قبل ذلك الوقت
:- خالي سنغادر المكان
قالتها هند وهي تلملم الاغراض ثم تعود لتفرغها ترتجف كلها من راسها لاخمص قدميها ليقترب منها الخال قائلا
:- ما الامر صغيرتي اهدئي قليلا
:- لا لا اقدر علينا بالرحيل الان قبل ان يستيقظ كنان ارجوك خالي لا تعارض من فضلك
:- لا لن اعارض اريد الفهم فقط سنغادر الى اين ولماذا ؟؟؟؟
شحب وجهها وهي تناظره بتوسل بعيون غارقة بدموع القهر وتقول
:- لقد عرفتني انها تعرفني وستاتي بعد قليل امهلتني هذه الليلة فقط ارجوك خالي
:- اهدئي اهدئي صغيرتي ارجوك تبدين على وشك ان يغمى عليك اهدئي
جلست مقابلة اياه والعجز يحفر ملامحها لتقول اخيرا وهي تبتلع الهواء فيجرح حلقها
:- ارجوك انها خطيبة كنان لقد عرفتني وستخبر سليمان بمكاني اتعلم ما الذي يعنيه الامر سيقتلني اعلم ذلك سيقتلني انا وابني ارجوك لنغادر من فضلك
:- لااااااااااا
قالها الخال قاطعة لتنهض هند بتعثر وتكمل تخبطها ذاك مع الاغراض وتقول
:- سارحل لوحدي لن يهمني الامر
:- ولن تفعلي ذلك ايضا يكفي هروبا صغيرتي الى اين ستذهبين بعد ؟؟؟؟ اخبريني اتملكين هوية ؟؟؟ جواز سفر اي ورقة اثبات ؟؟؟ اتملكين ما تسجلين به طفلك بعد ان يولد ؟؟؟؟ اين ستذهبين ؟؟؟ في كل مكان قد تواجهين من يعرفك فما الذي سيحصل حينها ستهربين من ملجا لاخر ؟؟؟ اي حياة هي تلك الموت ارحم منها بكثير
:- خالي انت لا تعلم لا تعلم شيئا لا تعرف ما الذي كنته وما الذي فعلناه انا وشقيقتك انها اشياء بالغة السواد والشر لا ينفع معها اي شيءسوى الهرب ارجوك تعال معي ساعدني كما وعدت كن معي كما وعدت انا بحاجتك حقا
:- اعلم ذلك
اقترب منها ووضع راسها على حجره مهدئا اياها وقال
:- ولذلك افعل ما افعله ستبقين هنا سنجد مكانا قريبا من هنا من عملك الذي تحبين مكانا ينفع لان يكون موطنا لصغيرك مع اناس طيبين كهولاء
:- خالي
:- بدون اعتراض لن اقبل باي اعتراض ساخرج معكما صباحا لابحث لنا عن مكان
:- انت ؟؟؟ وكيف ستفعل ؟؟؟؟
ناظرها باستخفاف واكمل قائلا
:- التشكيك بقدراتي لن ينفع ايا منا الان هيا استعدي للذهاب وانا ساعد افطارا لنا كلنا
..................
:- من اين اتيتما بهذه الفكرة ؟؟؟؟؟ انا لست موافقا على ذلك
صاح بهم كنان وهو يستمع لرغبة الخال صالح بالبحث عن بيت لهما ليرد صالح عليه
:- وما شانك انت بالامر ايها الولد الامر مزعج لي ومقيد ان لا اقدر على الخروج الا بمساعدة اثنين من الرجال اريد بيتا ارضيا لا سلم فيه وبعد شهور حين يكبر صغيرنا ذاك سيطالب بواحد ايضا
واشار لبطن هند لتبتسم رغم ارتباكها ادراكها بحدس غريب ان الخطر قريب وانه هنا حولها قريب للغاية لدرجة جعلت بطنها يؤلمها بشعور مالوف
:- ولكنني اعتدت على وجودكم معي لا استطيع تخيل المكان دون ان تكونا هناك فكرا بالامر
:- اعدك ان شعورك ذاك سيتغير بعد ان تاتي فتاة العواصف تلك
تعالت ضحكاته المرتبكة على كلمات الخال المازحة وسارو معا كلا نحو وجهته غافلين عن ذاك الذي وقف مراقبا متوعدا مكبلا بذراعين كاد ان يخلعهما من شدة تلويه ونار غضبه التي كادت تحرق المكان من حوله
|