عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-18, 09:19 PM   #4317

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

المشهد الثاني



مكتب مهند ..



لم يلحظ شحوبها وهي تقف بباب المكتب المفتوح تسأله بصوت بارد" اين قطر الندى ..."

يبتسم بمزاج حلو وهو يقترب منها ويرد

" انها نائمة في قيلولة متأخرة هذه الشقية.. تعالي ادخلي وشاركيني الشاي حتى تستيقظ.. المكتب فارغ .. مجد ذهب ليشتري لنا بعض المشويات من المطعم اخر الشارع .. تعشي معنا ..."

لكنها فاجأته بذاك الغضب المكتوم المشع من عينيها وهي تقول بنبرة تعكس ذاك الغضب " احضرها لي... فورا ..."

عقد مهند حاجبيه بتوجس وعفوياً مد يده ليمسك يدها وهو يقول

" ماذا هناك جوري .. اخبريـ ... "

قطعت جملته محاولة منها لصفعه فتراجع بظهره للخلف بحركة تلقائية فتهبط صفعتها على صدره بينما تصرخ فيه بعنفوان

" احضر ابنتي الي ..."

اتسعت عينا مهند بدهشة ثم تحجرت نظراته وهو يتمتم " كنت تريدين ...صفعي ؟! "

هدرت به وهي تقترب منه حتى كادت تلاصقه " ولو استطعت لقتلتك .."

بتماسك تام سألها وهو يحدق في عينيها

" ماذا حصل ..؟"

عندها انفجرت انفجاراً مدوياً .. اخذت تضربه على صدره بكل قوتها وكأنها تفرغ كل ما اخترنته وادعت عدم وجوده ... تفرغ احباطها وألمها لثلاث سنوات من عمرها .. تضربه وهي تصرخ فيه بوجع " اريد استرجاع ...ثلاث سنوات من عمري... سرقتها مني ... استرجاعها وحرقها وكأنها ... لم تكن .. "

كانت ما تزال تضربه على صدره ولم تشعر بذراعه التي امتدت لتغلق باب الشقة ثم يلف كلتي ذراعيه حولها وهو يقول بصوت خافت معترفاً بذنبه " انا اوجعتك كثيرا .. اليس كذلك ..؟ "

اخذت تشهق بالبكاء كطفلة ! لم يرها يوماً تبكي هكذا ... شفتاها الجميلتان ترتجفان مع كلماتها التي خرجت خافتة تائهة

" لن اسامحك .. ابدا .. يا مهند .."

ضمها اليه لتبكي في حضنه بحرقة أشد بينما يتوجع هو هامسا قرب اذنها " ابكي جوري .. لا احد يظل قويا طوال الوقت .. وانتِ لعبتِ دور القوية لسنوات مع رجل مثلي لا يستحقك .."

مضت دقائق وهي تبكي هكذا فوق صدره حتى ابتل قميصه ثم فجأة انفتح الباب وظهر مجد وهو يلقي دعابة ما حول الطعام ليبتر جملته وهو يتطلع بحرج لمهند يعانق زوجته ..

حاول الاعتذار والانسحاب عندما اشار له مهند بالبقاء وهو يسير مع زوجته ناحية غرفة النوم قائلا " سأحضر لك بعض الشاي.. اعرفك تحبينه.. "

همست وهي تساير خطواته باستسلام وانهاك

" انت لا تعرف شيئا .. عني ... دعني ارجوك.."

اخذها للغرفة التي ينام فيها واغلق الباب خلفه ليجلسها على السرير ويجلس جوارها بينما تحاول جوري عبثا السيطرة على دموعها وهي تتمتم " احضر .. قطر الندى .. ارجوك .. اريد الرحيل .."

يميل ليلثم جانب رأسها هامساً برقة

" ستتعشين اولا معي .. وبعدها "

التمعت عيناه وهو يحسم امره بما قرر البوح به اليها منذ ايام ليضيف " بعدها .. اريد ان اكلمك عن .. امر .."

اخذت تمسح دموعها ببعض الحدة وهي تقول بنبرة الامر الواقع " اي امر ...؟ موضوع الطلاق محسوم يا مهند .. "

تجاهل اصرارها على الطلاق وكل حواسه بتركيز على ما عزم عليه ليقول

" الواقع انها ... حكاية .."

رفعت عينيها الباكيتين اليه وهي لا تفهم ما يعنيه ليضيف ببطء

" حكايتي مع... حبيبة العطار .."

هبت واقفة على قدميها وهي تهتف به بقسوة

" اياااااك يا مهند .."

لكنه سحبها من يدها لتعاود الجلوس وبدا بإرادة اصلب من ارادتها وهو يحاورها بالعقل قائلا " لماذا ؟! الا يحق لي ان ادافع عن نفسي؟ الا يحق لي ان اخبرك عن آثامي ؟"

نظرت في عينيه بغير تصديق وهي تتساءل بنفس القسوة " آثام ... ؟! اتسمي عشقك لها آثام ؟!"

لتتغير سحنته ويبدو مختلفاً تماما عما عرفته يوماً وهو يقول " الاثم هو ما فعلته بها وبنفسي.. منذ اول يوم رأيتها فيه وكنت ارتكب الاثم تلو الآخر .. حتى اوشكت أن اتسبب بـ ... موتها ..."

هذه المرة شحبت جوري من الصدمة وهي تتمتم " موتها ؟! ماذا تعني .. موتها ؟"

يبتسم ابتسامة عجيبة تنضح بألم قديم ثم يقول " أعني ان تفارق دنيانا وتدفن تحت التراب .. كدت أن افعلها لولا لطف الله بها و... بي ..."

بدت جوري مصدومة ومشوشة للغاية بينما يقف مهند على قدميه ليضيف بصوت متحشرج " اغسلي وجهك وارتاحي قليلا .. ثم سنتناول العشاء وبعدها .. ستسمعيني .."

عجزت جوري عن النطق وهي تشيع خطواته المبتعدة نحو الباب ليتركها وحيدة في الغرفة...

نظراتها باتت بلا معنى وهي تحدق في الفراغ ..

الدموع جفت على وجنتيها بينما قلبها يقرع في صدرها في حالة عجيبة ...

لا تصدق .. !

لثلاث سنوات حلمت وانتظرت ان يخبرها يوماً بتلك الحكاية معترفاً انها ولت لحالها ..

تخيلته واستعدت كثيراً كي تسمعه يعترف بزوال تأثيرها عليه ...لم يخطر ببالها للحظة.. ان الحكاية فيها بعد خطير كهذا.. ان الحكاية ستحمل.. موتا وحياة !


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس