عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-18, 09:04 PM   #2255

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


" تنويه هام : لا احلل لاي موقع او جروب نقل فصولي واتمنى من اي قارئة تشوف فصولي يتم نقها لموقع اخر ان تخبرهم ان هذا غير محلل لهم وارفضه بشكل قاطع "







الفصل الثالث



كانت رقية تغادر بوابة بيت الصائغ عندما توقفت امامها سيارة عبد الرحمن !


ترجل عبد الرحمن من سيارته سريعا ليمر بها وهو يلقي تحية عابرة مدمدما انه نسي امرا ما بينما يدخل عبر البوابة التي لم تكن رقية قد اغلقتها..

لم تهتم لعبد الرحمن ولا اسباب عودته بل التفتت بأناقة لتخطو برشاقة وهي تعبر الشارع امام سيارته المركونة على جانب الطريق وهي تشعر عن يقين بوجود رعد جالسا في المقعد المجاور لمقعد السائق ..

لم تكلف نفسها عناء النظر ناحيته حتى ..

يكفي انها واثقة انه يحدق فيها بتسلية مستفزة !

بحركة انثوية مدروسة رفعت وجهها ببعض الشموخ والثقة وتهادت بفستانها الاصفر وكعب حذائها العالي يطرق بصوت موسيقي على اسفلت الشارع...

ثم زادت وتمادت لتدندن باغنية ! نفس الاغنية التي كانت تدندن بها اليوم صباحا في الجامعة عندما ارعبها بخروجه المفاجئ من خلف الشجرة ..

وكأنها تتحداه وتستفزه وتثبت له انها لا تخافه .. بل ولا يحرك بها شعرة ...

وقد وصل كل هذا لرعد بوضوح تام وهو يراقبها بابتسامة جذلى...

يتلاعب هواء الصيف اللاهب باطراف شعرها القصير نسبيا فيضفي اللمسة الاخيرة لهيئتها فيجعلها تبدو كـ ..حلم .. !

حلم يوم صيفي حار.. يحمل رائحة القسوة الحارقة ..

صوت الكعبين مع دندنتها كان عمل احترافي منها .. عيناه تتجرآن لقدها الصغير القصير فتتسع ابتسامة رعد وهو يفكر انها وقحة كوقاحة فستانها الاصفر بالضبط..

هبطت عيناه بحدس ساخر حتى كعب فردة حذائها اليمنى تحديدا وهو يراه ينغرز في عمق شق ضيق في الرصيف ...

تلكأ غناؤها بلحظة ارتباك غلبتها وهي تنظر عابسة لذاك الشق الصغير الذي علقت فيه ..

بنزعة خبيثة لم يقاومها رعد قرر ان يترجل من السيارة ... وقد فعل ... لم يقل كلمة فقط اتكأ بظهره على السيارة في وقفة مائلة مسترخية يراقب صراعها مع الكعب الغائر في الشق تحاول اخراجه ...

يطلق ضحكات خافته يتعمد ان تصل مسامعها بينما تبهره وهي تواصل دندنتها بالاغنية !

حقا فتاة غير عادية ... جبروتها لذيذ ..

تحكمها بنفسها وثباتها وسرعة بديهتها تثير فضوله وتثير نزعة الاستفزاز والتحدي فيه ...

يلمحها ترمقه بطارف عينها ولكنه لايحرك ساكنا لمساعدتها بل يتعمد اخراج هاتفه من جيبه ويتشاغل متعمدا بتقليب صفحات الفيسبوك وتويتر ...

ورغم تشاغله الا ان عيناه كانتا ترصدانها وهي تخلع الحذاء العالق من قدمها ثم انحناؤها برشاقة اصبحت مألوفة منها بالنسبة اليه فتسحب بيدها الكعب تحاول انقاذه وانقاذ نفسها من هذه الورطة بينما تقف على قدم واحدة كطائر اللقلق ...

ما زال متشاغلا في ظاهره يكتم ضحكته بشق الانفس وآخر ما لمحه منها طارف ثوبها الاصفر يتطاير وهي تتحرك بعنف لتدخل بيتها ...

هدأ الشارع تماما بمجرد دخولها لبيت الدمى خاصتها...

ما زالت ابتسامة تتلاعب لتشق فمه فيمنعها بحزم ... يكاد يقسم ان (القصيرة ذو الانف الكبير) تراقبه من مكان ما تتأمل بأي بادرة اهتمام او ردة فعل منه تكون ايجابية لـ (انوثتها)..


صوت عبد الرحمن جاءه من الخلف


" لماذا نزلت من السيارة يا رعد ؟! "

يلتفت رعد بتعابيره الخبيثة فيعبس عبد الرحمن وعيناه تطرفان للحظة نحو بوابة بيت العطار فيسأل بخفوت وهو عاقد الحاجبين

" هل تكلمت مع .. رقية ؟!"

فيدعي رعد الخيبة بطريقة متهكمة لئيمة " تقصد الآن ؟ لم نتكلم ولا كلمة واحدة.. تلك الحقود المغرورة لم تلقي حتى بالسلام الي ! انها لم تنس اني استفززتها .. قليلا.. ليلة الامس .. حقا هي لا تتمتع بحس الدعابة !"

فيزم عبد الرحمن شفتيه ليقول بحزم

" اركب السيارة رعد .. لا اعلم لماذا نزلت منها من الاصل فالجو حار جدا رغم ميلان الشمس وقت العصر !"

يفتح عبد الرحمن باب السيارة ليفعل رعد المثل وحالما استقرا في كرسيهما قال رعد بتسلية غامضة وهو يرد على تعليق صديقه بعينين سارحتين في الماضي

" الحر اللاهب مغر .. احيانا .. هل جربت لسعة الحر وانت تمشي حافيا على سطح بيتكم وقت الظهيرة في يوم صيفي كهذا ؟ انها لسعة حارقة لذيذة .. كنت قد نسيتها وللتو استعدت ذكريات طفولتي عنها عندما كنت ارقب بنت الجيران تنشر الغسيل على الحبل في سطح بيتهم وقدماي الحافيتان تحترقان من الاسفل.."

يناظره عبد الرحمن بعبوس بينما رعد اخذ يصفر بلا مبالاة وعندما لم يشغل عبد الرحمن السيارة ألتفت اليه رعد يمنحه نظرات بريئة متسائلة ثم يسأله بتلك التعابير المصطنعة المستفزة " ألن نتحرك من هنا ام انك نسيت شيئا اخر عند ربابتك ؟"

يهتف به عبد الرحمن بغيظ " رععععد ..."

تتلاشى البراءة ببطء لتحل محلها ابتسامة شريرة وتلمع العينان بمكر شقيّ فيقول عبد الرحمن وقد تخفف عبوسه بابتسامة

" اقسم ان رأسك المحشو بصور النساء منذ طفولتك المريبة قد ساح مع حر صيفنا اللاسع .. "

ينفجر رعد ضاحكا بينما يشغل عبد الرحمن سيارته وينطلق بها وهو يهز رأسه يمينا وشمالا...

وخلال لحظات كان رعد يرخي رأسه للخلف ويغمض عينيه يغالب احتياج جسده للنوم بسبب فرق التوقيت الذي لم يتغلب عليه حتى الآن، بابتسامة لاهية وبين خيالات النوم والصحوة كان يستعيد المشهد الذي حصل صباحا مع رقية العطار ويسجل التفاصيل في عقله ... الكثير الكثير من التفاصيل .. الممتعة ... كم يحب اسرار البنات الشقيات..!




راقبت رقية من شباكها انطلاق سيارة عبد الرحمن بينما تطبق اسنانها في غيظ ..


لن تنسى وجهه الضاحك ابدا ...

لا بد انه يسخر منها ومن حظها العاثر معه كلما كان قريبا منها تقع في موقف محرج ..

اغلقت ستائر الشباك بحركة حادة وسارت حافية القدمين حتى كرسيها امام منضدة الدراسة ..

اخذت تتمتم " فقط لانهي امتحاناتي وسترى مني العجب .. فقط .. امهلني حتى التخرج .."

وبقوة ارادة وعزم كانت تغرق في دراسة المادة العلمية التي ستمتحن فيها في الغد ...


يتبع ......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس