عرض مشاركة واحدة
قديم 27-03-18, 08:51 PM   #2887

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 4

بيت الصائغ ..



يحمل علبة كارتونية تراصت فيها عشرون حبة شهية حارة من (زنود الست) التي تحبها خلود ..

لقد خرج باكرا من المعمل هذا اليوم خصيصا ليمر بالسوق ويحضر لها الحلوى التي تحبها من اشهر محلات صنع (زنود الست) في العاصمة ..

كان يدخل عبر باب المطبخ المطل على المرآب عندما تفاجأ بصوت ضحكات عالية ذكورية غريبة على مسامعه في بيت الصائغ.. عقد حاجبيه وهو يعبر المطبخ ليتوضح الصوت اكثر وكأنه قادم من جهة غرفة الكراكيب !

ثم يتبلد للحظة وهو يسمع صوت ضحكات خلود الطليقة العفوية تختلط بصوت ضحكات رجل غريب !

فورة غيرة تلقائية هبت في كل انحاء جسده الضخم وهو يخطو بعينين تبحثان عن ضالتهما ولم يخفف من تلك الفورة حتى سماعه لصوت ضحكات امه ! يعبر باب المطبخ للداخل ويتوجه يمينا بدل اليسار الى حيث غرفة الكراكيب وقبل ان يصل يسمع صوتاً جهورياً من المؤكد لنفس الرجل الذي كان يضحك وهو يقول بفكاهة

" اقسم بالله يا حاجة سوسو انتهى بي الامر متربعاً على الارض والكرسي المكسور جواري والنادل وكل رواد المطعم يحملقون بي وقد انخرست السنتهم بغباء .. فابتسمت بوجه النادل وانا اقول له (ماذا تقدمون الليلة من اطباق الحلويات) "

من هذا الذي ينادي امه بالحاجة سوسو ؟!

و(الحاجة سوسو) تغرق بالضحك مرة اخرى مع زوجته المصون !!

يقسم بالله سيحشر زنود الست في فمه واحدة تلو الاخرى ما دام يطلب الحلويات هذا الظريف ..

وصل باب غرفة الكراكيب ليتأجج عنفه وهو يرى شاب وسيم ربما من عمر عبد الرحمن وسط الغرفة وهو ينحني ليمنع خلود من حمل صندوق وهو يقول لها بلطف رجولي

" خلود هذا ثقيل اعطني اياه ستؤذين ظهرك"

يسحق حذيفة اسنانه ببعض وغيرة غير مسبوقة تنهشه نهشاً وهو يحدق في زوجته الهبلاء الضاحكة بثوبها المنزلي وحجابها المتسخ وهي ترد على ذاك الذي هبط عليهم من حيث لا يعلم قائلة

" لا يا رعد لا داعي .. صدقني خفيف .. كما اني معتادة على حمل الصناديق الثقيلة .."

انها المرة الاولى التي يرى فيها خلود تضاحك رجلا غريبا هكذا .. لم يشعر حذيفة الا وهو ينطق باسمها بصوت حاد " خلود !"

علبة (زنود الست) في يده تكاد تتجعد بينما يلتفت اليه الثلاثة مجفلون للحظة وامه الجالسة على كرسي في زاوية الغرفة هي اول من تبادر للكلام قائلة بتوبيخ " بسم الله الرحمن الرحيم .. افزعتنا يا حذيفة .. "

يتمتم حذيفة بسلام باهت لامه وعيناه على زوجته التي اخذت تعدل من حجابها بارتباك عفوي جعلت غضب حذيفة مضاعفا لسبب مبهم سخيف ..

اعتدل ذاك الشاب ليبتسم في وجهه فاوشك حذيفة ان يفقد اعصابه ليلكمه في اسنانه مباشرة لكن الشاب بدا غافلا او متغافلا لما يجيش في صدر حذيفة من نوايا اجرامية نحوه فيتقدم منه يمسح يديه ببنطاله الجينز وهو يمدها ناحية حذيفة قائلا " مرحباً حذيفة .. اعتذر يدي قذرة بعض الشيء .. "

بتكشيرة شرسة مد حذيفة يده نحوه قائلا

" لا تقلق فيدي اشد قذارة ..!"

تفاجأ رعد من قبضة حذيفة الضخمة وهي تعتصر قبضته بل اوشك ان يطلق تأوه وجع فينظر لذاك الغضب يسري في عيني الرجل فيحاول رعد ان يعرف بنفسه بالقول

" انا رعد العبيدي.. صديق عبد الرحمن ... آسف لم التقيك بالامس ..كنت نائما.."

عينا حذيفة انتقلتا سريعا نحو زوجته التي بدت عابسة بتمرد الآن فيتمتم وهو ما زال يعتصر قبضة رعد في يده " اجل .. زوجتي تركتني لانام حتى الفجر لاني كنت مرهقا..."

ثم يسحب يده بحركة خشنة بعض الشيء وهو يضيف بنبرة باردة " تشرفنا .. رعد ..."

في نفس اللحظة كان عبد الرحمن ينزل الدرج ويتوجه ناحية غرفة الكراكيب التي يتم اعدادها لتكون غرفة نوم لرعد ..

وعندها رأى حذيفة وشعر بالتوتر في الاجواء فسارع ليقف جوار اخيه ويقول ببشاشة

" اذن التقيت اخيرا برعد ..."

التفت حذيفة برأسه وقال بنبرة وعيد

" اجل التقينا .. هل استطيع استعادة زوجتي ام ما زال هناك المزيد تحتاجونها فيه.."

يكتم عبد الرحمن ضحكته بشق الانفس وهو يتبادل مع رعد النظرات وكأنه يقول له

( اخبرتك ان تأخذ حذرك ..)

لكن حذيفة لم ينتظر رد عبد الرحمن على سؤاله فتقدم ليمسك ذراع خلود ويسير بها (عنوة) وهو يقول " نراكم في وقت ما.."

وبينما امه تعترض قائلة

" لكن لم ننهي العمل هنا يا حذيفة ! "

فالتفت حذيفة وهو يغادر الغرفة ليمنح الجميع نفس التكشيرة الشريرة قائلا

" عبد الرحمن كفيل باكمال المهمة .. اليس كذلك أبووودي .."

ودون ان ينتظر المزيد كان يكمل دربه مع زوجته ناحية الباب المؤدي للملحق الخلفي وهو يغلي غليانا من غيرة فتاكة ..

امه تضرب كفاً بكف وعبد الرحمن يكتم ضحكة مستمتعة ورعد يدلك قبضته ويحمد الله انها (خرجت) سالمة من هذه المصافحة !




يتبع .........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس