:- ما هذا بحق الله
قالها كنان وهو يهب من فراشه بعد نومة قصيرة تقاس بالدقائق لا الساعات وقد بقي برفقة صالح الى ان غفى ونام في غرفته وقد كان الوقت متاخرا على اخذه ليقين
صورته وهوغاف على اريكته بسلام يحسده عليه جعلته يجلس امامه مراقبا اياه متطلعا لوجهه الذي بدا مالوفا له بطريقة غريبة مريبة لكم كان مرحبا به بالهائه الناجح الناجع عن معضلته الرمادية العينين سيتشبث به الى ان ينقضي هذا اليوم الطويل وغدا ستصبح له زوجته ..... عل ذاك الاحتراق ولوم بعضه لبعضه يتوقف قليلا وتلك الحرب المشتعلة بين اضداد واضداد تسكنه تتهادن تسكن فتريحه من ثقلها !!!!!!!!!!!!
:- صباح الخير
قالها صالح وهو يتحرك بذات الخفة على كرسيه يحمل صينية الافطار وما اعده عليها ويقول ببشاشة
:- امل ان لا تمانع الامر ولكنه اقل شيء قد افعله لحسن ضيافتك لي
:- صباح النور ولا داع لما تقول اخبرتك بان تعتبره كبيتك
قالها كنان وهو يتجاوزه نحو الحمام القريب ليرتب صالح المائدة الصغيرة يضع البيض والجبن وبعض الزيتون ويعاود ادراجه نحو المطبخ القريب ليحمل الشاي الذي ملات رائحته الزاكية المكان
طرقات على الباب جعلت كنان يتاهب وهو يظنها هي اتكون هي ؟؟؟؟ يا رب اجعلها هي وقد افاقت متنمرة عاصفة مغرورة ومتكبرة واتت لتحاسبه تعاتبه يقسم انه سيجعلها تدور حول نفسها من الجنون الذي سيفعله سيشعلها فوق اشتعالها ويغضبها فوق غضبها فلتكن هي فقط فلتكن
اسرع ليفتح الباب ليرى يقين امامه مبتسمة وهي ترتب شالها حول وجهها وتقول ببشاشة
:- صباح الخير كنان لقد انتهيت من تحضير نفسي وجاهزة للذهاب لا اريد التاخر في اول يوم للعمل
علت الخيبة ملامح وجهه ليتدارك امره سريعا ويقول
:- فلتدعيني افطر اولا وها انت من اول يوم لك بالعمل تنسين اخاك ولا تسالين عنه ان كان افطر ام لا
شحب وجهها وهي تتراجع للخلف وتقول معتذرة
:- انا انا اسفة كنان كل الامر انني كنت متحمسة للغاية حتى انني انا لم افطر
:- يا الهي يقين كنت امزح تفضلي لتفطري معنا لدي ضيف اعلم انك ستفرحين للقائه
قالها وهو يفسح لها الطريق لتدخل بتوجس وهي تطلق الانفاس واحدا تلو الاخر لا تعلم لم تخيلته سليمان وارتجفت اوصالها كلها وهي تود لو تهرب لو تعاود الخروج من ذلك الباب الذي صار بعيدا عنها بخطواتها الصغيرة المتباطاة كان كنان يسبقها فتحتجب بجسده عما خلفه ويحجبها هو عمن امامه ليقف اخيرا ويقول بينما يواجهها
:- يقين لقد وعدتك ان اجد لك خالك
اطلقت نفسا محتبسا بصدرها وكلها يتعلق بما سيقوله تاليا
:- انه هنا خالك لقد وجدته
اشار للجالس خلفه لتتكوم حسرة بصدرها حسرة عمرها من عمرها هي من لحظة مولدها بل وقبل ذلك بكثير وهي تراه ذاك الوارث لحقد والدتها وخالتها اتراه يكرهها كما فعلت سهام ؟؟؟؟ اتراه سيرى فيها ابنة السلطان السيء الصيت ذاك ؟؟؟؟ اتراه يتهمها كما سهام بكون دمائها التي تحملها بعروقها قذرة مخلطة بين اسوا اثنين اكثر من باتت تمقتهم بين الموتى والاحياء ؟؟؟؟
كست وجهها بالبرود الخالص وارتدت اكثر اقنعتها سوءا واحدا بقي لها ارثا من سهام وقالت بينما تحدث كنان وتتجاهل صالح تماما
:- شكرا لك كنان ساخذه لغرفتي الان يكفي ما تكبدته من عناء البحث عنه وجلبه لهنا
الاستغراب والمفاجاة التي ظهرت على وجه كنان وهو يراها هكذا كما لم يرها من قبل جعل حمائية من نوع خاص تتصاعد بصدره تجاه ذاك الذي ظل صامتا يتطلع نحوها بـــ بـــــــ باشفاق وحسرة ليقول اخيرا
:- ما من عناء يقين لقد كانت صحبته ممتعة للغاية
الصدمة كانت من نصيبها هذه المرة وهي تنقل بصرها بينهما ليقول كنان اخيرا
:- المكان عندك ضيق للغاية العم صالح سيبقى معي والان سنجلس لنفطر ونذهب بعدها للعمل وحين نعود سيكون لنا حديث اخر
:- كنان
:- لا تقولي المزيد يقين هيا اجلسي
:- ولكنه سيتعبك انظر لحاله وانت
:- توقفي يقين قولي خيرا او اصمتي انه ضيفي هيا اجلسي لتاكلي
:- لا اريد لا استطيع ان اكل شيئا
تجاهلها كنان وهويقابل صالح الصامت ترفعا عن نظراتها كلماتها الطائشة التي اصابت جرحا قديما ظنه اندمل وبرئ سمع همس كنان الذي قال
:- اعذرها ما حصل لها ليس قليلا ابدا قد تحكي لك ولكن اعذرها من فضلك
وكان يعني ما يقول حقا فظاظة يقين تجاه الرجل كانت فوق ما يقدر على تحمله كله ولا الاساءة لمن لم يخطئ كله ولا التكبر على الناس محاسبتهم على اخطاء غيرهم لقد خبر الكثير من هذا ولن يسكت وهو يراها تكيل لصالح بذات المكيال لذلك حين سمع صوتها المتهدج وهي تقول باختناق
:- سانتظرك خارجا
تجاهلها تماما واوما لها بيده موافقا بينما انتباهه واهتمامه منصبين على صالح لتهرول خارجة ويبقى هو مكانه بينما صالح كان يتمتم بكلمات زادت توجس كنان وخيفته من هذا الغريب
:- لكم تشبهها وقد اختارت مصيرا كمصيرها هاربة بحمل غيرها ...... وجهان متشابهان ومصيران متشابهان !!!!!!!!!!!!!!!
|