر لها بسخط .. ثم شمر ساعديه و دخل للمطبخ دقائق حتى كانت
تفوح رائحة طعام
هل كان يطبخ .. بعد بعض الوقت وهي لازلت تنتظر
حضر يحمل مجموعة من الإطباق .. لم يعرض عليها الاكل و هو يضع الإطباق وبعض الخبز

أبدا أبدا لن تأكل شيء هو من صنعه .. كائن مقرف "لم يدعوها لتأكل وعندما انتهى .. متجاهل
لتواجدها دخل للفتاة سمعت صوت الفتاة الباكي
ودون إن تدري فهي تشعر بشعور الفتاة الباكية تساقطت الدموع من عينيها متضامنة مع الفتاة
الأخرى..

خرج وهو يردد بعض الكلمات : عمرك ما أكلتي يا شيخة.

ارتدى معطف ممزق الإطراف يوحي بكونه يعود لأعوام سابقة .
وهي تنتظر بصبر إن يغادر ، بينما هي كانت تفكر كيف تتحدث مع الفتاة وربما تساعدها ،
فليهربا سويا ..

لكن استبق الإحداث وأغلق الغرفة بالمفتاح
خرج .. ثم أغلق الباب ... اقتربت من الباب تحاول التحدث مع المحبوسة بالداخل ...
لكنها لم تتحدث ماذا فعل بها ..
هل ضربها حتى غابت عن الوعي أو ماذا ؟؟

دقائق حتى سمعت صوت الفتاة يرتفع في ما يشبه لعويل .. ثم صمت تام .. طرقت الباب ..
حاولت التحدث معها لكنها لم ترد .. هل فقدت الوعي من جديد .. هل ماتت ..

عاد بعد صلاة العشاء .. بمجرد إن دخل حتى قفزت لتخبره : صوتها موجوع... افتح الباب
بسرعة ..

رد بضجر و هو يأخذ ملابس مكونة من بنطلون جينز مجعد و قميص ازرق قديم ..
لاحظت كونه على وشك خلع قميصه إمامها فأدارت وجهها سريعا لكن الرعب كان اكبر من
الخجل ياسمين : البنت يمكن ماتت .. إنا ما اسمع صوتها ؟

رد بخشونة و هو يرتدي كاب أحمر : تمثل .. أكيد تحاول تخدعك عشان تهرب ..

ردت و هي تحاول منعه من الخروج : طيب افتح الباب خل نتطمن .. و نعطيها شربة مويا

تراجع وبوجهه علامات السخط ليفتح الباب و يتفقد الفتاة .. و كانت فعلا فاقدة للوعي او ربما ميتة ..

تفقدها بخوف ألان بينما هي صرخت : ماتت .. ماتت ..

صرخ بها منفجر متوتر :اخرجي ..

ثم ليسارع بحمل هاتفه والاتصال بأحدهم : تعال ..
كانت تبكي بخوف .. ماذا يحدث .. موت .. هل تعتبر جريمة قتل باعتباره ضرب الفتاة و حبسها جاء رجل بسرعة ولمجرد دخوله هي حبست با المطبخ تنتظر ما يحدث ... لو الفتاة لم تمت كان "عبدالعزيز" اخبرها .. لكن بكل دقيقة تمر كانت تفقد الأمل أكثر ..
انتظرت لكم من الوقت لا تعرف فهي لم تملك ساعة ولا هاتف .. لكن جميع ما حدث بداء بعد

صلاة العشاء وألان كان وقت صلاة الفجر .. كان قد مر يومين لم تنم عينيها أبدا ولم ترتاح

ابدا... اعصابها على وشك الانهيار .. وبدأت تغفى و تهذي وصداع شديد وقوي يحارب رأسها

...
فتح الباب .. لم ينطق باي كلمة .. كان وحيد فيما اختفت الفتاة والرجل ..
دخلت للحمام لتتوضأ .. لتجد اثر لدماء مغسولة ..

كانت عينبها مفتوحة لكنها لم تكن ترا سوا فتاة حبيسة تم ضربها وحرقها وتعذيبها ثم قتلت وبا

الحمام اثر لدماء مغسولة ..
هل بعد إن تأكدا من موتها .. تم محاولة إخفاء الجثة بتقطيعها ..
رعب مجنون حارب عقلها .. خيال الفتاة أول وصولها .. ثم صوتها وهي تأن .. ثم منظرها و

هي ساكنة لا تتحرك ..
بهستيريا ركضت للباب وبدأت بضربه وهي تستنجد
امسكها ولم يكن يحتاج الكثير من الجهد فهو أطول واقوي
بعد إن أطبق بكفه على فمها يخبرها بصوت هادئ : محد راح يسمع .. وحتى لو سمعك محد راح يساعدك ..
كانت عينيها مفتوحة على الأخر وفكيها بحال اهتزاز بمجرد إن أزال يده عن فمها همست : أنت قتلتها .. وفيه دم بالحمام ..

على عجل لينفي : كانت حية ..

بجزع وخوف ياسمين : لا أنت قتلتها .. و....و.....

بسخط عليها و غضب : اقول لك حية ..

تراجعت و هي تهمس : كذب .. راح ابلغ عليك الشرطة .. انت خطفتها وحبستها وقتلتها ..
نظر لها لفترة ببرود ثم ابتعد .. دار في المكان .. وبتحركه استطاعت إن تلمح اثار دم على بنطلونه .. كانت مشحونة و غاضبة .. الخوف والتعقل رحلت ..كان الدم يفور بعروقها هي لم تتحدث منذ حضرت لكن ألان مع عدم النوم وما مر بها من حوادث كانت تنهار لتفلت لسانها :تحسب انا راح اسكت .. لان ابوي ميت واخوي حيوان ..

جلس بهدوء أدار الكاب على رأسه لتصبح مقدمته با الخلف ثم تلمس شاربه وعض طرف فمه مترقب: وش بيدك يعني ..

همست بغضب و هي تمسك بمنتصف عباءتها :راح ابلغ عليك .. زواجك مني باطل .. لانه تم تحت الاجبار

كان يستفزها : بس في النهاية انتي زوجتي ..

جلست إمام الباب و هي تجيبه بحقد : ما تفهم عربي .. وش جنسيتك ؟.. بنقالي .. هندي .. انت
ولغتك المتخلفة .. حتى لو سعودي .. افهم يا .. هذا الزواج باطل

استفزها بضحكة مصطنعه و عينيه تراقبها بحرص : وش دخل جنسيتي .. انا رجلك وهذا المهم .. غصب أو رضا .

كانت غاضبة وبوضع الهجوم : اسمع يا ابو ريحة مخيسة .. انا مو زوجتك .. لو الظروف مختلفة عيونك هذي لو رفعتها لعيني راح تنقلع لك من محجرها ..

غرزت السكين ولابد ان تلويها وتكمل الهجوم : انت قاتل .. مجنون .. مكانك السجن .. لا .. مكانك ساحة القصاص .. راح تجيبك الشرطة .. تحسب الدنيا فوضى .. راح اشهد ضدك ..

أغمضت عينيها غير متنبهة لكونه وقف واتجه لها حتى امسك بيدها، حاولت سحب يدها لكن امسك بها بقوه وهو يضعها على وجهه : اقلعي عيني اقلعيها .. لغتي متخلفة و ريحتي مخيسة .. هذا وانا ساعدتك هناك با المسجد .. عيدي وش عيوبي ..

التصق بها و كأن ليستبيحها مسبب لها الجنون والقهر ثم ابتعد ببرود ليخبرها : كنتي شريكتي با الجريمة ، انتي متورطة مثلي با الضبط .. وكنتي متسترة علي بعد ..

صرخت تحاول الفرار : لا ..

أجاب : نعم .. راح أقول .. و كلمتي ضد كلمتك ..
وكأن تذكر شيء أخر : نسيت صاحبي راح يشهد معي بعد ..

نظرت له بسخط : يا ويلك من الله ..

كان بملامحه شيء من الغضب وهو يقترب ملتصق بها : قتلت مرة .. وهين أقتلك
اعترف لتو .. اعترف بفخر مهدد ... كانت تتحدث بهستيريا : احبسني .... احرقني .. اقتلني .. أنا مظلومة ودعوة المظلوم مستجابة .. الله يحرقك ..
رد ساخر : أمين ..
كان مستمتع بجراحها .. طبعا كان المنتصر و هي المغلوبة ...
همست : راح أقتلك ..
اذا كان في السابق ابتسم .. فهو ألان ضحك بصخب ...


*

*




قبض على الهاتف الجوال الموجود بجيبه والعائد لمن حلت بديلة عن العنود والذي كان معها بقبرها
حضر صباحا متخصصتين لقص شعرها و تغيير اللون إلى الأشقر
مع إن حالتها سيئة ويدها لازلت في الجبيرة بينما اليد الأخرى قد قطعت قمة إصبعها الخنصر
فيما لازلت عينها اليمين تختبئ تحت الشاش.. مشغول البال لا يعرف كيف يقوم بإيصال الخبر
إلى والده ومتى وبأي طريقة

وجاء موضع لقاء العنود بأقاربه بأسرع مما توقع .. الجد كان خرج للتو من المستشفى كما
اخبر من احد أصدقائه

إذا الإعلان عن وجود العنود اقرب مما توقع و هي فرصة لوضع والده وبقية إخوته إمام الأمر
الواقع حتى لا يرفض احدهم الخطة

هو ألان خارج المنزل ... اتصل با الخادمة لترد و يطلب منها إن يتحدث مع العنود ردت

لتكشف عن فرق أخر بينها وبين العنود المتوفاة " نبرة الصوت "
صوت العنود المتحدثة ألان با الهاتف مبحوح أنثوي وناعم مدلل وبطيء وناضج وجميل
طلب منها إن تتجهز لترافقه بعد المغرب لزيارة بعض الأقارب


تجلس الان بسيارة إلى جانب الخادمة بينما يقود نواف السيارة كانت تحاول تذكر العدد الكبير من الأسماء وتربطها بصور قديمة وحديثة و تحاول ربطها بصلة القرابة وذكريات قديمة قيلت لها
لم تكن خائفة بل تشعر بسلام غريب .. ايا ما سيحدث لن يؤذيها فهي بمسرحية تتقمص شخصية من يجرح و من يفرح أو يحزن هو الشخصية المتوفاة هي لن يؤثر بها شيء

لم تنسى ارتداء احد الأطقم القاتمة والبسيطة والغالية .. مع تجعيد شعرها .. ووضع الميك اب الأسمر ليخفي بياضها وكذالك الكدمات التي اعتلت وجهها .. كما ارتدت العدسات بعد إن أزالت الشاش المغطي لعينها المنتفخة وذات اللون الأرجواني ..

يديها تؤلمها بشكل كبير.
ولكن الزيارة قصيرة للغاية هي إعلان وجود لا أكثر و المطلوب منها الوقوف والصمت فقط .

عند الوصول لمنزل الجد لاحظت العدد الكبير من السيارات .. إذن العائلة مجتمعة ..
لاحظت تعبير نواف القاسي الشاعر با الاشمئزاز والمرارة
الإحساس با الغضب و الحقد و الشعور با التحفز ..



هبطت ببطئ.. للمدخل النسائي برفقة الخادمة ..صعدت الدرجات .. ثم فتح الباب .. الشعور باعتلاء المسرح .. وتسليط الأضواء على البطلة القادمة ...
لم تكن ابتسامة حقيقية ما زين شفتيها و لكن ابتسامة محملة بأكبر قدر من القوة ..

عند دخولها كان من فتح الباب خادمة ما .....
بمجرد إن تعدت الممر الأول قامت الخادمة با الاقتراب لأخذ عباءتها .. خلعت العباءة ببطئ و تمسكت با الطرحة والنقاب .. و طوتها بحقيبة يدها ..

أهم تعليمات نواف إن لا تتحدث كثيرا و إن تغطي وجهها تماما عن الرجال ..
اخبرها إن معظم بنات العائلة لا يرتدين نقاب ولكن يرتدين حجاب ساتر ..


تأملت المكان و هي تشعر إن ديكورات المكان توحي برفاهية و بذخ مبالغ به ..من الأسقف العالية المتدلي منها الثريات المضاءة إلى الأرضية الرخام الإمعة و قطع الأثاث الباهظة و الجدران المغطاة بورق حائط غالي متقن ..
سجلت بسرعة الفرق الاقتصادي مابين الفبلا القديمة لعائلة نواف و عائلة الجد ..

دخلت إلى صالة بالمنتصف كنب بشكل نصف دائري .. ونوافذ كبيرة احتلت حائط واسع

تغطيها ستائر رقيقة تسمح برؤية ما خلفها المطل على حديقة مضاءة ..

مجموعة من النساء يجلسن على الكنبات متفرقات .. فنساء الكبيرات يجلسن متقاربات بينما
الفتيات و !؟
شاب يجلس على الأرضية مقابل الفتيات ذو شعر قصير و جينز ضيق و تي شيرت اسود ..
هل يجب ان تغطى وجهها بسرعة أو ..


قبل ان تفكر برد الفعل لاحظت إن الوحيد الذي وقف لحضورها هو الشاب و الذي تحدث بصوت خشن و هو يسأل احد النساء والتي وقفت بعد إن أغلقت الخط كما يبدو : من هذي ؟؟

أجابت المرأة وهي تنظر يشئ من عدم الترحيب بينما وقف البقية بترقب : العنود بنت عمك ...

قبلت بعضهن على الخد وصافحت بعضهن ممن اوحين لها بدلالة عدم الاقتراب ..
لاحظت الفتور في المقابلة .. لا يوجد مايوحي با المفاجئة و كأن قابلتهن با الأمس ..
او كان مثل من يقابل عدو قديم ..
كان من المفترض إن تعرف منذ دخلت فلماذا لم يقابلها احد أمام الباب .. و لكن تركت لتدخل
مثل من لا قيمة له .. واست نفسها " لك الله يا العنود "
وطرح تسأل " لماذا العنود مكروهه؟"

كانت مازلت تعاني مشكلة و هي تنتقل با المصافحة والتقبيل حتى وصلت لأخر الصف فشاب لم يغادر ولكن وقف و بمجرد إن اقتربت حتى اكتشفت خطاء توقعها فهو "أنثى" في الحقيقة
وليس ذكر ..
جلست لتسترد نفسها .. قدم لها كأس الماء ثم القهوة .. صمتت وجميع من يجلس كان صامت
.. كانت محط الأنظار والفحص والتمحيص والتدقيق .. ظلت صامته .. مادام لم يوجه لها الحديث لن تتحدث أولا ..
لم تشعر بضيق .. فهي قد اعتادت إن تكون محط الأنظار .. القطعة اللامعة الوحيدة بوسط باهت ..
فسابقا كانت تحفها الابتسامات والثناء والضحكات والمجاملات ..!
و كانت تستمتع بذالك ..!
كانت مشهورة !... مغرورة !.. جميلة .. لم تظن إن ينقلب السحر علي الساحر بيوم من الأيام
..!
جو المجلس هادئ .. قاومت رفع يدها و تلمس الكدمة المحيطة بعينها ولمس الانتفاخ المغطي
لعينها ..

انتظرت إن تتحدث احدهن .. تسأل عن الماضي القديم أو القريب .. تجامل و تعطي بعض الاهتمام .. لكن لم يبدوا احد مهتم.. تم تجاهل تواجدها .. و هي لم تكن ممن يتم تجاهله .. ببطئ عاد الجميع للحديث بهمس ثم بصوت مسموع .. و هي تركت مثل المزهرية ..

الوضع مطمئن فعدم الحديث يجنبها ان تسأل عن شيء قد لا تعرفه .. أو تتورط بكلمة .. لكن الوضع غريب أيضا ..

سجلت بعينيها الحضور ببطء ..

كان يجلس بطرف الأيمن ثلاث نساء كبار بسن .. الأولى ذات اليد المزينة بأساور ثقيلة و ذات
العيون الواسعة والثانية المرأة ذات الشعر المصبوغ با الأحمر والملابس الشبابية غير المناسبة
والثالثة المرأة المسيطرة ذات الشفتين المنفوخة و القائدة با المجموعة و هي من كانت تأمر

الخدم بنفوذ يوحي بكونها سيدة المنزل قد تكون العمة الوحيدة بينما بقية النساء هن زوجات
للأعمام ..

الفتيات كن ثلاث أيضا الأولى الجميلة ذات الشعر الشينيون فرنسي
و الثانية المتحمسة ذات العيون الفاتحة والشعر المفلول ذو لون زيتي ..
والثالثة الشاب الفتاة ...


قطعها دخول خادمتها وهي تعلن : نواف يقول تعالي ..
وقفت بينما رافقتها العمة لسلام على الجد .. أخرجت طرحتها و نقابها وطلبت عباءتها بينما

استغربت العمة و هي تعلق : ماله داعي .. ما فيه احد غريب .. أولاد عمك و أعمامك وجدك ..


لم تستطع كبح بسمة ساخرة " الجميع غرباء " ثم لا يجب إن يراها الحقير من تسبب بموت

العنود .. يجب إن يظنها نفس الضحية ..

*
*

عائد من الخارج .. يكره اللحظات عندما لا يكاد والده إن يعطس حتى يتجمع إخوته الأكبر

وأبنائهم و بناتهم في دقائق مزدحمين مزعجين ..

كما انه يكره تواجد شقيقته الأكبر خصوصا بعد وفاة والدته فهي تتمتع بدور صاحبة المنزل ..
ولا ينسى عندما يجتمع إخوته حول والده و يتحدثون بشأنه و كان لهم حق الوصاية عليه ..
والان سيتم التدقيق بأمر سيارته الجديدة والتي اشتراها منذ شهر فقط ويعرف نظرات أشقائه

له .. فهو الفاشل العاطل من يصرف دون توقف من أموال والده و يعامل بدلال عكس معاملة
والده لهم سابقا ..
فرغم إن إخوته لديهم أبناء بنفس سنه وقد يغدق كلا منهم على أبنائه حنانا وعطفا و تدليل إلا
أنهم يستنكرون ما يعطيه والده له ..

وماذا إذا كان غير التخصص با الجامعة مرتين .. ولم يستمر
ثم خرج لدراسة با الخارج على حساب والده لكن لم يستطع تحمل الغربة والدراسة وعاد ..

والوظائف المطروحة إما لا تناسب تطلعاته أو لا يستطيع الصبر على ضغط العمل ..
في احد الأيام سخر منه احد إخوته : الوظيفة المناسبة لك تداوم وأنت بسرير ....

لم تكن النكتة مضحكة .. فهو شخص عظيم لكن الناس حقودة و لا ترحم ..
على وشك دخول الفيلا ليذهب لينام وليس ليقابل احد عندما قابل إمام الفيلا اكبر إخوته " علي"

وأبنائه " عبدالملك " و "سامي " لا يعرف أين كان قد اختفى أخيه لفترة طويلة وأخيرا ظهر مع أبنائه .. ينقص ثلاثة من أبنائه " جاسم و نواف والعنود" .. لكن ظهر بعد كل شي لزيارة والده المريض ..

دخل برفقتهم بعد السلام والسؤال عن الحال ... مضى فترة طويلة للغاية منذ قابلهم عشر سنوات أو أكثر ..
تساءل سامي الصغير ذو (19)سنة لكنك تظنه بعمر السادسة عشر : سيارة جديدة فارس؟

أجاب للوجه الباسم بجدية : موديل السنة .. فل كامل .. أش رأيك فيني!

رد سامي منبهر : بصورها و انزلها با الانستغرام ..

قاطع عبدالملك بهدوء : وليه تصورها .. أول مرة تشوف سيارة ؟!

كان على وشك الدفاع عن سامي لكن سامي أجاب باستهزاء : زعلان لاني ماصورت سيارتك الخردة ..لو كنت مثل نواف واشتريت سيارة مثل الناس بدل ما تجمع فلوسك يا بخيل ..

ابتسم عبدالملك دون رد فسامي يعامل بتجاهل او تساهل ..كان جميع ابناء اخيه "علي" بشوشين
ماعدا نواف.. نواف المتحجر والذي يعامل الجميع كما لو كان بينهم عداء .. كان على وشك

السؤال عنه هو وجاسم والعنود عندما دخل
لبيت الشعر و هناك كان يقف نواف مع امرأة طويلة أسدلت نقابها بمجرد دخولهم واختبأت إلى جوار نواف .. بمجرد وقوفها الى جوار نواف تلاحظ نحولها وطولها المقارب لنواف الطويل .. من تكون ..

ربما زوجه.. متى تزوج ؟؟
إذا كان مختفي لزواجه ..
تراجع بسرعة مانع لمن يقف خلفه من الدخول .. لكن والده استدعاه : ادخل يا فارس .. هذا نواف ولد علي وأخته العنود ...

قبل إن يتحرك اندفع عبدالملك وسط نظرة الفراغ بعيني سامي .. وتجمد علي ..
صرخ عبدالملك بنواف: اللي سمعته صحيح ..

رد نواف و هو يخبئ الفتاة خلفه : عبدالملك بعدين نتفاهم ..

ليصرخ عبدالملك ... الجاد الصبور بحالة غضب لأول مرة تظهر : نواف .. وش قاعد تسوي .. خلها تخرج من هنا .. هذي مو اختي .. مو اختي ...

اندفع نواف ليمسك شقيقه برقبته ويلصقه با الحائط يكد إن يقتلع رأسه : صوتك لا يعلى بوجهي .. سامعني ..

لا يعرف كيف تجمع الرجال على أصوات الصراخ و المشادة الصاخبة .. كان ألان يقف ألرجال و حتى النساء
دخلت عمته و هي تصرخ: وش صار ؟

ترك شقيقه لكن مازال لابد إن يبرر مقولة " هذي مو اختي"
نظر لوالده لكن والده حطم كل شي و هو يجلس متهاوي : العنود ماتت ..

الخطة تحطمت .. انهارت إلى أجزاء صغيرة .. الكذبة كشفت .. قبل حتى إن تبدءا ...
وبأسوأ طريقة ..

غافل نواف انهيارها تحت قدمي والده وهي ترجوه بصوت باكي
العنود الممثلة والمتقمصة لدور: يبه سامحني .. يبه سامحني ..

عما كانت تتكلم .. كيف تفكر ؟.. الخدعة كشفت ولا شيء تفعله قادر على الترقيع ...

اقتربت أكثر و هي تتوسل بالجد : ياجد .. كلمه .. خل يسامحني .. إنا نادمه على إي شي سويته ..إنا مالي غير إخواني وأبوي .. من لي غيرهم ..

همست باكيه و هي تتوسل : يبه اضربني .. أو اذبحني... بس لا تقول مت .. يبه من لي غيرك .. يبه

هي تحاول جعل كلمة " هذي مو اختي " " والعنود ماتت "
مثل من تبرئ من ابنته و هي حية .. و مثل المخطئة والمبعدة والنادمة حاولت الاعتذار ...
رفعت رأسها لعبدالملك : سامحني يا اخوي ..
اول من نطق بكلمة كان سامي : يبه .. سامحها ..

ثم كان تدخل الجد ورجال اخرون : سامحها ..

: خلاص يا علي .. في البيت تفاهم معها ..

كان سؤال العمة : هي وش سوت ؟

فارس وقف مذهول و هو يلاحظ خروج عبدالملك دون كلمة زيادة .. و يلاحظ نظرات الارتياح
لعيني نواف .. و دموع حبيسة و صمت يخبئ ألاف الكلمات لشقيقه علي ..

لاحظ النظرات بعيون بقية العائلة و خصوصا أبناء أخيه .. و خصوصا الواقف مائل متلثم
بجانب الجدر .. دخل بصمت و خرج بصمت وبحركته نوع من العجلة..

*

الجمعة القادمة بإذن الله لنا لقاء.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس