عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-18, 12:14 AM   #3

نغم

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية نغم

? العضوٌ??? » 394926
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,980
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond reputeنغم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

بعد يومين ، جالسا على كرسيه الدوار ممددا ساقيه الطويلتين على سطح مكتبه اللامع كان ينظر إلى شاشته بملل و هو يواصل الاستماع بصبر لا مفر منه.
- دولي من فضلك لا ترتدي فستانا فاضحا مثل المرة السابقة

تكلم أخيرا بعد أن تركها تأخذ راحتها تماما في ثرثرة دامت لأكثر من ربع ساعة ، استغلها هو في تفحص بريده الوارد بينما يستمع إليها بنصف أذن أو أقل.
- فاضح يا شادي ؟!! وصله غضبها في صوت أنفاسها المتسارعة ثم عادت تقول ببرود متعال ، على فكرة يا شادي أنا لم أغير في أسلوبي في اللبس منذ أن عرفتني و أعجبت بي و بدأت تتقرب مني ، لكن يبدو أنك أنت الذي تغيرت يا روحي ، أصبحت رجعيا في المدة الأخيرة و أنا بصراحة إنسانة أكره القيود .
- و أنا لست سجانا يا دولي لكن فستانك كان بالفعل مستفزا ، أنت لم تري نظرات الرجال إليك .
- تغار علي شادوو ؟ كسر صوتها الصمت المختصر و هو يتعالى في فضاء الغرفة بدلال .

يغار ؟ ربما ، لا يعرف بالضبط إن كان ما يشعر به غيرة أم لا و لكنه حتما لا يريد أن يرى نظرات الاحتقار له و الاشتهاء لها التي رآها المرة الماضية في بعض الأعين ، لكنه مع ذلك انحنى على هاتفه يهمس لها يحاول أن يرضي غرورها ، يحاول أن يقنع نفسه :
- إذا لم أغر عليك يا حياتي فعلى من سأغار

سمع ضحكتها الناعمة قبل أن تجيبه بصوت أنعم :
- و أنا أعشق غيرتك علي ، حسنا يا خطيبي الغيور سأطلب من جدتي أن تختار لي فستاني على ذوقها .

استمع إلى وصلة وداعها المُغَنَّج بهدوء و هو يسايرها بسهولة اكتسبها من سنوات متواصلة من الغرام و أحاديث الغرام ثم أنهى المكالمة و هو يبتسم بشرود .
عاد إلى بريده الوارد قليلا قبل أن يتوقف و هو يرى اسم شقيقته بين أسماء المُرسِلين ، ضغط على زر الاتصال و انتظر بصبر فلن تكون شاهيندا إن أجابت بعد أقل من عشر رنات.
- خيرا شادي ، قالت بتأفف حين تكرمت عليه أخيرا و فتحت الخط
- لماذا لم تتصلي بي كما اتفقنا يا شاهيندا ؟
- اووف كنت مشغولة و نسيت يا شادي ، ماذا تريد ؟
- ماذا أريد ، متى ستتعلمين أن تتكلمي مثل باقي الخلق ؟
- عندما أصبح مثلهم ، شادي من فضلك لَخِّص كلامك ، أنا متعبة
- متعبة أم مشغولة ؟
- مشغولة بالتعب ، شاديييييييييي
- أعصابك ، قال ببرود ، أردت فقط أن أذكرك بحفلة الغد
- أية حفلة ؟ جاءه سؤالها غير المهتم

كتم غيظه و هو يجاهد للاستمرار في هدوءه البارد :
- حفلة المستثمرين الأجانب التي ننتظرها منذ شهرين أو أكثر
- آه ، آسفة لن أذهب
- هكذا بهذه البساطة ؟! و هل يمكنني حضرتك أن أعرف لماذا ؟
- بصراحة حفلاتكم مملة ، خانقة إضافة إلى أنها كلها تجاوزات
- تجاوزات ؟!! اعذريني لم أعرف أنك تحولت لرابعة العدوية في المدة الأخيرة ، تهكم بصوت لاذع ، أخبريني عندما تعودين شاهيندا مرة أخرى
- لا أدعي أني ملاك لكني و الحمد لله لست مثل رخيصاتك يا شادي ، سأقفل الخط الآن
- و مؤيد ألن يذهب ، سألها بسرعة
- اسأله بنفسك

غاب صوتها المتأفف المثير لأعصابه ليعطي مجالا للصمت مرة أخرى .
صمت أصبح يكرهه ، يكرهه جدا خاصة هذه المدة الأخيرة .
صمت يعطي الفرصة لأفكاره لتتكلم بصوت أعلى داخل عقله و قلبه
و ليتمزق هو أكثر بين ما يجب عليه فعله و بين ما يريد فعله .
و المشكلة أنه لم يعد يعرف أصلا ماذا يريد.
ربما هو يريد ببساطة ما يريده معظم الناس : أن يعيش سعيدا ،
ربما .
لكنه لا يعرف سعادة تأتي عن غير طريق المال و الرفاهة و طبعا النفوذ.
و زواجه من دولي يضمن له كل تلك الأشياء إضافة إلى أنها جميلة ، عصرية و ذكية .
من حسن حظه بالفعل أنها وافقت عليه .
إذن لماذا لا يشعر كما يشعر إنسان حسن الحظ ، لماذا يشعر بنفس شعور شاهيندا ، بالاختناق .
بحركة آلية مد يده يحرر عنقه من الربطة الحريرية الثمينة و هو يتساءل إن كانت حريرية حقا .
المفروض بالحرير أن يكون لطيفا ، ناعما لا كاتما لأنفاسه بهذه الطريقة .
و المفروض أيضا أن يبتهج و يتحمس لسهولة حياته في الآونة الأخيرة لا أن يشعر بالملل و الركود كما في هذه اللحظة.
شعور و سيزول ، أقنع نفسه بتعقل ، كما زالت مشاعر أخرى كثيرة من قبل .
و هذ ما يعجبه في قلبه أنه عكس ذاكرته عاجز عن الاحتفاظ بأية رواسب أو ذكرى .
عقد ذراعيه خلف رأسه و استند إلى كرسيه باسترخاء و هو ينظر إلى سقف غرفة مكتبه بشبه ابتسامة .
مأساتي أو ملهاتي أيها العالم أني رجل أحب بعقلي
و الأهم طبعا
بجيبي .
جعلته الكلمة الأخيرة يعتدل بسرعة في جلسته و هو يضغط على زر الاتصال مرة أخرى .
مؤيد ، عليه الاتصال به حالا ، لا يدري ما الذي حصل بينه و بين أخته المعقدة هذه المرة و لكن عملهما معا أكبر من أن يتأثر بسبب امرأة أيا كانت حتى لو كانت أمه.
- مؤيد ، قال أخيرا عندما سمع صوته ، كيف حالك يا زعيم ال...
- أفضل منك بالتأكيد يا ...

أرجع رأسه إلى الخلف بضحكة عالية وهو يسمع إجابته البذيئة و تواصل الحوار بينهما بالطريقة المعتادة التي لا يعرفان غيرها .

[/align]
[align=right]
…………………………………………?? ?.

بعد أيام كانت شاهيندا داخل غرفتها تتشمم قميص أبيها بتركيز ، للحظات ظلت جامدة في مكانها ثم ألقته بنفور على السرير بجانبها و أغمضت عينيها بألم ، هذه المرة الثالثة التي تشم بها نفس العطر على ثيابه و ذلك يعني أنه لنفس المرأة .
في الماضي كانت أمها هي من تتولى ملاحقة نزوات زوجها و لكن منذ أن بدأت رحلتها مع داء السكري تولت هي هذه المهمة المُدنَّسة عنها .
هي تعودت مثل أمها أن لا تهتم لمغامراته العابرة فقد علمتهما الحياة أن ذيل الكلب أبدا لن يعتدل و لكنها طبعا لن تسمح له باتخاذ عشيقة دائمة .
- على جثتي يا بابا ، قالتها بقهر ، مهلك علي
الآن النفسية لا تسمح ، أحتاج أن آخذ أنفاسي أولا و أن أبتعد عن كل هذه القذارة.
لذلك استمتع قليلا يا بابا ، استمتع بوقت قذر آخر قبل أن أعود لك بكامل استعدادي.

بدأت تجمع ملابسها كالعادة كلما اكتشفت خيانة أخرى لأبيها ، تهرب بنفسها و ما تبقى من عقلها و توازنها النفسي إلى بيت خالتها .
هناك ترى زوجين عاديين ، يعيشان في انسجام و احترام ، ترى زوجا لا يقضي أيام حياته في الخيانة و الكذب المكشوف و ترى زوجة لا تستهلك ساعات عمرها في الشك فيه و ملاحقته و استرجاعه من أحضان العاهرات .
بعد قليل كانت تحمل حقيبتها الأنيقة و هي تغادر منزلهم الواسع الفارغ يغمرها ارتياح بسيط مؤقت و هي تشعر أنها تركت مشاكلها و أفكارها المشوشة وراءها .
استقلت سيارتها و أخرجت هاتفها لتتصل بخالتها تعلمها بقدومها .
- خالتي ، قالت بإنهاك ما إن جاءها الصوت الفخم بعد رنات مقتضبة ، أريد أن أراك الآن من فضلك .
- أنا لست في البيت الآن يا شاهي ، قالت بتردد واضح ، لكني لن أتأخر سأكون هناك بعد ساعة على الأكثر
- كلا لا أستطيع الانتظار أحتاجك الآن ، أرجوك ، أرجوك يا خالتي

ساد صمت متوتر من جهتيهما ثم سمعت خالتها تقول أخيرا :
- حسنا إذن تعالي إلي في بيت ماهر ، أنا هناك

ودعتها شاهيندا بمرارة خرجت من قلبها و عبرت حلقها لتصبغ كلماتها.
مرارة تجتاحها كلما سمعت اسمه .
ماهر
ما تزال حروفه تشكل غصة في قلبها .
حتى بعد مرور ثلاث سنوات على زواجه من تلك المعدمة ما زالت تشعر بنفس الاحتراق ، بنفس الهزيمة و بنفس الغضب .
كيف استطاع أن يفضل تلك الأخرى عليها هي ؟
أخرى أقل منها في كل شيء : أكبر منها سنا ، أقل منها جمالا و الأدهى و الأمر أنها مطلقة بينما هي بكر لم يسبق لها الزواج.
فضلها عليها رغم أنه تزوجها شفقة في بداية الأمر ، ألم تكن هي أولى بشفقته و هي ابنة خالته ؟
إذا كان يعرض مشاعره للصدقة فالمفروض أن الأقربون أولى بالمعروف.
أفكارها الثائرة قصرت عليها الطريق و وجدت نفسها أمام بيته أسرع مما توقعت . ركنت سيارتها كيفما اتفق أمام الباب الخارجي ثم دخلت و هي تتجاهل تحية البواب اللزج .
رغما عنها تباطأت خطواتها على الممر الحجري و هي تخشى أن تراه أو تراها أو الأسوأ أن تراهما معا يتبادلان النظرات بتلك الطريقة التي تزيدها قهرا على قهرها.
عندما اقتربت من الباب سمعت أصواتا آتية من بعيد فأسرعت تدخل تهرب من أي مواجهة معهم و تتوجه مباشرة إلى غرفة الجلوس الصغيرة حيث تنتظرها خالتها ، توقفت فجأة و وجهها يصطدم بكتف صلب ، رفعت رأسها بتساؤل لتصطدم عيناها بعينين باردتين تحملان عداءًا واضحا في نظراتهما.


......................................
تَمَّ



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 25-04-18 الساعة 12:57 PM
نغم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس