عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-18, 10:36 PM   #5774

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

فور أن تخطت الباب ... كان ثروت إلى جانبها .. يقول بجمود :- هل أنت بخير ؟؟
قالت بصوت مختنق :- خذني من هنا ...
السيارة كانت خلال لحظات أمامها ... فتح لها ثروت الباب الخلفي قبل أن يحتل مكان السائق الذي أفرغه لأجله عائدا إلى السيارة الأخرى التي انطلقت خلفهما مباشرة ...
فور انطلاق السيارة دوى صوت رنين هاتفها .. على الفور رفعت عيناها لتلتقي بعيني ثروت عبر مرآة السيارة الامامية وهي تجيب عن الاتصال سامعة صوته :- بحر ... هل أنت بخير ؟؟
قالت بفظاظة :- أنت أخبرتني صباحا بأنني حرة بفعل ما أريده .. لم تخبرني إطلاقا بأن كلابك ستخبرك بكل ما أفعله لحظة بلحظة ..
قال بهدوء :- أتستغربين هذا يا بحر ؟؟؟ أنت في خطر .. وأنا قلق عليك لا أكثر ..
أغمضت عينيها بقوة قائلة :- توقف ... فقط توقف .. أنا لا أحتمل إطلاقا تظاهرك هذا بالاهتمام ..
ساد الصمت للحظات طويلة جدا .... شكت بحر خلالها بأنه قد أنهى المكالمة ... قبل أن يقول فجأة :- عندما رحلت قبل سنة يا بحر ... لم يكن رحيلك بحد ذاته ما مزقني ... بل أنك كنت محقة تماما في الابتعاد .. والابتعاد .. والهرب إلى حيث تصبح أي ذكرى لديك لي أكثر بهتانا من أن تفكري بها يوما ..
أعادت رأسها إلى الوراء .. الدموع في عينيها تفيض فتسيل عبر جانبي وجهها ساخنة .. دون أن تتمكن من الرد عليه بكلمة ... تتذكر هذا الصباح عندما طرق عليها باب غرفتها .. ليجدها مستيقظة منذ ساعات بعد نومها المتقطع على إثر مواجهتهما في مطبخه .. وكلماته الصادمة .. و قبلته التي كانت أكثر إذلالا لها من كل ما فعله بها في الماضي .. إذ أثبتت بأنها رغم كل شيء ... رغم كل شيء ما زالت تكن المشاعر للقمان الطويل ..
كيف ؟ ولماذا ؟ أي كائن ضعيف هي ؟؟ أي مخلوق ذليل وجائع إلى العاطفة هي كي تبقي على مشاعر لم يقدرها أحد دفينة داخلها دون أن تجرؤ على تدميرها ..
في الطرف الآخر من المكالمة ... كانت سيارة لقمان الضخمة يقودها سائقه تسير إلى خارج المدينة حيث يهدف للقاء زوجة تيسير التي غادرت المدينة قبل مقتل تيسير بأيام دالا على أنه قد عرف بطريقة ما الخطر المحدق به فطالبها بالابتعاد ... راغبا بإخبارها بالأخبار المؤسفة بنفسه .. إكراما للرجل الذي أنقذ حياته مرة فيما مضى .. والذي كرس سنواته لخدمته بدون أي تحفظ حتى مات في النهاية بسببه ..
صورة جثة تيسير التي رآها هذا الصباح عندما ذهب للتعرف إليها في المشرحة .. ما زالت حتى الآن عالقة في ذهنه .. كالكابوس الذي يعجز عن الاستيقاظ منه .. وفكرة أن ذلك الجسد المشوه والمقتول بوحشية .. كان ينتمي لرجل اعتبره صديقا مقربا له لما يزيد عن العشرين عاما .. كانت تجعل أنفاسه تعلق بين حنجرة في محاولة يائسة منه للحفاظ على ثباته الأسطوري ..
كان يكره اضطراره للابتعاد عن بحر ...لتركها في حالة الهشاشة التي كانت تمر بها .. يعرف كل المعرفة بأنها على الأرجح تكره نفسها لعجزها عن محاربته ليلة الأمس عندما قبلها .. تكره نفسها .. وتكرهه هو بالتأكيد لأنه أرغمها على رؤية الحقيقة .. حقيقة أنها رغم كل شيء .. ما زالت تحتفظ بشيء من مشاعرها القديمة اتجاهه ...
يكره أن يتركها الآن وهو يعرف الخطر المحدق عليها وعليه .. إلا أنه يثق بثروت كما لا يثق بمخلوق آخر على أعز ما لديه .. يعرف بأنه مستعد لحمايتها بحياته إن تطلب الأمر لأجله ..
يكره أن يعرف دون أن يراها وهو يتحدث إليها عبر الهاتف .. بعد لحظات من إبلاغ ثروت له على عجل بأنها قد أنهت لقائها بقمر دون أن يبدو عليها الراحة التي أمل عندما اتصل به أكرم طالبا رقم هاتفها ... أن يمنحها إياها .. أن يعرف بأنها تبكي .. دون أن يتمكن من أن يكون هناك كي يحتضنها ..
قال بصوت أجش :- أعرف بأنك تكرهيني يا بحر ... أعرف بأنك لن تسامحيني قط على كل ما فعلته بك .. على معاملتي السيئة لك ... على بخلي عليك بالتقدير الذي تستحقينه .. على عجزي عن حمايتك عندما احتجت إلي .. وعن .. وعن إرغامك على إجهاض الطفل الذي كنت تحملين ..
صوت خافت ومكتوم وصله من الجانب الآخر .. صوت جعل قلبه ينقبض .. في اعتراف جعل كيانه كله ينتفض مرة واحدة وهو يقول :- إلا أنني لن أسمح لنفسي بأن أخفي عنك ما كنت أكثر جبنا من أن أخبرك به في الماضي ... أنا أحبك يا بحر ... أحبك كما لم ولن أحب أي امرأة أخرى .. ولو تطلب مني حصولي على غفرانك قضائي حياتي كلها أتوسلك الصفح ... فإنني سأ ...... ما الذي ...
صوت عنيف اخترق زجاج السيارة الضخمة جعله ينتفض مجفلا والصوت المألوف يخرج بدون أي مقدمات من أعمق ذكريات مراهقته سوادا .. التفت إلى الخلف ليكتشف اختفاء سيارة موظفي الأمن لديه التي كانت تلاحق سيارته منذ خروجه من المدينة .. وقبل أن يدرك ما يحدث .. دوى صوت أكثر عنفا وأكثر قربا والدنيا تنقلب من حوله مرة واحدة رأسها على عقب .. قبل أن يسكن كل شيء فجأة ... ويغرق في ظلام تام ..







انتهى الفصل الثاني عشر والحمد لله
قراءة ممتعة للجميع


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس