عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-18, 06:36 PM   #994

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير حبيباتي
أولاً أقدم اعتداري لأن أجلت الفصل لليوم...
الأسبوع الفات كنت مريضة جدا وبعدها صار عندي مؤتمر .. لذلك ابداً ما كتبت شي ... ورغم كل الارهاق بس ادري تنتظرون لذلك ما اجلت الفصل للأسبوع الجاي وقررت انزله اليوم... وللعلم الفصل مو طويل واتمنى تسامحوني .. لأن فعلياً الموضوع خارج ارادتي

وقبل ان نبدأ تذكروا... أن الحب هو الوحي الحقيقي الوحيد للحرية وما دون ذلك ايحاءات كاذبة لسجون عاطفية

..
الإيحاء العاشر: لو أننا لم نفترق*
*الأغنية لـ (كاظم الساهر)

-وليتني ماعصيت قلبي وانتميت اليك
-مراد السالم

لفَّ يديه حولها شاهقاً بألمٍ صار كلاهما ينتميان اليه... دموعها التي تجاهر بها على صدره كانت صدى لصرخاتٍ مكتومة تجول داخله..... ... لم يكن يعلم وهو يأتي ليودع البحر الذي جمعهما بأنه سيجدها هناك في انتظاره .... شعر للحظة بأنه يريد أن يختفي معها خارج الزمن أو أن يمحو ذاكرتهما المظلمة خلف الجدران الرطبة ......
ذراعاها أحاطتا خصره وشعر بها وهي تحكمهما أكثر حوله كأنها تخاف أن يختفي.... بكائها الآن بكل هذا التشبث به أعاد له منظرها وهي تبكي بين ذراعي والدها بضعف مطلق يشابه الضعف التي ترميه بين أحضانه فيكسره....
همس والعبرة تخنق صوته:
-أمل
ازداد نشيجها وشعر بها تتراخى قليلاً داخل دائرة ذراعيه فسمح لجسده المتشنج ان يتراخى هو الآخر وان يتقبل ثقل المرارة التي تعتريه... فانتهى بهما الحال يجلسان على رمال بحر يافا... متعلقان ببعضهما كأنهما عاشا تجربة غرق كادا ان يفقدا فيها حياتهما ثم فاجأتهما الحياة بفرصة جديدة.....
اختبأت في صدره لدقائق اخرى بينما اخفى وجهه بين طيات شعرها.... لم يكن بينهما كلمات لتقال... فالوجع يقول الكثير... وهذا الانكسار المتبادل لا يُحكى بالكلمات ....
أخيراً استلت رأسها عن صدره دون ان تبتعد....
رفعت عينيها الباكية تنظر اليه .. اختفى الضغط الخفيف حول خصره حين رفعت يدها تلامس جلدة رأسه ....
قالت بصوت باكي:
-لقد كنت أحب الخصلة الفضية
لم يجب... كان سيبكي لو فعل... ليس لأجل الخصلة الفضية التي لم تعد موجودة بل لأن اصابعه كانت تمر فوق أحد آثار عقوباته في السجن.....
اصابعها زحفت ببطيء لتهبط الى صفحة وجهه... أغمض عينيه متأوهاً حين لامست اثار الضرب في أعلى وجنته....
احاطت وجهه بيديها واسندت جبينها الى طرف ذقنه وعادت تبكي...
-أنا اسفة
رفع يديه ليغطي بكل منهما كفيها على جانبي وجهه... وقال بصوت أجش:
-لقد هدمتِ حياتي
ثم اعتصر كفيها قبل ان يطلقهما محتضناً اياها من جديد....
من بعيد كان آدم الصالحي يقف مصدوماً... كانت تتنازعه رغبة سافرة في التقدم ليستل أمل من بين ذراعي مراد...... لكن الحقيقة المرّة كانت تقف في وجهه.... لم يكونا رجلاً وامرأة في عناق..... كانا انسانين متألمين.... يربطهما وجع أكبر من ملامسة حسية...... وهذا ما جعله يقف الآن عاجزاً يراقب ابنته تتوجع دون ان يستطيع فعل شيء لها.....
حين قرأ ملاحظتها القصيرة جنّ جنونه... ولحق بها الى هنا... لكنه لم يكن يدري بأن ما سيراه سيحطمه.... لم يكن لحقيقة ان ابنته تحتضن رجلاً ما.... لكن لحقيقة ان ابنته الآن تشبه أمها كثيراً ومراد السالم يشبهه هو .... لقد كانت والدتها تحتضنه بهذا الشكل... تبكي على صدره حين يؤلمها هذا العالم... وكأنها تشكوه وتشكو اليه... كأن لا مفر لها سوى اليه..... وهو يعرف ان هذه الحالات لا تتضمن مشاعر جسدية ... بل مشاعر روح تتعذب...... ولقد اختارت أمل ان تتعذب روحها بين يدي مراد السالم وليس بين يديه هو والدها......
*******************************
-عليا توقفي حالاً
صاح إلياس بصوته الجهوري مفزعاً ابنته ذات الخامسة عشر التي تحمل بين يديها كومة من الطين تنوي تسديدها نحو فارس ابن وليد الذي يقف متجهماً دون ان يأتي بأي حركة سامحاً لها ان تلطخ قميصه ببقعة طين سددتها اليه قبل لحظات من قدوم والدها
رمت عليا الطين من يدها واستقامت وهي تقول:
-آسفة بابا لقد كنا نلعب
رفع حاجبه الذي ما زال يحمل اثار جرح قطعي كانت والدتها السبب فيه وهي مثل عمرها تقريباً:
-تلعبين ها؟
انحنى ليأخذ كومة طين وسددها نحوها لتصيب خدها فتراجعت شاهقة
-هذا سيعلمكِ أن لا تتجاوزي على قريبكِ مرةً اخرى أيتها المشاغبة... والآن اعتذري
ضربت قدمها بالأرض وهي تتأفف بحركة تذكره بوالدتها أيام شبابها
قطّب في وجهها:
-الآن ايتها الفلاحة الصغيرة
رمقته بنظرة عدم رضا ثم عادت تنظر الى فارس الذي كان ما زال واقفاً بهدوء مغيظ يراقب بصمت
هتفت في وجهه كأنها تشتمه:
-اسفة دكتور فارس
قالت كلمة "دكتور" باستهزاء وكأنها تتهكم على فكرة قبوله في كلية الطب هذه السنة
أومأ فراس برأسه برزانة وقال:
-لا مشكلة..
واستدار مغادراً في نفس اللحظة التي اقتربت فيها سماء لتقول بإعتراض:
-ما بال أصواتكما كأننا في سوق شعبي... الا تعرفون ان مراد يحتاج الى الهدوء
نظر الياس الى زوجته وقال باعتراض لكن بصوت منخفض:
-تعالي وافرحي بخلفتكِ يا أم العيال.. منذ تزوجتكِ وانتِ تعيرينني بـ "الفلاح الهمجي" فعاقبكِ الله بإبنة تفوقني همجية... لقد كانت ترمي فارس بالطين
شهقت سماء مرتعبة:
-ماذا؟
ثم نظرت الى ابنتها التي تفتقد الى كل عناصر الترتيب والاناقة عكس باقي ابنائها
-اسمعي يا فتاة .. توقفي عن تنكيد حياة الصبي كلما جاء الينا زائراً... لا تفتري عليه فقط لأنه يتجاهلكِ
زمت عليا شفتيها:
-انه ولد محنط
وشدت جسدها وألصقت ذراعيها على جنبيها وراحت تميل يمنة ويسرة مجسدة كلمة "محنط" بالفعل
كاد الياس ان يضحك لولا انه امسك نفسه في اللحظة الأخيرة وهو يقارن الشبه القاتل بين ابنته الوسطى ووالدتها... فهي تملك ذات السلاطة وذات حب لفت الانتباه ... غير انها ولله الحمد لم ترث عنها نزعتها الدرامية... بل اختصرت كل الاعيبها في شخص المسكين فارس الذي بسببها لم يعد يأتي للمزرعة كثيراً...
صاحت سماء:
-تأدبي
علّق الياس بصوت منخفض لم يصل لمسامع عليا:
-ماذا حدث لمراد الذي يريد ان يستريح؟
رمقته زوجته بحقد واخفضت صوتها موجهة الحديث الى عليا:
-اذهبي واغتسلي وحباً بالله ارتدي شيئاً اخر غير هذا الجينز المقرف والبلوزة الشبيهة ببلوزة الشحاذين.... ما بلاء الملابس المقطعة الذي سقط علينا من دور الموضة
ضحك الياس وهو يراقب انصراف ابنته:
-اقسم انها تشبهك كنسخة كاربونية
قطبت:
-انها تملك همجيتك وسوقيتك... لا أعلم حقاً لماذا تزوجتك يا رجل
رفع حاجبه والضحكة ما زالت مرسومة على وجهه:
-على ما اذكر انتِ من عرضتِ علي الزواج...
قلبت سماء عينيها:
-كنتُ أعرف انكَ ستحملها ضدي طوال العمر...
ضحك ضحكة قصيرة .. ثم بعدها سأل بجدية:
-أين مراد؟
اختفى جو المرح .. عبست قليلاً:
-انه هائم هنا وهناك... يذرع المزرعة مشياً... من الغريب رؤيته هكذا
هز رأسه موافقاً:
-لم يكن الأمر سهلا عليه بكل تأكيد ..
قبل ان ينهي الياس جملته.. كان مراد على مرمى بصره..... يتمشى دون هدف تاركاً الجميع في الداخل....
ركل مراد حجراً صغيراً اعترض طريقه.... وتابع سيره غارقاً في أفكاره الخاصة.... ها قد مرَّ أسبوع على عودته... وليس مستعداً حتى الآن لمواجهة العالم الخارجي.. ولا مواجهة مراد السابق... لذلك حين اقترحت عليه انجل على سفرة الغداء الاحتفالي بعودته ان يبتعد قليلاً لم يتردد في اخذ الفرصة وأيدها وليد عارضاً مزرعة ابن خالته كمكان جيد للإستجمام....
كان قد زار مزرعة الياس في بضع مناسبات احتفالية اجتمعت فيها العائلات الصديقة في اجازة قصيرة وكان معجباً بالهدوء والخضرة المريحة للمكان بعيداً عن صخب حياته.... وها هو يعود اليها لكن هذه المرة ليس ليحتفل مع عائلته التي تجلس في الداخل ... بل ليعود لنفسه التي يبدو انه اضاعها منذ خرج من مدينة يافا....
-عمي
جاءه صوت أوركد من خلفه فالتفت اليها مبتسماً ...
-أوركد
فتح لها ذراعيه فاندست بينهما... قبّل شعرها محتضناً اياها.....
منذ عاد لم يتحدثا حقاً... هو هرب الى المزرعة وهي منحته مساحته ...
سألته أخيراً وبشكل مباشر:
-ألن تحدثني عن الأمر؟
كان ينتظر هذه اللحظة.... أوركد هي الوحيدة التي يمكن ان يحدثها عما يدور داخله كأنه يحدث نفسه دون خجل او حرج... لأنها جزء من نفسه وقلبه... وما بينهما علاقة روحية وطيدة لا يسعه معها ان يتصنع او ان يخبأ...
-أشعر بأنني ما زلت هناك... عالق في سجنين
سألته بحيرة:
-سجنين؟
أومأ برأسه وقال موضحاً:
-الأول ذلك الذي عشته خلف القضبان والثاني الذي عشته بين ذراعيها
شهقت أوركد وهي تبتعد قليلاً عن عمها لتحدق في وجهه
-أمل؟ الفتاة التي أنقذتها؟
ابتسم بمرارة:
-انها أحمق وأشجع امرأة رأيتها في حياتي
تأملت أوركد وجه عمها وهو يتحدث عن تلك الفتاة التي رأتها في الفيديو.... بالفعل كانت شجاعة وجميلة كذلك... لكن لم يخطر في بالها ابداً ان تجذب عمها بطريقة اخرى.... فذوقه كان أكثر تصنعاً من الطبيعية التي تنضح من ملامح وجهها...
طلبت منه:
-حدثني عنها
نظر الى البعيد ... ولم تستطع الا ان تشعر بالوجع وهي تحاول ان تتأقلم مع شكله الجديد دون شعره الذي يعشق... واثار الضرب تختفي شيئاً فشيئاً عن وجهه الذي بدا منذ ان عاد وكأنه يحمل تعابير لم يكن يحملها قبل ذلك رغم ان ملامحه الجذابة على حالها....
قال بعد لحظة تفكير:
-انها امرأة تشبه الفخ... لا تدرك فداحة خطأك في التقدم نحوه الا عندما تقع فيه
اتسعت عيناها حتى تمت استدارتهما....... هل يدرك عمها ان هذه الكلمات.. كلمات رجل عاشق؟
قاطع حديثهما صوت الخالة سماء وهي تنادي عليهما لتناول الغداء...
قال مراد:
-اذهبي انتِ .. سأعود الى غرفتي ،، أريد أن أنام قليلاً
علمت بأنه لن يقول أكثر عن أمل حتى وان سألته... فأومأت له ثم قبّلت خده:
-أنا هنا دائماً
ابتسم لها بحب:
-وأين ستذهبين اذن يا شريكتي في الجريمة...
انغلقت ملامحها وهي تربط اخر شطر من عبارة عمها بعلي الذي لطالما ناداها بشريكتي في الجريمة..... راقبت عمها يتقدمها بينما تبعته غارقة في أفكارها... ما زالت تشعر بالغضب لما حدث قبل أسبوع حين تبعت ساندرا علي وافتعلت فضيحة ليتدخل المزعج رايان منادياً اياها حبيبتي...... الصدمة التي شعرتها يومها لم تكن تقارن بأي شيء ... يومها صاحت في وجه رايان
-لا تناديني حبيبتي ...
ثم التفتت نحو علي تنتظر منه ان يدافع عنها.. لكنه كان ينظر الى ساندرا وقال بتوتر:
-ما الذي يحدث هنا ساندرا.. هل تتعقبينني؟
صاحت به ساندرا:
-وهل أنا مخطئة.. انظر ما ان ادير ظهري حتى تذهب اليها
امسك علي بذراع ساندرا وقال من بين اسنانه:
-انها صديقة طفولتي... وعليكِ احترام هذا
نفض ذراعها وقال بغضب:
-ثم عليكِ ان تتعلمي الثقة بي...
ثم رمى كلمة اسف نحوها ونظرة غضب نحو ساندرا وخرج من المكان ....
عندها اقتربت منها ساندرا وقالت بحقد:
-إذا استطعتِ خداع علي بلعبة صديقة الطفولة هذه فلن تستطيعي خداعي انا بذلك.... أنا اعلم أنك تحبينه.. هذا واضح كالشمس... لكنه لي أنا... فابتعدي والا ستندمين
وقبل ان تمنح لها فرصة الرد كانت تستدير خارجة تاركة اياها تغلي غضباً ووجعاً...
عندها جاءها صوت رايان متهكماً
-الفتاة لديها حق... ان الامر واضح كالشمس
استدارت اليه ورمت بكل غضبها عليه:
-ومن أنت أصلاً لتتدخل في حياتي... وكيف تجرؤ على مناداتي حبيبتي؟
هز كتفه بلا مبالاة:
-كنت احاول فقط منعها من احراجك... لكنكِ فعلتِ ذلك نيابة عنها....
هتفت به:
-أيها الـ.....
قاطعها:
-ششششش وفري شتائمكِ لصديق طفولتكِ الذي ترككِ وهرب
ثم استدار عنها هو الآخر ليعود الى عمله ...
عادت من أفكارها الى اللحظة الحالية بوجه متجهم وهي تفكر بان رايان الترك هو أكثر رجل مزعج على وجه هذا الكوكب..


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس