عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-18, 03:32 PM   #8

بين الورقة والقلم

مشرفة ،كاتبة ،قاصة وأميرة واحة الأسمر بمنتدى قلوب أحلام وقلم مميز وحي الكلمة وبطلة اتقابلنا فين ؟ ومُحيي عبق روايتي الأصيل- مفكرة وحارسة وكنز السراديب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية بين الورقة والقلم

? العضوٌ??? » 328012
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 4,700
? دولتي » دولتي Yemen
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond reputeبين الورقة والقلم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
افتراضي

القصة الثالثة: بعد فوات الأوان


يجلس وحيدا، هنا على هذه الأريكة الخشبية، يلتف في معطفه الشتوي، يرفع ياقته، يحتمي بشجرة السنديان الباسقة، شاردا الى البعيد، بينما يهرول زوار المكان من حوله هربا من وابل المطر الكثيف الذي ينهمر عليهم، وبين راكض ومهرول، يسترقون النظر المتسائل المندهش إلى هذا الذي يجلس وكأنه يوم مشمس، يتمتع فيه بأشعة الشمس الدافئة، بينما البرد ينخر عظامهم، والريح تصفر من حولهم، ولكنهم يجهلون أن البرودة التي تنبعث من داخله أشد وأقسى من تلك التي يهربون منها والتي هي بالنسبة لما بداخله أشد حرارة وسخونة!...
استند بظهره الى مسند المقعد الخشبي، وأراح رأسه على حافته، وسافر بعقله الى البعيد، هناك.. حيث تراءت له صورة فتاة لم تكد تبلغ السادسة عشر ربيعا، تسترق إليه نظرات افتتان تحسبه غافلا عنها حين تصادفه أثناء وجودها بمنزلهم للاستذكار مع شقيقته، صديقتها الروحية...
رآها أول مرة أثناء قدومه في زيارة لأسرته الصغيرة.. والده ووالدته وشقيقته التي تصغره بخمس سنوات، كان وقتها في آخر سنة له بالجامعة في العاصمة، وكان يذهب لزيارة أسرته ببلدته الساحلية في أجازة نصف العام، كانت شقيقته وقتها في الصف الثاني الثانوي علمي، وهو كان في آخر سنة بكلية الحاسبات ونظم المعلومات، لم تلفت انتباهه كثيرا، بل أن قد اعتقد أنها طفلة لم تكد تبلغ الثالثة عشر من عمرها ليفاجأ أنها بعمر أخته، ورآها ثانية بعد مرور ستة أشهر، أي بعد أن نال شهادته الجامعية، وفضل العيش في العاصمة فهناك فرص الحصول على عمل في مجال تخصصه أسهل، خاصة وأن شهادته الدراسية مطلوبة وبكثرة..
كان يهم بالدخول الى المنزل في نفس الوقت الذي كانت تهم هي فيه بالخروج ليتصادما أمام الباب، وهنا.. ولحظة أن رفعت عينيها أليه.. علم أنها هي... فاتنة العينين تلك هي نصفه الآخر... فتاته التي وقع صريع هواها لحظة أن أسرت عينيها لونهما الفيروزي الغريب عيناه، فرفع قلبه رايته واستسلم لأهدابها الساحرة!..
"حور" أو " حوريته" كما كان يحلو له تسميتها!.. عمل بأقصى ما يستطيع للإلتحاق بوظيفة تساعده على البدء بحياته كي يدخر ويحقق حلمه بالارتباط بآسرته، لم يفصح لها عن مكنون قلبه، ولم يجاهر بحبه لها لأي كان، وحدها شقيقته من كانت ترتاب في أمره، خاصة حينما يأتي ذكرها أمامه أو عندما تعلن تقدم خاطب، كان يحاول تصيّد الأخبار عما إذا كانت قد وافقت على ذاك الخاطب الأحمق أم لا؟.. لم يكن يريد تقديم وعود لها قد لا يستطيع تحقيقها، وأيضا كان يخاف من ربط مصيرها بمصيره في أنانية، ولكن السبب الرئيسي في إحجامه عن الاعتراف بحبه لها هو خوفه الشديد.. بل رعبه من أن تصدمه بعدم مبادلته ذات الشعور وأنها لا تعتبره سوى أخ لصاحبتها فقط ليس إلا... ، حتى كان يوم!!..
كان عائدا الى بلدته حين علم أن هناك من يريد الارتباط بها بعد عودته في أجازة سريعة من عمله بالخليج، حيث تربط بين أسرته وأسرتها علاقة طيبة كجيران منذ زمن طويل...، لم يكن هذا الخبر ما جعل الدم ينسحب من عروقه بل قول أخته من أن" حور تفكر جديّا بالموافقة عليه هذه المرة" خاصة وأنها تدرس في السنة الثانية في جامعتها، وقد تفكر بالانتساب في كليتها النظرية والسفر معه والعودة في وقت الامتحان، ليندفع الدم ساخنا في عروقه، ويشعر وكأن الدنيا أمامه قد اصطبغت باللون الأحمر.. ويندفع خارجا والشياطين تتقافز أمامه فيما يتوعد في سره أنها أبدا لن تكون سوى له!...
كانت تسير في طريقها لابتياع بعض لوازم البيت التي أرسلتها أمها لشرائها حينما استوقفها وهو يلهث، رفعت اليه عينيها تطالعه بتساؤل وابتسامة ناعمة تلون كرز شفتيها، وقبل أن يهم بالكلام انساب الى سمعه صوتا أحل من نغمات الكمان وهي تسأله عن حاله، وعن سلامة وصوله، وسكتت ظنّا منها أنها قد رأته صدفة، وما أن طالت مدة وقوفه أمامه حتى اعتذرت منه وحاولت الانصراف حين تكلم هاتفا بقوة:
- حورية.. تزوجيني!...، فتحت عينيها واسعا واختلجت ابتسامة خجل على شفتيها الورديتين قبل أن تسبل أهدابها وتجيب بخفوت:
- اسمي ليس حوري، بل...
قاطعها بحزم:
- حور... ولكنك حوريتي.. أنا!..، لتخرج منها شهقة صغيرة ناعمة وهي تطالعه بغير تصديق، فاقترب منها حتى وقف على بعد إنشات قليلة وهمس أمام وجهها الذي يطالعه بانشداه وعدم تصديق:
- تزوجيني حوريتي، سأسعدك.. ثقي بي..
وكسبت حور رهانها مع نفسها!!.. هذا ما اعترفت به اليه بعد عقد قرانهما، أخبرته أنها علمت بأنه يحمل لها شعور قوي من عينيه اللتين وشتا به إليها، وأنها قد ضاق بها السبيل لحمله علا لاعتراف بما في قلبه حتى تقدم ليها الخاطب الأخير، فعمدت الى أن تخبر شقيقته أنها قد قررت الموافقة عليه، فكانت كمن يلقي بأوراقه كلها، فإن كسبت رهانها فقد كسبت حبيبها ذاك الذي أحبته منذ اللحظة الأولى لرؤيته، وإن خسرت رهانها تكون قد كسبت نفسها، وتضع نهاية لحلمها بأن يأتي اليوم الذي يبادلها فيه الحب!.. وقتها ابتسم وفي داخله مزهوّا بأن حبيبته لم يسبق لها وأن عرفت معنى الحب سوى على يديه هو!.. وكعادته دائما اكتفى بابتسامة صغيرة راضية كانت أكثر من كافية بالنسبة لها، فهو لم يكن أبدا ممن يجيدون الكلام، كان دائما ما يردد على مسامعها بأن الفعل أقوى من أي كلام، ففي النهاية الكلام.. مجرد.. كلام!..
وتزوجا.. ورفل في السعادة ينهل منها حتي يشبع روحه العطشى اليها، لم تكف يوما عن ذكر حبها له، واعترافها بحبه، على أمل أن يأتي يوم يبادلها فيه هذا الاعتراف التي هي تعلم جيدا أنه يكن لها من الحب ما قد يكون أقوى من حبها له، ولكنها طبيعة الأنثى التي تهوى وتشتاق بل وتحن لسماع كلمة حب من نصفها الآخر....
ويمن الله عليهما بالذرية الصالحة، فيرزقهما الولد والبنت، آدم وحورية، فقد سمى ابنته كما يسمي زوجته، فهو لم يكن يناديها سوى بـ.. حورية، وفي أوقاتهما الحميمية .. "حوريتي".. وتلك كانت الدليل الوحيد على ما يحمله لها من مشاعر، وكانت تكتفي بها، وترغم نفسها على عدم طلب المزيد، فيكفيها أنها حوريته هو، حتى وإن لم ينطقها بلسانها فهي تلمسها بأفعاله معها...
ويزدهر عمله، ويكبران ويكبر الأبناء، ويظل الصمت سائدا، وبدلا من حوريتي، تصبح حورية، والتي اختفت مع مرور الوقت لتصبح أم آدم وفقط!..
تزوج الأبناء وأصبح لكلا منهما حياة مستقلة، وخط الشيب رأسه، وهي لا تزال بابتسامتها الصغيرة، ليصحو ذات يوم ويجد تلك الابتسامة التي كانت منتعشة بالحياة قد غدت تماثل الجليد برودا، نسيَ أن ابتسامتها كالوردة لا بد من سقايتها كي تظل مزدهرة دوما، واغفالها يجعلها تشحب تدريجيا الى أن... تموت!...
لتموت حوريت بين ذراعيه وهي نائمة، تموت حيث دعت الله دائما أن تكون نهايتها، بين ذراعي حبيبها الوحيد، تموت قبل أن تسمع منه اعترافه بعشقه السرمدي لها، ذعر عندما لمس برودة أطرافها، هزها كثيرا وهو يناديها، ولكنها كانت قد أغلقت عينيها وإلى الأبد، صرخ عاليا وهو يجاهر بحبها، ولكن.. الأوان قد فات!!...
نهض واقف بعد أن أرخى الليل سدوله، تطلع حوله قليلا، تنفس عميقا، ثم تمتم ببضع كلمات خافتة قبل أن يستدير ويرحل، بعد أن ردد وعده كما يفعل كل ليلة منذ سنتين، منذ أن فارقته حوريته، أنه سيأتي يوميا الى هنا، نفس المكان الذي صرّح لها فيه برغبته بالزواج منها، حتى أنه لم يرجوها الموافقة، بل وقف وقال وكأنه يأمرها بإعادة حقٍّ له لديها:
- حورية.. تزوجيني!..
وعد قطعه أنه وطالما في صدره نفس يتردد سيأتي هنا... يجدد اعترافه بحبها، يستعيد ذكرياته معها، ورغبة دفينة تأكله لسماعها وهي تعيد تصريحها بحبه الذي لم تكل ولم تمل منه حتى آخر يوم في حياتها، ليعلم أن كلمة.. أحبك.. لها مذاق من نوع خاص، بل وسحر آخر، لا يصل اليه أية أفعال أو أقوال أخرى... ليته علم بذلك قبلاً، ولكنه علم متأخراً.. بعد رحيلها، ليكون ذلك... بعد فوات الأوان!!
- تمت بحمد الله -


بين الورقة والقلم غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لقلوب احلام و كادرها المميز



شكر حدوده توصل لسماء وتتعداها
لحبيبتي noor1984 تصميم فديوا رووعه هديه ما خطرت باحلامي
https://www.youtube.com/watch?v=-v8M...ature=youtu.be



اول اهداء لرواية
قيدك ادمى معصمي اقتباس الغاليه فوفو شكراً كثييييير




سلسلتي القصصيه القصيره " رفقاً بالقوارير" كل الشكر لكادر القلوب ودعمهم المتواصل

هنااااااااااااااااااااا
رد مع اقتباس