عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-18, 12:34 AM   #106

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت صوت هاتفها , فهد يعاود الاتصال بها , نظرت للساعه فوجدت انه مازال امامها مايقرب من الساعتين قبل عودة والديها
شعرت برغبه جامحه في رؤيته و لو من اجل استمداد الأمان منه , تلك الملابس يجب ان تكون من حقه هو وتلك الزينه من اجله وحده
اسرعت تلتقط حقيبة يدها و تأكدت ان بها بعض النقود و اخذت هاتفها وقالت لهنا برجاء / هنا بليييز , انا رايحه مشوار بسرعه ولو ماما جات قوليها سما لسه بتشتري الفستان
نظرت هنا لها بنصف عين فقالت الاخري و عينيها تتجمع بها بعض الدموع / ارجوكي يا هنا , والله انا مخنوقه قوي قوي, متعرفيش انا حاسه بإيه دلوقتي
هنا بمكر/ بس لما ترجعي تحكيلي كل حاجه
سما و هي تودعها بيدها و تتعجل بالخروج / ماشي , سلام
ركبت سما المصعد فاستقبلت اتصالا اخر من فهد فردت و صوت نهيجها المتوتر يعبر مع صوتها المتلعثم لاذنيه / الو
فهد بقلق بالغ / سما , خير في ايه , مش بتردي ليه ده انا كنت جايلك عيادة باباكي
قالت له / انت فين دلوقتي؟
فقال/ انا كنت في المطعم مستنيكي ولما قلقت عليكي خرجت
قالت له و هي تخرج من البوابه متعجله / طيب ارجع و انا جايه حالا
دخلت بهيئتها التي سحرته حتي الاعماق و انارت صدره حبا و فجرت قلبه شوقا , تلك الزينه البسيطه جعلتها احدي نساء الحور, ما ان رآها حتي قام من مجلسه بلهفه و عينيه تكاد تبتلعاها من شده اعجابه , نظراته لها اذابتها خجلا , ولكن ليس في حوزتها متسع من الوقت للخجل, فالتوتر يأكل قلبها من الداخل , وعندما رأت نظرة اعجابه الممزوجه بشوقه شعرت بذنب الخيانه يحرك ضميرها
اقبل نحوها بعض خطوات متلهفه ثم سحب لها مقعد وقال وبسمته تزين ثغره / مش بتردي ليه , قلقتيني عليكي؟
جلس مقابلها و هو يلتهما بنظراته المشتاقه ثم قال لها وهو يتفحص تعابير وجهها و عينيها التي بدت بهم بعض الورم / مالك كنتي بتعيطي ليه ؟ انا جيت جري من القاهره....
لم ترد عليه , فقط دموع بدأت تتجمع في مقلتيها , خمن ان بعض المشاكل اصابتها بسبب علاقته معها , لربما علم والدها بالأمر
قال لها بحنان / سما في حاجه , في مشكله مثلا , حد مزعلك؟
فجأه خبأت وجهها داخل كفيها و بدأـ في بكاء مرير, كلمات والدتها التي تذكرتها للتو تؤكد لها ان علي حافه هاويه انتهاء علاقتها بمن اختاره قلبها
نظر لها بتفاجئ ثم قال لها / سما لو حصلك مشكله بسببي والله انا بسعي بكل جهدي بس محتاج منك شويه صبر...
اووو نفس الطلاسم عديمة النفع ثانيه , اخرجت وجهها ثم طالعت الساعه , بالكاد تستطيع العوده لمنزلها قبل عوده احد والديها , قامت دون ان تسمح له بإلقاء المزيد من تعبيره المبهمه و انصرفت و هي تمسح دموعها بمحرم ورقي
ظل متيبس ينظر نحوها بتعجب , ثم افاق و اسرع يلحقها , حاول تهدئتها او العوده بها ثانيه ولكنها اصرت عي المغادره دون ان تعطيه جواب مناسبا عن استفسراته سوي البكاء
..............
دخلت سما الشقه و هي تسترق السمع و البصر لتتأكد من عدم عوده احدا والديها
اطمئنت عندما قابلتها هنا تقول مازحه / انتي داخله شكل اللصوص كده ليه , تعالي بقي اعترفي بكل حاجه كنتي فين و ليه و الا بالله اقول لماما
لم تعيرها سما اهتمام و دخلت لغرفتها و هي تنتزع حاجابها بعصبيه و باقي الملابس
رن هاتفها ثانيه , نظرت بملل ولكن تلك المره كان والدها , التوت امعائها مخافة ثم ردت بهدوء/ الو
محب/ الو حببتي , ها جاهزة
سما / لا لسه هجهز حالا
محب/ طيب بصي يا حببتي, طبعا الجواز محتاج تأني و تريث مش محتاج نبص للمظاهر و بس, انتي النهارده جلسه تعارف , حسيتي براحه وقبول تصلي استخاره و ندي الاوك , لو محستيش يبقي بكره بجي غيره , انا سألت عليه قلولي كويس بس انا في موضوع الجواز بالذات مقدرش اخد غير رأيك
تنهدت سما بإرتياح بالغ ثم قالت بفرحه / ان شاء الله يا بابا
..........................
كانت سما تقف أمام مرآتها ترتدي خمارها عندما دخلت عليها هنا , قالت لها بهمس/ سما بابا طلبك يلا بسرعه الناس قاعده بقالها ساعه ,.وبعدين برضه صممتي تغيري الطقم وتلبسي المعفن ده
زمت سما شفتيها ولم ترد ثم تعجلت في ارتداء الخمار وخرجت نحو غرفة استقبال الضيوف, قابلتها علا بالممر تحمل بعض المشروبات المثلجه , نظرت لها نظرة غضب وقالت لها / ده منظر تخرجي بيه لعريس يا سما
سما و هي تجاهد انفعالاتها كي تبدو علي ما يرام / يا ماما الاحتشام حلو وبعدين عاوزاه يشوفني علي طبيعتي
هزت علا راسها وهي تقول/ لسه قدامك كتير علشان تتعلمي يا سما
دخلت سما خلف علا تتأمل الأرض أمامها عن كثب , ثم جلست علي أحد المقاعد
بدأت جلسة التعارف, في بداية الأمر كانت مستمعه فقط , رغم انها لم تسمع اغلب ما قيل , ثم تحولت بعدما وجه لها طارق بعض الأسئله وكأنها طالب يعاني ضعف في مستواه العلمي , تجيب بالكاد علي بعض الأسئله
ورغم ان مدة بقائها داخل الغرفه لم يتخطي الربع ساعه ولكنها كانت ثقيله تلك الدقائق علي قلبها وكأن xxxxبها تسير بسرعه حلزون لزج
خرجت وجهها مكتظ بقطرات الدماء الهائجه ثم اتجهت مسرعه نحو غرفتها , انتزعت حجابها و دست نفسها تحت غطائها الخفيف و بدأت في بكاء صامت
قامت هنا من خلف مكتبها واتجهت تجلس بجوار اختها بهدوء, مررت يدها علي ظهرها بحنان وقالت / سما قومي اتكلمي معايا , متحطيش في نفسك وتسكتي
لم ترد عليها سما بكلمه فكشفت هنا الغطاء و قالت لها / قومي يا سما , العياط مش هيحل حاجه , وبعدين انتي بتعيطي ليه لو مش عاوزة العريس ده قولي لماما مش مرتاحه وخلاص...
قاطعتها سما بصوت اقرب لحثيث افعي من كثرة البكاء/ وبعد ما اقول مش مرتاحه , اعمل ايه؟ فهد ولا هو هنا ولا راضي حتي يعرفني أي حاجه في حياته وقاعد يعطينيي شويه طلاسم والمفروض انا بقي اقدره و استحمله و استناه علي اساسها , انا تعبت , انا مش بعيط علشان العريس , مش في دماغي , انا بعيط بسبب فهد , نفسي افهمه
هنا لتثيرها اكثر لتخرج باقي ما خبئ داخل تلك الكتومه / طيب يا سما ما ممكن يكون العريس ده افضل منه و...
قاطعتها سما / هنا انت استيوبد , بقولك بحبه بحبه بحبه , لو جبتيلي مين مش هقدر اتقبله ابدا
بعدها تلقت مسامعهم صوت وصول رساله , فتحتها سما بالحال , كانت من فهد مدون بها " انا هروح الوحده بكرة , ياريت تيجي"
نظرت لها هنا قائله ،/ هتروحي؟
سما بتعنت / هروح , وهواجهه , ولازم افهم او هوافق علي العريس ده
قامت هنا من جوارها عائده لمكتبها و هي تقول باستهزاء/ انت بتاعة كلام و خلاص, بكره اول ما هتشوفيه هتبقي كتكوت وقع في جردل مايه سخته و وقع ريشه ولا متكلمه ولا حاجه , وبعدين هو مين اللي ياربي كان قايل من شويه بحبه و مش ممكن اقبل غيره
...................
كانت شروق تستذكر دروسها في شرفة منزلها , تسير ذهابا و ايابا كي تحاول الحفاظ علي تركيزها ولا تنشغل بأمور قلبها الضائع
سمعت صوت والدتها تتحدث عبر الهاتف بفرحه ثم خرجت بعد قليل وقالت لها تبشرها / فهد جه يا شروق من القاهره , ادخلي اجهزي و غيري هدومك دي
شعرت شروق بمدي أنانية تلك السيدة , قالت ببعض العصبيه / ماما بقولك الماده دي تقيله و مش قادره تدخل دماغي , وبعدين انا مصدعه موت , مليش نفس اقعد مع حد ولا اشوف حد
أغلقت كتابها وقالت وهي تتجه لغرفتها / انا هدخل انام وهقوم من بدري اذاكر قبل ما اروح الامتحان
لم تنتظر ردا من والدتها و دخلت داخل غرفتها تختبي بدماءها النازفه حرقه علي حبيبها و علي حاله البائس بين اغطيتها , سمعت صوت فهد بعد قليل , اخرجت رأسها من تحت الغطاء, رغم ما علمته لكن مازال قلبها متشبع بحبه , متعطش له , لا تعلم لما تمنت ان يسأل عنها , ولو من باب الأخوه , ظلت تدقق بسمعها تلتقط صوته بنهم و عينيها لم تكف عن سيلانها , كلمات مقتضبه منه شوق و فرحه من امها ويقابله هو ببرود
تلميحات والدتها عن حديث شوقي معه في امر ما , ثم انكار فهد و ادعاء اللامبالاه , بعدها مباشرة بتر حديثه مع والدته و استأذن للراحه و النوم بعدما اعتذر عن استطاعته لتناول الطعام
كانت كلمات فهد و بتر لحديث والدتها عن الشئ الذي يخصه هو وشروق بمثابة بتر لجزء من قلبها
وضعت كفها علي جبهتها وكانها تتلمس الالم الشديد الذي اصابها ,اخبأت وجهها ثانية تحت الغطاء تختبيء من حالها , ثم قالت / ده انا كده متأكده مليون في الميه يا فهد ,
ثم ظلت تضرب قلبها الذي مازال متشبثا بحبه وقالت بنحيب / اكره بقي ده مش بتاعك
.................
يقف خلف نافذه زجاجيه عريضه اعتاد ان ينتظرها كل صباح عبر زجاجها الشبه معتم و هو يرتشف فنجان قهوته الخاص , ظهرت اخيرا , وجهها ملئ بعلامات حزن و حيرة , ظل يتابعها بعينيه حتي اختفت و دخلت الممر , جلس علي مكتبه و هو يقول بحيره / يا تري في ايه يا سما؟
طرقت الممرضه الباب تعلن عن وصول اول مريض, بدأ في مزاوله عمله و نوي ان يذهب لها عندما تسنح له الفرصه , مرت ساعتان و هو منهمك في عمله , حتي دخلت عليه أمرأه خمسينيه , يبدو عليها الترف و الرقي , ترتدي ملابس توحي بأنها تحمل منصبا مرموقا , بيدها حلي تبدي مدي ثراءها البشع , في بداية الأمر ظنها احد المتابعين اتيه من اجل متابعة العمل بالوحده
صافحته بأنفه ثم قالت له / الدكتورة جيهان , دكتوره في كليه الهندسه جامعه دمياط
ابتسمم مجاملة وهو يحيها برأسه و قال / اتفضلي حضرتك
جلست ثم بدأت في حديثها مباشرة قائله / انا ابني طارق مهندس بترول , متقدم للدكتوره سما بنت الدكتور محب, طبعا انا عارفه انها كويسه لكن هو صمم اني اجي اسأل عليها في مكان عملها
شعر فهد انها لحظة نهاية العالم , كل شئ قارب علي الاختفاء , السواد بدأ يغشي كل شئ أمامه
بما يرد علي تلك الحمقاء المتعجرفه , كيف تذكر ذلك الكلام و ذلك الحيوان المدعي طارق , تالله لأن نال رقبته ليفقده حياته بالكامل
تمني ان لو بإستطاعته ان يقول لها ان من تسألي عنها ليست مناسبه او بها عيب ما , بل بها كل عيوب اعالم , لكن كيف له ان ينطق بهذا علي حبيبته , حقيقه هو بموقف لا يحسد غليه
هز رأسه بصدمه ثم نطق بكلمة واحده / كويسه
جيهان / يعني نقول توكلنا علي الله
كاد ينحني و ينتزع نعله من قدمه و يسد به فما الذي يخرج قنابله متفجره ولا تهتم
قامت بفرحه و هي تشكره وتصافحه ثانيه و تقول / طيب هروح اتعرف عليها
خرجت نحوها , هوي فهد علي كرسه بصدمة رباعيه الابعاد , خبط بكفيه بشده علي رأسه وظل منكس رأسه وهو يشعر بعجز تام و ضياع ابدي, لهذا السبب كانت سما تبكي
ظل وقت ليس بالقليل و طلب من الممرضه عدم ادخال احد من المرضي , وفجأه سمع صوت بعض الضجيج و بعدها الممرضه اقتحمت عزلته و هي تقول/ الحق يا دكتر , الدكتوره سما اغمي عليها
نسي كل شئ ثم هب مسرعا نحوها , وجدها ملقاه علي الأرض بجوار مكتبها تستند برأسها علي رجل احدي الممرضات , وسحب من وجهها كل الوان الحياه
بدأت تستفيق فقال للحاضرين / هاتوها اقيس لها الضغط
سبقم بقلبه النازف , لا يعلم احد ان حاله يوشك ان يصل لحالها
عندما اوصلوها لغرفه الكشف, جلست علي الكرسي مقابله , نظرت له نظرة عتاب سريعه , تلاقت اعينهم لحظات , لحظات رأي فيها فهد كلمات وداع مخيف داخل عينيها
زمت شفتيه ليستطيع التماسك , وبعد قليل كان يزيح جهازه عن ذراعها و هو يقول/ ضغطك واطي قوي يا دكتوره , شكلك مفطرتيش
قالت احدي الممرضات / الله يصلح حالك يا دكتر لو تروحها بعربيتك , الدكاتر التانين فيهم البركه نسيبها تروح بدل ما تعبانه
أومأ فهد رأسه بتفهم و هو يقول/ تحت امركم
نهضت سما تستند علي ذراع الممرضه التي اوصلتها لسياره فهد واحضرت لها حقيبتها
ظل فهد يقود بصمت مطبق ما زال تحت صدمته , وفجأه افجرت سما في بكاء مرير , انتظر فهد قليلا حتي استطاعت استرداد بعض الهدوء و قال لها / سما , هتوافقي علي العريس ده؟
التفتت له و قالت بعصبيه عجيبه و كأنها استجمعت كل قواها فجأه / فهد لازم تتكلم , لازم افهم , تعبت من اسلوبك الغريب ده
قال فهد بهدوء/ فعلا آن الاوارن و لازم تفهمي
ثم اوقف السياره امام احد المحلات و احضر لها بعض الكعك المحشو والعصائر
جلس بجوارها ثانيه ثم قدمهم لها وقال / كلي علي ما نوصل لمكان نقدر نتكلم فيه
كانت سما تعاني من عدم الرغبه في الاكل منذ سفره للقاهره , ولكنها الآن تريد ان تمتلك قوه تواجهه بها , التقطت منه الكعك والعصير و بدأت في شرب بعض العصير
نظرت حولها ثم قالت بتعجب/ انت رايح فين؟
قال و هو مازال محتفظ بسمته الهادئ/ معلشي هنروح علي البحر, محتاج اكون هادي وانا بحكي ... وانتي كمان
نظرت له بتعجب و لكنها صمتت خاصة عندما لاحظت تلك النظره التي اعتادت علي رؤيته بها
اتخذا مقعدين في مكان شبه خالي , فتلك ايام اختبارات نهاية العام فالوضع هادئ إلي حد كبير
نظرت له بتحد وقالت ببعض العصبية/ اتفضل سمعاك
اختطف نحوها نظره سريعه ثم تاه بنظره يمنه و يسره بتوتر بالغ , مرر كفه علي رقبته طلبا للهواء, ثم بدأ يحكي بكلمات متعرقله / سما , انا , انا , انا كنت قلت لباباكي اني ابن المهندس محمد بكر, ثم صمت قليلا قبل ان يكمل , بس انا مش ابنه , انا اه من البيت اللي في مزرعه المانجه , بس بس
ثم توقف فجأه وكأن الكلمات تحجرت داخل فمه مثل عينيه المتحجره بشرود , نظرت له سما بحيره ولكن بتعاطف كبير, يبدو ان بالامر شئ ما ليس بالهين , هي لم تره في هذا الضعف من قبل , لن تري كم الحيره و التلعثم الذي انخرط به منذ ان بدأ في سرد حكايته و التي علي ما تبدو صعبه رغم عدم فهمها لشئ
شد قبضتي يده بقوه و هو يسحب اكير قدر من الهواء لرئتيه ليستعيد بعض هدوءه , وهو ينظر أرض وكأنه يخشي رفع عينيه صوبها لتكشف مدي عجزة التام
تابع بحروف سريعه و كأنه يريد ان يتخلص من تلك الكلمات التي تحرقه بين ثنايا قلبه / سما , انا يتيم و زوجه المهندس محمد بكر اللي هي مامتي , اتبنتني انا وكمان طفله من دار ايتام و انا كان عندي عشرة سنين
ثم اغمض عينيه ليستعد لالقاء الطامة الكبري , سمع صوت سما يقول بدفء مبالغ / طيب و انتي فاكرني ان ده شئ يكرهني فيك , بالعكس انا هكون فخوره بيك اكتر ان انت اتربيت بالظروف دي و قدرت تواجهها كلها و تبقي دكتور
زاد من قبضه عينيه و ملامحه , ثم قال بصوت متحشرج/ مش دي المشكله
سما بتعجب/ اومال ايه المشكله ؟
صمت طويل مخافة من ان ينطق الكلمات فيجرحها فاستحثته علي اكمال حديثه فقال لها / المشكله انها اتبنتني انا و البنت دي اللي هي اختي شروق مش علشان نبقي اخوات , لا علشان تزرع الحب بينا ولما نكبر نتجوز علشان تضمن اننا نفضل جنبها و مننشغلش عنها
كانت ملامح سما تبدي كم الصدمه الذي استقبلتها للتو , ظل تحدق به ولم تستطع الكلام , فتابع يدفع اتهامات عينيها عنه قائلا / بس انا مقدرتش احبها ابدا , مش شايف فيها غير اختي , وطبعا مامتي بتزن اننا نتخطب , علشان كده قلتلك اصبري علي ما انقل دنيتي للقاهره و بعدها اكون واقف علي ارض صلبه و اقدر اجي لباباكي
لم يجد منها ردة فعل , التفت لها فوجدها كالمشوشه , نادها برجاء دافئ/ سما
نظرت داخل عينيه ثم قالت جمله واحده و صوتها مكتظ ببكاء قادم / واختك بتحبك؟
هز فهد رأسه بأسي و هو يقول / ما للأسف ده اكتر حاجه وجعاني, مع اني كنت بظلمها كتير لكنها حبتني جد جدا جداا , ليل ونهار بتتفنن علشان تراضيني , حياتها كلها ...
قاطعته سما و هي تنهض واقفه و هي تفتت اظافرها ببعضهما و تنظر قاصيا و عينيها مليئتان بالدموع , وقف فهد مقابلها ينظر لها بتوجس مما ستقوله , هزت رأسها بشدة و هي تقول / لا ..لا ..لا ثم هوت فاقده للوعي
التقطتها فهد بسرعه , اسندها علي صدره و اجلسها برفق علي مقعدها , ظل واضعا ذراعه خلف رأسها كي لا تقع أرضا و هو يحاول باليد الاخري افاقتها ببعض المياه علي وجهها
نادها بألم / سما , فوقي, والله كنت حاسس انها مش هتعدي علي خير , قومي يا سما
دقائق حتي استطاعت استعادة وعيها , فتحت عينيها تنظر نحوها بتعجب تستدعي اخر ما تتذكره , وقعت عينيها علي وجه فهد القريب منها و ينظر لها بعينين قلقتين ... خبأت وجهها داخل كفيها و ظلت تنتحب بشده
قال لها و هو يقدم لها باقي علبه العصير / كملي العصير يا سما علشان تقدري تقفي علي رجليكي
عندما لم يجد منها أي استجابه عاد لمقعده , غلف رأسه بكفيه العريضتين بضياع مستندا بمرفقيه علي ركبتيه
طال نحيبها حتي شعر بالملل , قام و وقف بجوارها , مال ناحيتها بعض الشئ وقال / سما ارجوكي , متصعبيش عليا الوضع اكتر , المفروض انتي...
قاطعته واقفه و قالت و هي تبتلع شهقاتها بالكاد / يلا عاوزه اروح
لم يعارضها , لملم الاكياس من علي المنضده و حملت هي حقيبتها و استقلوا السياره
التفتت بكامل جسدها نحو النافذه بجوارها و ظل هو محافظ علي صمته اثناء قيادته , كان يشعر ببكاء الصامت من اهتزاز جسدها بين الحين و الأخر , شعر بقلبه يختنق بشده , لم يبشره حدسه بخير, لم يكن يتوقع ان الأمر سيكون وقعه سوء بهذا الحد علي سما , تذكر تلك المرأه التي اتت تتحدث معه بكل أنفه صباح اليوم , هل من الممكن ان تكون سما خائفه من خسارة فهد في مقارنته مع تلك العائله امام اهلها و بالتأكيد سيختاروا الشخص المناسب اكثر
لم يتحدث , لا بد من هدنه تتشرب فيها سما صدمتها ومن ثم يتحدث معها ,
اوصلها للطريق العمومي المؤدي لمنزلها و انطلق هو للمشفي الخاص التي يعمل يها


REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس