عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-18, 09:16 PM   #4478

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

اقتحام كنان للمكتبة في وقت ما من الصباح دافعا الباب بقوة وكأن العالم كله يطارده ... لم يكن غريبا على الإطلاق عن ريان ... إلا أنه عرف منذ رفع نفسه عن دفتر الحسابات حيث كان يعمل لينظر إلى وجه أخيه .. بأن الأمر هذه المرة مختلف ..
هتف كنان بدون مقدمات ودون أن ينتظر من ريان استفسارا :- أظنني سأغادر المنزل .. إلى الأبد هذه المرة ..
أدار ريان عينيه إذ كان كنان يقول هذا في كل مرة يلجأ فيها إلى ريان بعد شجار جديد مع أحد والديه .. وهو يقول :- ما الذي حدث هذه المرة ؟؟؟
تهكم ريان لم يخف عن كنان الذي توقف قائلا باستنكار :- أنا جاد ... أنا حقا سأغادر البيت هذه المرة دون رجعة ... لن أسمح أبدا لهما بالسيطرة على حياتي مجددا ..
حسنا .. غضب كنان هذه المرة لم يكن مفتعلا على ما يبدو ... كما لم يكن نوبة دلال أخرى من شاب اعتاد دائما على الحصول على ما يريد ..
قال باهتمام وهو يترك ما بين يديه تماما :- ما الأمر ؟؟؟
:- والدك وزوجته ... ينويان تزويجي ..
بصعوبة ... وبإرادة من حديد .. منع نفسه من الانفجار ضحكا .. مدركا مدى إحباط أخيه نصف الشقيق .. حافظ على رزانة ملامحه وهو يقول :- حقا !
:- وكأنني طفل صغير لا إرادة له .. وكأنني لا أستطيع التفكير بمفردي .. وكأنني لا أستطيع اختيار شريـ ...
توقف عن الكلام عندما أدرك فجأة بأنه وريان لم يكونا الشخصين الوحيدين في المكتبة .. رفع رأسه عندما سمع صوتا مكتوما قادما من الأعلى .. لينظر مباشرة إلى عيني وردة التي كانت تعتلي السلم الخشبي الذي كان ريان يحتفظ فيه في الغرفة الجانبية ليخرجه عند الحاجة إليه .. حيث كانت منهمكة في نفض الأغبرة عن بعض الرفوف العلوية ..
أحس كنان بالدماء تتصاعد إلى أذنيه وهو يتذكر لقاءهما الأخير في المستشفى .. وشهادتها أكبر لحظات ضعفه .. ثم يدرك سماعها لما كان يقوله لريان .. وجد نفسه يهتف بها غاضبا :- هل كنت تتنصتين إلى كلامي ؟؟
بدا الاستهزاء على وجهها وهي تقول :- بحق الله .. وكأنني أهتم لأي شيء تريد أن تقوله ..
بهدوء وبطء مستفز .. ترجلت وردة عن السلم .. وسارت نحو الباب وهي تقول لريان متجاهلة كنان تماما وكأنه غير موجود :- سأخرج لأستنشق بعض الهواء النقي ..
عينا كنان اللتان كانتا تقدحان شررا كانتا تتابعانها حتى خرجت تماما من المكتبة .. ليعود ريان فيجتذب اهتمامه قائلا بضيق :- هلا توقفت عن التحديق بها بنظراتك هذه وكأنك تنوي قتلها ؟؟؟ أنا لا أحب هذه السلبية بينكما يا كنان ... أنت أخي وهي صديقتي ... ويجب أن تجدا طريقة ما يتقبل كل منكما الآخر من خلالها ..
كرر كنان بشيء من السخرية :- صديقة !!
لم يعد هناك أي أثر للفكاهة على وجه ريان وهو يقول :- صديقة يا كنان ... أحذرك بأنني لن أتهاون إطلاقا مع أي قلة احترام من قبلك نحو وردة .. أتسمعني ؟؟؟ أنت تعرف جيدا ما أدين لها به ..
حياته ... يعرف كنان هذا جيدا .. إنما يبقى تساؤله بدون إجابة .. هل الامتنان وحده ما يحمله ريان اتجاه وردة .. أم شيء آخر ؟؟
لوح بيده وهو يقول باستخفاف :- آه ... أرجوك .. ومن تكون وردة؟ ... كل ما كان يضايقني هو استماعها لحديث شخصي بيني وبينك ما كنت لأفتحه في وجودها ..
عاد التفكه ليعتلي وجه ريان وهو يقول :- ما ألطف العريس حين يتعرض للإحراج !
كز كنان على أسنانه وهو يقول :- أنا لست عريسا ... ولن أكون كذلك قبل ..... قبل فترة طويلة جدا جدا ..
هز كنان كتفيه وهو ينهض تلقائيا نحو الغرفة الجانبية الصغيرة التي اختفى بابها عن العيان ليعد كوبين من القهوة السريعة التحضير له ولأخيه :- حسنا .. أنت لست شابا صغيرا .. أي أنك قادر تماما على أن تتزوج وتنشئ أسرة ..
احتقن وجه كنان وهو يقول :- أنا أصغر منك بسنة .. أي أن الأولى بأبي أن يسعى لتزويجك أنت أولا ..
قال ريان ببساطة :- لقد حاول بالفعل في العام الماضي ..
حدق كنان بظهره الذي كان ظاهرا له بشكل جزئي عبر الباب من المفتوح من حيث كان يجلس .. هل حاول والده حقا أن يزوج ريان العام الماضي ؟؟ ولماذا لن يعرف هو بهذا ؟؟؟
تابع ريان بهدوء :- طبعا ... ما حدث بعد ذلك .. منعه من متابعة الأمر .. أظنه يراني الآن أكثر عطبا من أن أكون زوجا جيدا لأي فتاة طبيعية .. ربما هو يخاف أن أحرجه مع أي من أصدقائه الذين يمتلكون بنات تنفعن كزوجات مناسبات لأبناء عائلة الطويل .. إلا أن الحقيقة هي أنني قلت لا آنذاك ومنذ البداية دون أن أسمح له بأن يصر أكثر .. لقد كان ذلك السبب الحقيقي لتركي العمل لديه ..
هذه المعلومات أيضا كانت جديدة على كنان ... رغم تحفظه على وصف ريان نفسه بالعطب ...كنان يجد بأن أخيه النصف شقيق أفضل من أن تستحقه امرأة عادية ... ربما هو معطوب .. ومن من أبناء عائلة الطويل لا يمتلك عقدا تميزه عن غيره ... حسنا ... عقد ريان أكثر صعوبة من غيره .. وربما يحتاج التعافي منها بعض الوقت .. إلا أن كنان لم يعرف في حياته شخصية أكثر ارتياحا مع نفسه من ريان ..
ريان لم يسمح قط لكونه من آل طويل أن يحدد هويته ... ريان لم يسمح لأي من مشاكل العائلة أن تمنعه من أن يكون نفسه .. لقد كان شخصا مميزا بكل تفاصيله .. وكل ما يتمناه كنان هو أن يتمكن يوما من الوصول إلى هذا القدر من التصالح مع النفس ..
قال كنان :- أنا لا أعمل معه ... وإن اضطرني الأمر لترك البيت والإقامة وحدي فسأفعل .. إن استطعت أنت من الخلاص من تزويج والدنا المرتب .. فأنا أيضا أستطيع ..
عاد ريان حاملا قدحي القهوة وهو يقول باسما :- الأمر ليس بهذه البساطة .. آنذاك أنا ... حسنا .. كنت أمتلك سببا قويا يدفعني للاعتراض ..
عندما جلس مقابلا لكنان .. تذكر الأخير ذلك الشعور الغامض الذي اجتاحه من قبل حول وجود جانب حزين لا يعرف أحد في حيات أخيه .. جانب يتعلق بامرأة .. امرأة حتما ليست وردة .. أو لم تكن وردة بعد ..
قال في حاجة منه للمعرفة :- هل كانت امرأة ؟؟؟
لوى ريان فمه في ابتسامة باهتة وهو يقول :- كانت ... وما عادت ... ظننت الأمر بيننا آنذاك كبيرا إلى حد يستحق معه القتال لأجله .. إلا أنني كنت مخطئا ..
ثم رفع رأسه إلى كنان قائلا :- هل هناك امرأة في حياتك تمنعك من الاستجابة لمطلب أبينا يا كنان ؟؟
ظهر الامتعاض فورا على وجه كنان وهو يقول :- أعععع ... وكأن أي امرأة أعرفها تستحق أن أقيد حياتي لأجلها ..
:- هذا يعني عدم وجود سبب حقيقي يمنعك من التفكير بالأمر جديا .. وأنا لو كنت مكانك .. وأعاني مثلك من الافتقار لسبب يدفعني للإنجاز في حياتي .. لفكرت في الخوض في الأمر أملا في أن أملأ الفراغ في حياتي أخيرا ...
هتف كنان بغضب :- تبا يا ريان .. هل تحاول إقناعي بالزواج من امرأة بالكاد أعرفها فقط لأنني لا أمتلك شيئا أفضل لأفعله ؟؟؟ رباه .. الفتاة حتى لا تعجبني .. هل تحسب أنني أقبل حقا بأن أتزوج فقط كي أنجب لأمي الحفيد الذي تريد ؟؟؟ هي حتى لم تفكر باحتمال أن أنجب بنتا لا تعتبرها حفيدا حقيقيا كما لا تعتبر ابنة أكرم الأولى ... وكأنني أقبل أصلا بأن أحضر جمان أخرى إلى عائلة لا تعرف معنى للحب العائلي أو الاهتمام الحقيقي ..
عند ذكر جمان ... ارتسم التعاطف التام على وجه ريان وهو يقول :- أنا لا أقنعك بأن تتزوج يا كنان ... أنا أعرف فقط بأن أبانا لن يتوقف حتى يحصل على ما يريد .. خاصة لو كانت والدتك هي من وراء الفكرة في المقام الأول .. وأنت تعرفها أكثر مني ..
تبا .... ريان محق .. إن لم يجد كنان طريقة يتخلص بها من إلحاح والدته فإنها لن تتوقف حتى ترغمه على فعل ما تريده بالضبط ..
صوت الباب وهو يفتح منعه من متابعة الحديث فاستدار ساخطا .. ومستعدا لإسماع وردة ما تستحقه من التعليقات المتذمرة لمقاطعتها إياهما .. لينظر إلى شخص آخر مختلف تماما عن وردة ..
لقد كانت تلك الفتاة نفسها .. قصيرة القامة .. ذات الوجه المنمش والوشاح المستفز والمحلى بالأزهار .. عيناها البنيتان كانتا دفاعيتان وهما تنظران إلى كنان ... وجهها شاحب وكأنها لم تتوقع أن تجده هنا .. ما الذي جاءت تفعله هنا إذن ... الفتاة الوقحة والـ .... الكاذبة ...
هتف بها لفظاظة :- ما الذي تريدينه ؟؟؟ هل تتعقبينني ؟؟
احتقن وجهها ... وبدا الحنق عليها وهي تفتح فمها تكاد تقول شيئا لو لم يسبقها ريان فيقول بهدوء :- أنا أظن الآنسة قد جاءت إلى هنا كي تعتذر إليك يا كنان ؟؟
نظر كنان إلى أخيه مستنكرا .. ثم إلى الفتاة ليجد حمرة حرج تعتلي وجهها الآن وهي تتحاشى النظر إلى كليهما بينما تهز رأسها في موافقة على افتراض ريان .. كنان كان أكثر دهشة من أن يقول شيئا وهو يراقب الفتاة تنقل ثقلها بين ساقيها المغطاتين بسروال فضفاض محتشم .. وجهها يزداد احتقانا وهي تقول :- أنا ... أنا آسفة ..
نظرت إلى ريان بطرف عينها ... تبدو عليها قلة الثقة .. قبل أن تقول وكأن شيئا في ملامحه قد منحها الدافع الذي تريد :- لم يكن علي خداعك بتلك الطريقة ... أنا أيضا آسفة لأنني ... مممم ... كنت فظة ذلك المساء في المقهى ..
أخفضت رأسها وهي تحيط نفسها بذراعيها .. بينما ظلت مكانها قريبة من الباب .. وكأنها تستعد للهرب عند أي لحظة .. قال ريان مستغلا صدمة كنان من الموقف الذي لم ينتظره إطلاقا ... أن يأتي شخص أساء إليه فيعتذر دون أن يكون بحاجة حقا لأن يعتذر ... تبا .. كنان كان هو من طلب من الفتاة أن تساعده على الغش في الامتحان في حين لم يمتلك الحق في هذا :- أنا متأكد بأن كنان أيضا آسف على سوء تصرفه آنذاك .. هذه شجاعة منك أن تأتي إلى هنا لتعتذري إليه .. صحيح كنان ؟؟
حسنا ... اعتذارها لم يكن متوقعا .. إلا أن هذا لا يعني أنه سيسامح الفتاة على جعلها منه أضحوكة .. سوف يفـ ...
يد ريان التي ربتت على كتفه قاطعت أفكاره المتمردة كالعادة بينما كان يقول :- لم لا نتحدث لاحقا هذا المساء ؟ ربما تكون قد وصلت إلى حل مناسب لمعضلتك حتى ذلك الحين .
هل يصرفه ريان لسبب ما ؟؟؟ الفتاة كانت تحدق بقدميها .. ما تزال واقفة وكأنها تنتظر شيئا ... كلمة تسامح منه ربما ... رباه ... ربما عليه فعلا أن يخرج ..
همهم بكلمات غير مفهومة ودع بها أخيه .. قبل أن يتجاوز الفتاة مغادرا دون أن يقول أي كلمة ... وقبل أن يغير ريان رأيه فيوقفه لأي سبب كان ...
عندما خرج أخيرا إلى الرصيف حيث كان هواء الشتاء منعشا في ذلك الوقت من الظهيرة .. وجد وردة واقفة على بعد أمتار من المكتبة ... تعقد ساعديها أمام صدرها ... وتنتظره ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس