عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-09, 06:00 PM   #8

القاصة الصغيرة

قاصة و نـاقدة أدبية في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية القاصة الصغيرة

? العضوٌ??? » 83256
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 825
?  نُقآطِيْ » القاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond reputeالقاصة الصغيرة has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني: ليلة أخيرة


أخذ يسير في الحديقة و القلق يسيطر على كيانه ، إنها اللحظة الحاسمة التي كان يتوقع حدوثها منذ زمن ، إن زواجه بسوزان نقطة بداية لهذه المسرحية التي مثلها بدقة إنه دوره التمثيلي الأول ويكسب منه مبلغا كبيرا من المال، ولكنه في الوقت ذاته يشعر بالتقزز والقشعريرة من نفسه، هل بدأ يتقن دوره حتى كاد أن يصدقه، هل هو قاسم فعلا؟!
مضى الوقت ليتجاوز أربع ساعات ثم عاد إلى المنزل و قد غربت الشمس ، فتح الباب ليجد أحذية زوجته ملقاة على الأرض مع حقيبة يدها بإهمال كما أنه سمع صوت الماء في الحمام ، خلع معطفه و بدل ثيابه بسرعة و اتجه إلى المطبخ ، عندها خرجت (سوزان) من الحمام مرتدية معطفها قائلة : ماذا تفعل ؟
سوزان امرأة جميلة وشقراء جدا عكس نداء في كل شيء هل تزوجها ليهرب من نداء وذكراها ولكنها مجرد شخصية هي الأخرى دهن (قاسم) خبزه بالمايونيز : أعد شطيرة للعشاء.
فقالت و هي تتجه نحو الغرفة : جيد جدا اصنع لي واحدة أيضا … أرجوك.
فقال : حسنا … و لا تنسي ترتيب أغراضك التي ألقيتها أرضا .
فقالت (سوزان) بنبرة غير مؤكدة:أمرك سيد الترتيب و النظام.
كان (قاسم) قد أنهى تقطيع الخس: امرأة فوضوية .
بعد لحظات فتحت (سوزان ) التلفاز و ارتمت على المقعد و أخذت تتنقل من محطة لأخرى ، ناولها (قاسم ) الشطيرة و جلس بجانبها بعد أن قضم من شطيرته قضمة كبيرة، لم تنظر (سوزان ) إليه فقد كانت عيناها متعلقتين في التلفاز: انظر فيلمك المفضل .
ازدحم رأس (قاسم) بالأفكار المتضاربة مدركا أن الأمر سيكون أكثر سهولة إن أراد ولكن لطالما أراد شيئا آخر ،أنهى شطيرته ثم اتجه نحو الشرفة، عندما جاءت فترة إعلانية نظرت (سوزان) حولها فلم تجده ، عاد الفيلم مرة أخرى و لكنها لم تستطع التركيز فقد شغلها (قاسم )، ذهبت نحو الشرفة عندما شاهدت الستائر تتطاير في الهواء.
كان (قاسم) واقفا يحدق بالأفق و كأنه يبحث عن شئ أو ربما ينتظر شيئا فوقفت بجواره و قالت بعد أن تنشقت الهواء و هي إلى جندية تستعد للمعركة أقرب : نسيم عليل.
دون أن يغير من وضعيته قال: الحق أن الجو جميل .
عندها لم تحتمل (سوزان ) ذلك الشرود : ألن تخبرني بالشيء الذي يضايقك ؟
نظر إليها ووضع يده على كتفها ثم تركها ليدخل الغرفة ويقول : لا تشغلي بالك يا (سوزي)..،إنه العمل فحسب.
لم تقتنع (سوازن) بإجابته و لحقت به لتقول : هيا لا تجعل الفضول يقتلني.
عندها ألقى (قاسم) بنفسه على الأريكة و قال : إنني في ورطة كبيرة.
أغلقت (سوزان) التلفاز و جلست على المقعد أمامه ثم قالت : أتحتاج إلى المال ؟
ضحك (قاسم) مخفيا توتره : لا المال ليس المشكلة.
صعد الدم إلى وجنتيها من القلق : إذن ما هي المشكلة ؟
فقال : لا بد من أنك قد سمعت عن منظمة تدعى (آروكويدو) ؟
فقالت بلهجة هادئة و قد عاد لون وجهها: نعم إنها منظمة قوية جدا عملاؤها كثيرون ، ثم تبدلت نبرة صوتها فجأة و كأنها تنبهت لشيء ما: ما بهم ؟ و ما علاقتك بالموضوع ؟ ، ثم أمسكت بيديه بقوة.
فقال : لدي شريط يهمهم ، شريط يحوي بعض الصفقات الغير مشروعة ، لا بد من أنهم يبحثون عنه الآن، عزيزتي لقد قتلوا الشخص الذي صور الشريط ، إنهم لا يرحمون ، قلوبهم خالية من الشفقة تماما.
ارتجفت (سوزان) وشعرت بهواء بارد يخترق عظامها : ماذا ستفعل به الآن ؟
عندها رن جرس الباب فقالت بسرعة : من يأتينا بهذه الساعة؟
حرك (قاسم) رأسه : إنهم يعلمون بأمر الشريط ولابد ولكن لاتهتمي فقد وضعته في خزنتي في البنك تحت اسمك يا حبي.
ازداد رنين الجرس فوقف وقال : سأفتح الباب.
وقفت (سوزان ) وقالت بعصبية : هل جننت لن تفتح شيئا … قلبي ينبئني بأمر سيحدث …
كانت عيناها تتوسلان إليه ، هو يعلم تماما أن إحساسها لا يخطئ و لكن عليه فتح الباب فقال : اذهبي إلى المخزن المخفي في سقف الغرفة المجاورة إن حصل شيء .. هيا لا بد من أنه أحد الجيران .
ارتجف صوتها : أحد الجيران و تريد مني الصعود إن حصل لك مكروه …
دفعها برفق : هيا يا عزيزتي لن يحصل لي أي مكروه …
نظرت (سوزان) إليه إنها تعلم تماما أن ليس بإمكانها إقناعه بشيء و لو بالقوة … القوة … من هؤلاء ؟ ، اتجهت عندها إلى الغرفة و نظرت من النافذة إنهم رجال يرتدون ثيابا لائقة و لكن لا هنالك من يحمل مسدسا
و صرخت : لا ،و في أعماقها دوى صوت الرصاصة و بعدها صوت (قاسم) الذي تمتم بكلمات غير مفهومة ذات إيقاع غريب فتأوهات بصمت ، وتسرب الألم إلى داخلها كالشوك ، نظرت حولها ثم أمسكت بمقبض حديدي في السقف لتصعد إلى الأعلى و من ثم انحنت لتصبح داخل مخزن ضيق ، رائحة العطن تملأ المكان ، أمسكت بالفراش بقوة و أغمضت جفنيها لتفتحهما بقوة ، فقد أخذت تقنع نفسها : أنا بكابوس … علي أن أستيقظ علي … لا هنالك صوت خطوات تحتها … لقد اختفت الخطوات .. صوت سيارات تنطلق … ، بعد ذلك بساعات خرجت من المخزن لتجد الفوضى تعم المكان ، أخذت تبحث في الظلام عن مفتاح الإضاءة فتعثرت بشيء ما … ، جلست على ركبتيها و الدموع مجمدة في عينيها ، و في ضوء الشارع الذي انبعث من الباب ، رأت وجهه …


يتبع


القاصة الصغيرة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس