عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-18, 02:51 AM   #10

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

استقام أحمد في وقفته بدون صبر يشتم للمرة الالف خلال الساعة الماضية .. اخرج منديلا ونفض الغبار من على ملابسه الثمينة .. ثم انحنى ينظف حذاوه اللامع ذو الماركة الشهيرة .. لكنه تاوه من ألم ركبته اليمنى.. فاستقام مجددا ليرفع قدمه على السيارة المركونة على الطريق ويكمل تنظيف حذاوه .. النظيف.

وجه كلامه بعصبية للشخص المنحني بتركيز على مقدمة السيارة المفتوحة أمامه" اسرع يا سيد .. الجو حار وملابسي اتسخت .. وانا هنا تحت هذه الشمس الحارقة منذ اكثر من ساعتين "

لكنه لم يتلق ردا فاشتعلت اعصابه اكثر وهدر قائلا " سيد .. انت لا تعرف كيف اشعر الان فلا تطلق الوحوش بداخلي "

رفع سيد رأسه فبدى شعره البني أكثر توهجاً تحت الشمس مشيرا بشيئ معدني بيده كان يتعامل به لاصلاح السيارة وقد بدت عينيه الزيتونتين خضارا تحت ضوء الشمس ..

توجه بنظرات باردة لصاحبه ثم عنفه" قلت لك اذهب انت وسأنتهي منها واحضرها للورشة .. ليس هناك داع لوقوفك هنا فلن اسيئ التعامل مع سيارتك المدللة .. تستطيع اخذ سيارتي "واشار لسيارته الحديثة المركونة بالقرب من سيارة أحمد واكمل " وان كان الامر لا يستدعي السيارة فالمسافة قريبة جدا "

وضع أحمد يديه في جيبه ومط جزعه الى الخلف قليلا بتعال" لن استطيع السير كل هذه المسافة في الحر وركبتي لن تتركني بحالي "

شتم سيد من بين اسنانه ثم همس بصوت مسموع " تباًلك ولركبتك ! "

فصاح أحمد قائلا بغضب " عمرو يصلحهــــا اسرع منــــك وهذا ( .... ) هاتفته مرارا ولم يرد ثم ارسلت اليه رسالة على هاتفه فشاهدها ولم يرد "

تحرك سيد بغضب نحوه ملوحا بالشيء المعدني وحبات العرق تتدلى على جبينه .. وقد ظهرت علامات الحر الشديد على بشرته البيضاء وهتف وهو يكظم غيظه" عفوا سيدي الكونت .. عمرو لديه اجتماعا مهما بالشركة ولم يستطع الرد على عظمتك .. وارسل لي رسالة نصية يخبرني بأن اذهب اليك ثم تلقيت اتصالا من عظمتك يوقظني من نومي.. بعدها قرأت رسالة عمرو فأتيت على عجل ألبي نداء فخامتك .. بالرغم من أني لم أنم الا بعد شروق الشمس .. فاحذرني وانا في هذه الحالة قبل ان اقتلك انت ووحوشك وسيارتك اللعينة التي حذرتك من هذه الماركة قبل شرائها "

استدار ليقف امام السيارة مرة اخرى فتحرك أحمد نحوه غامزا بخبث " هل كانت سهرة الأمس تستحق النوم بعد شروق الشمس"

لاحت ابتسامه عابثة على وجه سيد وغمز له " كانت سهرة ساخنة وماجنة يا صديقي .. مليئة بالحلوى والقشدة والفاكهة الذيذة من كل ما لذ وطاب "

ثم استطرد ضاحكا " فاتتك السهرة بحق .. لما فوتها ؟.. الشيخ عمرو وقد فقدت الأمل فيه أما انت صديق السهرات القديمة .. تفلت فرص عظيمة لترويض وحوشك.. تستطيع اطلاقها للتمتع بما لذ وطاب "

ثم أكمل مدعياً الحسرة " وحده عزيزي وائل الذي يشاركني في مغامراتي النسائية "

تنهد أحمد بحسرة واضعا يديه بجيبي بنطاله " انت تعلم اني وعدت الحاج سماحه منذ بعض سنوات بتركي لشيئين السياسة والعلاقات النسائية المحرمة .. ولن استطيع ان اخلف وعدي معه "

ثم استدار له غامزا " لكن بعض اللهو لن يضير .. ربما آتي معك المرة القادمة بدلا من الساعات التي أقضيها في الملاكمة فوق سطح البيت أصارع وحوشي الغاضبة"

ضحك الاثنين بمرح ثم اكمل أحمد " لا أصدق أن زفافك بعد ايام "

فهتف سيد مدعيا البراءة "أنا فقط اودع حياة العزوبية .. صدقني "

ابتسم أحمد بخبث "أجل أجل مثل وائل المتزوج ويشاركك مغامراتك حتى الآن "

رد سيد بتعاطف "انت تعلم ظروف وائل جيدا "

قبل أن يستطرد إنتبه الرجلين لحركة خلفهما فاستدارا لمصدر الصوت ليفاجاءا بشاب يهرول باتجاهم .. وقبل أن يدركا ما يحدث... كان الشاب يفتح باب سيارة أحمد ليجلس بجوار مقعد السائق ينهت دون أن ينظر اليهم ..

تحفز كلا منهما وتبادلا النظرات في صمت ثم اعتدلا بحركة واحدة مكشرة عن أنيابها .. وقد لمعت عيونهم بتسلية واضحة ..

حرك أحمد رقبته يمطها بانحناءة نحو كتفيه يمينا ويسارا مستمتعا بصوت طرقعة عضلات رقبته وضم قبضتاه متحفزا كأسد متلذذ وجد فاراً وقع بالمصيدة ..

أما سيد فقد أخرج مِطواة من جيب بنطاله بسعاده وتشفي محدثاً صاحبه في همس وهو يراقب الشاب الجالس أمامهم في السيارة " حصُلت على الاصطباحة يا أحمد.. وجبرت "

رد عليه أحمد هامسا دون أن يحيد عينيه هو الأخر عن الشاب الجالس في السيارة يتمتم بصوت غير مسموع " أسف يا صاحبي .. انه لي حتى اغذي شياطيني الجائعة "

ثم تحرك نحو باب السيارة وفتحه بعنف فانتفض الشاب واغمض عينيه بخوف وهو يتمتم بصوت غير مسموع .. امسك أحمد بقميصه غير عابئ بجسد الشاب الذي يختض تحت كفه صائحا به ليخرج من السيارة .

فتح الشاب عينيه وتحدث برعب " اعتذر سيدي .. اعلم انك تعارك ذباب وجهك .. اقصد.. اقصد انك تكره المجتمع والناس .. لكنك بالتأكيد شهم .. اتركني فقط معكم بعض دقائق "

جحظت عينا أحمد في ذهول مرددا "اصارع ذباب وجهي !"

سمع صوت سيد وهو يكتم ضحكته فاستشاط غضبا وأمسك الشاب من ذراعه بقوة فتألم الشاب.. ولكنه تمسك بجانبي معقد السيارة تحته هاتفا برعب " أتوسل اليك بضع دقائق وسأنصرف بعد أن تبتعد سيارة الشرطة "..

إلتفت كِلاهما ليجدا سيارة شرطة وقفت على بعد امتار منهم وترجل منها أمين شرطة يتجه اليهم .. فاستدار أحمد يواجه الشاب وهو يصيح باستنكار " ماذا فعلت لتتعقبك الشرطة ؟.. أجب "

رد الشاب وهو يشاهد أمين الشرطة الذي يقترب وهتــــــف بجــــزع "اقسم بالله لم افعل شيئا سيدي .. . انا فقط لاجئ واوراق اقامتي منتهية ليس إلا .. ارجوك "

رفع أحمد الخصلة الطويلة التي سقطت على عينيه ثم أدار وجه نحو سيد يستقرئ رأيه .. ليجد سيد يشير اليه بأن يتركه وعلامات التعاطف تملأ وجهه .. فتأمله مرة أخرى محاولا تقصي صدقه .

لفتت نظره عينا الشاب التي يحبس بها دموعاً خلف رموش كثيفة كستنائية تعارض لون شعره الاسود بشكل متناقض ! ... ليس هذا فقط ما يبدو متناقضا فعيناه مرسومة بشكل طبيعي مستفز ... لا يليق برجل ذكر ابدا ..

استفاق أحمد من شروده على صوت أمين الشرطة يقول بعنجهية " ماذا يحدث هنا "

ترك ذراع الشاب واغلق باب السيارة ملتفتا هو وسيد لامين الشرطة .. فبادره سيد ببشاشة مصطنعة مرحبا به مادا يده يصافحه .. وما ان تعرف عليهما امين الشرطة حتى سقطت عنجهيته ارضا يعتلي وجهه التهليل والبشاشة قائلا بلزوجة " سيد باشا والباسمهندس أحمد سماحه .. ماهذا النور .. هل نساعد بشئ"

غير ان سيد طمأنه بأن سيارة أحمد سماحة قد تعطلت وهما يصلحانها وليس هناك شيأ اخر .. فاستعد أمين الشرطة للمغادرة .. فبادره سيد باخراج ورقة نقدية ناوله إياها .. فتصنع الأمين الرفض متمتما بأن الحاج سماحة خيره على الجميع ... لكنه اخدها بابتسامه جذلة يخبئها بجيبه قبل ان يستدير نحو السيارة ليتأكد ان الضابط لم يراه ..

استدار الامين مرة اخرى ينظر بداخل السيارة للشاب الجالس فيها يقلب في بعض الاوراق باهتمام ثم رفع نظره الى أحمد سماحة بنظرته الجادة المتحفزة واستدار ليغادر ببساطه مؤكدا للضابط ان كل شيئ على مايرام .

بعد ابتعاد سيارة الشرطة تنفس الشاب الصعداء تاركا الاوراق الي التقطها من المقعد الخلفي ليتظاهر بقراءتها امام امين الشرطة .. ليفاجأ بالباب جانبه يفتح بعنف ويد السيد الاسمر الوسيم .. الذي يصارع ذباب وجهه .. تقبض على ذراعه لتخرجه من السيارة فتألم وصوت أحمد يهدر "اخرج من سيارتي فورا" ..

استقام الشاب خارجا من السيارة معدلا ملابسه بغيظ ثم تحرك يتخطى أحمد بعد ان ارتطم بكتفه بتعمد وداس على حذاوه... ثم توجه ليقف بجانب سيد يمسد الألم في ذراعه ويقول بهدوء مصطنع " شكرا لشهامتكم يا سادة"

أخذ أحمد يشتم بعصبية رافعا قدمه على السيارة قائـــلا بغيـــظ " حذائي يا غبي "

فهتف الشاب ببراءة واضعا يده على فمه يتظاهر بالجذع " يا الهي اعتذر سيدي .. هل آذيت الحذاء "

استشاط أحمد غضبا بينما ضحك سيد مستمتعا وهو يراقبهما ..

استمر أحمد يشتم ويلعن وهو يواصل تنظيف الحذاء بينما الشاب يتأمله بنظرات متفحصة وقال بجدية موجها الكلام لسيد " هل جربتم التكبيرفي اذنه ؟ .. صدقني عندنا تؤتي بنتائج مُرضية مع بعض الحالات "

انفجر سيد في الضحك مائلا بجزعه للأمام وشاركه الشاب المزحة بابتسامه رقيقه كشفت عن اسنانه البيضاء المتراصة بشكل جمالي ملفت ..

بعد ان انتهى سيد من الضحك رد وهو يكتم المزيد منه " جربنا كل شيئ صدقني .. التكبير .. الزار .. الأعمال السحرية .. ذهبنا لشيوخ واطباء وجلسات اخراج الجان.. ولم يفلح شيى في مصالحته على ذباب وجهه "

ابتسم الشاب هذه المرة واضعا يده على فمه واستطرد متأملا أحمد من بعيد بعينين نصف مفتوحة وكأنه يفكر في حل معضلة"ربما لو جربتم الضرب "

ثم استدار لسيد الذي انفجر ضاحكا من جديد يشرح له ويلوح بذراعيه كيفيه التنفيذ بكل الجدية" صدقني قد يؤتي بنتيجة .. ضعوه ارضا ثم يتجمع الناس حوله يضربوه بالعصى يخرجون كل شياطينه "

رد سيد وقد دمعت عيناه من الضحك " هو يقول انها (وحوش) لكني اعتقد أن ( شياطين ) تعبير اكثر دقه "

ثم استقام مادا يده مصافحا " سيد صبرة .. وهذا المهندس أحمد .."

قاطعه الشاب ليكمل " المهندس أحمد الذي يصارع ذباب وجه "

ضحك سيد مجددا " وأنت ؟ "

رد الشاب بتردد " رامز ... رامز الخازن "

أتاهم صوت أحمد يقول "ماذا يقول هذا المستفز وتضحكا عليه ؟ " ..

فاشار سيد بيده قائلا "لاشيى .. انه يعرفني بنفسه رامز الخازن "

رد أحمد بسخرية واضعا يديه في جيبي بنطاله يشد جزعه الى الخلف قليلا بعنجهية " وماذا يفعل هذا الرامز هنا في هذا الطقس وفي هذا المكان شبه الخالي .. بخلاف استفزازي وتلويث سيارتي وحذائي ؟"

فاعتدل رامز مقلدا هيئة أحمد المتعالية واضعا يديه في جيبي بنطاله مائلا بجزعه للخلف قليلا " بالطبع لست اخذ حمام شمس .. ولست ألعب عسكر وحرامية مع الشرطة يا ذكي "

ثم استدار نحو سيد الذي يراقبهما باستمتاع وقال بنبرة حزينة "ابحث عن عمل .. انا بحاجة للعمل .. وظروفي لا تسمح باي وظيفة .. هل لديكم عمل ؟"

سأله سيد باهتمام " هل لديك شهادة جامعية ؟ "

فأطرق رامز رأسه وقال بحزن " كنت في أخر سنة دراسية بالكلية حينما اندلعت الحرب فتركت كل شيئ واتيت الى هنا وليس معي اي اوراق ولا شهادات .. لكني استطيع ان اعمل اي شيئ صدقني .. فقط لادبر اموري بالحلال "

رد سيد بتفهم "انتظر حتى اصلح السيارة لأحمد وسنري ان كان لدى أحمد عملا بالورشة او اخذك للعمل لدي لا تقلق "

تهللت اسارير رامز بالفرحة واخذ في النصف ساعة التي تلت يساعد سيد في اصلاح السيارة بينما يراقبهما أحمد باهتمام فهذا (الرامز) يثير غيظه ويستفز الفضول بداخله بهيئته الغريبة.. يقف بقامه قصيرة تصل عند كتف سيد .. يرتدي بنطالا من الجيز واسعا فضفاضا يثير الضحك وبلوزة بيضاء طويلة الأكمام وبرقبه طويلة تغطي رقبته فوقها بلوزة اخرى بنيه طويلة نسبيا وفوقها قميص مفتوح مطوي عند الساعدين وطويل بشكل مضحك ومستفز حتى نصف فخذه .. حذاء رياضي يبدو قديما ومهترئا وشعر اسود قصير ناعم تغطي بعض الخصل اذنه الي تبدو بيضاء صغيرة وفوق شعره قبعة رياضية ينزلها لتغطي جبينه بحركة متكررة وكأنه يريد الاختباء ورائها ووجه من المفترض انه ابيض غير ان البثور وحروق الشمس تغطي معظمه ويتعمد تغطية فمه عند الضحك .. شيئا ما يستفزه في هذا الشاب غير لسانه الطويل .

بعد ساعة دخلت سيارة المهندس أحمد من بوابة الورشة الضخمة تلتها سيارة سيد صبرة وبجانبه رامز .. ترجل الجميع من السيارات غير ان رامز بدى عليه التردد والصدمة .. فهتف متراجعا " هل تقصد هذا المكان .. شكرا لا اريد العمل هنا لا اريد "

رفع أحمد حاجبه باستنكار وتحفز ولكن سيد حاول ان يطمئن رامز بانه يستطيع ايجاد عمل له هنا لكن رامز اصر على الرفض وشكر الرجلين متجها نحو البوابة باحباط اثار فضول واستغراب الشابين فأصر سيد ان يعرف سبب رفضه للعمل في الورشة .. ليلتفت رامز اليهما وقد بدا عليه الارتباك واشتد احمرار وجهه قائلا " لا اريد العمل هنا .. ولكني سانصحكما بما انكم ساعدتماني .. ابتعدا عن ابن صاحب هذا المكان "

رفع أحمد حاجبا مستنكرا بينما رمقه سيد بنظرة متسلية ليعود لرامز يسأله عن السبب .. فحوقل رامز واستغفر ثم قال " حذروني من أحمد سماحة هذا .. انه ... انه شاذ .. ينجذب للرجال وليس النساء .. ويضايق العاملين .. وقد يتحرش بي انا ايضا".

انفجر سيد في الضحك حتى سقط على ركبتيه .. بينما اندفع أحمد وقد جن جنونه يمسك بمقدمة قميص رامز الذي ارتسمت على وجهه علامات الهلع " ماذا قلت ؟ .. من منهم قال لك هذا .. من منهم ؟؟؟!!! "

انتفض رامز مخلصا نفسه من يد أحمد غير ان الغضب قد سيطر على الاخير وهدر فيه بقوة " هيا معي دلني من منهم قال هذا الهراء "

جذبه من قمصيه مجددا ثم دفعه امامه بوحشية ليقع رامز ارضا .. غير انه استقام سريعا على قدميه يمسك بحجر كبير بيديه وهو يرتد للخلف ينتفض رعبا لهيئة أحمد الشيطانية البادية أمامه وعروق رقبته التي برزت ونظراته النارية ..

هدر أحمد بعنف وقد بدا ان شياطينه تتراقص امامه فعلا" ستريني من قال لك هذا الكلام .. والا لا تلومن الا نفسك "

اخذ خطوة للامام لينقض على رامز .. الذي يدعي الشجاعة وقلبه يطرق كطبول الحرب بعنف في صدره وتراجع الى الخلف ليجد الجدار يلتصق بظهره يمنعه من التراجع اكثر ..

استشعر سيد رعب رامز وخطورة مزاج أحمد فسيطر على حالة الضحك الهستيري وطوق ذراعيه حول أحمد من الخلف يمنعه من التقدم نحو رامز اكثر وأحمد يقاوم تكبيله بكل شراسة راغبا في سحق هذا الرامز .

هدر سيد بجدية " اهدأ يا أحمد الفتى سيموت رعباً .. اهدأ وسأحدثه انا "

انتبه أحمد وبدأ عقله يستوعب هيئة رامز الملتصق بالجدار يدعي الشجاعة وهو يرفع الحجر بين يديه مدافعا عن نفسه بينما عينيه المرسومة باستفزاز تسجن دموعا تأبى ان تسقط .

سرعان ما تسربت نظرة الرعب في عيني هذا الشاب إلى إدراك أحمد وقلبه بينما صورة اهتزاز الحجر بيده اشعرته بشفقة وشيئا اخر لم يدركه .. فهدأت تشنجاته ومقاومته لسيد .. ليترك سيد تكبيله ويتقدم نحو رامز يرفع كفيه امامه مستسلما يطمئنه .. ويطلب منه ترك الحجر جانبا ..

حرك رامز عينيه بين الشابين الماثلين امامه يقدر الوضع.. فتلقى من وجه سيد رسائل مطمئنة وشعر ببعض الثقة وهو ينظر لأحمد المتحفز .. ثم انهار بجسده جالسا على الرصيف ينظر اليهم بتحفز وقد وضع الحجر في حجره يسألهم بصوت بذل مجهودا حتى لا يخنقه البكاء " ماذا تريدان مني .. دعوني اذهب "

قال سيد بهدوء حذر وهو يناوله زجاجه مياة أحضرها من السيارة " اهدأ .. نحن لا نريد أن نؤذيك .. فقط اخبرنا من قال لك هذه المزحة القبيحة .. أحمد من حقه ان يعرف "

انتبه رامز للاسم وجحظت عيناه في هلع وهو يمرر نظره على هيئة أحمد طولا وعرضا مرددا اسمه في صدمه وكأنه استوعب الموضوع للتو ثم استدار نحو سيد الذي يجلس القرفصاء امامه وقال ليتـــــأكد " هذا أحمد سماحه ؟ " واشار باصبعه للورشة في استفهام .

فضحك سيد وأومأ برأسه " اجل .. انه أحمد سماحة ابن صاحب هذا البناء الضخم .. وانا زوجته ... اقصد صديقه "

لكن رامز لم يلتفت لدعابة سيد واعاد النظر الفاحص بريبة وعينين متسعتين في عدم تصديق لأحمد الواقف ويديه في جيبي بنطاله رافعا حاجبا مستفزا لرامز ويهز ساقه بعصبية .

قاطع سيد تأملاته هو يقاوم الضحك من جديد " يا اخ رامز .. من حق أحمد ان يعرف من اخبرك بهذه المزحة القبيحة .. انا صديقه منذ قرون واعرف كل بلاياه .. واؤكد لك انه طبيعي تماما.. يسيل لعابه مثل الذئب وتدور عينيه في محجريها حين يرى او يستشعر كل ما له صلة بتاء التأنيث...فقط اخبرنا حتى نلملم شرف الرجل الذي تبعثر في التراب " قالها وهو ينظر لأحمد بتسلية فبادله الاخر بنظرة مشتعلة محذرة .

بعد نصف ساعة كان سيد يقف مع رامز يهنئه بالحصول على عمل بالورشة فقد اعلن أحمد منذ قليل آمرا ان يعمل رامز بالورشة نكاية في فرج الذي يأتي صوته الأن من داخل من احد الغرف وهو يستنجد ويصيح متأوها مثل كلب اجرب يتم تعذيبه .. واصواتا اخرى تتداخل لاشياء تتحطم وزمجرة أحمد الغاضبة وسبابا لا يتوقف .. التفت رامز لسيد وجسده يرتجف قليلا بخوف مما يحدث بالداخل" هل ستتركه ... المجنون سيقتله "

طمأنه سيد بهدوء .. " لا تقلق .. فما فعله هذا العامل استوجب استحضار فريق شياطين ابن سماحة كاملا .. سأتدخل بعد قليل قبل ان يتطور الوضع .. هيا اذهب الى عم عبد الحليم واستلم عملك .. ولا تتردد بالاتصال بي اذا احتجت شيئا او تنمر عليك ابن سماحه .. رقم هاتفي سهل (..............) "

شكره رامز بامتنان وهو يخبره بأنه لا يمتلك هاتفا شخصيا لكنه سيحتفظ بالرقم في ذاكرته ولوح له مودعا

يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس