دخلت عائلة القاضي اكرم لبيتهم وهم لايزالون يتحدثون بما جرى بحفل الزفاف
استأذنت بسمه زوجة محمد انها ستذهب لبيتها فاكرم الصغير واضح انه نعسان وبدأ يغفو مكانه
... وجهت كلامها لزوجها : هل تحتاج لشيء يا أبا اكرم قبل ان اذهب .. اشار برأسه بلا .. اخذت ابنها وخرجت لبيتها فهم يسكنون في ملحق بناه الاب لهم في الحديقه ...
كانت فرح اصغر فرد في العائله لاتزال تتكلم بانبهار عن مافعلته شهد ... ايدها والدها وهو يقول فعلا هذه البنت بالف رجل ... عرف كيف يربي ابو احمد .. هنيئا له بها ....
شاركهم الحديث محمد ... اعتقد ان كمال لن يسكت وسيحاول اصلاح ما فعله .... لقد كان من الواضح ندمه على تسرعه ... انا متأكد ان عائلته سيكون لها دور بمحاولة اصلاح ما جرى
ايده الاب : فعلا انا ايضا شعرت بندمه ولكن غلطته كبيره وانا لا اعتقد ان هذه البنت على استعداد ان تسامح ..... ما رأيته من قوتها واصرارها على الطلاق يجعلني اشك انها ستقبل ان تسامحه .. كما اني اعرف اهلها واتوقع انهم لن يرضوا او على الاقل لن يكون الامر سهل
اما وائل فقط فاجأ الجميع بقوله ابي انا اريد ان اتقدم للزواج من شهد .....
ماذاااااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان هذا رد الجميع على ماقال بنفس الوقت
مابكم لماذا هذا التعجب ...سألهم مبتسما: هي بنت لا ينقصها شيء ... انا اعرف اخاها احمد هو صديقي منذ ان كنا في الاعداديه ... اكملنا دراستنا بنفس الجامعه ... لكن هو اختار ان يدرس ادارة اعمال وعلى رأيه نسير على خطى والدينا لنكمل مشوارهم ... انه من اقرب الاصدقاء لي ونلتقي دائما
ايضا انتم تعرفون العائله جيدا وبيننا نسب ...... بعد ان رأيت مافعلته هذه البنت الليلة فأنا مصمم جدا عليها .. لا يمكن ان يجد احدنا كل يوم بنتاً مثلها
ردت امه : اين كلامك كلما قلنا لك تزوج .... الست انت من تقول لا ازال صغيراً امي واريد ان اكمل الماجستير اولا ...
حتى اني اذكر قلت لك من قبل على شهد ولم ترض ....
سأل وائل امه بتعجب : متى رشحتِ لي شهد .. لا اذكر
ردت عليه الام : قلت لك مره ... اني اتذكر الصغيره بنت عم زوجة بهاء ... صحيح اني لم ارها منذ ان سافر ابن عمك للعمل في الامارات ولكن اذكر انها كانت طفلة جميلة ... كان عمرها اعتقد 10 سنوات بزواج بهاء ...قلت لك دعنا نطلب من بسمه ان تسأل فاتن عنها .. نعرف اين وصلت بالدراسه .... انت من رفضت ...قلت ردك الدائم
قالته وهي تقلد صوته .. امي لا ازال صغيرا على الزواج .. حضري ترشيحاتك وقدميها لي بعد الماجستير
ضحك وائل وقال ... وانا لم اكذب امي فلا ازال صغيرا على الزواج ... انا لم اتخرج سوى منذ عامين فقط وتعينت مباشرة معيدا في الجامعه والان قبلت بالماجستير ... ولا يزال امامي سنتين للدراسة والبحث ....
ردت امه .. أي صغير يا ولد .. اخوك تزوج وهو اصغر منك
هنا رد محمد ,, امي انا لست نموذجا ايجابيا تضربين به المثل ... الان بدأ زملائي بالتفكير بالزواج ... وانا متزوج لي اكثر من خمس سنوات
وابنك عمره ثلاث سنوات لانك تقريبا كنت مجبرا على ان تصبح ابا
كل هذا غير ايجابي بنظرك .. قالها ابوه منزعجا
كلما كان الفرق بين الاب واولاده قليل هذا افضل ... هل تعلم ان ابو فراس تزوج وعمره عشرون عاما فقط ... وفراس ابنه مثلك خطب وهو لا يزال يدرس ...... بينما ابو احمد تزوج عندما وصل تقريبا للثلاثين من عمره ...
لهذا السبب الفرق كبير بين اعمار اولاد ابو فراس وابو احمد ... رغم ان الفرق بينهما خمس سنوات فقط
قاطعهم وائل : لنعد للمهم انا هذه البنت شدت انتباهي و شغلت تفكيري ....
قال محمد : ياسلام ..كل هذا حصل وانت لم ترها حتى ؟!
تستهزأ سيد محمد رد عليه مبتسما : اكيد انتم المهندسون لاتعرفون سوى 1+1= 2 .... عمليون بكل شيء ... حتى الكلمه لاتخرج من فمك الا بحساب .. لاتعرفون شيء اسمه مشاعر احاسيس
لافائدة من الجدال معك ... لا يمكنني ان اغلبك .... حججكم ايها القانونيون بطارف لسانكم ودائما قادرون على الحصول على ماتريدون ... تركنا لكم المشاعر والاحاسيس
كان الاب يفهم مايقصده محمد فقد جمعه مع وائل بقوله القانونيون وهي اشاره مبطنه
تدخلت فرح التي كانت مستمعة وقالت : لهذا السبب كنت اول من صفق لها عندما طلقها يا ابي وانتهى كل شيء ..
تستحق التصفيق وابداء التقدير لما فعلته ... استطاعت ان تقف بكل شموخ وتحاجج وتأخذ حقها امام العدد الكبير الذي كان يحضر الزفاف ... اثبتت براءتها ورفعت رأس اهلها ...ما مرت به كان عصيباً ثم اصبحت مطلقة قبل ان تتزوج
هنا قالت الام : اليس هذا سبب يجعلك تفكر قبل ان تقرر التقدم لها
اجاب وائل ... ماذا تقصدين امي .... هل لانها اصبحت مطلقه اذن لاتستحق فرصة اخرى .... او لاتستحق ان تتزوج من شاب يحمل مواصفاتي مثلا ...
هل لانها اصبحت مطلقه اذن مجبرة على ان تقبل بحكم المجتمع وظلمه وجعلها بصفتها هذه عليها ان ترضى فقط بالارمل والمطلق وماشابه ............ ارجوك امي لاتصدميني انك بهذه الرجعيه بالتفكير
ردت امه .. حاشا لله ياولدي .. كلنا رأينا ماحصل وعرفنا السبب .. وهو شيء لاينتقص منها ابدا
ولكن كلام الناس لن يتوقف ... خصوصا ان الموضوع لايزال في حموته
قال وائل : ولهذا السبب ولان مثلما قلتِ الموضوع لايزال في حموته اريد يا ابي ان نتقدم غدا لها ...
فهي الان حره تستطيع الزواج فورا وكمال حتى اذا اراد ان يسترجعها سيكون عليه ان يخطبها بعقد جديد ومهر جديد وزواج جديد ... يعني هو الان حاله من حالي .. والقرار لها هي
تكلم الاب قائلا : الا تريد مهلة للتفكير ياوائل ..... ربما انت الان متأثر بما رأيت ومنبهر بالبنت وشجاعتها واثباتها لبراءتها ..... اخشى ان تشعر انك تسرعت بقرارك .
رد وائل .... بل انا متأكد ياابي واريدها اليوم قبل الغد ....
تكلم محمد ... انتظر حتى يبدأ الدوام بعد انتهاء عطلة نصف السنه على الاقل تراها ولو من بعيد ... فانت لاتعرف شكلها
قال وائل .. مارأيك لو قلت لك اني مستعد ان اتزوجها دون ان اراها
اجابه محمد بتهكم .. دون ان تراها .... هل تضحك علينا هل نسيت اننا رأينا نسختها في الفلم .... والحق يقال انها جميله جدا
ابتسم وائل : هل تصدقني لو قلت اني لم اربط بين البنت وبين شهد ... انا في بالي صورة البنت التي وقفت وهي تتحدث بهدوء وثقه .. لو كانت اي اخرى مكانها كانت ستنهار ...
طريقتها باثبات براءتها كانت تدل على التزام شديد ... ردها باية من القران وهي تتلوها بصوت خاشع كل هذا جعلني لااتذكر من في الفلم ولا خطر ببالي ان ارسم ببالي صورة لشكلها ...
اريد هذه البنت باخلاقها والتزامها وشخصيتها هذه الصوره التي ببالي الان عن شهد
عاد بنظره لابيه ليعرف قراره بالموضوع
قال الاب ... انا شخصيا لامانع عندي ... انا معجب فعلا بالبنت ... تعرفون بيننا نسب .. ابنة عبدالله زوجة بهاء ابن عمك هذا يعني لانحتاج ان نسأل عنهم او يسألون عنا ... عمها عبدالله كان صديق عمك المقرب رحمه الله ...
هنا قفز وائل فرحا قائلا : اتصل به الان ابي وحدد معه موعد نذهب لهم يوم غد
ضحك الاب وقال الهذه الدرجه انت مستعجل على الزواج
اجابه وائل ليس على الزواج ابي ... بل مستعجل على الحصول على هذه الزوجه بالذات
كان محمد ينظر لاخيه وبداخله غبطة .. على الاقل انه هو من اختار من سيتزوجها .. حتى لو لم يرها .. لكنها اختياره وقراره .. ويبدو انه مقتنع جدا
لذا قال مؤيدا لاخيه ... اتصل ابي فلا يزال الوقت مبكر .. العرس انتهى قبل ان يبدأ
ضحكت فرح .. معك حق يا محمد فلم نلحق ان نأكل حتى ولو قطعة كيك .... وانا اكيد من سيبتلي بتحضير العشاء بعد ان كنت امني نفسي بيوم اجازة من العشاء
ضحك الجميع وقال وائل وبهذه المناسبه ياريت تتعجلي بتحضيرعشاء دسما فانا شهيتي مفتوحه
واضح ان الاخ شهيته مفتوحة اليوم على كل شيء .. الاكل والزواج والله يستر ماذا بعد
رفع وائل وسادة الكرسي الجالس عليه ... رماها بها وهي ركضت مبتعده تتجنبها ... ولكن وائل صياد ماهر يعرف اين يوجه الضربه فتصيبها دائما
ذهبت وهي تدمدم اتمنى ولو لمرة استطيع فيها الهرب من وسائدك
رد عليها محمد : امسكي لسانك ولا تتشاكسي معه ولن تحصلي على وساده
وماذا قلت انا ... هل تبليت عليه لاسامح الله هو من يريد ان يأكل ويريد ان يتزوج ... هل اخطأت عندما قلت شهيته مفتوحه
تخصرت واكملت ... ماذا سيفعل لو قلت شهيته مفجوعة ... قالتها ثم هربت صاعدة للاعلى حتى لاتحصل على وسادة طائرة اخرى وصوت وائل يصلها وهو يتوعدها
عاد وائل يحث ابيه ... هيا ياابي اتصل الان بالعم وحدد معه موعدا عصر يوم غدا
اتصل ياابي وحقق لوائل مايريده قالها محمد مساندا وداعما لاخيه : يبدوا لي انه واثق من قراره ... اكيد كمال وعائلته لن يتأخروا وربما من الغد تبدأ محاولات الصلح
ابيها يحترم اخيه الكبير ....اذا حصلنا على دعم العم ضمنا الاب قالها وهو يتناول
سماعة الهاتف الموجود بالقرب منه ليتصل بالعم عبدالله
اتصل اكرم ببيت العم ولم يرد احد .. اغلق السماعه وقال يبدوا انهم لايزالون مجتمعين ببيت ابو احمد فهما متجاوران .. ساتصل به بعد العشاء ... نهض وقال : هيا نوارتي لقد فاتت علينا صلاة المغرب
نهض محمد ليذهب لبيته وهو يقول أبلغوني باي اخبار جديده