عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-18, 12:09 AM   #2

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الفصل الأول





ربما
شيئا فشيئا
شئنا أم أبينا
نكبر لنصبح نسخة طبق الأصل من أمهاتنا .
لكن ليس من الضروري أبدا أن نضطر أيضا لعيش الحياة التي عشنها .
ليس من الضروري أبدا أن نضطر لاتخاذ نفس القرارات ، لتبني نفس الاختيارات.
و هذا ما أصبحت تعرفه جيدا الآن ،
تماما كما تعرف منذ زمن طويل أنها و إن كانت تحب أمها أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا فإن آخر شيء تريده هو أن تجرب أن تعيش أيامها .
كانت تفكر في كل ذلك و أكثر بينما ترتشف عصيرها ببطء و تستمع لتغزله المتواصل بها بابتسامة مقتضبة و نظرة بعيدة.
بعد دقائق وضعت كوبها الفارغ على الطاولة المستديرة بهدوء لا يعكس ما بداخلها ، مسحت شفتيها و الابتسامة التي فوقهما بكل أناقة ثم نهضت واقفة فجأة لتنحني قليلا نحوه و تُفَاجِئَه أكثر و هي تنزع خاتمه من إصبعها و تلقيه بلامبالاة في فنجان قهوته .
- شاهيندا ؟ ل...ل..لماذا ؟!! نطق أخيرا و هو يتأملها بذهول

استدارت لتسير مبتعدة عنه وعن وجهه الوسيم المصدوم ، لا يستحق عناء الرد عليه فبالنسبة لها أصبح مجرد بطاقة محروقة أخرى.
الآن عليها أن تركز جميع جهودها في البحث عن عريسها المستقبلي .
أسرعت بخطاها إلى الخارج و هي تتساءل متى ، كيف و أين سيكون بحثها .
ربما من الأفضل هذه المرة أن تكف عن المحاولة و تترك الفرصة لعريسها المجهول ليتلحلح قليلا من مكانه و يبحث عنها ،
ابتسمت باستخفاف تنفي عنها هذه الفكرة البالية فبالنسبة لها مضى ذلك الزمن بلا رجعة .
ذلك الزمن الوديع حيث تجلس المرأة ملكة مُتوّجة يأتيها الخطاب يطلبون يدها الكريمة ،
هذه الأيام هي أيام متوحشة ، على المرأة فيها أن تبحث بنفسها و لا تنتظر ما سيجلبه لها بختها و إلا وقعت في إحدى العاهات المنتشرة كانتشار الذباب في يوم من أيام أغسطس .
نعم عليها أن تبحث و تفرز على مهلها ، ليس على مهلها جدا بالطبع و إلا فسيفوتها ذلك القطار الغبي .
زفرت بحرقة و هي تفكر بسخط أن هذه ثالث خطوبة تفسخها ، و كلهم كانوا من نفس الصنف : وسيم ، ثري و خائن خوّان مثل كلب البحر.
منها لله تلك المعدمة التي خطفت منها ابن خالتها ماهر ، كان الرجل الوحيد المثالي من أجلها في هذا العالم و الآن ها هي تتنقل من سوء حظ لآخر بينما تلك الدخيلة تنعم بحياة مثالية معه ،
حياة كان من المفروض أن تكون حياتها .

- شاهيندا
تجاهلته و استمرت بالسير و هي تسمعه يناديها بغضب و لكنه أجبرها على التوقف و هو يشدها إليه بقوة .
نفضت يده عن أعلى ذراعها باحتقار ثم رفعت وجهها إليه بملامح جامدة.
- أفهميني فقط لماذا ؟

دون كلام فتحت هاتفها بسرعة و أرته ذلك الفيديو ، راقبت باستمتاع تمتزج معه المرارة تعابير وجهه المتغيرة و نظراته المراوغة :
- أستطيع أن أشرح لك كل شيء يا شاهي فقط أعطني فرصة
- كل شيء مرة واحدة ؟؟ قالت ببرود ، كلا لن أتعبك إلى تلك الدرجة ، فقط اشرح لي لماذا تجلس تلك الرخيصة على حجرك و لماذا تبادلك القبلات بشغف .
- الموضوع و ما فيه أنني رجل يا شاهيندا و لديَّ رغبات كما تفهمين و..
- و ؟

قال بضيق :
- و أنت صعبة جدا بصراحة ، تعقدين الأمور ، تصرين أن نطيل فترة الخطوبة حتى نعرف بعضنا أكثر و في الوقت ذاته ترفضين أية علاقة بيننا
- تريدني أن أصبح زوجتك و أنا ما زلت خطيبتك ؟
- كلا يا شاهي ليس إلى ذلك الحد و لكن على الأقل كان بإمكانك أن تعطيني تصبيرة من حين لآخر.

تصبيرة !! ابتسمت رغما عنها فسارع يقول برجاء :
- كانت نزوة يا شاهيندا لا أكثر ، الأخيرة صدقيني ،
تأكدي أنه بعد زواجنا لن يكون هناك غيرك في حياتي أو في قلبي

أمسك يدها بين يديه و أضاف بذلك الهمس الرقيق الذي يجيده كل خائن :
- أعدك حبيبتي.

نظرت له دون أن تراه ثم سحبت يدها و و قالت له ببرود :
- خذني إلى البيت يا مؤيد.

مشت بجانبه بجمود و هي تصم سمعها و عقلها عن كلماته الفارغة ، تفكيرها محصور في مراجعة كلمتين فقط.
" أعدك "
كلمة صغيرة تأثيرها كبير جدا على فتيات كثيرات غيرها ربما لكن ليس عليها هي بالطبع ،
ليس وهي ابنة أبيها
و ليس و هي ابنة أمها.
بالنسبة لها لطالما رأتها كلمة فارغة فمن يستطيع أن يعد بمستقبل لا يملكه ، من يستطيع أن يعد بأي مستقبل و هو أصلا لا يتحكم في حاضره ؟
" نزوة ؟ "
نفس الكلمة التي يبرر بها جميع الرجال خياناتهم و يُشَرَعون لها الحق في الوجود ، ما رأي أحدهم لو كانت للنساء أيضا نزواتهن .
نفس الكلمة التي طالما سمعتها أمها من أبيها حتى أيقنت بعد أكثر من ثلاثين سنة زواج أنها هي النزوة و أن باقي حريمه هن الأصل.
مسكينة أمها ، تشفق عليها بالتأكيد لكنها لن تكرر خطأها و تنجب ابنة من رجل خائن .
لن تنجب ابنة لتكون نسخة منها هي.
ما إن دخلت غرفتها حتى ضغطت زر الاتصال و انتظرت في عدم صبر كعادتها .
- مخنوقة يا ماهي ، بدأت تتكلم بعصبية ما إن فتحت ابنة خالتها المكالمة ، مخنوقة إلى درجة أني أتمنى أن أمسك شخصا و أقتله ضربا

ساد صمت بسيط قطعته مهى أخيرا و هي تقول بخفة :
- تعالي عندي إذن و التي تقدر منا على الأخرى فلتشف غليلها منها.
- صدقيني في حالتي هذه ليست لديك أدنى فرصة ، أين أجدك ؟
- حاليا أنا في البيت
- لا تخرجي إذن ، سأكون عندك بأسرع ما يمكن
…………………………………………?? ?………………..


نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس