عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-09, 11:07 PM   #29

ابتسامة أمل
 
الصورة الرمزية ابتسامة أمل

? العضوٌ??? » 431
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » ابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

9. خيار مثالي
***********

مشت روز مئتي ياردة قبل يلحق بها ماثيو , قال بنبرة ملؤها الرضا,
((حسناً! أظن ان الآمور سارت بشكل جيد , لا تظنين هذا؟))
توقفت روز تماماً واستدارت لتواجهه.
((لا أظن أها سارت بشكل جيد , أظنها كانت كابوساً حقيقياً. وذلك انت.))
إنخفضت رموش ماثيو لتخفي عينيه جزئياً . لكن ليس قبل ان تلتقط روز اللهو الخبيث الذي يتراقص في أعماقهما, وسألها
((هل قلت شيئاً أغضبك؟))
ذلك التصرف البريىء جعل روز تصر اسنانها , سألته
((ما الذي جعلك تظن هذا الآن؟))
ساد صمت مروع قبل ان تنفجر ضحكة ماثيو الدافئة, يقول معترفاً
((أقر بأنني اعاني من رؤيتك الشريكة الاقوى في العلاقة السادية الماموشية.))
اتسعت إبتسامته الساخرة حين رفعت روز يديها الى خديها الملتهبتين . شعرت بضيق قوي في نفسها, وردت عليه
((اخرس))
نصحها ماثيو
((إهدائي, أتخيل انهم يفكرون ببساطة اانا نتمتع بعلاقة حميمة سطحية.))
سألته روز
((هل تظن ان هذا يشعرني بالتحسن؟))
ثم تابعت مؤنية
((ربما تحب انت مناقشة شؤون حياتك الخاصة مع أي كان , لكنني أفضل ان تبقى حياتي بمنأى عن الاخرين.))
((لا استطيع ان اكون بعيداً عن حياتك الخاصة , من هو حبيبك ,روز؟))
زاد احمرار البقعتين البراقتين على خدي روز لتصبحا بلون القرنفل الاحمر.
وأعترفت من دون تفكير
((لا حبيب لدي , لم يكن لدي قط.......))
أصغت روز الى ماثيو وهو يضحك بنعومة على الفكرة, فيما أطبقت أسنانها على بعضها بقوة , وقالت له
((أصبحت تعرف الآن سري الصغير.))
((لا تقلقي! لم أخذ كلامك على محمل الجد.))
((لكنني اتكلم بجدية.........بجدية تامة.))
واجهت روز صعوبة في الحفاظ على رباطة جأشها في وجه نظرته الثابتة , لكنها بالكاد استطاعت ذلك, وقالت له
((اسمع ماثيو, انت لا تدفع لي الكثير.))
التوت شفته العليا وأجابها
((كم تريدين؟ ربما انا مستعد للدفع.))
انتفض شيء ما في داخلها, وجاء رد فعلها انعكاساص لا ارادياً بحتاً, بحيث رفعت يدها لتصفعه على خده, إلا انها لم تتوقع قط ان يتحرك ماثيو بسرعة ليمسك بيدها ويلصقها بجانب وجهه.
آه, يا إلهي, انا اسفة.))
انهمرت الدموع بغزارة من عينيها فيما رأته يفرك يدها على بقعة من خده, ما لبثت ان اضافت
((لا , انا لست آسفة, فأنت تستحق ذلك.))
أنزل ماثيو يدها وقال
((نعم, أستحق ذلك , إنه خطأ لا يغفر , وانا آسف.))
أضمحل الغضب على وجه روز, وسألته
((أحقاً؟))
هز ماثيو رأسه , وأجاب
((ما سأقوله ليس عذرا , لكنني ساخط الى أقصى الحدود.))
وضع يدا على الحائط بجانب رأس روز واتكأ عليها, وعيناه الجذابتان تنجرفان ببطء على وجهها.
انقبض صدر روز, حتى انها بالكاد استطاعت ان تأخذ انفاسها,فيما تصارعت بداخلها غريزتان متضاربتان, راحت المنطقة العاقلة في رأسها تحثها على التراجع, والمنطقة الآخرى تحثها على الإنحناء نحوه, على اي حال , لم تستطع التراجع لانه ما من مكان اخر تذهب اليه . كان ظهرها ملاصقا تماما للحائط.
تأوهت روز وهي تدير راسها بعيدا عن الأصبع الذي مرره على خدها الناعم
((ماثيو .......انت......... هذا......))
ابتلعت ريقها وعقدت نظرات عينيها ضبابية, كان ماثيو على وشك ان يعانقها عندما ارتفعت الاصوات المختلفة في ضحكات قادمة من الرواق.
ما الذي دهاها؟ أطلقت صرخة قصيرة حادة بسبب رعبه, وتملصت من ذراع ماثيو الضاغطة , وأخذت تمشي بسرعة , راجية من الله الا ترتخي ركبتاها وتسقط ارضاً.
راقبها ماثيو وصدره يرتفع وينخفض في انسجام مع وتيرة تنفسه السريعة, يستطيع تخيل بعض النساء وهن يتمايلن بتكلف في محاولاتهن لتلفت انظار الرجال لكن روز ليست كذلك, لم يكن هناك اي اثر للتكلف او للمكر في مشيتها.
إنه امر لا يصدق, إلا ان روز تجهل تماما انها تجسد المثال الأنثوي الأكثر روعة بالنسبة للجنس الآخر, ذلك النوع من النساء الذي يتمن الرجل ان يستفيقوا بقربه في الصباح.
لكن روز بدت كتلة من التناقضات, وجدها في تلك الليلة مرتمية على سريره, والآن يحمر خداها خجلاً كمراهقة غير خبيرة إذا ما تحول الحديث بينهما الى نقطة حميمة جداً.
أظهرت روز له وجهاً بارداً , وأدعت انها لا تهتم به,لكن ماثيو عرف انها تكذب, عرف انها تشعر بجيشان التوتر الحسي بينهما بنفس القوة التي يشعر هو بها, رأى عينيها تتمددان فتصبحان بركتين سودلويين , وشعر بجسدها يرتجف حين التقت اصابعهما بالصدفة , كذلك شعر بالحرارة تحت مظهرها البارد ذاك.
لا شك ان حبيبها السابق أحمق, فجراء إهانته فقدت روز ثقتها بنفسها, وحاولت ان تستعيدها من خلال إقامة علاقة عرضية مع غريب محض......معه. هل كان رفضه لها تلك الليلة الدافع الذي جعلها تتراجع؟
ناداها ماثيو بصوت مرتفع قائلاً لها
((ألم تقرأي تفاصيل العقد روز؟ لا وقت للراحة, ولا حتى للتصرفات الحسنة, لنواجه الآمر..... انتِ لم تتصرفي بطريقة جيدة هناك.))
التفتت الى الخلف, وأتسعت عيناها حين رأته واقفاً بجانبها تقريباً , قالت له
((لم يُذكر قط انني سوف أقيم علاقة حميمة معك, وليس هناك اية إشارة الى ذلك, أو حتى تفصيل بهذا الشأن , انت تختلق القوانين بحسب أهوائك.))
تاقت لأن تمسح تلك الإبتسامة الساخرة عن وجه ماثيو
((أتعلم ما أفكر فيه؟))
((أرتعد من التوقع.))
كانت ترتعد هي ايضاً , هذا ما أدركته روز , وهي تلاحظ بعبوس خائف هذا التطور الجديد.
((أعتقد أن الآمور تجري حسب خطتك, انت لا تريد ان يوافق ابوك على عروسك.))
((نظرية مثيرة, لِمَ اريد ان يرفض ابي زوجتي؟))
((لأنك تستمع بلذة سادية حين تقوم بعكس ما يريدك ان تفعله.))
لم يكن لروز ادنى فكرة عما كانت ستقوله, لكنها عرفت من خلال حدسها ان ما تقوله كان صحيحاً.
((إن أبي......))
((آه, هو سيء بقدرك تماماً, أستطيع رؤية هذا , وانا حقاً لست مهتمة بمعرفة تفاصيل علاقتكما.))
سماع ماثيو الحديث عن علاقته بأبيه جعله يصمت في ذهول.
قضمت روز شفتها المرتجفة , وتنحنحت , ثم أضافت بصوت جاف
((أخترتني لانك عرفت انني لا اناسبك.))
آه, لماذا ألمتها هذه الحقيقة كثيراً؟
هز ماثيو رأسه يميناً وشمالاً , ومد يده نحوها, تراجعت روز وقد بدت عيناها واسعتين وحذرتين, بدت نظراته جامدة كالصوان وهو يقول رافضاً ان يعتبر الآمر جدياص
((انا لم أخترك, كان هذا إتفاقاً ذا فائدة لكلينا, بالرغم من انني اعترف انه لم يبد مناسباً بقدر كبير حتى الآن, تكمن السخرية في انني اكتشفت انكِ الخيار المثالي.))
((أتعرف ؟ لا شيء في الاتفاق الرسمي موضوع لمصلحة الطرفين معا, إذا اخترت ان ارحل, لا يمكنك فعل شيء لإيقافي......))
((انت تستخفين بدهائي.....))
رفعت روز ذقنها وقالت
(( لكن ليس بفظاظتك وخشونة كلامك.))
التقى حاجبا ماثيو بخط داكن, وقال
((هذا ما يقوله معظم الناس عن ابي))
((لم يسبق لأشخاص قبلي ان يجبروا على تمضية القدر نفسه من الوقت برفقتك كما افعل انا.))
ادعى ماثيو انه لم يسمع مقاطعتها , والقى على وجهها نظرة فضول وسألها
((أبي....... انت لست خائفة منه, أليس كذلك؟))
ومضت في راس روز صورة رجل الأعمال اليوناني الضخم الكتفين , وأجابته
((لِم عل ان اكون خائفة؟))
أما إبنه فهذا شيء اخر.
ادارت رأسها بقوة , وأرتجفت قليلا فيما التقت عيناها بنظرته الجانبية
((هو غني وقوي.))
((ليس لديه ما اريده او احتاج اليه, لم علي ان اخاف منه؟ أما انت, من جهة اخرى.....))
((هل تظنين أنني خائف من ابي؟))
((أفترض انك تعتقد ان الخوف علامة ضعف.))
((لا , اعتقد ان الخوف يدل على التفكير السليم.))
((آه, هلا تتوقف عن الظهور وكأنك تسيطر على أحاسيسك جعلت همك محصوراً بعلبة معدنية مجنونة , فيما يدفع الناس المال لشراء البطاقات ويقفون صفوفاً بإنتظار ان تشق طريقك إليهم,إن من يختار ان يرتزق بهذه الطريقة.......))
ضربت روز جهة من رأسها برفق وأكملت
((إنه مس من الجنون))
((كنت بارعاً في القيام بذلك.))
رفعت روز عينيها في دهئة ساخرة, وقالت
(( أتعني ان ثمة أشياء لم تكن بارعاً فيها؟ ظننت انك لامع في كل شيء , ما عدا......))
أضافت روز بإبتسامة ملتوية بشفتيها
((......التعامل بلطف مع أبيك.))
((انا..... اتظنين انه خطأي؟))
ظهر على وجه ماثيو الحنق وأطبق فكيه
((حسناً ربما يقع الخطأ عليكما أنتما الأثنين , اليس كذلك؟ لا تستطيع ان تنكر انك لا تبذل مجهوداً لتكون لطيفاً . حين تتواجدان معاً.يعم جو من الغضب.))
((هو يظن ان الإبن الذي مات هو من كان يجب ان يبقى حياً, والعكس صحيح.))
ماثيو؟! الرجل الأكثر حيوية بين الرجال الذين التقتهم في حياتهم....يموت؟ هزت روز رأسها في إعتراض صامت عنيف على الفكرة, ثم رأت الأرض تتحرك نحوها.
تنهدت إرتياحاً حين استقر العالم من حولها لكنها لم ترخ قبضتها عن العمود المزخرف الذي تثبتت به.
بالطبع ندم ماثيو على ما قاله فور خروج الكلمات من شفتيه, إذ بدا كأنه يفتش عن التعاطف او الشفقة وهذا ابعد ما يكون عن رغبته, ندم على ما قاله اكثر حين رأى عيني وز ذات اللون الكهرمائي ممتلئتين بالشفقة.
شعرت روز برغبة في ان تلف ذراعيها حوله وتجذبه نحوها, لكنها عرفت انه لا يقدّر هذه الحركة تماماً , فهذا يعني الإعتراف بأنه شخص مظلوم تماماً.
تساءلت عن السبب الذي جعل بعض الرجال, يواجهون صعوبة في الإفصاح عن مشاعرهم, قالت
((انا متأكدة من انه لا يعتقد هذا.))
توقفت برهة وعيناها تجولان على وجه ماثيو الداكن. ثم أكملت
((قال لك ذلك بالفعل , أليس كذلك؟))
تحول تعبيرها المهدئ الى نقمة غضب, كيف يمكن لأي رجل أن يقول شيئاً كهذا لإبنه؟ تمنت لو إنها تستطيع ان توضح فكرتها للرجل الكبير الأناني.
((كان اليكس عكسي تماماً.))
قصد ماثيو بهذا ان يجد سبباً او عذر لتصرف أبيه.
سألت وز غاضبة
((لِمَ تركتما ذكرى اخيك لتشعركما بالنوفور من بعضكما؟هي الشيء الوحيد الذي يجمعكما معاً.))
وأضافت
((أنتما الاثنين أحببتماه))أكثر.
((إسمعي ! لم أجلبك إلى هنا لتصالحيني مع أندريوس , لا أدفع لكِ لتكتبي في عامود الإعلانات الشخصية في الصحيفة.
رأى ماثيو إجفال روز, لكنه قسى قلبه إزاء الألم الظاهر في عينيها الذهبتين . تصلبت روز في مكانها.وقالت
((لا تقلق , لن أنسى مكاني مجدداً.))
((مكانك ليس في عقلي.))
ثبت ماثيو يداً على رأسه وتأوه ساخطاً قائلاً
((آه, بحق السماء , لا تنظري ألي هكذا. ))
((أين هو مكاني ماثيو, ؟اود ان اعرف فحسب))
جالت عيناه اللاهبتان على وجهها وأجابها وهو يستدير ليغادر بخطوات واسعة
((اللعنة , في سريري))
************

عرفت روز ان ماثيو في الغرفة حتى قبل ان تتسع فتحتي انفها إستجابة لرائحة جسده العطرة.
((كنتِ تبكين.))
الألم الواضح والعينان المتوهجتان باللون الأحمر وأثار الدموع على خديها جعلت شبئاً ما داخل ماثيو يضطرب. ردّت روز , فيما بقيت نظراتها متجهة إلى الأمواج المتهامسة على الشاطئ المضاء بنور القمر
((انا أبكي دائماً حين أغضب.))
خلف عظام الجهة اليسرى من صدرها راح قلبها ينبض كالعصفور المحجوز.
((هل بكيتِ لأنكِ اعتقدتني لن أرجع؟))
اتى صوته الدافئ كالعسل من ورائها تماماً, شعرت بالشلل بسبب الضعف الغدار الذي انتشر فيجسدها باكمله, إلا انها استطاعت ان تهز كتفيها , وتسأله ببرود
((هل نسيت شيئاً؟))
وفيما أدارت روز رأسها وهز ماثيو رأسه إيجاباً. أرادت ان ترفع نظرها عنه لكنها لم تستطع ان تتوقف عن التحديق به , بدا شعره الداكن اللامع مبعثراً بطريقة مثيرة بالرغم من انه مرر أصابعه لتوه فيه, لكن عينيه هنا اللتين جعلتا معدتها تذوب , فقد بدتا متوهجتين كالفضة الذاتية.

تنحنحت روز إلا ان الكلمات ظلت عالقة في حنجرتها.
هبت نسمات ريح نفشت شعره وجعلت روز ترتعش.
أدارت ظهرها بإتجاه ماثيو وأغمضت عينيها وقالت
((إذاً , خذ ما شئت وارحل.))
((هذا هو هدفي.))
شعرت روز بدفء انفاسه على عنقها , سرت رجفة مخدرة على إمتداد عامودها الفقري.
((ما الذي تنتظره؟))
فتحت عينيها فجأة حين أمسكها ماثيو بعد لحظة من كتفيها وأدارها كي تواجهه, بدت خطوط وجهه مشدودة بالغضب والسخط.
((أنتظر ان تتوقفي عن الإدعاء بأن ما يحدث ليس موجوداً))
نظر ماثيو إليها فيما أرسلت الأشواق الملتهبة في عينيه الرائعتين موجة عنيفة من المشاعر التي تذيب العظام في جسدها.
((لا شيء يحدث ,إلا إنني ألتقط البرد وانا واقفة في هذا التيار الهوائي.))
رفع ماثيو يده ورسم خطاً حول محيط رأسها من دون ان يلمسه , بالرغم من ان اطراف أعصابها إستجابت وكأنه قد فعل , لم يكن في صوته عادة اي نبرة قوية , إلان انه حين تكلم في تلك اللحظة بدا صوته مضخماً.
((يبدو شعرك براقاً في هذا الضوء.))
إبتلعت روز ريقها وهزت رأسها إذا إستمر على هذه الوتيرة , فسوف يصصلان الى نقطة اللارجوع من دون ان تسنح لها الفرصة كي تشرح ان ليس هذا ما تريده...... بل هو ما تريده لكنه غير مناسب.
((وبشرتك تبدو كضوء القمر, ناعمة جداً..... رقيقة جداً.))
هذا الصوت الخفيض الخشن الصادر من حنجرته تغلغل في داخلها ببطء, وبالرغم من مكافحتها , لم تستطع ان تحرر نظرها من عينيه العميقتين المشعتين اللاهيتين وهما تلتهمانها, تذبذبت رعشة داخل جسدها فيما مست أطراف أصابعه جانب خدها مساً رقيقاً.
أغمضت روز عينيها وهزت رأسها يميناً ويساراً وهي تحاول بشدة ان تتمسك بمظهر يوحي بالسيطرة على نفسها وسلامة عقلها, لكن عبثاً....
((لا اعرف لما تحاولين ان تحاربي هذا, نحن لا نستطيع السيطرة على أحاسيسنا , إنه شيء مطبوع في حمضننا النووي.))
((هل توهم الكثير من النساء بأن الآمر مجرد تفاعل كيمائي ماثيو؟ ))
اتسمت خطوط وجه ماثيو الواضح المعالم بالغضب, وقال لها
((انا اقول إن ما نشعر به هو اساسي مثل لون عيوننا ,قد لا تحبينه لكن عليكِ ان تعيشي معه.))
ردت روز
((لا بد انه تفسير ملائم لك, لكنني لست مجبرة على العيش معك , وليس علي بالتأكيد أن أقيم معك علاقة حميمة.))
توهجت عينا ماثيو فيما انحنى بالقرب منها ليهمس في أذنها
((سوف يكون ذلك رائعاً))
أمسكت روز حافة قبة فستانها فيما غزت الحرارة بشرتها , وبقلب ينبض بالتوتر , ابتلعت ريقها وهزت رأسها يميناً ويساراً.
أطلق ماثيو صوتاً اشبه بالدمدمة من صدره فيما هو يمسك ربطة عنقه غير المحكمة الربط ويرميها على الارض , وقال لها
(( هل تحاولين ان تقولي انكِ لا تريدينني ان تشاركيني السرير؟))
حاجته الملحة ليشعر بها بالقرب منه, ليغمرها بذراعيه ويدفن وجهه في أنحاء عنقها ,جعلته نافذ الصبر , إن لم تتجاوب روز معه فمن الممكن ان يخسر ما بقي له من رجاحة عقله.
قتلت كلماته الإنكار على شفتي روز في اللحظة التي برز فيها التحدي القوي في كلماته, ابتلعت ريقها وقومت كتفيها.
((إن مجرد رغبتك في شيء ما لا يعني انه فكرة جيدة.))
((لكنك تتوقعين إلي كما أتوق إليك تماما. إذا كنت لا تريدينني اقفلي الباب فحسب.))
سحب مفتاحا من مكان ما وقدمه اليها.
التقطت روز شفتها السفلى بين أسنانها فيما راحت تنظر إليه, وبعد لحظة إنطرح المفتاح أرضا.
((بالكاد تستطيعين الوقوف . انت ترتجفين بكل ما للكلمة من معنى, ولم ألمسك بعد.))
ابتلع ماثيو ريقه وهو يضيف
(( ألديك اي فكرة ماذا يفعل بي هذا الإحساس؟ ان اعرف انك ضعيفة تجاهي؟))
((انا كذلك.))
حدقت روز في عيني ماثيو وهي ترى انعكاس صورتها بالإضافة الى المزيج الملتهب للعواطف التي تظهر فيهما, راح قلبها ينبض بإهتياج شديد, وبالكاد إستطاعت ان تتنفس فيما رفعت يدا لتلمس البقعة الحمراء على خده الجذاب حيث انتفض عصب, أدار ماثيو راسه والتقط يدها , ثم جذبها الى شفتيه.
خرجت من شفتي روز تنهيدة قوية مفاجئة ومقطوعة,
((هل انت بخير؟))
قالت روز وهي تطمر راسها بين زاوية ذقنه وكتفه,
((أشعر بالذهول.))
((حسنا, يا روز المذهولة , اظن انه علينا ان نأخذ هذا النقاش الى غرفة النوم.))
وضع يده الأخرى حول خصرها وسحبها الى مستوى اعلى والى درجة اقرب منه.
لم تشعر روز قط من قبل بمثل هذا الإندفاع وتلك المشاعر تجاه اي رجل من قبل , لكن شعورها تجاه ماثيو ديمتريوس , ومنذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناها عليه بدا مختلفا.
أدركت بإحساس من الراحة انها تخطت حدود الخوف والتفحص المعقد لأحاسيسها ومحاولة فهمها. حتى لو كان هذا اسوأ قرار تتخذه في حياتها, فإنها ستتخذه حتى ولو بقيت طوال حياتها نادمة عليه. إنها تتوق الى ماثيو كثيرا, وبدا ذلك اهم من التنفس , بل إنه يمثل بقائها على قيد الحياة.
لأول مرة في حياتها , فهمت روز المعنى الحقيقي للشغف الذي تملكها كلياً, لقد التقت حب حياتها , وحتى لو لم تستطع ان تمضي بقية أيامها معه , فإنها مصممة على الإشتمتاع بكل لحظة تمر بها.
((أنتِ تعرفين كم أريدك!))
همست روز بصوت أجش كان على ماثيو ان يجاهج ليسمعه
((قل لي.))
((لطالما تخيلتك مرتمية على سريري وشعرك مبعثر على الملاءة الحريرية........ منذ اليوم الذي التقيتكِ فيه.))
آه! هل يتخيلها واحدة من العاشقات الخبيرات؟بدأت الأحاسيس المتزعزعة تجتاحها, عليها انم تقول له حقاً منذ البداية إنها ليست خبيرة....إنها المرة الآولى......
((ما الخطب؟))
((انت تقول هذا الآن لكن.....))
((أخرسي.))
قربها منه وعانقها فلم يكن لديها خيار اخر. على اي حال بعد مضي ثانيتين فقط , نسيت روز ما كانت تريد ان تقوله , وبعد ثانية اخرى نسيت اسمها نفسه.
حلها ماثيو عبر الغرفة الى سريره وعيناه مثبتتان عليها.
جلست روز وذراعيها ممدودتان نحوه, فلم يستطع ماثيو مقاومة الدعوة التي ظهرت في عينيها الذهبيتين الرائعتين لحظة اخرى, فأنحنى وجلس بقربها على السرير.
فكرة واحدة سيطرت على ذهنها:أحبك.....آه , يا إلهي! أحبك...
تراجعت قليلاً ونظرت اليه , فإبتسم إبتسامة بطيئة أشعرتها كأنقبضة تشتد في أعماق أحشائها....
((أنتِ جميلة يا حبيبتي....))
إجتاحت جسدها حرارة ملتهبة , وهمست تسأله , وهي تجبر الكلمات على الخروج من حنجرتها المفعمة بالعاطفة المؤلمة,
((أبهذه الطريقة بدوت في تخيلاتك؟))
إبتسم ماثيو إبتسامة عنيفة أثارتها في أعماقها, وقال
((أنتِ تخيلاتي الجامحة, يا صغيرتي.))
بقي تأوه حاد عالقاً في حنجرة روز فيما تحركت يده لتعبث بخصلات شعرها , فكرت روز , لا شيء يمكن ان يكون أفضل من هذا وكانت مخطئة....
أخذ رأسها يدور ممتلئاً بخدر ممتع لم تشعر به من قبل, حين حملها ماثيو الى عالم من الإنسجام والإتحاد لم تزره يوماً حتى في أحلامها.


ابتسامة أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس