ما ان وصل لصالة البيت وجد اباه وامه بانتظاره قال بسرعه : ارجوكم ليس لي قدرة على سماع أي لوم او تأنيب ......
يكفي ما انا به ...... اعرف جيدا مافعلت ولا احتاج لاحد ان يقول لي شيئا ....
لتمر هذه الليله بسلام وانا ساصلح ماجنته يداي باي طريقه
وقف ابوه وهو يقول له : اعلم انك نادم ولا ادري كيف ستصلح غلطتك لكن ساقول لك شيئا ....
دائما كنت انبهك على سرعة غضبك وتسرعك باتخاذك القرارات .... كنت اتوقع انك بعد ان اصبحت طبيبا واخترت تخصص جراحه ستتعلم من مهنتك الهدوء والتأني ...
ولكني كنت مخطئا وواضح ان صاحب الطبع لايمكن ان يغير طبعه... لكن عندي سؤال قبل ان تذهب لغرفتك ...
عندما اعتقدت ان من في الفلم هي شهد ... الم تفكر للحظه انك عندما تفضحها علنا وتشهر بها امام الناس ماذا سيفعلون عائلتها بها ....
الم يتبادر لذهنك ولو شك انهم يمكن ان يقتلوها بعد ان فضحتهم امام الناس عندها سيكون دمها برقبتك ..
الحمد لله ان البنت كانت بريئه والا كنا سنتحمل ذنبها لاخر يوم بحياتنا ... ....
ومن المؤكد انهم لن يتركوك وانت من فضحتهم وشوهت سمعتهم .. خصوصا انهم عائلة معروفه ولهم مكانتهم .. واحتمال كبير ان يقتلوك ايضا ...
جلس ووضعه رأسه بين يديه وهو يقول : لم افكر .. الغضب اعماني .. شعرت اني طعنت بظهري ... كانت ملتزمه زيادة عن اللزوم .. وهذا الالتزام الشديد كان كأنه دليل اخر انها تخفي حقيقتها الفاجره .... لم يخطر ببالي ابدا انها ليست هي ...........
رفع رأسه لوالديه : انتم رأيتم من في الشريط ... الا تشبهها بالضبط ....
هزت امه رأسها وهي تقول فعلا تشبهها كثيرا .... حتى اني في اول نظره ظننها هي .... لكن كان عليك ان تضع احتمالا ولو ضعيفا جدا انها ليست هي ...
شعرت بالاهانة والذل وانا اتذكر كيف كنت اتوسل واخذ الجاهات حتى يوافقوا اهلها ..... كنت احترق وانا اقول لنفسي سقط ماء وجهي تذللا لبنت اقل مايقال عنها انها ساقطه .... نهض وهو يتحرك ذهابا وايابا ويشد على شعره ... لم افكر سوى بان ارد لها كل مافعلته بي ....
ابي لم يكن غضبي بسبب رفض اهلها لي .... كما فسره ابن عمها ....
اكثر ما اشعل النيران داخلي هو ذاك التدلل والتمنع ... القيود التي فرضتها ...
ترفض أي تواصل هاتفي .. ترفض ان اكلمها ونحن لوحدنا حتى لو في الحديقه ... يجب ان يكون الاهل على بعد امتار امامنا بنفس المكان .....
حتى عندما عرضت ان اوصلها مع اختي للجامعه رفضت ....
الا تجدون ان هذه التصرفات فيها مبالغه ... الم ندرس في الطب النفسي ... ان المبالغة في اظهار شيء قد يكون دليل على ان الحقيقه هي بالعكس
مثلا التجاهل المبالغ به دليل الاهتمام ... اليس كذلك ابي
هز الاب رأسه تاييدا لما يقول
هذا ماكان ببالي وقتها .. مبالغتها اعطتني احساس الشك انها غطاء تخفي خلفها انحلالها الذي ظنت انه لن ينكشف يوما . .
لم افكر بما سيحصل لها عندما تنكشف ولا باهلها ..... لا تلمني ابي فانت لم تعرف كيف مرت علي اليومين الماضيين
لا الومك قالها الاب : فلا فائدة من اللوم الان .... اذهب وارتاح وفكر كيف ستصلح غلطتك ....
اقترح عمك ياسين ان نذهب اليهم يوم غد .. نتفق معهم على جلسة صلح عشائري لرد اعتبارهم امام الناس تعرف عمك فهو في موضوع الاصول لايتهاون ويرى ان نذهب غدا افضل من التأخير ......
نهض الاب وهو يكمل كلامه : ارى انك لاتزال متمسكاً بها ... اتمنى ان نستطيع اصلاح غلطتك ... والله ان البنت تستحق ... ولكن ما رأيته بوجوه عائلتها لايبشر بخير ويبدو لي ان الامر صعب ان لم يكن مستحيل ... هيا بنا لنرتاح ... الليله كانت متعبه جدا على الجميع
..................
صعد لغرفته ..... اخذ حماماً ليستعيد نشاطه
صلى مافاته من فروض ...... تمدد على سريره لينام وان كان يعلم جيدا ان النوم سيجافيه هذه الليله
صورتها لم تفارق خياله ... وقفتها وثقتها بنفسها وباهلها .. اثبات برائتها بكل هدوء وسهوله ... دون خوف او ارتباك
تدللي شهد يحق لك ذلك .. قالها بينه وبين نفسه .....
ولكن صدقيني لن ادعك تذهبين لغيري ...
.................................................. ........