عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-18, 09:41 PM   #4894

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الصمت .. خيم على الصالة بأكملها فور أن خطت برفقة لقمان عبر الباب الكبير ... النظرات كلها تركزت فوقها بمزيج من الجمود والرهبة ... لا استنكار ضمنها ... ومن يجرؤ على أن يستنكر فعلا قام به لقمان الكبير .. حتى لو رآه يحضر حفلا كبيرا يقيمه والده ... برفقة عشيقته السابقة ..
الرهبة كان سببها على الأرجح أنها المرة الأولى التي يحضر فيها لقمان الطويل امرأة معه إلى مناسبة اجتماعية .. بحر تعرف هذا لأنها كانت تسمعه مرارا في الماضي خلال الفترة التي كانت تعمل فيها لدى آمال الطويل .. عندما ما كانت الموظفات تتحدثن إلا عن ابن زوج رئيستهن الثري والوسيم والعازب ..
الرجل الذي كان غموضه يجذب النساء حوله كما يجذب النحل وعاء العسل .. دون أن يدرك بأن رفضه لهن .. وحرصه على أن يبقي كل علاقاته طي الكتمان لم يكن يزده إلا جاذبية في أعينهن ..
احتاجت بحر لأن تستحضر كل القوة الكامنة داخلها كي تواجه الاهتمام الذي تركز نحوها فجأة ... مذكرة نفسها بأنه انتقامها منه .. من لقمان الطويل .. أن توصمه بها كما وصمها به مرة .. أن يشار إليه في كل مكان مع عبارة ( الرجل الذي تزوج عشيقته ) .. إلا أن كل ما شعرت به في تلك اللحظة هو أنها كانت تعاقب نفسها لا أكثر .. بمواجهتها المبكرة هذه لكل مخاوفها ومرة واحدة ..
يده أحاطت بخصرها ... وكأنه أحس بتوترها .. قال بهدوء :- لا تقلقي .. لن يؤذيك أو يتعرض لك أحد بينما أنت معي ..
أرادت وبشدة أن تنتزع نفسها بعيدا عن لمسته .. إلا أنها ما كانت لتفعل أمام عشرات الأزوج من الأعين التي كانت تراقبها بضراوة .. تلك الأعين التي كانت تلمع بمختلف المشاعر .. تلك التي حجبت كل ما حولها فلم تعد بحر ترى سوى بريق الصدمة والفضول والغيرة والرفض فيها .. حتى لاحظت الرجل الذي اقترب منهما .. وجهه الذي بدا لها مألوفا قلق وحائر .. عندما وصل إليهما .. تمكنت فورا من إدراك هويته .. إذ أنها لا يمكن أن تغفل عن طوله الفارع .. وملامحه الرجولية التي لم يغير الزمن من وسامتها و قوتها .. تلك التي يحملها لقمان .. لقد كان هذا نعمان الطويل ..
:- لقمان ... لقد كنا في انتظارك ...
عيناه المتسائلتان نظرتا إلى بحر وكأنه ينتظر من لقمان تفسيرا .. فلم يفعل لقمان سوى أن قال وبكل هدوء :- كان علي المرور لأخذ بحر ..
شحب وجه الرجل وهو ينظر إلى لقمان ثم إليها .. الغضب ... رباه ... كيف لها أن تسيطر على الغضب الذي كان يعود ليصحو من غفوته داخلها ؟؟؟
نظرات نعمان الطويل تركزت فوق ندبتها للحظات ... قبل أن يقول بصوت أجش :- بحر ! .. ظننت بأنها قد ... بأنها مسافرة ...
:- لقد كانت مسافرة .. وعادت منذ أيام ... وأنا كنت في انتظارها ...
لهجة لقمان الحازمة كانت واضحة .. علاقتي ببحر لا تخصك .. ولا تخص شخصا آخر .. دفاعه الضمني عنها لم يعجبها .. بل أضاف غضبا إلى غضبها .. هي لا تحتاج إلى دفاعه عنها .. هي لم تأت كي يحميها من أذى الآخرين ... هي رافقته كي تذله .. وتفضحه أمامهم ..
نظر نعمان الطويل إلى وجه ابنه الكبر مليا ... قبل أن تلين ملامحه وكأنه تمكن من رؤية شيء لم تستطع بحر معرفة ما يكون .. ثم التفت نحو بحر قائلا :- أهلا بك يا ابنتي ... أي صديق للقمان هو صديق لي أيضا ..
هدر صوت لقمان بصوت لم يكن مرتفعا ... إلا أنه كان أقرب إلى زئير أسد غاضب :- بحر هي زوجتي يا أبي .... زوجتي رسميا ..
إن كان إعلان لقمان قد سبب أي صدمة لأبيه .. فإنه كان بارعا بما يكفي لإخفائها وهو يقول بهدوء :- هذا رائع ... الآن أنا أمتلك سببا إضافيا للاحتفال ...
التفت فجأة وهو يقول بصوت مرتفع مخاطبا ضيوفه وملفتا انتباههم الذي كان مركزا بالفعل نحوهم :- أرجو الانتباه من الجميع ..
رباه ... هل هو يفعل ما تظن بحر أنه يفعله ؟؟؟
يد لقمان انزلقت نحو يدها ... تعانق أصابعها وكأنه يمنحها الدعم الذي لم تكن تعرف أنها تحتاجه ... بينما قال نعمان الطويل بصوته الجهوري :- كان سبب إقامتي هذه الحفلة .. ودعوتي لأشخاص أعتبرهم أصدقاء أوفياء لي .. هو امتناني لكل الأشياء التي أنعم الله بها علي هذا العام بعد الامتحانات الكبيرة التي مررنا بها في العام الماضي .. أولادي جميعهم بخير .. وإلى جانبي .. وكل ما أتمناه هو أن تقف ابنتي جمان إلى جانبي في مثل هذا الوقت في العام القادم عندما أقيم حفلتي القادمة ..
صمت قصير خيم في الصالة ... جعلها تتساءل عما أصاب جمان ... جمان ! .. زميلتها في الكلية التي كانت سببا غير مباشر في لقائها بلقمان .. هل هي بخير ؟؟؟ ما الذي حدث بينما كانت غائبة ؟؟؟
:- أما الآن فأنا أمتلك سببا إضافيا للاحتفال .... إذ وصل ابني الأكبر .. وبرفقته زوجته ... التي أقدمها لكم وبفخر كبير .. وأرحب بها في عائلة الطويل ... بحر الوالي ..
الصمت الذي ساد هذه المرة كان ثقيلا ... ثقيلا للغاية .. ومختلفا تماما عن الصمت السابق ... ربما هم لم يكونوا يعرفون صورة وجهها قبل الآن ... إلا أنهم قطعا يميزون الاسم ... الفتاة التي تزوجها لقمان الطويل عرفيا قبل عام .. والتي انتشرت صورة عن ورقة زواجها عبر الانترنت فاضحة إياها في المدينة بأسرها ..
الفتاة الرخيصة التي اختفت من الصورة بنفس السرعة التي ظهرت فيها .. كأي فتاة متعة ... ينتهي دورها فور أن تنتهي حاجة سيدها إليها ...
في خضم غرقها في أفكارها السوداء ... دون أن تدرك بأن أنفاسها كانت تتخبط بعنف داخل صدرها بشكل لابد كان مرئيا للرجل الواقف إلى جوارها ... لم تشعر بذراعه تشتد حولها في شبه عناق وهما يواجهان أنظار الجميع من حولهما .. لدهشتها .. بدلا من أصوات الاستنكار .. بدأ الجمع يتحرك تحوهما ممطرا إياهما بكلمات التهنئة .. وكأن فضيحة العام الماضي لم تحدث أبدا ..
مشوشة الذهن ... غاضبة ... كانت تتلقى التهنئة من الآخرين بصمت تاركة للقمان الرد عليهم بصوته الهادئ الذي فضح توقعه لردة الفعل هذه ... وهي التي جاءت مشحونة برغبتها في إذلاله .. ناسية أن لا أحد يمتلك القدرة على إذلال لقمان الطويل .. الذي لا يخضع قط لقوانين الآخرين .. إنما لقوانينه الخاصة فقط ..
تبا ... لم يبد حتى أن أحدهم قد لاحظ ندبتها البشعة .. وكأن مجرد اقترانها بالحكيم قد جعل كل عيوبها الأخرى غير مرئية .. إلى هذا الحد هو قوي .. إلى هذا الحد هو مسيطر .. إلى هذا الحد هو غير قابل للمس .. وهي التي ظنت نفسها قادرة على الانتقام منه ..
فجأة ... الحشود تباعدت ... لتجد بحر نفسها مباشرة أمام الشخص الذي كما تاقت لمواجهته .. كانت تخشى من لقاءه .. عارفة بأنها مهما كانت قوية .. فإنها لن تتمكن من كبت غضبها أمامه ...
آمال الطويل ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس