عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-18, 06:35 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




بعد 36 ساعة ..



أنين خافت يصدر منها .. فتحت جفنيها بهدوء وهي تشعر بجسدها جميعه يصرخ من الألم .. حاولت الإعتدال وهي تنقل نظراتها إلى المكان حولها .. غضنت جبينها بألم وهي تعتصر ذاكرتها تريد أن تعلم لماذا هي بهذا المكان .. كان مكان واسع و كأنه مرآب سيارات .. مليء بالأعمدة المتفاوته و من جهة يوجد درج للأعلى .. و من الجهة الأخرى باب حديدي أسود ومقعد يركن إلى جانبها .. كان المكان يغرق بالظلام فقط نور خافت من تحت الباب الموصد .. لم تستطع الإعتدال وهي تستكشف الحبل حول معصميها بأناملها .. حركت قدميها وكانت نفس النتيجة .. مقيدة .. زفرت بتعب وهي تعاود الإستلقاء فقد تذكرت ما حدث .. و آخر شيء تتذكره هو ارتطام رأسها القوي في الزجاج و شعورها بالسائل القاني الذي ظلل نظراتها وهو يبلل جفنيها .. بالتأكيد أنها الآن بحوزة أحمد و كورت .. نظرت حولها بشرود .. كم مضى من الوقت..؟ وهل عرف أحمد هويتها الحقيقية حتى الآن أم لا ..؟ كرم و سلافا و سرمد .. ماذا حدث لهم..؟ قاطع تفكيرها خطوات واسعة تبعها دخول عاصف من ناحية الدرج .. كان أحمد و من خلفه كورت بملامح غاضبة .. ازدردت ريقها بتوتر وهي ترى نظراتهما الحادة .. عندما وصلا إليها رفعها أحمد غير عابئ بآهتها أو اصابتها و رمى بجسدها على المقعد .. تأوهت بصمت وهي تعقد حاجبيها من شدة ألمها .. هتف أحمد بغضب ألبسه ثوب البرود..: المفوضة روسلين ..! تشرفنا بمعرفتك..
اغلقت عينيها بشدة وهي تدرك معرفتهما لهويتها الحقيقية .. شدها أحمد من ياقتها حتى أصبح وجهها مقابلًا لوجهه الغاضب وصرخ بعنف..: هل استمتعتِ و أنتِ تخدعيننا..
لفظت بسخرية و تحدي يجري بدمها ..: كثيرًا..
لم يتمالك أعصابه وهو يضربها بكفه على وجهها بكل قوته.. ضغطت فكها من الألم الذي تشعر بأنه شطره لنصفين .. صرخ بغضب وهو يهزها..: من أنتِ حتى تخدعينا..؟ مجرد فتاة حقيرة تافهة ..
اطلقت ضحكة ساخرة خافته جعلته يصرخ بجنون .. أبعده كورت من أمامها و أخرج سلاحه ثم صوّبه على رأسها وقال ببرود قاتم..: أين الأوراق..؟
رفعت رأسها و تلاقت نظراتهما .. قالت بتحدي ..: في مكان لن تستطيعا الوصول إليها فيه أبدًا ..
سحب الأمان وقال بتحذير..: إذا استمريتِ على سخريتكِ لن يكون خيرًا لكِ اطلاقًا ..
بقوة..: أنا لا أخشى الموت .. أنتَ من يجب أن يخاف .. لا أن تطلق التهديدات..!
بنفاذ صبر..: ماذا تعرفون عنا..؟ و أين الأوراق..؟
بهدوء واثق ..: ستنتظر إجابتي كثيرًا ..
بتجاهل ..: بالتأكيد أن من أرسلكِ هو رئيسكِ كرم ..
لم تجبه فقط نظراتها مرتفعة إليه بثقة .. لم يتحمل أحمد وتقدم منها بغضب ..: تحدثي .. أنتِ هُنا بمفردكِ .. لن يستطيعوا الوصول إليكِ..
رفعت زاوية شفتيها بسخرية فقبض أحمد على فكها بحدة وقال بهسيس غاضب و بشرته الفاتحة قاتمة من شدة غضبه..: أجيبي ..
حينها رن هاتف كورت .. أخرجه بيد و الأخرى ما زالت مصوبة على رأس روسلين.. قال لأحمد الذي افلت روسلين ..: انه رجلنا .. بالتأكيد لديه شيء هام .. قد يكون وجد ليفانت..!
فتحت عينيها على اتساعهما بصدمة وهي تسمع حديثهما .. يا إلهي .. ليفانت.. بالتأكيد أحمد الآن يفكر بأنه قام بخيانته و لم يخبره أو يحذره منها .. قلبها يضرب صدرها بشدة من توترها العميق .. لا تحتمل أن يصيب ليفانت شيء .. اصغت سمعها لكلمات كورت المختصرة .. بعد أن اغلق الخط هتف أحمد بنفاذ صبر ..: ماذا حدث..؟
بهدوء و نظراته على ملامح أحمد..: لقد مات بولانت.. وجدوه مقتولًا ..
تبلّدت حواسه وقال بعدم تصديق..: مات..! قُتِل..؟ ثم صرخ بصوتٍ عالٍ وهو يشتم ببذاءة و يركل العمود أمامه .. ثم قال بصوت مشدود..: هل وجدوا قاتله..؟ نفى كورت بتأتأه صغيرة و هتف بصرامة..: اهدأ .. هناك شيء آخر..
التفت وصدره يعلو ويهبط بتسارع و استفسر بنظراته فقال كورت بغيظ..: صديقك العزيز ليفانت .. مسافر للخارج ..
كانت منصته لحديثهم وابتسمت بإرهاق عندما سمعت كلام كورت و رأى أحمد ابتسامتها.. تقدم بأعصاب تالفة و رفع سبابته بتهديد..: سأعود لكِ لاحقًا .. لن تستطيعي النجاة مني..




،





وصلهما بلاغ عن جريمة قتل رجل ببداية عقده الخامس .. وتفاجئا حقًا بأن الرجل لم يكن سوى بولانت .. أرسل سرمد نظرات حارقة إلى سلافا الواقفة بصمت .. لم يخطر ببالها أن صالح سيتجرأ و يقتله.. عقدت جبينها بتفكير .. لماذا توقعت أنه صالح .. قد يكون غيره فعالم بولانت مليء بالأعداء .. بعد انتهائهم من جمع الأدلة و نقل بولانت إلى المشفى استقلا سيارة سرمد التي قدما فيها إلى هنا .. قال سرمد وهو يقود و بدون أن ينظر إليها..: هل تظنينه صالح..؟ منذ أخبرتني بخطتك وأنا غير مرتاح..
بهدوء..: قد يكون هو وقد يكون غيره .. فأصحاب المال الأسود كثيرون..
سرمد..: لابد بأن نحقق مع صالح و رجال بولانت حتى نعلم آخر من رآه..
هزت رأسها بسكون .. قال بعد لحظات..: تعلمين بأنه اذا كان صالح هو القاتل فأنتِ المحرضة على الجريمة..
ببرود..: أنا لم أحرض أحد ..
هتف سرمد بحدة..: اذًا لماذا لم تقدمي أدلة اعتداء صالح على هيفين..؟
ما زالت متدثرة بالبرود..: أنت تعلم بأن الكاميرات التي وضعناها غير قانونية .. كما أنك تعرف سببي جيدًا.. وهو الإيقاع بين بولانت وصالح..
بسخرية..: أنتِ لن تقنعيني بأسبابكِ الواهية أليس كذلك..؟ فالكاميرات نستطيع وضعها بدون قوانين في المكان الذي نراه مناسبًا .. و السبب الثاني لم اقتنع بهِ اطلاقًا ..
بهدوء ولا مبالاة..: تلك مشكلتك..
بصوتٍ بدأ يعلو..: و مشكلتك أيضًا .. أنتِ لم تسلمي الدليل لأنكِ تريدين الإنتقام من صالح .. ولكن ما هيئة انتقامكِ هو الذي لم استطع التوصل إليه..
ألقت عليه نظرة باردة ولم تعقب عليه فهتف بحدة..: أنتِ ستكونين المحرضة للقتل سلافا .. هل تستوعبين ذلك..
أجابته بنفاذ صبر..: أنا لم أحرض أحد .. لم أقل له اذهب و اقتل بولانت .. هذا اذا افترضنا أنه هو القاتل ..
بتحقيق ..: لماذا لم تسلمي الأدلة سلافا..؟
بضجر ..: لأنها لن تفيدني .. أنت تعلم بحالات التحرش و الإعتداء يحكم على المذنب من سنتين إلى خمس سنوات فقط .. و أنا أريد لصالح أن يتعذب أكثر مثلما عذبني و عذب هيفين أيضًا .. أريده أن يتعاقب بعقاب يستحقه ..
سرمد بسكون..: كنتِ تعلمين بأنه سيذهب إلى بولانت وقد يطلق النار عليه..
بإعتراف بارد..: نعم .. ولكن لم يخطر ببالي أنه قد يقتل أحدًا .. فهو جبان لا يستطيع حمل السلاح حتى .. و بالأساس لم اتوقع أن يصدقا ذلك فهي واضحة جدًا لو فكرا بذلك.. هذا لو كان القاتل صالح بالطبع..
بثقة..: سيظهر بأنه القاتل أو أحد من طرفه ..





،



بعد ساعتين ..


لم يذق طعم النوم أبدًا .. وكلما غفت عيناه يستيقظ بفزع و صورة بولانت مقتولًا لم تفارقه .. رفع هاتفه عندما وصلته المكالمة التي ينتظرها .. سيسافر للخارج و أخذ وقتًا حتى استطاع أن يدبر له حجزًا مستعجلًا .. لم يستطع الإصرار على الحجز حتى لا يثير ريبة الرجل الذي كلفه بذلك .. أخبره الرجل بأن رحلته ستقلع بعد ساعتين.. شكره بهدوء و اغلق الخط .. وقف متجهًا إلى حقيبته التي قد جهزها من ارتباكه و خوفه .. فهو لم يغادر المنزل مطلقًا و ظل حبيس المكتب .. سحب حقيبته و أخذ جواز سفره و مستلزماته وتحرك بخطوات واسعة إلى الخارج .. بعد اغلاقه للباب التفت على صوت صافرات الشرطة القريبة وجدًا منه .. كيف لم يسمعها..؟
اتسعت عيناه بريبة عندما ترجلت سلافا و بجانبها ذلك الأسمر الطويل .. قال بهجوم..: ماذا حدث مجددًا حتى تشرفاني بالزيارة..؟
رفعت سلافا ورقة بيضاء أمامه وقالت ببرود ..: إذن تفتيش..
بتوتر وضع يده على الباب وقال بحدة..: لا تستطيعون الدخول..
ببرود أكبر..: نحن هنا لنقوم بعملنا ولا تستطيع منعنا..
ثم بأمر للرجلين خلفها ..: فتشوا سيارته .. و الباقي منكم سيفتشوا الداخل..
تحركا رجال الأمن بسرعة تنفيذًا لأمرها .. فتح لهما السيارة مجبورًا و يكاد يتصبب عرقًا .. صوت رجلي الأمن وصلها تباعًا ..: -هناك دم على مقبض الباب..
- وجدت السلاح ..
رفعت سلافا حاجبها بسخرية من شحوب صالح .. تناولت السلاح بطرف سبابتها و سألت صالح ..: هل هو مرخص..؟
اومأ بصمت .. قلبته حتى أصبحت فوهته أمام عينيها وقالت..: عيار 9 ملل .. ضعوه في الكيس و خذوا عيّنة من الدم على المقبض .. ثم تقدمت حتى وصلت خلفه وهو واقفٌ بتصلّب .. وضعت القيود وقالت بانتصار..: صالح يلماز .. أنت موقوف بتهمة قتل بولانت هاكان أوزدمير..
وقادته إلى سيارة الشرطة وهو يهتف بتوتر..: أنا لم أقتل أحدًا..
بسخرية ..: كلكم كذلك .. لم تقتلوا أحدًا و لم تسرقوا شيئًا .. بريئون طاهرون..
دفته بحقد إلى السيارة و أمرت الرجلين بنقله إلى المركز..


حينها خرج سرمد و بيده مجموعة أوراق لمعاملات غير قانونية.. استقلا السيارة و غادرا بصمت ..



،


قبل ذلك بساعة ..



دخلت غرفة التحقيق مرة أخرى و دون كلام جلست على المقعد أمام هوليا .. فتحت الملف بيدها و قدمته إليها مردفة بكلماتها..: لقد قُتل بولانت ..
فتحت عينيها باتساع و احتقنت بدموعها وهي ترى الصورة .. رفعتها بأنامل مرتجفة و صدرت منها شهقة بكاء قوية .. ارتجف دقنها ببكاء .. حينها تحدثت سلافا بهدوء..: هل ما زلتِ مصرّة على التمسك بحق الصمت..؟ هل ستسلميننا القاتل أم ستجعلينه يعيش براحة ..؟
انزلت الصورة و كفكفت دموعها وشهقات خفيفة تصدر منها .. قالت بصوت مرتجف ..: ماذا تريدين أن تعرفي..؟
سلافا بهدوء..: ما صلتك لـ بولانت..؟
بإرتجاف ..: انه أخي..
سلافا باستفهام..: هل يعني بأنكِ أخت أحمد..؟
بهدوء و توضيح..: لا .. لاعلاقة لي بأحمد .. بولانت أخي من الأم .. آبائنا مختلفين .. بينما أحمد أخ بولانت من الأب فقط ..
اومأت بفهم ..: من أصدقاء بولانت المقربون..؟
هوليا..: لا يوجد لديه أصدقاء .. كان بارعًا بتكوين العداوات أكثر..
باستفسار..: لماذا أرسلكِ إلى أحمد.. ولماذا جعلكِ بكماء
بزفرة..: كان بينهما عمل و يريدني أن أجلب له ما يحصل.. و جعلني بكماء حتى اذا اكتشفني أحمد فهو لن يستفيد مني بشيء..
سلافا..: حسنًا .. سؤال أخير.. من تظنين أنه قد يقتل بولانت..؟
ارتجفت شفتيها بوضوح وتردد .. شجعتها سلافا فقالت..: أظنه صالح..
بمفاجأة..: لماذا..؟
رفعت كتفيها بقلة حيلة..: لقد سمعت بولانت يتحدث إلى رجاله و يأمرهم أنه عند انتهائه من صالح سوف يتخلصون منه.. اظن بأن صالح قد اكتشف بولانت..
وقفت واقتربت منها و ربتت على كتفها بمواساة .. ثم مدت إليها ورقة و قلم وقالت ..: اكتبي هنا أسماء رجال بولانت .. كلهم اذا كنتِ تعرفين أسمائهم.. وبعدها ستغادرين..
اومأت بموافقة و غادرت سلافا بعد ذلك..




،




الآن ..


سأل بخوف شديد..: ماذا يعني مفقودة يا كرم..
كرم بهدوء..: يعني أنها مفقودة ليفانت .. كل ما عليك هو البقاء هناك وعدم المجيء..
بحدة..: هل جننت..؟ لا استطيع البقاء هنا و زوجتي مفقودة..
كرم بحزم ..: نحن نقوم بالعمل على إيجادها .. إياك و الرجوع إلى هنا حتى نعثر عليها..
بغضب..: افهمني كرم .. لا استطيع البقاء هنا مكتوف الأيدي..
بصرامة ..: أنا آمرك ليفانت .. واذا خالفتني اعلم بأنني سأجعلهم يوقفونك في المطار ولن تستطيع حينها معرفة وضعها .. إذا بقيت فأنا سأخبرك بالمستجدات.. رجوعك فيه خطر عليك و عليها..
بعدم فهم ..: لماذا فيه خطر..؟
كرم بجدية..: لا استطيع قول أكثر من ذلك .. وجودك في استانبول فيه خطر عليها .. القرار لك ..

جلس ليفانت بانهيار على المقعد خلفه بعدم استيعاب .. روسي مفقودة..! ووجودي فيه خطر عليها .. بحق الله ماذا أفعل .. تمتم بخفوت..: يارب احفظها لي .. يارب احميها..





،




بغرفة التحقيق .. و بعد أخذهم لبصمات السلاح و مطابقة الدم على مقبض سيارة صالح بدم بولانت و كانت النتيجة متطابقة .. و للتأكد أكثر جعلهم يفحصون تحت أظافر يده وكشف الجهاز عن آثار بارود .. ناظره سرمد بتدقيق وقال بهدوء..: من الواضح بأنك قد استحممت و لكن لم تستطع محو أثر البارود..!
لم يجبه صالح بشيء ونظره شارد للاشيء.. نقل نظراته بصمت إلى سرمد الذي قال..: سننقلك إلى المحكمة مباشرة .. لا داعٍ لتبقى هنا أكثر و أنت قد قدمت افادتك و اعترفت بأنه قتل متعمد..



في الخارج .. وقفت أمامها بقوة وقالت بهمس حاد..: هل أنتِ مرتاحة الآن و زوجي سوف يُسجن..!
بسخرية ..: لست من قتل شخصًا يا أمي .. انه زوجك و كل شخص سيتحمل نتائج أفعاله..
بحدة..: لست والدتك .. أنا ليس لدي ابنة اسمها سلافا..
اومأت بموافقة ساخرة..: لم تقولي أي جديد .. فهذا الكلام منذ عقد كامل .. ولكني أريد أن أوضح لك شيء .. أنا لم أُغري زوجكِ .. هو من كان يتحرش بي..
ببرود..: وهل تظنين بأنني سأصدقكِ..؟
بدهشة زائفة ..: معاذ الله .. أنا أوضح لكِ فقط .. و أنتِ ستصدقينه بالطبع .. ثم أردفت وكأنها قد تذكرت ..: ولكن يؤسفني أن أقول لكِ بأنه تعرّض لهيفين أيضًا ..
بصوت بارد وملامحها لم تتأثر ابدًا ..: انها تفتري عليه مثلكِ..
ضحكت سلافا بسخرية ومرارة .. مهما فعلت لا يمكن أن تقنع أمها بطهرها .. قطعت ضحكاتها وهي ترى خروج صالح مكبّل اليدين برفقة سرمد و رجلي أمن .. بصوت ساخر..: أهلاً بزوج أمي الذي لا يخطئ .. أتمنى لك حياة سعيدة حيث سـ تُقيم..
سرمد بتحذير ..: سلافا .. ليس وقت الكلام الآن .. سنذهب إلى المحكمة ..
نظرت سلافا بقهر إلى أمها التي تقدمت إلى صالح بخوف عليه و احتضنته .. نظر إليها صالح بنظرات سخرية و كأنه يقول مهما فعلت هي ستبقى معي.. زمت شفتيها بغضب والتفتت إلى الخارج بتخاذل ..





في المحكمة..


القاضي ..: يُسجن المتهم حتى موعد الجلسة القادمة مع رفض الكفالة .. و دوى بعد ذلك صوت مطرقته لإنتهاء الجلسة و غادر .. تفرق الحاظرين و قاد صالح أربعة من الحراس إلى السيارة المعتمة التي ستنقله إلى السجن..





،



بقيت جالسة على المقعد بعد خروجهم ثم أمالت جسدها من الجانب حتى ارتطمت بالأرض .. تأوهت وغرزت أسنانها بباطن خدها من الألم .. جسدها مليء بالرضوض وبعض الجروح .. شدّت على شفتيها واعتدلت حتى أصبح ظهرها متكئًا على الجدار خلفها .. مدت رجليها أمامها بوضع مريح علّها تهدأ قليلًا من آلامها .. ثم بدأت بمحاولة فك قيودها.. حركت أناملها تبث بها بعض الحياة .. ظلّت لوقت طويل وهي تحاول ولم تيأس أو تمل.. ولكنها تعبت.. تريد فقط الوصول إلى قلادتها ولكنها لم تستطع .. رمت رأسها للخلف بتعب لعدة دقائق ثم أعادت محاولاتها .. وبعد وقت استطاعت تحريك العقدة قليلًا .. وكان ذلك كافيًا لبثها الأمل ..
ابتسمت بحماس و أكملت تفكيك العقدة حتى أصبحت رخوة .. سحبت يدها اليمين ثم اتبعتها باليسار.. حركتها قليلًا من الألم مكان القيود.. رفعت يديها إلى عنقها بسرعة و فتحت القلادة .. كانت قلادة حديدية خفيفة على شكل مستطيل و في المنتصف اسمها مكتوب بزخرفة جميلة .. قلبتها للجهة الأخرى وحركت إبهامها على الجهاز الصغير جدًا .. ضغطته بسرعة و لبستها مجددًا ثم أعادتها تحت ملابسها الشتوية .. ابتسمت بانتصار ووضعت القيود مجددًا.. جلست بتوتر عندما سمعت خطوات قادمة من ناحية الدرج .. اغلقت عيناها بهدوء وهي تتذكر عندما لبستها للإحتياط بعدما علمت باكتشاف أحمد لها .. فتحت عيناها عندما توقفت الخطوات أمامها و سمعت صوت انسحاب المقعد.. أحمد بهدوء..: سنساوم بكِ..
بسخرية..: بماذا..؟
بعدم اهتمام..: سنسلمكِ إليهم سليمة إذا وفروا لنا طائرة خاصة تنقلنا من هنا إلى المكان الذي نختاره.. يعني عملية تبادل نظيفة..
ضحكت بسخرية و لم يهتم لها أحمد وهو يغادر..




،




بثورة ..: لا استطيع التصديق .. مفوضة و عميلة سرية لا نستطيع العثور عليها.. أي تطور هذا..!
سرمد بعصبية..: اهدئي.. أنتِ تشتتين تفكيري..
بحدة..: ماذا لو كانت تتألم الآن.. ماذا لو قتلوها.. لن نعلم بذلك أبدًا.. نحن لا نعرف حالة صديقتنا بعد.. هل أنت مدرك لذلك..!
بحدة مماثلة..: نعم أنا مدرك لذلك.. اصمتي حبًا بالله..
جلست على مقعدها بغضب و التزمت الصمت وهي تفكر بروسلين.. أين من الممكن أن تكون..؟ أحمد و كورت أذكياء جدًا .. و فرصة الخروج من بين يديهما قليلة.. ولكن كما يقولون " لا يوجد هناك جريمة كاملة " .. انتفضت على صرخة سرمد الحماسية.. بحدة..: ماذا هناك..؟
بفرحة حقيقية ..: أحد المتعقبات التي سلمناها لروسي قد اشتغلت .. انها تشير بإشارات متقطعة ولكنها بنفس المكان لا تتحرك..
تقدمت بعدم تصديق وقالت ..: ابحث عنها بسرعة ..
بحث عنها وطال البحث لما يقارب الساعتين .. لأنه من الصعب تحديد المكان مادامت الإشارة متقطعة.. يجب أن تبقى لما يقارب العشر دقائق متواجدة حتى يستطيع الجهاز البحث عنها.. وبعد جهد استطاعا تحديد المكان ليقفزا بصرخة حماسية.. ذهبت سلافا و بلغت كرم بذلك .. أخذا بعض الدعم و غادرا بسرية تامة..




.

.

.


انــــتـــهــى..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس