عرض مشاركة واحدة
قديم 17-07-09, 07:48 PM   #28

ابتسامة أمل
 
الصورة الرمزية ابتسامة أمل

? العضوٌ??? » 431
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » ابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الباب الذي يربط غرفتيهما مفتوح جزئيا , وافترضت روز ان الخادم الذي احضر لتوه ازهارا نضرة الى غرفتها هو من تركه كذلك .
ضغطت على شفتيها ,ثم دقت على الباب المشترك بطرقات قوية, شعرت بالغرابة لمجرد ان تعرف ان يامكان ماثية الدخول الى غرفتها منى شاء حين تكون نائمة,
((الباب مفتوح))
خطت روز الى الداخل,وقالت
((لدي مشكلة بسيطة مع هذا الامر.))
كان ماثيو يقف بجانب النافذة يحدق بالبحر.
((هناك مفتاح ,اذا كنت قلقة على طهارتك.))
فيما هو يتكلم ,استدار اليها فراح نبضها القوي يضرب قفصها الصدري بضربات عالية الصوت. بدا ماثيو جذابا جدا في بذلته الداكنة الرسمية , انزلت رموشها في حركة وقائية, وابتلعت ريقها وهي تشعر بالخجل من الحرارة الناعمة التي تغزو جسدها من دون رحمة .
((ولا تعتقد انني لن استعمله))
مال ماثيو براسه قليلا , ونظر اليها من اعلى راسها الى اخمص قدميها , وكافحت كي تسيطر على توترها.
((هذا يدعو للاسف))
انزلقت عيناه مرة اخرى على فستانها الحريري الازرق الباهت الفضفاض التي اعتنت في انتقائه
((انت تبدين حسنة المظهر))
ظهر حنقها الشديد وهي ترمقه بنظرة عدائية , وسألت بصوت هادئ وخطر
((هل ابدو حقاً بمظهر حسن؟))
لم تشأ ان تبدو حسنة المظهر فقط, ارادت ان تبدو رائعة الجمال, النبرة الخطرة في صوتها ايقظت بريقا من المرح في عينيه الرماديتين العاقدتي العزم, لكن تعبيره بقي جديا وهو ينظر اليها ويقول متأسفا.
(( آسف لانك لم تختاري فستانا يظهر.........))
ترك ماثيو نظراته تنزلق الى انحاء جسمها الذي يتمايل تحت ثوبها الأنيق.
يظهر ماذا بالضبط؟))
((اجزاء من جسمك, قد تشتت افكار ابي اذا ما سئل اسئلة غريبة, ))
((ألم تسمع قط......بأداب الكلام؟))
((سمعت عنه , ولكن ليس لدي الوقت الوفير له, لا تأخذي الامر شخصيا, روز, أحاول ان اكون عمليا فحسب))
ردت روز عليه بسرعة , وهي ترتعش من الحنق تقريبا
((عمليا؟))
((اعتقد ان ما من شيء خاطئ في استعمال مصادر القوة التي تمتلكينها , ولا تقولي لي انك لا تفعلين.))
ذلك الاقتراح الساخر جعل مزاج روز يفور , فأجابته
(( لا,لا أملكها.))
عرفت روز انه يفترض بها الا تجيب على هزة كتفه التي تنم عن شكه, إذ بدا من الواضح انه يحاول ان يستفزها , لكنها لم تسطع اقفال فمها
قالت
(( في ما يتعلق بتشجيع اي فرد من افراد عائلة ديمتريوس على النظر الي بوقاحة, لا اظن ذلك..... ان مجرد التواجد مع اي شخص يحمل ذلك الاسم ولأي مدة من الوقت كاف ليجعلني ارغب بأن استلقي في غرفة هادئة مظلمة.))
((لم تكن لدي اي فكرة عن احساسك هذا.))
نظر ماثيو الى ساعة يده وتنهد قائلا
(( لسوء الحظ, لا يحب ابي التأخير , وإلا كنت مستعدا تماما لتنفيذ رغبتك هذه.))
اندفع اللون الى وجهها بسرعة . انه يملك مقدرة خارقة على قراءة أفكارها , قالت شارحة
((أقصد وحدي في غرفة مظلمة مع كمادة باردة على راسي , ولا علاقة لك بالامر.))
لكنها تساءلت كيف تراها تشعر لو انه عانقها في غرفة مظلمة؟
لا شك ان جاذبيته الطبيعية هي ذات تأثير مرعب عليها, شعرت بوجهها يتوهج بالحرارة بسبب الخجل, فضربت يدها بقوة على جبينها الذي بدأ بدوره ينبض بقوة وهي تتكلم منظرا بالخطر.
((اذا كنت تريد تشتيت افكار الاخرين , ماثيو, مستخدما ما تملكه من جاذبية.......))
بالطبع هو يملك الكثير, اخذت نفسا عميقا ثم اقترحت
((لم لا تخلع قميصك ونذهب لتناول الغداء؟))
عقدت روز ذراعيها على صدرها , ما جعل القماش الحريري حول جسمها يشتد.
((لنرى كيف تشعر اذا كنت محط الانظار وسببا لتشتيت الاخرين ))
((لا اظن ان الامر مشابه مطلقا.))لاحظ ماثيو ان الطريقة التي يثبت فيها النسيج الرقيق البراق بثنايا جسمها الأنيق مذهبة للعقل.
ضحكت روز بتوتر , فيما اشاحت ببصرها بعيدا وهي تحاول ان تسيطر على مشاعرها.
ابتسمت قليلا وقالت
((يا ايها الرجل! إنهم جميعا متشابهون.))
ما الذي تسطيع قوله غير ذلك؟
ابتلعت ريقها بصعوبة , ورفعت ذقنها ثم رسمت على وجهها ابتسامة ثابتة
((اذاً هل تشعرين بالملل؟))
اعترفت وموقفها يتأرجح بين الغيظ والإحباط.
((لم يكن هذا تحياً, انت رجل رائع الوجه والجسد.))
وأضافت
((إلا انني لسن من نوع النساء اللواتي يحببن الرجال الجذابين جدا بعضلاتهم الضخمة, فالمعدة المشدودة والعضلات لا تعني لي شيئا.))
ربما لا ينطبق هذا الامر على ماتيو بالتحديد, فالرجال الجذابون جدا الذين يتباهون بمظهرهم ينسون فورا, لم يكن ماثيو واحدا منهم, فيما لا تزال ابتسامة خطرة مندسة خلف عينيه الرماديتين تتشبث بنظراتها , جعل ماثيو ربطة عنقها المفكوكة تنزلق من حول عنقه, وقال
((لن يزعجك الامر اذا......))
راقبته روز وعيناها واسعتان كالصحن من الخوف الذي انتابها. فيما بدأ ماثيو يفك ازرار قميصه مبينا في غضون ثوان جزء من البشرة الذهبية المغطاة بشعيرات جسده الداكنة , بللت روز شفتيها بلسانها واخذت نفسا مرتعشا فيما توترت عضلاتها , وامتد التوتر حتى اصابع قدميها المتشنجة ,إلا انها قالت بصوت اجش
((اذا كان ابوك لا يحب التاخير, فقد لا تكون هذه اللحظة المناسبة لتعبر عن ميولك الاستع****ة.))







ا
اظهر قميصه المفتوحة قسما كبيرا من صدره القوي المشدود العضلات . وقفت روز بإتزان على قدميها لتفر من المكان ,لكنها لم تقدر على استجماع قوتها لتترك عينيه الداكنتين اللتين استحوذتا على كل انتباهها . اخيراً نجحت في ان تدير راسها . انقبضت يداها وهي تكافح لتهدئ من روع انفاسها غير المنتظمة وتدفع كمية هواء كافية الى رئتيها لتوقف راسها عن الدوران .
قالت بصوت اجش
((لا احب تلك الالعاب التي تقوم بها.))
((لا امارس الالعاب , روز))
لحظت روز نبرة صوت ماثيو لم تسمعها مسبقاً,جعلتها ترغب بان تتفحص وجهه ,لكنها عرفت انها فكرة سيئة, قطع ماثيو المسافة التي تفصلهما عن يعضهما في ثوان, ثم احاط وجهها بأصابعه , ولوى رأسها بإتجاه راسه.
ارتخت ركبتا روز لرؤيتها تلك الإلتماعة المميزة في عينيه , واندفعت الأحاسيس بقوة مؤلمة في خلايا جسمها كافة سوف يعانقني ! تبع هذا الإدراك المنذر بالخطر ادراك اكثر خطورة , أريده ان يفعل!
فكرت ان من السهل ان تحاول لتلطيف الأجوء ,إذ بإمكانها الضحك في وجهه , او الإبتعاد عنه او القول انه يأخذ الأمر على محمل الجد كثيراً. إلا انها لم تفعل اياً من هذا . إتخذت خياراً ليس موجوداً على اللائحة ,وبدأت ترتجف كأنها مصابة بالحمى, وما لبثت ان غرزت أصابعها في الخصل اللماعة السوداء لشعره.
بقيت أصابعها مشبوكة في شعره بينما ضمها ماثيو اليه في عناق قوي, أخذت روز نفساً حين اشتد ضغط ذراعيه حولها وهو يقربها برفق منه.
حرر ماثيو إحدى يديه ليمرر إصبعاً واحداً على خدها وهو يقول
((عناقك جعلني أشعر بالسعادة,))
ابتلع ماثيو ريقه, وتحركت عضلات رقبته وهو يمرر يده بلطف على حدود فكها السفلى فأرتعشت روز وتأوهت بلطف ,تابع بصوت منخفض أجش
((إنها سعادة تفوق الوصف))
بعينين متسعتين ومفعمتين بالشغف , رفعت روز يداً الى خده, وإنزلقت أصابعها على طول الخط الصلب لخده وفكه, وما لبثت ان لمحة حركة بطرف عينها.
وعيها بوجود مشاهدين سرى في جسدها كقشعريرة باردة, لم يكونا وحدهما, لو لم يكن ماثيو متمسكا بها لسحبت يدها بعيدا عن وجهه, قال بنبرة سطحية وهو ينظر الى شخص ما وراءها
((مرحباً, ساشا))
((ع.......عفواً, لم اعرف.....))
بدت الفتاة الجميلة بائسة وخجولة حين نظرت اليهما, لو لم تكن روز مشغولة بالتعامل مع خجلها ,لشعرت بالآسف حيالها.
((جئت لأقول إن الغداء......ابوك ينتظر))
((سنأتي بعد قليل.))
أقفل الباب ولم يقم ماثيو هذه المرة بأي محاولة ليمنعها من الإبتعاد عنه, حسناً لن يعفل, أليس كذلك؟ ما من احد يقف الآن ليرى مشهد العناق اللطيف.
اندفعت موجة من الاشمئزاز الذاتي في معدة روز وهي تتراجع ونظرها مركز على ماثيو في قرف.
لن تقع في حب ماثيو, قالت لنفسها ان ما حصل بينهما هو مجرد انجذاب حسي, وهو انجذاب تستطيع السيطرة عليه , انها تبلغ السادسة والعشرين من عمرها, ولطالما نجحت في السيطرة على مشاعرها.
((والآن اين كنا؟))
*******
تراجعت روزبسرعة وكادت تتعثر فوق طاولة منخفضة , اعادت الطاولة والتمثال الخزفي الصغير الذي كاد يقع والذي كاد يقع والذي أنقذته لتوها الى مكانهيهما , ثم قومت وضعيهما, ورفعت حافة قبة فستانها بضعة سنتيمترات قبل ان تلمسه, أغمضت عينيها , وعدت حتى العشرة ببطء عندما فتحتهما , كان ماثيو يحدق بها.
سألته
((هل كان هذا ضرورياً حقاً؟))
فيما ساتمر ماثيو في التمعن في وجهها المحمر بطريقة مزعجة, فكرت روز , ما الذي يراه؟ لو عرف ما الذي تشعر به, فذلك يعني انه متقدم عليها بطوات, إذ إنها بالتأكيد لم تكن تعرف حقيقة ما يصيبها , فهي لم تشعر بالحيرة طوال حياتها كما تشعر بها الآن.
صدر صوت من خارج النوافذ على الرواق فتشتت انتباه ماثيو قليلا.اطلقت روز نفسها الذي كانت تحبسه بغير وعي في تنهيدة ارتياح مرتعشة.
فجأة استدار ماثيو فيما كانت هي تجلس بتثاقل على الكرسي,وقال
((لم استطع مقاومة نفسي.))
بدا مصدوما لإدراكه مدى اندفاعه ورغبته بمعانفتها بالطبع , هو ليس من الرجال الذين لا يبالون بالنساء الجميلات , لكنه لم يسمح لغرائزه بأن تقوده يوما.
بدت روز حازمة جداً وهي تجلس على طرف الكرسي ويداها ملتفتان بأناقة فوق حضنها , أما شفتاها فبدتا مزمومتين , قال ماثيو مفسراً
((شعرت إنني مدفوع للقيام بذلك.))
زاغت نظراتها بسبب الشوق الملتمع في عينيه ,إذ لم ينظر اي رجل اخر اليها بالطريقة نفسها قط.
((أنا أضع خاتمك))
رفعت يدها المعنية حيث عكس الزمردة المحاطة بطبقات الماس النور الساطع حولهما, وتابعت معلقة وهي تفكر بساشا.
((اعتقد انها فهمت الرسالة, مع ان ذلك بدا قاسياً.))
((انت ترتجفين.))
صوته جعلها ترتعش لكن ليس بقدر لمسته فيما حدقت الى اصابعه الطويلة الداكنة جدا على بشرتها الباهتة, وهي تحيط برسغها , اعترتها رعشة امتدت على طول عامودها الفقري , تبعتها رعشة ثانية وثالثة, فيما جفت حنجرتها, أجابت بسرعة, رافعة ذقنها في دفاع غاضب,
((لا يعجبني ان تستخدمني لإغاظة صديقتك.))
((حين عانقتك بدا ان الامر اعجبك)
رغبت أصابعها بقوة في صفع الإبتسامة المتكلفة ال****ة التي ظهرت على وجهه والتي عكست إعتداده بنفسه.
لم تستطع روز تجاهل مراقبته من دون ان تبدو غبية تماما, سلكت الطريق الآمن وتجاهلت تعليقه , سألته بمرارة
(( ما الخطب في؟))
وتابعت
((إستخدمتني لأنني حمقاء جدا وانا على وشك ان اقول لك شكرا.))
فكر ماثيو بالرجل الذي تخلى عن روز في المذبح, وممضة من الإزدراء بانت في عينيه الضيقتين وهو يفكر بذلك الخاسر المسؤول عن الوجه ذي الملامح الدفاعية التي بدأت الآن ترتجف تماما.
مهما كانت اخطاؤه , لم يقدم ماثيو اي وعود لا يستطيع ان يفي بها , سأل نفسه, أي نوع من الغباء هذا الذي يجعل شخصا يتراجع في اللحظة الاخيرة , بعد ان يقنع الاخر انه يريد مشاركته بقية حياته؟ تساءل ,أتراها ما زالت تحب هذا الحبيب السابق الذي هرب؟ لم يكن على وجه روز أي دليل على عاطفة رقيقة فيما أشارت بإصابعها بإتجاه صدره وزمجرت.
((حسنا, خبر عاجل, انا لست حمقاء,هل تظن انني لم اعرف انك عانقتني لان ساشا كانت واقفة هناك؟ يا الهي, لا اعتقد انه كان من الضروري ان تصل الى ها الحد لتعبر عن فكرتك.))
((هل انت غاضبة لانك تعتقدين انني عانقتك بهدف التظاهر امام ساشا؟))
ظهرت بقعتان من اللون على خدي روز وهي تقلب عينيها, وقالت بصوت ملءه التهكم.
((لا اظن انك عانقتني لان الجنس الآخر لا يستطيع مقاومتي؟))
تنشقت روز نفسا عميقا وعقدت ذراعيها فوق صدرها , وده ماثيو نظره على حافة عنق فستانها المحتشم وقال
((لا استطيع ان اتكلم باسم كل الرجل, لكن لديك تأثير مهلك علي يفقدني السيطرة على نفسي.))
أطلقت روز ضحكة غاضبه وسألته
((ما هي الكلمة الأخيرة المضحكة؟))
مرت برهة من الوقت التقت فيها اعينهما بعدئذ جاء صوت ماثيو بعيدا عن النبرة الساخرة حين قال
(( هذه ليست مزحة))
أو ربما كانت كذلك بالنسبة الى رجل لطالما افتخر بنفسه لعدم انصياعه لغرائزه, وهاهو يجد نفسه وقد وقع فجأة تحت تأثير إمرأة لا تزال معلقة برجل حطم قلبها.
انقبض فكا ماثيو فيما كافح ليسيطر على فورة الغضب غير المنطقية التي اجتاحت جسده لفكرة ان روز ما زالت راغبة في رجل اخر , ثم قطع المسافة التي تفصلهما بخطوة كبيرة.
حدق اليها بتوهج فيما غطى جهة واحدة من وجهها بيده, بدت بشرة روز ناعمة ودافئة الملمس......
قال ماثيو فيما رآها تميل بعيدا عنه
((وانت تشعرين بالمثل.))
جمدت روز , وتطايرت شرارات غضب من عينيها, ثم استدارت ببطء الى الخلف ووضعت يديها على وركيها فيما رفعت ذقنها , وأجابته بسرعة
((كيف تتجرأ وتحدثني عنا أشعر به؟))
وأردفت
((ليس لديك أقل ......))
قاطعها ماثيو قائلا بنبرة متوسلة

((أروجك , لا تكلميني عن تلك السخافة...... كان يمكن ان تتواجد جوقة من عشرين شخصا يرتلون بأعلى أصواتهم من دون ان تلاحظي))
قضمت روز شفتها وهي تدرك انها مهما ستقول فإن الحرارة ستتسارع الى خديها , اي إمرأة في مثل عمرها , ما زال خداها يحمران خجلا ؟ اما من حبة دواء تعالج ذلك التقلب؟
((لا اعلم لما يصعب عليك الآن القبول بما هو واضح , نحن مرتبطان والعلاقة بيننا امر طبيعي.))
لم تتفوه روز بكلمة لأنها لم تستطع ذلك, انحسر احمرار الخجل من وجهها , وتركها شاحبة اللون كالمتى , فيما طارت نظرتها المصدومة اليه.
((فكري بالآمر.))
مرة اخرى بدت تصرفات ماثيو إرتجالية, فما اسهل ان يقرر إقامة علاقة حميمة مع إحداهن ......... كردة فعل على ضغط يده على اسفل ظهرها, بدأت روز تتوجه نحو الباب
************




((نحن آسفان على التأخير.))
رأت روز سبعة أشخاص يجلسون حول الطاولة , بقيادة الشخصية القوية ذات الشعر الرمادي: أندريوس ديمتريوس , الذي جلس على رأس الطاولة ووقف الرجال بلباقة فيما إقتربت روز منهم.
قام ماثيو بتقديمها الى الحاضرين, فيما وضعت روز على وجهها إبتسامة وهي تفكر أن ذا الإبتسامة الملتصقة قد يحتاج نزعها لاحقا الى تدخل جراحي.
لطالما كان الدول الى غرفة ملأى بالغرباء امرأ مثيراً للتوتر, أما حبن تدعب انك شخص آخر فإن مخاطرة التوتر تتضاعف مئة مرة .
رمقها اندريوس بنظرة تقيمية قاسية , فإبتسمت روز له, لو لم تكن مشتتة الفكر بالمشهد الذي حصل قبل فليل ,لإستطاعت ان تظهر القليل من الإحترام الذي يعتبره والد ماثية القوي انه يستحقه.
((حسناً))
توقفت روز ونظرت الى مضيفها وهي على وشك ان تأخذ مكانها, ورأت ومضة الغضب في وجهه.اللعنة!
((سأل ابي إذا كنا قد أستمتعنا برحلة جيدة؟))
((بالطبع لست معتادة على السفر بهذه الطريقة الفخمة.))
أدارت روز رأسها وجلست على الكرسي الذي قدمه لها ماثيو, التقت عيونهما للحظة قبل ان يسوي وضعيته , ووجدت ان من الصعب قراءة تعابير وجهه , لكن بدا عليه التوتر, هل اعتقد انها بذلت مجهوداً لتغضب الرجل الأككبر سناً؟
إلى جانب والدا العم اللذان كانا نختين اكثر شحوبا وأقل ضخامة من أندريوس, كان اندريوس نفسه والمحامي الذي تم التعريف عنه كصديق للعائلة. وساشا اللطيفة وامها.وإمرأة كانت تحرك طعامها في صحنها.
نظرت الأم الى روز بنظرة تفتقر الى الدفء والحيوية اللذين كانا ينضحان من وجهها حين وجهت الكلام الى ماثيو الذي يجلس قبالة روز. بدت مشاعر ساشا واضحة جدا تجاه ماثيو وهي تنظر اليه , وجدت روز صعوبة في التصديق ان بإستطاعة ماثيو ان يبقى غي مبال لإفتتانها الخجل به, بدت الفتاة الأصغر سناً رائعة الجمال بفستان أظهر كتفيها الناعمتين ذات البشرة الذهبية الباعتة, في اللحظة التي وقعت فيها عينا روز على الشقراء اليافعة, شعرت أن ملابسها هي نفسها تبدو رثة وثقيلة.
بعد ان تم تقديم طبق السمك, تبدل إحساس روز الأولي بعدم الإرتياح الى احساس بالإهمال القلق. تساءلت اذا كان احدهم سيلاحظ حقاً مغادرتها اذا فعلت, حين قاطع صوت اندريوس حديث الطاولة الغداء الهادىء
((إذاً قال لي ابني إنكما التقيتما في موناكو.))
رفعت روز عينيها عن طعامها , ووضعت الشوكة على صحنها , إنتقلت عيناها من اندريوس الى ماثيو الذي كان جالساص الى جانبها.
سمعت ساشا تقول متحمسة فرحة.
((آه, احب موناكو.))
ثم تابعت
((هي المكان المفضل لي في العالم كله تقريباً))
قالت روز بصوت واضح سمعه كل من على الطاولة
((لم اذهب الى هناك قط.))
لم يظهر على ماثيو الرعب او حتى اي اهتمام بسيط لانها لا تقوم بدورها كما يجب , ورأت في عينيه بريقاً يظهر عدم إكتراثه قبل ان يحني رأسه مركزاً انتباهه مجدداً الى صحنه.
نقل أندريوس إنتباهه الى إبنه, وسأله مستجوباً
((هي تقول.....))
ارتفع رأس ماثيو المغطى بالشعر الداكن , وانعكس التحذير في عينيه على صوته العميق , حين أجاب
((إسمها روز....... وهي جالسة بالقرب منك.))
تحركت عيناه بإتجاه روز وقال لها
((آمل يا صغيرتي ان تسامحي أبي فهو لا يقصد إهانتك, لكنه يدير الأمور كيفما اتفق.))
فتح أندريوس فمه ليوجه تحذيراً قاسياً , لكن روز تمكنت من ان تسبقه, مذكرة نفسها بأن ماثيو يلعب الدور المطلوب منه فحسب في دفاعه عنها
(( من الواضح انها الجينات نفسها.))
وكأن روز تحتاج الى من ينقذها, انها تستطيع الدفاع عن نفسها , إلا ان ثمة إستثناء وهو حين كانت على وشك ان تسقط في وسط البحيرة الجليدية , في الواقع تمر لحظات تنسى روز فيها انها تدين له بحياتها.
((لنزل الأمر علي كصدمة صاعقة لو أتضح ان تصرفات ابيك منزهة عن الخطأ.))
هذا الإستهزاء رسم على وجه ماثيو إبتسامة كبيرة ملتوية جذابة, أما ابو فبدا ابعد ما يكون عن استيعاب تعليقها, وحين فهمه انخفض فكه بقوة, لم يسبق لأندريوس ان صادف ضيوفاً يصفونه بالفظ.
(( التساء الشابات.....))
قاطعه ماثيو
((روز....))
((روز , تبدين شابة صريحة, هذا بلا شك ما انجذب اليه ابني , لكنني لا احب...))
قاطع تشدق ماثيو الواهن توبيخ ابيه
(( لا, أنا سطحي التفكير, وقدرتها على التعبير عما يدور في ذهنها هي خارج القائمة.))
توسعت إبتسامة ماثيو فيما انزلقت عيناه بنظرات معبرة الى جسدها, توهج وجه روز خجلاً , سقطت الشوكة من يدها على الارض محدثة قرقعة, وقال
((لا أظن ان أباك مهتم))
((يا لك من بريئة ! بالطبع هو مهتم, روز, سأكون متغاجئاً الى اقصى حد اذا لم يشكل مجموعة تضم محققين خاصين يعملون على مدار الساعة بحثاً عن ادق التفاصيل بشأنك. ستجدينه غداً على علم بمقياس حذائك ولونك المفضل, يمكنني ان اوفر عليك العناء أندريوس , ما من شيء ستقوله لي عن روز سيصدمني.))
ظنت روز انه يمزح إلى حين رأت تعبير الرجل اليوناناي الاكبر سناً , أختفى اللون عن وجهها بسبب تلك الفكرة.
قال أندريوس من دون ان ينكر ما اتهمه به ابنه
((إذاً لم تلتقيا في موناكو؟ أفترض إنكما لستما متزوجين.))
ركزت روز نظرتها على الرجل الأكبر سناً وقالت من بين أسنانها المطبقة
((لا يمكنك إفتراض اي شيء , فنحن لسنا حتى .......))
((ليس حتى ماذا؟))
علق ماثيو بسرعة
((حبيبين))
إن الإرتياح الصريح في صوت ماثيو الخفيض الناعم الدافىء, والذي أوحى بوجود علاقة حميمة ينهما جعل اللون يتسارع الى وجه روز, هذا الأمر خفف من حدة التوتر على الطاولة إذ بدأ الحاضرون يأكلون مجدداً.
أما ماثيو فلم يتأنف الأكل, بل وضع شوكته , ونظر الى روز مباشرة , أخذ قلبها يدق بقوة وهي تقرأ الرسالة التي تلتمع في عينيه الرماديتين , إنها مزيج من التحدي وشيء اخر صعب عليها فهمه.
بعد ان رمقته بنظرة إشمئزاز اخيرة الى وكزت نظرها على صحنها, لم تستطع روز ان تمييز ما الذي تناولته من طعام خلال الوجبة التي بدت لها دون نهاية.
بعد الإنتهاء من تناول الطعام لمس ماثيو كنف روز وترك يده هناك, كأنه بهذه الحركة يعلن انها ملكه, لم تشك روز قط انه يفعل ذلك لكي تراه النساء الأخريات , قال لها
((أمضينا وقتاً طويلاً.))
هزت روز رأسها إيجاباً , وتساءلت ان كت=ان هناك من وسيلة تجعله يرفع يده عنها من دون ان توضح له ان لسمته تسبب الإضطراب لجهازها العصبي.
أعلن كانه حبيب ملهوف
((سننام باكراً.))
أطبقت روز أسنانها , وهي تحاول جاهدة ألا تفكر بما حصل في وقت مبكر من هذه الليلة بينها وبين ماثيو , استجابت روز لضغط اليد تحت مرفقها, ووقفت على قدميها.
في تلك اللحظة انسابت صورة الى مخيلتها و..... لم تعد روز متأكدة ..... هل صدر الأنين من ذهنها ام من فمها فعلاً؟ الطريقة التي نظر الجميع اليهما اجابت على تساؤلها.
أصبحت نبرة صوت ماثيو العميقة الناعمة أكثر خشونة جراء قلقه. فيما تمعن في وجه روز وسألها
(( هل انت بخير؟))
هزت روز كتفيها مبعدة يده عنها , وقالت له
(( هل خطر ببالك انني قد لا ارغب بالنوم باكرا؟ أنا قادرة تماما على ان اقرر الساعة التي اريد ان اخلد فيها الى النوم.))
اعترف ماثيو
(( أتريدين الحقيقة؟ لا, لم تخطر الفكرة ببالي.))
ثم أضاف
((لكن لا تقلقي , فأنا أتقبل الرفض.**
عضت لسانها لتمنع نفسها من التفكير بإستثناء عن القاعدة, بالرغم من هذا , فكرت انها زوجة ماثيو , وهاهي الآن تبدو إمرأة مشاكسة كثيرة الإعتراض.
شرح ماثيو للنساء اللواتي كن يجاهدن ليلتقطن كل مقطع من هذا الحديث السريع كالبرق,
((روز.... تحاول إصلاحي.))
كررت ساشا, وخصل شعرها المجعدة المموج بجاذبية وهي تدير رأسها بسرعة منقلة نظرها بينهما
((تحاول إصلاحك؟))
استطاعت روز ان ترى حيرة الفتاة , وكأن المسكينة لم تستوعب ما يدعو الى هذا الإصلاح في رجل يبدو مثاليا.
شرح ماثيو لها
((طموحها هو ان تحولني الى رجل عصري))
احمر خدا ساشا , وأخفضت بصرها حين وجه ماثيو ابتسامته الساخرة اليها. اما امها فلم تتمكن من لجم لسانها , كررت هيلينا كونستانتين, رافعة حاجبيها المخططين بفن فيما ابتسمت ساخرة
((رجل عصري؟))
وأضافت
((بغض النظر عما يقال...... النساء يفضلن الرجال الأقوياء لا الضعفاء.))
من خلال نظراتها المليئة بالإعجاب, لم يكن من الصعب معرفة الشخص الذي عنته.
قلبت روز عينيها وعلقت
((بربك! كأنه يحتاج الى تشجيع.))
أطبقت المرأة المسنة شفتيها القرمزيتي اللون كرد فعل على عبارة روز, ثم نظرت الى ماثيو وبدد على وجهها خيبة الآلم حين رأت انه لا يشعر بالسخط بل بالتسلية . قالت بصراحة,
((على الرجل ان يقود , وعلى المرأة ان تتبعه.))
علقت روز وقد أعجبها ان تجد نفسها وللمرة الاولى تأخذ دور الأنثى القوية
((ليس ه المرأة, لست من النوع الذي يتبع.))
قال ماثيو , وهو ينظر مباشرة نحوها بتعبير لا يناسب إلا غرفة النوم,
((لحسن الحظ , أنني أفضل النساء الرائعات الجمال على الذكيات منهن.))
أجبرت روز نفسها على ألا تبعد نظرها عن ماثيو بالرغم من ان معدتها كانت تهتاج بمزيج متقلب من الإثارة والخوف, وقالت
((بالنسبة الى تحويلك الى رجل عصري,.....فأنا واقعية جداً.))
وكإمرأة واقعية عرفت انه يمثل دوراً, فهو لا يرغب حقاً بأن بغازلها أو يقيم معها علاقة حميمة , آه, نعم روز , إحتفظي بهذه الفكرة في رأسك سنساعدك حقاً كي تظلي هادئة ومسيطرة على نفسك.
((ماذا لو......؟))
البريق الذي ظهر في عينيه أخبرها انه على وشط ان يقول شيئاً , يجعلها ترغب بأن تلتف على نفسها وتموت من شدة الخل.
لسوء الحظ, أتتضح ان قراءتها لذل البريق صحيحة.
((بإمكانها إبقاء باب غرفة النوم مقفلاً وسأترك لها الحرية في مراقبته.))
تمنت روز فكرة ان تفتح امام قدميها حفرة عميقة داكنة لتختفي فيها, فهي لم تشعر قط بالخجل في حياتها كلها كما شعرت في تلك اللحظة. رمقت ماثيو بنظرة إفتتان , إستجاب لها ماثيو بإبتسامة لطيفة دافئة, بعدئذٍ أخفضت بصرها , وتثائبت بصموت ملفت قبل ان تقر بأنها متعبة فعلاً. لم تنظر روز الى عيني أحد وهي تتمنى للضيوف على نحو مستعجل ليلة سعيدة, وما لبثت ان توجهت الى الباب الأقرب





ابتسامة أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس