عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-18, 09:07 PM   #3238

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي 3

الملحق ..



يقف بباب الملحق المفتوح وخطواته تتحرك لتعبر الباب نحو الحديقة الصغيرة امامه وهو يكلم خليل عبر الهاتف بنبرة مغتاظة قائلا

" يا اهلا بالنسيب .. اذن فقد اصبحت تخرج برفقة اختك لتناول المثلجات لتشكوك مني !"

جاءته تنهيدة راحة فاجأت حذيفة للحظة ثم تصدمه كلمات خليل فيما بعد وهو يقول له " هل اخبرتك عن رقية ؟! الحمد لله انها اخبرتك بنفسها لانها استحلفتني ان لا افعل.."

للحظة تاه اول حرف من اسم (رقية) على لسان حذيفة " ر...!"

ثم تمالك نفسه سريعا ليقول بنبرة جعلها تبدو ساخرة بشكل عفوي وهو يرد على خليل

" نعم... اخبرتني بالتأكيد ... فمها الثرثار لا يعرف كتم الاسرار ..."

ما بين تركيزه مع خليل من جهة وبين (ضوء معرفة) اشتعل في رأسه كان حذيفة يستوعب (اخيرا) ما يحصل مع خلود منذ الامس ..

تلك الهبلاء ذات القلب الذي يرتجف عشقا بين يديه لا بد انها رأته يقف مع رقية على الدرج وخيالها تآزر مع حالتها النفسية المرهقة ليصور لها الكثييييير من التفسيرات المغلوطة ...

جاءه صوت خليل بنبرة مترققة " لا تغضب منها حذيفة .. راعِ حالتها واحساس الامومة الذي تشتاقه .."

اللعنة .. كيف يجعلها تنس الانجاب والامومة والولد الذكر وكل هذه الخزعبلات حول (الولد الذي يحمل اسم ابيه) والمحشوة برأسها منذ الصغر ... حالها كحال شعب بأكمله ...

يواصل خليل هذره وحذيفة يستمع اليه بذهن شارد فيأتيه هذه المرة فيه لمسة عاطفة خاصة و.. بعض الارتباك " اليوم اوجعت قلبي انا و...شذرة... كما لا تتخيل يا حذيفة .."

ابتسامة فطنة بطيئة اخذت ترتسم على شفاه حذيفة وهو يسأل بخبث " انت و.. من ؟!"

عندها تنحنح خليل وهو يرد بثبات " هذا هو الموضوع الذي .. اتصلت بك الآن.. لاجله .."

فيسأل حذيفة بمزيد من الخبث بينما قلبه يمتلئ بالفرح " وهل هناك موضوع يخصك مع .. شذرة ؟"

اشفق على هذا الشاب الرائع الذي رباه مذ رآه مراهقا في السادسة عشرة ... اشفق عليه وهو يتعثر بالكلام مردداً " حذيفة ... انا ... انا .."

كان يعلم لماذا هو متردد .. كان يفهم ان عقله انضج واكبر من مجرد شاب عاشق ..

ولم يتردد حذيفة لحظة ليقولها لها ملء فمه

" قلها يا فتى واقسم بالله انا على استعداد ان اذهب للخالة ابتهال اللحظة واطلبها لك .."

بدا خليل اكثر ارتباكاً وهو يسأل بحرج شديد " هل .. تعلم ؟! منذ متى ؟!"

يضحك حذيفة وهو يخبره " منذ زفاف عبد الرحمن ورباب ثم في يوم زكريا .. لقد فضحت نفسك يا فتى .. وان لم أكن انا من يفضحك فمن غيري يفعلها ؟! ولماذا برأيك ارسلتك للمدرسة لتؤدي عملاً هناك؟"

يضحك خليل ويتبدد بعض توتره وارتباكه بينما يسأل حذيفة بحماسة وجدية

" الآن قل لي .. متى تريدنا ان نخطبها ؟"

فيسارع خليل لتهدئة حماسة زوج اخته قائلا

" على رسلك يا حذيفة .. ليس هكذا .."

فيسأل حذيفة بنبرة مرحة وباسلوبه الساخر

" اذن كيف يا اخو الهبلاء ؟! "

فيرد خليل بنبرة مختلفة قائلا " دعني على الاقل اجهز نفسي .. احتاج ان .. اغير سكني بحي افضل والمال ليس كافيا معي الآن .. والاهم .. احتاج ان اجس نبضها .. ربما .."

يقاطعه حذيفة بكلمات مباشرة " ربما ماذا يا خليل ؟ اي تساؤل يدور برأسك ستجد اجابته حالما تتقدم لخطبتها بشكل تقليدي ..."

فيفسر خليل بالقول " يجب ان اعرف ان كان لديها اعتراض علي يا حذيفة .."

فيعقد حذيفة حاجبيه وهو يتساءل باستغراب

" ولماذا تعترض ؟ ماذا ينقصك ؟"

هذه المرة كان توتر خليل واضحاً وهو يرد بنبرة تحمل بين طياتها ذاك الغضب القديم

" ينقصني الكثير في عرف المجتمع الذي نعيش فيه يا حذيفة وانت تعرف هذا .."

يغضب حذيفة وتأخذه الحمية فيقول

" خليل .. انت شاب من ذهب .. لقد ربيتك على يدي واعلم جيدا اي فتاة محظوظة هي شذرة لان قلبك تعلق بها وتريدها زوجة .."

فيأتيه صوت خليل بنبرة الواقع قائلا

" انا فقير الحال يا حذيفة .. وفقير الاصل .. وليس لدي الا كرامتي لاحافظ عليها .. على الاقل من حقي ان اعرف ان كانت صاحبة الشأن لا تمانع ارتباطها بشاب في مثل ظروفي.."

يتنهد حذيفة ويقول مستسلما لارادته لكن بشروط " حسن كما تشاء .. جس نبضها .. لكن لن امهلك اكثر من اسبوع يا خليل لتعود الي وتخبرني بموعد ذهابنا لخطبتها .. "

ضحكة خافته صدرت من خليل لم يعرف حذيفة ان كانت ضحكة فرح ام يأس !

بينما يرد عليه قائلا

" يفعل الله ما فيه الخير ان شاء الله ..."

يلمح حذيفة ابنته تركض لتدخل الملحق ثم تأتيه اصوات صاخبة بعض الشيء عبر الهاتف من جهة خليل فيسأل بعفوية " الى اين انت ذاهب ؟ انت في الشارع صحيح ؟"

لكن ردة فعل خليل لم تكن عادية !

بدت كلماته مرتبكة بشكل مبهم وهو يرد عليه " نعم .. ذاهب .. للسوق .. اريد ان اقضي بعض الامور .."

لم يعرف حذيفة ما يفترض ان يقوله ليحاول فهم هذا الغموض المفاجئ والارتباك فآثر الآن ترك الموضوع وهو يرد على خليل بالقول " حسن .. سأنتظر ردك قريبا .."

فيزيد ارتياب حذيفة وخليل يسارع لينهي المكالمة " حسن .. في.. أمان الله .."

ثم اغلق الخط قبل ان يرد حذيفة التحية ! تحرك حذيفة ناحية باب الملحق وهو عابس يفكر وحالما دخل توجه الى غرفة النوم وهناك... تسمر بصدمة مما يسمع ويرى ..




قبل دقائق ...



تركض سوسو لتدخل عبر باب الملحق ثم اخذت تبحث بعينيها وهي تنادي

" خود ... خووووود ..."

ترد عليها خلود من غرفة نومها

" انا هنا حبيبتي .. تعالي .."

تعاود سوسو الركض لتدخل على خلود الغرفة فتجدها تقف وسط الغرفة بازار الصلاة وتحمل القران بيدها فتتقدم منها سوسو وهي تسأل ببراءة ملامحها " هل ستصلين المغرب ؟! لكن لم يؤذن بعد ؟"

فترد خلود مبتسمة " اعلم ما زال هناك وقت لصلاة المغرب .. اردت فقط ان اقرأ القران حتى موعد الاذان .. "

بعينيها الواسعتين ذات الزرقة الباهتة الزجاجية قالت سوسو بلهفة الاطفال التي تتناقض مع فوران جسدها كصبية

" اريد أن اسألك شيئا مهما ..."

كالعادة لم تستطع رفض طلب لها حتى وهي واثقة انه سيكون طلباً طفولياً ...

تحركت خلود لتجلس على حافة السرير وتضع القران الى جوراها وهي تستعد لثرثرة طويلة من سوسو ثم قالت

" اسأليني حبيبتي ... هل تريدين شراء شيء؟"

تفاجأت خلود بعض الشيء والفتاة تبدو مرتبكة على نحو غير مألوف منها ...

تُقدم خطوة وتُرجع اخرى ... ثم اخيرا وعلى نحو مبالغ تتقدم سريعاً لتجلس قبالتها جاثية على ركبتيها وتميل نحو خدها لتطبع قبلة طويلة تفيض حباً وتسأل سؤالها المذهل !

" كيف تحبين ان اناديك.. خود ام ... ماما ؟"

نزل السؤال على وعي خلود كالصواعق جعل كل حواسها تتبلد وهي تحدق في وجه (صغيرتها) ...

لم تكن تعرف ولم تشعر ابداً بوقوف حذيفة المصدوم كصدمتها عند باب الغرفة ...

اذناها وكأن الصمم اصابهما ولسانها انعقد فلم تستطع النطق بحرف واحد ... قلبها يوجعها بعنف رهيب في صدرها ... لم تكن تفعل شيئا الا النظر لوجه هذه الصغيرة التي ربتها مذ كانت في الثالثة وارتبطت بها وكأن رحمها هي من احتضنها لتسعة اشهر ...

جاء صوت سوسو كصدى بعيد وهي تضيف

" الخالة اسيا قالت .. ان مناداتك بـ(خود) لم يعد مناسبا لعمري .. واني كبرت واصبحت صبية ويجب ان اتصرف كصبية وليس كطفلة .."

رفعت خلود قبضتها نحو قلبها الذي ينبض وجعاً من جوع لا يحتمل ...

تتقاطر الدموع من عينيها وتغرق وجهها ..

ارتبكت سوسو واخذت الدموع تتجمع في عينيها تلقائيا تأثرا بدموع (امها) ثم ترفع يدها لتمسح دموع (خود) وهي تهمس بصوت تخنقه عبرة بكاء الاطفال

" لماذا تبكين ؟! لا احب ان اراك تبكين ابدا .. يوجعني قلبي كثيراً .."

فجأة رمت سوسو نفسها في حضن خلود واخذت تعصرها بين ذراعيها عصراً وهي تهمس بنشيج بكاء " انا احبك كثيرا .. كثيرا .. جدا .. جدا ... جدا ..."

أخذت خلود تنشج بالبكاء كصغيرتها وحذيفة ما زال يقف عند الباب يتمزق عجزا وألما لاجلها .. قبضتاه تتشنجان الى جانبيه بتوتر وقهر ليدعو الله نفس الدعوة التي يدعوها لها منذ اشهر " يا رب .. انا لااستحق منك فرحة ذرية اخرى ولا اجرؤ حتى ان اطلبها .. يكفيني ان رضيت اهدائي بسعاد .. لكن لاجلها هي فقط .. اتوسل اليك .. افرح قلبها بطفل ينمو في احشائها وتنجبه لهذه الدنيا فتقر عينيها به.."

تحرك حذيفة ليستدير منسحبا بهدوء قبل ان تشعرا بوجوده عندما طرق مسامعه رد زوجته على ابنته " نادني .. ماما ..."

شقت عيناه لمسات من دموع رطبت جفنيه وابتسمت روحه في أمل.. او ربما رجاء ...




يتبع ..........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس