عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-18, 07:16 PM   #40

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر:

كان ينظر إليها بشوقٍ.... شوقٌ شجعها أن تقترب أكثر، بحنكة امرأة تعرف جيداً كيف تؤثر في رجلٍ راغب.... كان ينظر لعيونها باشتياقٍ لعيونٍ سوداء آسرة..... رغبته أن يعرف الشعور بين أحضان امرأة..... امرأة قصيرة بعيون سوداء كليلة غاب عنها القمر، إحساس باقتراب جسد أنثى ناحيته..... بجرأة و بصورة مقززة عندما اختفت صورة آنيا المثيرة.... لتحتل مكانها دنيا، ملامحها التي كانت سابقاً تشع ببراءة نقية... اختفت و نظراتها بلون البن تستحيل لأغمق.... أعاد سيطرته على نفسه.... و هو يبعدها بقوة.... تراجعت للوراء بعنف.....حتى كادت تسقط، لكنها وازنت نفسها و هي ترى نظرات جديدة على ملامحه.... و كأنه عاشق أمام معشوقته...... و المعشوقة لم تكن هي.
-" آسف دنيا، انتِ خارج حساباتي منذ زمنٍ بعيد، انا خاطب و احب خطيبتي جداً ، و ما حدث بيننا سابقا كان حب مراهقة.....اختفى قبل أن يكبر للأسف " غمغم مبتعدا عنها
باتجاه باب الغرفة....... نظرت الى يده الخالية من اي خاتم، و امسكت بها وهي تصيح بهستيرية اقلقته
-" انت كاذب، اين الخاتم اللعين الذي يربطكما، انت فقط مشوش و غاضب من تركي لك قبل خمس سنوات" امسكت وجهه بين يديها تتوسله " أنظر الي انا دنيا، عشق الطفولة، المراهقة، اقسم انني نادمة على كل شئ، ارجوك.. " و توسدت صدره و هي تبكي بشدة، أحس بنفسه يحن لذلك الماضي، وكاد ان يعانقها لكنه تذكر آنيا فابعدها عنه و اجلسها في كرسي قريب.... و بدون كلمة خرج يبحث عن والدتها التي كانت جالسة امام غرفة زوجها
-" خالتي..... أنا أعرف جيداً الى ماذا تسعيان أنتِ و دنيا بتصرفاتكما....دنيا خرجت بملء إرادتها من حياتي....و لا وجود لمكان آخر لها فيها....لذلك أتمنى أن تحدثيها عن استحالة عودتنا، و أتمنى أكثر أن تكوني مقتنعةً بذلك....اتصلي بي ان احتجت لأي شئ"
ثم خرج و قد قرر الابتعاد نهائيا.....
جلس في السيارة يتنفس بغضب، من استسلامه المخزي في غرفة الإنتظار بالمشفى..... حاجته لامرأة بحياته أصبحت ضرورة..... لكن ليس أي امرأة..... هو يحتاجها هي آنيا و ليس أية امرأة أخرى.
******
في الساعة الثانية عشر من اليوم الموالي، استيقظ أنير على صوت هاتفٍ مزعج..... لمدة من الوقت كان ينظر للسقف، يستمع للصوت المزعج الصادر من الهاتف القديم..... إبتسم و هو يتذكر ان تلك الخردة المسمى هاتف أصبح ملكع إلى ان يستبدله بآخر، نهض بتثاقل ليجيب على الرقم الدولي، وكان نائبه يستعجله الرجوع لحدوث مشكلة تستوجب حضوره.....
ساعة من الإتصالات المكثفة مع مقر عمله الرئيسي بنيويورك لم يسفر عن أية تطورات..... ذهابه إلى هناك أصبح ضرورية.... أغلق الحاسوب بقوة و بشئ من الغضب ... ثم ذهب ليكلم والده عن سفره المفاجئ....
تقبل القايد قرار ابنه....الذي كان سيأتي عاجلاً أم آجلا....
أمره أن يصطحب معه في طريقه للمطار..... إيلودي و آنيا للمدينة استعدادا للامتحانات، التي لم يتبقى لها الا يومين، وكلثوم ستذهب معهما، خصوصا ان ظهره اصبح بخير و عزيز سيهتم به في غيابهما...... ودعهم القايد على امل لقاء قريب.
في السيارة جلست ايلودي في المقعد الامامي بينما جلست كل من آنيا و كلثوم في الخلف، طوال الطريق كانتا نائمتين، بينما ايلودي مرة تقرأ رواية و مرة تلعب في هاتفها..... و انير ملتهي بالسواقة و كالعادة المغني Passenger يصدح في الاجواء و وهو يدمدم معه.....
وصلوا الى الإستراحة، فطلب من ايلودي ان توقظ صديقتها و كلثوم ان كانتا ترغبان في الذهاب للحمام، او تريدان شيئا آخر، لكنهما رفضتا و فضلتا النوم، و عندما سألها عن طلبها، عاندت و لم تجبه، احضر رقائق البطاطا و مشروبات غازية، بكمية كبيرة لهما و للنائمتين تحسباً.... تحركت السيارة من جديد....
-"من فضلك افتحي لي علبة الرقائق و علبة مشروب" نظرت اليه برفض، فأضاف بخبثٍ
-" ارجوك.... فأنا احس بجوع شديد"
اشفقت عليه من السواقة الطويلة خصوصا انه يسير بسرعة معقولة، مدت له بعلبة المشروب فمسكها بيد و باليد الاخرى يتحكم بالمقود، قدمت له الرقائق، لتننظر الى يديه المشغولة، فوضعت العلبة في حجرها و بدأت بأكلها باستمتاع
-" هيييي، هذه خاصتي" زمجر انير
-" لكنك مشغول، و عندما تكمل شرابك سوف افتح لك واحدة جديدة" اجابته وهي تأكل من العلبة باستمتاع
-" اطعميني " امرها، نظرت اليه برفض..... ثم تأففت و هي تكمل اكل الرقائق
-" انا جائع ايلودي، ولا استطيع الصبر اكثر، ارجووووووك" يعرف ان الاستعطاف دائما ما يجدي معها، فرسم نظرة مسكنة على ملامحه
-" خذ" قدمت له الرقائق باتجاه فمه، فتح فمه وانتظر ان تضع الرقائق فيها، نظر اليها وعرف نيتها وقبل ان تهرب باصابعها امسك بها، وهو يبطئ من سرعة السيارة أكثر، قرب أصابعه من فمه، واخذ اللقمة.... و أبقى أصابعها هناك وهو ينظر إليها..... نظرات احمرت لمفحواها.... لتصرخ متألمةً و بصوت مسموع عندما عض على اصبعها بخفة.... قهقه قائلا
-" هذا لتتعلمي ان الغش ممنوع"
- " متوحش" قالت وهي تداري ابتسامتها، ثم خطف رقائق البطاطا من حجرها، وبدأ يأكلها باستمتاع..... كانا قد وصلا إلى إحدى نقط التفتيش عندما فتحت علبة بيبسي، فرفعت غطاء وجهها لتشرب على راحتها، فلم تحس إلا ويده تنزل الغطاء بعنف آلمها، سمع انينها ليقول بغضبٍ بارد
-" في المرة المقبلة التي تكشفين فيها وجهك هكذا، لن اكتفي بإيلامك، سوف ارميك من السيارة، و انتهي من ازعاجك"
-" يالهي، الم يعلموك في اميركا التصرف بلطف، متوحش " ضحك انير ما زاد من غضبها اكثر، و فضلت ان تكمل روايتها على ان تهتم به.....
- " مرحبا.... أوراقك سيدي؟!" قال الشرطي وهو يوقفه.... ليقدمها له و نظرة مرحة ما زالت تستوطن مقلتيه.
- " من معك؟! سيد أنير.... " ما إن رأى اسمه الكامل حتى تصنع جدية أكثر....
- " معي زوجتي.... و نساء من العائلة" أجابه و هو يحس بالتملك اتجاهها.... لم يكن يصغي للشرطي وهو يسأله باحترام عن أحواله و أخبار والده...كل ما يفكر به هو زوجته....الجالسة بجانبه، زوجته أمام الله و العباد..... فمن يكون لينفي ذلك.
- " شكراً " همس بدون وعي و الشرطي يسلمه أوراقه.... ليكمل طريقه بهدوء أكثر، و حواسه كلها معها.....مع زوجته
كانت كلثوم استيقظت اثر صرخة ايلودي، لكنها فضلت عدم اظهار الامر لاعطائهما فرصة للتقرب من بعضهم اكثر، ابتسمت على غيرة انير التي غالبا لن يعترف بها..... هي تعرفهما منذ الصغر، شخصيتان على النقيض.... سوداوية أنير ضد شفافية إيلودي..... رغم أنها تشفق عليها، إلا أنها قوية لتقف ضد نفسه..... كل ما عليها أن تثق أكثر في نفسها.... تعرفها فهي ابنتها التي لم تنجبها، و تعرف أكثر عن الطفل الذي كان يهرب عن شجار والديه..... ليختفي داخل خم الدجاج.....و كأن الأمور ستتغير بمجرد أن يخرج من هناك..... معاناة أنير لم تكن هينة..... و قد امتصت كل إنسانيته، ليستحيل لإنسان يدق قلبه ليعيش فقط.

******
سمع صوت الهاتف الداخلي للشقة يرن..... نهض من حيث يجلس، و أوراق العمل تحيط به من كل جانب، كان يحاول أن يُغرق نفسه في العمل..... لكي يوقف عقله عن التفكير بآنيا.... طوال عمره الثانية و الثلاثين.... لم تجعله امرأة يتصرف كغرٍّ كما فعلت آنيا.... كان يمنع أصابعه من الإتصال بها.....يود لو يتصل و يسألها هل تحبه كما يحبها..... مرر يده على شعره الكثيف، غاضب من نفسه و من الشعور الذي تجعله آنيا يعيشه..... ارتدى شيئا على جدعه العري، ثم ذهب يجهز القهوة له و لصديقه.
كان أنير ينظر بريبة لإيدر..... يبدو مشغول البال على غير عادته
- " هل هناك ما يمكنك فعله لأجلك؟" تساءل أنير و هو يرفع الفنجان..... يتلذذ بطعم القهوة العربية المرة
- " نعم؟!!" أجابه إيدر بذهن غائب..... و هو يرفع عيونه باتجاهه بعيداً عن قدح قهوته
- " تبدو مشتتا....هل كل شئ بخير؟! " قال أنير باهتمام....ليبتسم له إيدر....
- " نعم أخي.... لا تقلق" كاد أنير يقول شيئاً لكن إيدر قاطعه و هو يسأله
-" متى رحلتك؟"
-" اليوم في منتصف الليل..... قبل ان اذهب اريدك ان تهتم لامر لاجلي"
-" اي شئ صديقي" رد عليه ايدر وهو يربت على كتفه
-" ايلودي و آنيا هنا و معهما كلثوم، اريدك ان تهتم بهن، ان كانوا يحتاجون لاي شئ....أنت تعلم"
أحس إيدر بنشوة و هو يعلم أنها باتت قريبة إليه....و لا يفصل بينهما إلا عدة دقائق.... قال بصوتٍ أجش.....جعل أنير ينظر إليه بريبة
-" لا تهتم صديقي سوف اتصل غدا بكلثوم لاصطحبهم لشراء كل ما يلزم" ليسرع إلى الوقوف.... هروبا من نظرات أنير المدققة
-" شكرا صديقي، واريدك ان تبحث لي عن شقة في هذا الحي اريد شراءها، فالبيت الذي اكتراه محمد لا يعجبني موقعه"
-" لا تقلق في اقرب فرصة سوف اجدها لك و ابعث لك بكافة التفاصيل"
شكره صديقه..... ثم استأذن ليأخذ دشا استعدادا للذهاب إلى المطار فطائرته بعد ساعتين.....
ترك سيارته في المكان المخصص لوقوف سيارات ايدر، و ركب سيارة اجرة باتجاه المطار.... كاد يخرج من المدينة.... عندما طلب من السائق أن يعود أدراجه....لم يستطع الذهاب دون توديعها.
كانت متكئة تحاول النوم لكنه يجافيها، ربما لانها غيرت المكان ولم تعتد بعد على فراشها الجديد
(لماذا تنكرين ان السبب هو انك اشتقت اليه قبل حتى ان يسافر..... حزينة انه لم يودعك، و قلبك يؤلمك لفراقه، وتتمنين رؤيته ولو لآخرمرة)
حملت هاتفها و بدأت تنظر الى صوره التي وجدتها في هاتفه، وفجأة رن هاتفها باسمه، اجابت بلهفة:
-" ألو"
-" ماذا تفعلين؟" سأل بهمس
-" لاشئ احاول النوم...." بعد صمتٍ دام لعدة ثواني..... يستمعان فقط لٱضطراب أنفاسهما...."هل سافرت؟" همست بشئ من الاحباط
-" لا لم اسافر بعد، انا تحت العمارة اخرجي لأراكِ" أجابها بنفس الهمس..... اتسعت ابتسامتها و هي تستقيم جالسة.... وهي تحس أن الله استجاب لدعوتها، اجابته بلهفة لم تخفى عليه
-" حسنا، سوف اخبر خالتي كلثوم و اخرج حالا، سأغلق الان" و اغلقت الخط....
كان يتمنى أن لا تكون لهفتها لرؤيته مجرد تخيلات، فهو يريد ان يغزو عقلها و قلبها، يجعلها ملكه ولا تفكر ابدا بتركه، يحس بشعور تملك قاتل ناحيتها.... رقتها ضد خشونته تستفزه.... ارتعاشة شفتيها و هو يقبلها تكاد تأخذ بالمتبقي من عقله.... و كأنها استحودت على كيانه ببراءتها و رقتها.... ( لا تذهب بعيداً أنير.....هو مجرد إعجاب رجلٍ بامرأة.... لا أكثر ولا أقل) كان يوبخ نفسه وهو يقف على مقدمة الدرج الداخلي المؤدي الى الشقة، يفكر بها..... نزلت الدرج و هي ترتدي نقابها كاملا كما اخبرها سابقا، ان تلبسه و حتى ان ارادت ان تنظر من النافذة، كانه يخشى ان يرى احدهم فتنتها فيخطفها منه، وقفت في الدرجة الاخيرة قبل ان تصل اليه، وكانت تصل تقريبا لمستواه، فقالت
-" هل تريد الدخول؟، خالتي تقول أنه لا بأس ان كنت تريد ذلك"
-" لا، لا اريد ازعاجهما، اتيت فقط لأودعك و اعطيك هذه" و اخرج بطاقة بنكية و مدها إليها، احست بإحباط يتسلل لجميع اطرافها، اذن لم يأتي ليراها، بل فقط من أجل الواجب....
-" شكرا لك، بالإذن" اخذت البطاقة و همت بالانصراف، لكنه لم يعطها الفرصة، جرها لتحت السلالم و بعنف نزع الجزء العلوي من نقابها، و لم يشعر بالراحة الا عندما احس بطعم شفتيها في فمه، قبلها كما لم يقبلها من قبل، كانت قبلة تحمل الرقة و العنف، كأنه يخبرها الى اي درجة هي مهمة بالنسبة له، وسيشتاق اليها حد الالم، احس بأنين استمتاعها يخترق حنجرته، فعمق اكثر في القبلة ينوي زرعها في قلبه فيحملها معه اينما ذهب، و يحميها بين اضلعه من كل اذى.....و أوله أذيته لها.
افترقا طلبا للهواء، رفعت يدها تتحسس وجنته، و تتخلل لحيته و هو يميل بوجهه ناحية كفها، الى ان وصلت الى شفتيه، مررت اصبعها عليهما و قالت و كأنها فهمت مسار أفكاره
-" أرجوك، لا تجرحني" قبل باطن كفها و استسلما مرة اخرى لعناق طويل.... وهو يهمس بين كل قبلةٍ و أخرى
- " يا.... ليتني.... أستطيع..... عدم أذيتك"
همسته....جعلت دمعةً تتسلل من عينها..... ليتلقفها بشفتيه و هو يضغط أكثر على شفتيه ضد وجنتها
- " أنا لا أستحقكِ إيلو..... سأتعبكِ معي..... لكنني لا أستطيع تركك تذهبين"
-" إذن لا تفعل...." همست وهي تقترب أكثر منه.... بجرأة ولدتها رغبتها بحبه.... عقلها يخبرها أن تهرب بعيداً و تحتمي بكل شئ تجده أمامها.....لكن قلبها يزداد توغلاً.... يزداد انصهاراً مع كل لمسةٍ منه.... و كل قبلة تملك تعلم أنها له.....له فقط.
-" يجب أن تذهبي" همس وهو يبعدها عنه برقة.... و عيونه مركزة على انتفاخة شفتيها، الذي زادهما فتنة.
-" أنا لا أريد" أجابته..... لينظر إليها بجرأة جعلتها تحمر حتى منابت شعرها
-" يجب حقاً أن تذهبي قبل أن أتهور و آخذك إلى أقرب فندق"
-" ألا تخجل...." صرخت بعدم تصديق وهي تضرب كتفه
قهقه أنير و هو يهمس بجانب أذنها
-" و ماذا تعتقدين.....سأكتفي بعدة قبلاتٍ فقط؟!"
اصطحبها الى باب الشقة، همت بان تطرق الباب، فامسك بيدها
-" انتظري"
أخرج علبة قطيفة باللون الاسود و اخرج منها خاتما بسيطا لكنه جميل من الذهب الأصفر، كان الخاتم الاول عبارة خاتم مدور بسيط، يعلوه مثله لكن يحمل ثلاث فصوص جواهر زرقاء، كان على ذوقها..... لطالما كانت تميل للبساطة في الاشياء اليومية التي ترتديها.
البسه لها و قبل موضعه.... ثم رفع نظراته الى عينيها، وهو يهمس
-" سأشتاق اليك ساحرتي " قبلها قبلة خاطفة على شفاهها المفتوحة من الصدمة و نزل الدرج بصعوبة..... قاصدا المطار فلم يتبقى على رحلته الكثير.
فتحت لها كلثوم الباب، و اسرعت باتجاه غرفتها دون ان تنبس ببنة شفة، و كلثوم احترمت قرارها.
( يالهي، لا اصدق انه قال سيشتاق لي، انا احبه يا ربي) كانت تهمس وهي تغرق رأسها تحت الوسادة....تسترجع كل لمسة و همسة من أنير....و كأن الأمر حدث في خيالها فقط.....مررت أصابعها على شفتيها المتورمة.....لتبتسم و هي تدعو في سرها (يا رب لا تجعلني، اشقى بهذا الحب، يا رب اجعله يبادلني نفس الشعور، يا رب انك على كل شيء قدير)
-" لا تنزعيه ابدا "
كانت رسالةً من المتوحش...
اجابت على الفور.....و قلبها يكاد يخرج من مكانه
-" ابدا.....رافقتك السلامة"

******
وجدت الرسالة التي كتبها اهل القرية منذ ثلاث سنوات بين ملابسها، و جلست تبكي حظها في هذه الحياة، فبعد ان تركها انير منذ 8 سنوات قرب البحر، عرفت انها خسرت ليس فقط انير بل ان تصبح كجميع النساء الاتي تعرفهن، ان تحظى ببيت وزوج و ابناء، كان انير فرصتها لذلك لكن لا تعرف لما لم تخلص لعلاقتهما، ربما في قرارة نفسها كانت تعرف ان هذا الزواج لن يتم، فقصة الفقيرة و المليونير تحدث فقط في ارض الخيال و الروايات، كان واثقة ان انير اصبح تحت قبضتها ، لكن باستهتارها خسرته، لن تنسى بدا اخر يوم لهما معا، من قبل لم تفكر ابدا في مسار حياتها الى اين سيقودها ضربها للاخلاق والدين عرض الحائط، الا ذلك اليوم، عرفت انها ان لم تنقذ حياتها الان فلن تستطيع الخروج من المستنقع بعد ذلك، وهذا ما حدث، رجعت الى القرية حبيبة اخرى او هذا ما اعتقدت، لم تعد تخرج من البيت الا لماما، حتى اصدقاء السوء قطعت عليهم السبل للوصول اليها، ثم التقت صدفة عادل، كان معلم متخرج حديثا، تعرفت عليه صدفة، امام دكان القرية، اعجب بها و قرر الزواج بها، لم تعلمه عن ماضيها، وبعد عملية صغيرة لم يكشف انها لم تكن بكرا، عاشت معه خمس سنوات وجدت فيها الاستقرار الذي تنشده، لكن كما يقال ذيل الكلب صعب ان يستقيم، اشتاقت لسهراتها، اقنعت نفسها انها ستكون مجرد سهرة بريئة مع الاصدقاء القدامى، لكن اللقاءات تكررت و تكررت معها الخيانات لزوجها لا تعرف عنه اي شئ سوى ان لا عائلة له كان يدرس في منطقة نائية، و قد رفضت مرافقته فبقيت هي في المدينة، و حدث ان اتت المنية جدتها، وكان زوجها في العمل فاخبرها ان تذهب لوحدها فلن يستطيع مرافقتها، توارى التراب على جسد العجوز، وعادت الحفيدة الى المنزل المهجور الا من الذكريات اغلبها مريرة، لم تدري متى اتصلت بأحد اصدقاء السوء ليؤنس وحدتها، و ما ساعدها على ستر فجورها ان بيت جدتها يقع نسبيا خارج القرية، لم تعلم ان احد شباب القرية لاحظ وجود سيارة غريبة على مدخل هذه القرية، وفي نفس اللحظة نزل زوجها من سيارة اجرة، و قرر ان يذهب لزوجته لم يرضى ان تعيش حزنها وحيدة، لم يعلم انها لجأت لغيره كمؤنس. وجد ان الباب غير مغلق، دلف الى الداخل ليسمع اصوات همهمات في الداخل، تبع الاصوات ليجد منظرا مقززا لزوجته مع رجل، لم يستحمل فافرغ ما في بطنه حتى اعتقد ان جوارحه ستخرج من فمه، ما ان احسا انه هناك مراقب لهما حتى تفرقا يبحثان عن ما يستر عورتهما، لم يستطع النطق، بقي جامدا وهي تركع امامه تطلب العفو، و الرجل الاخر هرب نافذا بجلده، ابعدها عنه بعنف و هم بالخروج فوجد عدة رجال و نساء يقفون على الباب و في ايديهم الرجل، نطق عادل:" فلتشهدوا جميعا انها طالق طالق طالق.." و خرج و الخزي والغضب يملؤه، اما حبيبة لم تتقبل الأمر، فكانت تصيح بان يعاقبها كيفما يريد لكن لا يتركها، و دخلت في هستيريا و نساء القرية يحطنها و يجمعن لها كل ماتركته العجوز خلفها من متاع، بعدما بزغ الفجر، تم تحميله في شاحنة، و كانت نهاية حبيبة الطرد من القرية، وبعد مدة توصلت بظرف فيه مفتاح ورسالة مفادها ان اهل القرية اشتروا لها شقة في المدينة تعويضا عن بيتها في القرية ولا يريدون رؤية وجهها من جديد.
بللت الرسالة بدموعها، لم تعرف الى اي مدى القرية جزء منها الا خلال السنوات الثلاثة الماضية، قبل ذلك كانت تعرف انها دائما مرحب بها في اي وقت، تخرج و تدخل دون حساب، لكن الان و قد حرم عليها دخولها احست الى اي درجة اساءت للقرية قبل نفسها.


******




....


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس