عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-18, 06:36 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الــفـصـل الـسـادس عـشـر..




يجلس على المقعد أمامها منذ ما يقارب النصف ساعة .. يقلب سلاحه بين يديه و يفتحه و يعيد تركيبه بصمت وهدوء وكأنه لم يكن ذلك الغاضب.. رفعت عيناها إلى ملامحه الساكنة .. غضنت وجهها وقد اشتد عليها الألم .. كتمت تأوهاتها وهي تغرز أسنانها الأمامية على شفتها السفلى .. ارتكت برأسها على الجدار خلفها و أطبقت جفنيها بهدوء.. هل استطاعوا تحديد مكانها أم أن الجهاز لا يلتقط الإشارة..؟ فهي في مرآب سيارات ولا تعلم حتى إذا كانت المنطقة بأكملها تستطيع التقاط الإشارة.. كرم بالتأكيد غاضب منها .. و سلافا بالتأكيد غاضبة ومتذمرة من عدم إيجادها حتى الآن .. أما سرمد فهو بالتأكيد يركن للهدوء و التفكير العميق .. فتحت عينيها باستغراب تريد أن تتأكد من الصوت الهادئ الذي وصل لسمعها للتو.. ابعدت رأسها عن الجدار و نظرت إلى أحمد بصمت .. وهو عندما رأى نظراتها المستغربة أعاد بهدوء ..: لماذا أخبرتني عن الخادمة هوليا وكان من الأجدر أن تحميها فهذه هي وظيفتك..!
مالت شفتيها باستغراب من سؤاله .. إلى ماذا يهدف..؟ قال بهدوء..: ألم يكن عليكِ حمايتها..؟
روسلين ببساطة ..: لأنني لو لم أكشفها فكانوا سيكشفونني لكما.. كما أنكما كنتما ستساعداني بمعلومات عنها..
بسخرية باردة..: برافو .. أنتِ تستحقين الوسام بجدارة..
روسلين بهدوء و تأكيد متعجب..: أنتَ هادئ..!
أحمد وهو يحشو المشط بالرصاص ..: سنقوم بالمساومة ولكنني أنتظر كورت حتى ينهي أعماله لذلك أنا هادئ .. فلا شيء يستحق غضبي ..
روسلين ونظراتها مصوبة عليه..: هل تظن كرم سيخضع لكما..؟
ببرود..: هو مجبور على ذلك .. و إلا ستموتين هُنا ولن يستطيعوا العثور عليكِ .. أما نحن فسنغادر تركيا بأي طريقة ..
روسلين باستفهام وهي تراه يركب المشط ..: لماذا اخترت هذا الطريق أحمد..؟ كنتَ ستصبح مهندسًا ..
ببرود وهو يقلب السلاح و يتفقده بيده ..: أنتِ لا تعلمين شيئًا..
بثقة ..: أعلم الكثير .. فأنتما كنتما مراقبان منا لسنوات .. و نعلم عنكما كل شيء ..
وضع أحمد السلاح على فخذه و تكتف ناظرًا إليها ثم قال بهدوء ..: ماذا تعرفين عني..؟
بصوت هادئ به رنة تعب ..: أعلم بأنك كنت على علاقة مع فتاة من الحي عندكم و عندما حملت افتضح أمركما و تبرأ منك والدك لأن هذا الشيء غير مقبول لديكم و أنتَ جلبت له العار..
أحمد بتوتر وهو يطرق بقدمه الأرض .. قال بملامح مشدودة ..: أظنكِ أجبتِ بنفسكِ على سؤالك..
روسلين بتجاهل وهي تنظر إليه بثقة ..: كما أن الفتاة قد خضعت للعنف من والدها و أخيها مما أدى إلى إجهاضها و تضرر الرحم لديها و قد قرر الأطباء استئصاله .. وكان أهلكما قد اتفقا على تزويجكما ولكنهم لم يجدوكما كلاكما .. فأنتَ اختفيت و هي هربت من منزل أهلها و قد ظنوا بانكما هربتما سويًا ..
زم أحمد شفتيه بغضب وقال بحدة ..: عملكِ لا يسمح لكِ بالإطلاع على خصوصيات الغير..
ببرود..: اذا كان الغير مجرم و يهرّب السلاح لأبناء وطنه حتى يكسب النقود فعملي يعطيني كل الحق بالإطلاع و البحث حتى أقوم بردعه ..
استقام بحدة وتقدم إليها بغضب من نظراتها المستفزة .. قبض على ياقتها وقربها إليه حتى بات لا يفصلهما سوى مسافة لاتكاد تذكر وقال بهمس غاضب وهو يضع فوهة السلاح على صدغها ويضغطها بقوة..: احذري من إغضابي دينيز .. فأنا قادر على أن أصبح مجرمًا حقيقيًا الآن..
باستفزاز ..: روسلين و ليس دينيز ..
بحدة وخفوت وهو يضغط على الحروف ببطء..: أنا لدي حياة سأعيشها لذلك لن يؤثر فيّ استفزازك ..
ركزت عينيها باتساع على عدستا عينيه العشبية و لفظت بخفوت وهي ترى تركيزه على صفاء عينيها..: لدي مكان حبيبتك ..
أفلتها بصدمة فتأوهت من ارتطام ظهرها في الجدار .. تراجع إلى الخلف حتى يستوعب ما قالته .. لديها مكانها ..! هتف بعدم تصديق..: ماذا قلتِ..؟
بثقة ..: لدي مكانها ..
عاد إلى المقعد و قال ببرود ..: لا أصدقك..
رفعت كتفيها بلا مبالاة و عادت للصمت متكئة برأسها للخلف وهي تسمع صوت تفكيك السلاح بحدة مجددًا .. غرق المكان بالهدوء و تشعر بأن جسدها يكاد يتهاوى من فرط إرهاقها .. حاولت التحرك قليلًا فتأوهت بخفوت .. وصلها صوته البارد..: لا تحاولي التحرك كثيرًا فأنتِ لن تضري سوى نفسك..
تجاهلته فهي بوضع لا تستطيع الرد فيه .. فخذها الأيمن تشعر بألم شديد فيه .. مالت برأسها جانبًا حتى ترى سبب الألم الذي لم يتوقف منذ عودتها للوعي .. انعقدت حاجبيها بشدة وهي ترى الشق الطولي على جانب فخذها و الدم المتجمع فيه .. زفرت بألم وهي تدعو بأنهم قد استطاعوا تحديد مكانها .. فتحت عينيها على الخطوات السريعة المتجهة نحوهما و جان الذي قال بخوف ..: سيدي الشرطة قادمة ..
قفز أحمد واقفًا وقال بحدة و توتر ..: كيف حدث ذلك ..؟ ثم نقل نظراته بتشكيك إلى روسلين التي تشعر بقلبها يضرب بقوة .. قالت بهجوم ..: ماذا هناك..؟ لماذا تنظر إلي هكذا ..؟
سحبها بقوة حتى وقفت وارتطمت بجسده ثم جعل جان يفك رباط قدميها و دفعها أمامه ناحية الدرج فقالت بحدة ..: ماذا تفعل ..؟ اتركني..
أحمد بغضب..: كان عليك التفكير قبل إخبارهم بمكانكِ..
هتفت بحدة وهي بالكاد تخطو حتى لا تسقط ..: لا تهذي .. كيف بإمكاني أن أخبرهم بمكاني وأنا مقيدة هكذا..
قال وهو يدفعها و تكاد تشعر بجسده ملاصق لجسدها و يديه تقبض على ذراعيها بقوة آلمتها ..: بالتأكيد لديكم طرق ملتوية حقيرة مثلكم ..
بسخرية..: بالطبع .. فأنا قد أرسلت إليهم في الحلم بأنني هنا..
ضغط على ذراعها بقوة و استمر بدفعها أمامه .. قالت باعتراض و حدة ..: ماذا ستفعل ..!
صرخ بغضب و توتر..: أنتم من تسبب بذلك ..
عقدت حاجبيها بتوتر من كلامه .. حينها وصلا إلى الباب الذي يؤدي إلى الخارج و بدّل وضعية يديه حيث أصبح ذراعه بالعرض على رقبتها و سلاحه قد صوبه إلى صدغها.. فتح جان الباب و خرجت روسلين وخلفها أحمد و جان على مشهد من كرم و سلافا و سرمد و بعض رجال الأمن .. حركت روسلين جسدها باعتراض وثبتها أحمد بضغطه أكثر على رقبتها حتى كاد يخنقها .. كان أصوات رجال الأمن ترتفع وهم يطلبون منه الإستسلام و تسليم روسلين .. أما كرم و فريقه فقد كانوا بوضعية الدفاع مصوبين أسلحتهم إلى أحمد .. هتف بغضب عارم وهو يوجه نظراته إلى كرم الواقف بثقة ..: إذا كنت تريدها سالمة ستتركني أرحل أو ستموت أمام عينيك ..
كرم بقوة و صوت مرتفع ..: أخفض سلاحك و سلّم الرهينة ..
أحمد وهو يشد روسلين إليه بقوة و إصرار ..: سأتحرك الآن و إذا لحق بي أي أحد لن أتردد بإطلاق النار ..
تحرك بخفة وحذر أمام نظراتهم و قد ابعد سلاحه من صدغها و أصبح يؤشر به عليهم تحسبًا لأي حركة منهم .. نظرت روسلين إلى كرم وهما يقتربان من أحد سيارات الشرطة بالقرب منهم و التي يبدو بأن أحمد سيغادر فيها .. أطبق كرم جفنيه بموافقة و بحركة مباغتة ضربت روسلين رأسها بقوة بوجه أحمد .. تراجع بضع خطوات ويشعر بألم بكامل وجهه .. تقدم كرم بخطوات واسعة من الخلف و ضرب بركبته على ساق أحمد فجثى بألم .. وضع كرم القيود وقال ..: أحمد هاكان أوزدمير أنت موقوف بتهمة اختطاف رجل أمن .. يحق لك الصمت و أنصحك باستخدام هذا الحق ..

أما روسلين فهي ما إن ضربته حتى أصابها دوار شديد و تهاوت على الأرض على مرأى من سرمد و سلافا اللذان تقدما إليها بسرعة .. فحصتها سلافا بسرعة و قالت لسرمد ..: انها فاقدة للوعي .. يجب علينا نقلها إلى المشفى ..
نظر سرمد بعطف إلى جسد روسلين و الكدمات الواضحة من أثر الحادث و بعض الدماء المتجمعة بأماكن متفرقة .. فتح رباط يديها و قال بحنان وهو يزيح شعرها إلى جانب وجهها ..: تبدو مرهقة جدًا .. سأحملها إلى سيارتي و اذهب بها إلى المستشفى ..
رفعت سلافا جسدها وقالت بهدوء ..: كورت غير متواجد هنا ..
نظر سرمد إلى رجال الأمن الذين خرجوا بعد تمشيط المكان ولم يجدوه .. رفع نظراته إلى سلافا الواقفة .. قالت بهدوء وهي ترفع كتفيها ..: سيهرب .. لن يستطيع الظهور بأي مكان الآن وهو مطارد ..
هز رأسه بموافقة و حمل روسلين الغائبة عن الوعي بين يديه إلى سيارته التي تقدمتهم إليها سلافا وفتحت له الباب الخلفي حتى يضع روسلين هناك ..




قبل ذلك بوقت ..


كان قادمًا بعد أن أنهى أعماله و استخرج له و لأحمد جوازات سفر مزيفة للإحتياط .. فتح عينيه باتساع وهو يرى أنوار سيارات الشرطة و تبعها خروج أحمد وهو يصوب سلاحه على رأس روسلين .. عاد بسيارته إلى الخلف وهو يشتم ببذاءة .. كيف توصلوا إليهما..؟ و لماذا رجله لم يخبرهما بذلك .. كوّر قبضته و لَكَم مقود السيارة بغضب وما زال يشتم من الحظ البائس الذي جعل أحمد يقع بقبضتهم .. أدار الإطار بسرعة وعاد أدراجه إلى مكانه الذي أتى منه ..






،






أخبره كرم بأنهم عثروا على روسلين وهي الآن في المستشفى فجسدها مليء بالرضوض و بعض الجروح .. نظر حوله إلى مقاعد المطار و الأصوات الصاخبة .. سيعود إلى استانبول .. لا يعلم كيف مضى اليومين الفائتين وهو يعلم بأن روسلين مفقودة .. لقد أزعج كرم بالإتصالات وكان بعد كل اتصال يصيبه الجنون و الرد هو نفسه " لم نجدها بعد " .. تنهد بخفوت و بتمتمة..: الحمد لك يارب بأن أعدتها إليّ سالمة ..
يريد أن يعود إليها بسرعة .. يريد أن يطمئن عليها بعينيه حتى يهدأ قلبه قليلًا .. زفر بيأس عندما تذكر أحمد .. لم يكن يتمنى له ذلك و لكنه أيضًا لم يستطع تحذيره فروسلين تعمل معه و ستكون أول من يوجّه إليها الاتهام .. استقام بهدوء عندما سمع نداء رحلته و تقدم بذات هدوءه لاستكمال الإجراءات..






،




يلتزم الصمت من بعد مغادرة محاميه .. رفع نظراته بهدوء إلى الضوء الأحمر الذي يومض و يدل على عمل الكاميرا .. انزلق بنظراته إلى الزجاج العريض أمامه و الذي لا يرى فيه سوى انعكاس صورته .. و خلف الزجاج كانت تقف سلافا مع سرمد يراقبانه من الزجاج العاكس و على الطاولة أمامهما الشاشة المصغرة التابعة للكاميرا في الداخل .. سرمد بسكون وهو يركز نظراته على أحمد في غرفة التحقيق ..: يبدو هادئًا جدًا ..
سلافا بثقة ..: بالتأكيد قال له المحامي شيئًا جعله يبدو بهذا الهدوء ..
رفع سرمد كتفيه بلا مبالاة ..: ممكن ..
سلافا وهي تنظر إلى سرمد ..: أين تظن كورت..؟
سرمد وهو يميل بجسده و يديه بداخل جيوب بنطاله ..: لا أعلم .. ولكن لا أظنه سيغادر و يترك أحمد وراءه ..




و في الطرف الآخر .. طرف بعيد عن مركز الأمن ..


" هل قال ذلك..؟"
نظر المحامي إلى كورت الجالس بتفكير عميق .. مميلًا جسده إلى الأمام و مرفقه يتكئ على ركبته و أصابعه تسكن على فكه .. قال بثقة ..: نعم .. لقد قال لي أن أوصل إليك بالحرف الواحد أن تغادر فإن كان هو لم ينجو فيجب على أحدكما النجاة ..
هز كورت رأسه بصمت ثم قال بعد لحظات ..: حسنًا .. كيف هو وضعه..؟ ماذا سيحكم القاضي .. بماذا يتهمونه ..؟
المحامي بهدوء وهو يقلب الأوراق بين يديه ..: اختطاف رجل أمن و المتاجرة بالسلاح كما أن هناك أيضًا تهمة مقاومة رجال الأمن ..
رمى كورت بجسده إلى الخلف وهو يزفر بغضب .. تبًا لدينيز أو روسلين أو أيّ كان اسمها .. يتمنى حقًا أن يقتلها .. لو لم يلقوا القبض على جان مع أحمد كان سيوكل إليه مهمة قتلها .. همس بغضب ..: اللعنة عليكم جميعًا ..
المحامي بهدوء و بمحاولة لتجنب الألغام من القابع أمامه ..: يجب عليك أن ترحل قبل أن يعمموا اسمك و صورتك في المطار .. فرصة نجاتك الآن أكثر ..
وقف كورت بغضب .. ليس راض أبدًا عما قاله أحمد .. ولكنه يعلم بأن ذلك الأفضل .. تقدم حتى وقف أمام مرآة متوسطة الجدار.. نظر إلى مظهره الجديد الذي يطابق الصورة في الجواز المزيف ..
لم يتغير كثيرًا ولكنه أيضًا يصعب التعرف عليه من أول لحظة ..
ابتعد متوجهًا إلى الحقيبة المتوسطة الحجم و سحبها خلفه .. التفت إلى المحامي و قال بأمر ..: سوف أتواصل معك عندما استقر .. و ستوافيني بأخبار أحمد دائمًا ..
وافقه المحامي بصمت و استقام حتى يغادر بعده ..




،






استقرت خطواته خارج مطار أتاتورك .. ضم معطفه عليه بشدة عندما هاجمه برد استانبول .. رفع نظراته إلى السماء الملبدة بالغيوم .. الشمس ليس لها وجود اليوم .. نظر إلى ساعته ثم زفر بخفة وهو يبحث بعينيه على سائقه .. لقد أكد له وقت وصوله .. ابتسم عندما وقفت السيارة أمامه .. ركب في المقعد الخلفي وهو يحيي السائق الذي ترجل حتى يفتح له الباب .. نظر السائق من المرآة إلى ليفانت بعد ان عاود الركوب وقال بابتسامة ..: الحمدلله على سلامتك سيدي .. هل إلى البيت..؟
رد له ليفانت الإبتسامة بأجمل منها وقال بنفي ..: سنذهب إلى المشفى أولاً ..
اومأ السائق بصمت و تحرك بسلاسة يقطع شوارع استانبول حتى وصل إلى المشفى الذي قد زاره مسبقًا حتى يؤكد لليفانت حالة روسلين .. ترجل ليفانت وهو يشكره فهو قد اعتاد شكره بالرغم من لامبالاة سائقه لشكره فهذا عمله .. تقدم حتى وصل إلى موظفة الإستقبال .. سأل عن غرفة روسلين ثم تحرك بخطوات واسعة إلى المصعد ثم إلى الطابق الثاني .. بحث عن غرفتها حتى وجدها .. فتح الباب وكان أمامه ممر صغير .. تقدم حتى اتضح له السرير و جسدها الساكن عليه .. تنام بعمق أو يبدو من تأثير المسكنات .. تقدم بخطوات واسعة حتى اصبح جسده ملاصقًا للسرير .. انحنى بلهفة و قبل جبينها بعمق .. بقيت شفتيه ملتصقة بجبينها وهو يغمض عينيه و يشم رائحتها .. يشعر بها تتغلغل إلى أعماقه و تجعل نبضاته تستكين .. موقنًا هو بأنها داءه و دواءه .. ابتعد قليلًا و مرر نظراته على ملامحها المرهقة .. مد يده ولامس بسبابته الضمادة الصغيرة بجبينها .. ارتفعت كفه إلى شعرها و خلل أصابعه بين خصلاتها وهو يرتبه و يجمعه على كتفها .. استوى بوقفته ثم جلس بجانبها على السرير.. رفع كفها و طبع عليه عدة قبلات عميقة تروي عطشه قليلًا .. نظراته تتنقل بين تقاسيم وجهها الشاحب .. لفت نظره ضمادة أكبر تستقر على ساعدها الأيمن و تكاد تلتف عليه كاملًا .. مد يده و مرر اصابعه برفق على الضمادة .. تنهد بخفوت ثم قال بهمس ..: هل يوجد جروح أخرى ..!
نقل نظراته إلى جسدها المغطى إلى صدرها .. مد يده إلى الغطاء ورفعه ثم أمال رأسه للداخل و مرر نظراته على جسدها أسفله يحاول استكشاف باقي الجروح ولكن ثوب المستشفى لم يعطيه فرصة للاستكشاف .. رفع نظراته إليها عندما شعر بتغير أنفاسها القريبة منه .. وجد عينيها مفتوحة و تنظر إليه بتعب و عدم استيعاب .. ابتسامة واسعة شعر بها تخرج من قلبه وهو يرى عينيها .. اقترب منها ورفع جسده قليلًا .. قبلها بين عينيها بعمق .. ابتعد قليلًا وهو ينظر إلى عمق عينيها بمشاعر شتى .. أبرزها هو الشوق .. لقد اشتاق إليها جدًا .. جدًا .. حركت روسلين شفتيها وقالت ببحة خافتة ..: ماذا كنتَ تفعل ..؟
بابتسامة عميقة قال بحنان ..: استكشف الجروح التي تسكن مؤقتًا جسد زوجتي ..
نظرت إليه بصمت ثم قالت بعد لحظات ببحة ..: لا يحق لك فعل ذلك ..
عقد حاجبيه باستغراب..: لماذا لا يحق لي ..؟
رفعت حاجبيها بتعجب كاذب .. ورغم التعب الذي يحتل جسدها قالت باستفزاز ..: هناك قضية طلاق رفعت إلى المحكمة..
اشتدت عقدة حاجبيه بعدم استيعاب ..: ماذا يعني ذلك ..؟
ببرود ..: ما فهمته ليفانت .. أعرفك ذكيًا و تستطيع فهمها بدون تعقيد ..
أطبق جفنيه وهو يحاول الصبر .. فتحها بعد ذلك و قال ببرود ..: لن أطلقكِ ..
روسلين باستفزاز ..: ستطلقني ما دمت لا أريدك ..
استقام ببرود يخفي تحته اشتعاله منها .. ثم نطق بلهجة باردة قدر الإمكان ..: أنتِ مخطئة .. لا مانع لدي من العيش معكِ و أنتِ لا تريدينني ..
انحنى بعد ذلك و طبع قبلة باردة على خدها و قال قبل أن يغادر ..: انتبهي لنفسكِ عزيزتي .. بيتكِ قد اشتاق إليكِ ..
روسلين بغيظ من بروده ..: أنا لن أعود إلى ذلك البيت ليفانت ..
نظر إليها قليلًا ثم تجاهلها و غادر بخطوات واسعة ..
زفرت غيظها و أغلقت عيناها تحاول العودة إلى النوم .. ستجعله يندم على خداعها بخيانته ..



،



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس