عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-18, 10:35 PM   #5773

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

متوترة .... مشحونة الأحاسيس ... كانت قمر تجلس في المطعم الأنيق الذي لا يرتاده عادة سوى النخبة .. والذي اختارته بحر بالذات دون غيره عندما اتصلت بها قمر هذا الصباح طالبة رؤيتها ..
فكرة أنها اضطرت أن تطلب رقم هاتفها من شمس .. التي اضطرت للحصول عليه من خلال لقمان الطويل عبر أكرم كانت أشبه بالغصة في حلقها وهي تتساءل عما أصاب بحر كي تمنحه ثقتها من جديد .. كي تعود فلا تتصل بأي شخص من أفراد العائلة .. ثم تظهر برفقته أمام المجتمع بأسره وكزوجته ..
ولكن ... هل استطاع أحدهم أن فهم بحر يوما ؟؟؟
نظرت إلى ساعة معصمها الجلدية البسيطة ... رافضة أن تتذكر الساعة الثمينة المرصعة بالماس التي أهداها إياها خالد في عيد زواجهما الرابع .. والتي تركتها ورائها عندما غادرت حياته .. إلى جانب كل شيء آخر أعطاها إياه .. ثم رفعت رأسها لترى بحر تقف عند باب المطعم ...
توقف قلب قمر للحظة وهي تنظر إلى ابنة خالتها التي بدت أكبر وأنضج بكثير من فتاة الثالثة والعشرين التي عرفتها آخر مرة .. شعرها الداكن معقود خلف رأسها في عقدة غير متماسكة .. ترتدي كنزة أنيقة زرقاء اللون فوق سروال جلدي أسود أظهر نحول ورشاقة ساقيها .. انتهى بحذاء خالي الرقبة جعلها تبدو وكأنها قد خرجت لتوها من مجلة أزياء أوروبية ..
لم تكن أناقة الملابس هي ما جعل قمر تشعر بعدم الراحة وهي تنظر إلى بحر التي كانت تبحث عنها بعينيها الزرقاوين الزجاجيتين .. لم تكن أيضا الندبة البشعة التي ظلت قمر تتصورها لأشهر خائفة من أن تراها .. بل تلك الهالة التي لم تكن موجودة من قبل .. و التي كانت تحيط بها تماما وظاهرة للعيان حتى من مكانها على بعد أمتار ... لقد كانت هالة غير قابلة للمس .. وكأن بحر كانت تقول بوضوح بأن أحدا لن يتمكن من إيذائي أو مسي مجددا ..
عندما التقت نظراتهما ... للحظات ظلت كل منهما تحدق بالأخرى وكأنها تخشى من الإقدام على الخطوة الأولى .. قبل أن تتحرك بحر فتقطع الطريق بين الموائد إلى حيث وقفت قمر في انتظارها ...
دون أي تردد ... أو منحها أي فرصة للتمنع .. سحبتها قمر لتضمها إلى صدرها بقوة .. تقاوم دموعها وهي تلاحظ تشنج بحر التي استغرقت ثواني قبل أن ترفع ذراعيها فتحتضنها هي الأخرى ...
لم يكن لقمان الطويل هو من أقام هذا الدرع الغير مرئي حول بحر .... بل كانت عائلتها التي نبذتها وأظهرت بوضوح رفضها لها ...
عندما جلستا أخيرا ... بدأت قمر بصوت خنقتها المشاعر :- حمدا لله على سلامتك يا بحر ..
لم تظهر أي مشاعر على بحر وهيتقول :- شكرا لك يا قمر ..
في بحث عما تقوله مقابل جفاف بحر الصادم .. نقلت عينيها في أنحاء المكان قبل أن تتوقفا عند الرجل الأسمر الواجم الذي احتل وحده طاولة منزوية بعيدة عنهما نسبيا .. فقالت بجفاف قبل أن تتمكن من منع نفسها :- أرى أن الحكيم أبى إلا أن يرسل وراءك كلب حراسته ..
التفتت بحر نحو ثروت الذي تعرفت إليه قمر بسهولة .. ومن ذا الذي لا يعرف الرجل الذي يعتبر الذراع اليمنى للقمان الطويل ؟؟؟ ثم قالت بسخرية :- تعنين كلاب حراسته ... إذ أن ثروت لم يأت برفقتي وحيدا ..
لقمان لا يعرف عندما اشترط عليها هذا الصباح وهو يعلن بأنها حرة في الذهاب أينما شاءت ما دامت في النهاية ستعود إلى منزله .. بأن يرافقها ثروت بشكل غير مرئي خوفا من تعرضها لأي خطر في ظل التهديد المخيم عليه وعلى عائلته .. بأنها قد لاحظت السيارة التي كانت تسير مباشرة وراء السيارة التي كان ثروت يقودها بها إلى المطعم للقاء قمر .. أو أنها ستلاحظ توزع ثلاث رجال آخرين في أنحاء المطعم دون أن تفارق أعينهم حتى وهم يتظاهرون بتناول طعامهم بعفوية .. بحر ..
قالت قمر ببرود :- ولماذا يرسلهم ؟؟؟ هل هو خائف إلى هذا الحد من أن تفلتي من قبضته إن تمكنت من مغافلة حراسه ؟؟
عينا بحر استحالتا إلى جليد وهي تقول :- أنا لست سجينة لقمان ... وهو لا يستطيع إرغامي على فعل شيء لا أريده ..
تقريبا ... إذ أنه في النهاية تمكن من إرغامها على تقبل حمايته وهي تدرك بعد أن وجدت الفرصة للتفكير مدى الخطر المحدق بها بعد إعلانه زواجه منها على الملأ ..
توتر فم قمر .. إلا أنها اضطرت لانتظار النادل كي يقترب ويأخذ منهما طلباتهما القليلة والبسيطة ثم يبتعد قبل أن تقول :- هل تقولين بأنك معه بإرادتك يا بحر ... بأنك قد عدت إليه من تلقاء نفسك بعد كل ما فعله بك ؟؟
كان بإمكان بحر أن تنكر ... أن تخبر قمر بأنها لم تعد إليه ... أن تخبرها بأنها لم ولن تسامحه قط .. بأنها لن تثق به ما عاشت .. وبأنها موجودة معه الآن لفترة محدودة لا أكثر .. إلا أنها لم تفعل ...
ببرود شديد قالت :- أتحكمين علي يا قمر ؟؟
توترت قمر وهي تقول :- بحر .... أنا ...
قاطعتها بحر مكملة :- عندما لم تستمع إحداكن إلى أسبابي قبل عام من الآن ... عندما رفضت خالتي رؤيتي أو استقبالي في بيتها في أشد حاجتي إليها .. عندما لم تسألني إحداكن حينها عما حدث حقا .. عن الظروف التي رمتي في طريق لقمان .. عندما لم تحاول معاتبتي حتى .. أو صفعي على سماحي له باستغلالي .. عندما فتحتن الباب لامرأة غريبة عني لم تعترف بي يوما وسمحتن لها بأخذي بعيدا .. أنتن فقدتن كل الحق بالحكم علي الآن يا قمر ...
صمتت قمر للحظات .. الألم كان واضحا في ملامح وجهها الرقيقة وهي تقول بصوت خافت :- الأمر كان صادما لا أكثر يا بحر .. لم يشك أحدنا ولو للحظة بأن تكوني متورطة مع لقمان الطويل .. أن تستسلمي له .. أن تسمـ ...
قاطعتها بحر وهي تقول بجفاف :- بغض النظر عن أن علاقتي بلقمان لا تعنيك بعد الآن يا قمر .. لا أنت .. ولا شمس .. ولا خالتي .. إلا أنني سأوضح لك بأنني كنت ومنذ اللحظة الأولى زوجة للقمان ...
قالت قمر بمرارة :- زوجة بورقة عرفية ..
:- وفقا لإعلان لقمان ليلة الأمس .... زواجنا العرفي لم يعد له أي معنى وقد ثبت زواجنا منذ أشهر طويلة .. مما يعيدني للنقطة الأولى ... علاقتي بلقمان ... لا تعنيكن إطلاقا ..
نظرت إليها قمر بشيء من العجب وهي تقول :- هل أحببته قط يا بحر ؟؟؟
ابتسامة بحر الساخرة جعلت قمر تتدارك نفسها فتقول :- لا أعني محاسبتك .. أنا فقط ... محتارة .. هو أذاك .. استغلك و أفسد سمعتك .. ومع هذا .. ها أنت تدافعين عنه أمامي .. إن لم يكن بكلمات واضحة .. فبكلمات ضمنية ..
كان النادل قد عاد من جديد حاملا صينية عليها قدحين من القهوة ... وضعهما أمامهما قبل أن يتركهما من جديد .. سامحا لبحر بأن تقول بهدوء :- هو أذاني ... إلا أنني كنت أعرف منذ البداية بأنه سيؤذيني .. أن يؤذيك رجل تعرفين بأنه لن يمنحك قط حبا كالذي تحملينه نحوه .. لا يقارن أبدا بالأذى الذي يمكن أن يسببه أذى شخص كنت تؤمنين بحبه الغير مشروط لك ..
قالت قمر بتوتر :- إن كنت تقصدين خالتي ...
قاطعتها بحر قائلة بجمود :- لقمان لم يرغب بخروجي من حياته .. أنا من فعل .. وعندما عدت .. هو كان في انتظاري .. اتتخيلين هذا ؟؟؟ تخلي عائلتي عني .. جعل تمسك رجل كلقمان الطويل بي رغم كل ما فعله بي .. يبدو فعلا نبيلا منه ..
المرارة في صوت بحر جعلت وجه قمر يشحب .. قالت بصوت مرتجف :- أنا لم أتخلى عنك ... أنا لم أعرف حتى بأن خالتي قد اتصلت بوالدتك .. ولم أعرف حتى برحيلك حتى أخبروني به ..
أشاحت بحر بوجهها .. فتابت قمر بشيء من الحرارة :- كما أنني لن أتخلى عنك أيضا بعد الآن .. أتسمعينني يا بحر ؟؟
تمتمت بحر :- وما الفائدة الآن ؟؟؟
:- أنت ما كنت عدت إلى الوطن لو أن جزءا منك لا يرغب بإصلاح كل شيء ... تتظاهرين بالبرود .. بالتباعد .. إلا أنك في داخلك .. تتحرقين شوقا منذ رحيلك للعودة .. أنا لا اعرف ما الذي يمسكه لقمان الطويل ضدك فيرغمك على مسامحته ... إلا أنني لن أسمح لك بأن تغفري له هو .. أن تسمحي له هو بالعودة إلى حياتك .. دون عائلتك كلها ..
( أنا لا أعرف ما الذي يمسكه لقمان الطويل ضدك فيرغمك على مسامحتك )
( أنت في داخلك .. كنت تتحرقين شوقا منذ رحيلك للعودة)
اغرورقت عينا بحر بالدموع وهي تقول بصوت مكتوم :- أنت لا تفهمين شيئا ... ولا تعرفين أي شيء ..
نهضت من مكانها متناولة حقيبتها ... تاركة قهوتها مكانها فوق الطاولة دون أن تمس .. ثم اندفعت إلى خارج المطعم سامعة صوت قمر تناديها من ورائها :- بحر ... انتظري ..




يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس