:- اميرتي
قالها محمد وهو يقبل راسها واكمل ما ان راى بسمتها المضيئة التي ادمنها كما ادمن قربها منه وكانها رضيته مرة اخرى اخا وسندا بعد ان اوجعت قلبه بهجرانها لكل صلة بينهما
:- كيف هو الدرس اليوم ؟؟؟؟ اريني يديك
قالها امرا ممازحا لتمد يديها امامه متحدية اياه بشقاوة
:- ها هي يداي
تعالت ضحكاته وهو يطوقها بذراعه متجاهلا نظرات بات يالفها ويقابلها ببسمة مستفزة بينما اميرة تتعلق بذراعه كطفلته كما كانت ليقول اخيرا مختبرا ذلك الثبات والهدوء الذي تدعيه
:- الن تخبريني بمصدر امدادك بكل هذه الاوشحة الرائعة رباب تكاد تموت لتعرف
لم تختفي بسمتها بل اتسعت وهي تقول
:- لن اقول ولتمت رباب بغيضها اعلم انها تغار من اوشحتي الجميلة
ملس على حجابها برفق وطبع قبلة اخرى على حجابها وقال
:- انها رائعة لانك ترتدينها صغيرتي والان اخبريني بطريقة اطرد بها سيل الخاطبين اكاد اتخفى بنظارة وشعر مستعار لكي لا يراني اولئك المتلهفين لنسبي والقرب مني
شحب وجهها وتوقفت مكانها ليقول محمد بينما يفتح لها باب السيارة لتدخلها
:- انها حقيقة غلفتها بالمزاح اميرة لقد حادثني الكثير من اجلك ولا اعلم ما الرد الذي يجب ان اعطيه لهم لانني لا افهمك صغيرتي لا اعرف ما الذي تريدينه ولا ما الذي تتطلعين اليه امالك احلامك تلك التي كانت واضحة بثرثرتك التي لا تنتهي ودورانك من حولنا كفراشة باتت سرابا الان
الصمت كان جوابه الوحيد وهي تستقر بمقعدها في السيارة الى جانبه صمت احترمه محمد لتقول اخيرا بصوت واثق لم يهتز رغم تلك الدموع التي اغرقت وجهها وكان احاسيسها انفصلت كليا عن عقلها وما تنطقه
:- وان اخبرتك انني لا اعلم محمد ان اخبرتك انني احاول ان اكتشف نفسي ان اجد اميرة وان لم افعل اعني ان كانت قد ضاعت مني في دهاليز القهر الموت والانانية .... احاول ان اصنع واحدة اخرى ؟؟؟؟ ما الذي ستقوله حينها محمد ان اخبرتك انني اشعر الان بانني كطفل صغير لا زلت احبو للان اعافر لافهم اعافر لاشعر دون ان يقتلني الشعور اعافر لاؤمن لاثق لاعيش دون ان يؤلمني فعل اي من هذه الافعال ما الذي ستقوله حينها
اوقف محمد السيارة على جانب الطريق وقد علم ان هذا الحديث وتركيزه عليه سلب منه اي قدرة على التركيز على شيء تافه للغاية كقيادة السيارة
:- اخبرني محمد لاعلم ما الذي ينتظرني ففي المرة الماضية حين اعترضت حين حاولت ان اعبر عن رايي كان جزائي قاسيا لا زلت للان لم اتخطاه اخبرني لاعرف فانا ساخبرك الان انني لن اتزوج ابدا
:- ماذا ؟؟؟؟ اميرة انه هراء ما تتحدثين به مجرد هراء ما مر بك ما حصل اعلم انه كان صعبا ولكن ان تقرري شيئا خطيرا كهذا فانا لن اوافقك صغيرتي
:- يمكنك ان تجبرني دائما
قالتها بينما دمعاتها قد وجدن المنفذ للحرية كما كلماتها فانطلقن متسابقات على خدها ليرتعب محمد من منظرها ذاك اكثر من انهياراتها السابقة كلها وهو يستمع لما تقول
:- ولكنني لن ارضى ساصرخ برفضي كما لم افعل من قبل اجباري لن يكون سهلا هذه المرة
:- يا الهي اميرة توقفي بالله عليك كيف تفكرين بي هكذا انا لن اجبرك ابدا صغيرتي الصالح هو ما اريده لك اريد ان اراك سعيدة مع رجل يصونك كما تستحقين اريدك ان تحظي بعائلة ان تجربي احساس رباب وهي تكاد تموت سعادة من فرط حبها لحسن ثم انها سنة الله ونصف الدين وما تقولينه لن يرضيه
وجهها الساخط وهي تواجهه كان صادما له بينما ترد بذات اليقين بذات الثبات الذي ارعبه
:- الله انه اكثر رحمة اكثر عطفا اكثر علما ومعرفة من ايكم محمد انه ارحم بالانسان من قلب والدة وامري مع ربي لا ينبغي ان يشغلك اخي
:- ولكن لم ؟؟؟؟؟ ذاك الحقير قد نال جزاءه صغيرتي ولا احد سيحاسبك على خطا لا ذنب لك به وللعلم فانا اخبرت كل من تقدم لك او حادثني بشانك بكل ما حصل لذلك لا ارى سببا واحدا يدفعك للرفض اتفهم ان تؤجلي الامر ان تحتاجي لبعض الوقت اما ان تقولي هذا الكلام فانا لا افهم السبب
:- هل اقدر ان اخبرك السبب محمد هل ستقدر على السماع حقا دون ان تحاكمني دون ان تتحكم بك جينات التخلف والجهل ان تسمعني كاخي ان قلت نعم ساخبرك وان قلت لا فلاعفك واعفي نفسي من حرج الكلام
:- قولي صغيرتي قولي ولن احكم وساستمع لك تكلمي
تطلعت لوجهه بوجل بخجل بحرج رغما عنها لتقول اخيرا بهمس ساحر حزين
:- الامر انني وفي عام واحد عرفت اسوا الرجال وافضلهم عايشت النقيضين كمن يقف بين الليل والنهار بين الظلام والنور وانا كنت هناك عايشت الظلام بكل اذرعته وساخته وقذارته حتى بت اانف ان انظر نحوه امقته وامقت ذكراه حينها فقط حين ظننت ان الظلام هو كل ما يلون الكون من حولي حين ايقنت انني لن ابصر ما يجعلني احيا من جديد كان هو ذاك الشعاع الابيض المنير ذاك الذي بدا كمن لا ينتمي لهنا شيء نقي طاهر كما الماء ... مطهر كما هو .... يكاد ان يمنحك بعض نقاءه وبياضه بمجرد ان يكلمك او ينظر نحوك كائن نوراني راني ولم يحاكمي انقذني بكل ما تحمله الكلمة من معنى اقتحم عالمي الصغير عقلي الصغير وقلبي فبات له ساكنا مالكا دون ان اعلم او اريد
صمتت وهي تخفض راسها وقد كان ما قالته متخطيا كل الحدود بمراحل ولكنها تحتاج للبوح لان تقول رفعت راسها نحوه والدموع تغرق وجهها وقالت بصوت اجش
:- لا تنظر الي هكذا محمد لست بائسة كما تظنني بل انا راضية قانعة رضا وقناعة لم اعرفهما من قبل لا تشفق علي او تقلق اخي انا كنت اظنني لا اليق به كنت اظنني شيء صغير مقارنة به اما الان فانا لا اظن ذلك ابدا اظنني كبرت وعقلي كبر انا الان احمل امالا عريضة ولدي الكثير لافعله ربما سنرحل من هنا انا وانت وعائلتنا الصغيرة ربما سارمي بكل هذا وراء ظهري اتمنى السعادة التي لم احصل عليها لكل مستحق وخاصة له وبالخصوص له ولكنني لن افقد نفسي من جديد اكتشفت انني اريد الكثير وارغب بالكثير وان ساعدتني ان وقفت معي ولم تحاكمني ساكون الاسعد اخي
:- حبيبتي
قالها محمد وهو يطوقها بذراعه يعتصرها على صدره وهو يكمل بصوت متهدج
:- اعدك ان افعل حبيبتي انا معك بظهرك كلي لك ايا كان ما تريدينه فانا معك كوني واثقة بذلك
:- اشكرك اخي اشكرك
|