عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-18, 10:02 PM   #70

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي تابع الفصل الخامس

كان سيد يغلي ويحترق وهو يقود سيارته بعصبية يشتم ونيران الغضب تسيطر عليه .


" تمتم من بين أسنانه " ماذا أفعل معه .. هل سأقضي عمري كله امسح قذارته .. هل أقتله وأخلص العالم منه "



تأمل الفتاة الجالسة في ارتباك بجانبه في السيارة تطرق رأسها في وجل وهي تفرك يديها بتوتر واضح



لم يصدق حين تقدم منها منذ ساعتين بالمقهى مستفسرا عمن تكون ولماذا تطلب مقابلته .. وبهت حين عرّفت نفسها له ( رحمة خليل صبرة ) ...



وبتوتر أخرجت أوراقاً رسمية تثبت أنها أخته ! .


وفي وسط ذهوله أخبرته أنها تبحث عنه منذ يومين ..


وحكت له أن ابوه تزوج من أمها من تسعة عشر عاماً زواجا قصيرا أنتهى حين علم أن أمها تحمل أنثى وليس ذكرا فطلقها وتركها ببيت أهلها في مدينة ساحلية بعيده عن العاصمة ..

أخبرته بأن أمها تزوجت بعد ذلك من رجل فاضل ولم ينجبا فعاشت معهما حتى توفت امها منذ عامين وتوفى زوج أمها منذ شهر ولم تستطع العيش بمفردها في هذه المدينة وليس لها أقارب تعرفهم سوى أقارب زوج أمها ولم تجروء على الذهاب لأبيها مباشرة خوفاً مما سمعته عنه فيرفضها..


لكن أولاد الحلال أخبروها أن لها أخا يدعى سيد فجاءت تبحث عنه ..



كان يعلم أن ابيه المزواج قد تزوج من السيدة والدتها زواجا قصيرا وهو يتتبع مصائب أبيه على مر سنين عمره ..


وقد بات لا يندهش ابدا من بلايا هذا الرجل بل تورط مجبرا اكثر من مرة يلملم قذاراته ويتدخل في مشاكله مع مطلقاته ..


لديه ثلاث اخوات بنات من ثلاث نساء مختلفات لا يعلم عن اخواته شئيا سوى الاسم فكل واحدة منهم تعيش مع والدتها بعد طلاقها من أبيه هذا بخلاف أربع أخوات من (شربات ) زوجة أبيه المستمرة معه من اكثر من ثلاثين عاماً وهي الزوجة الثانية له ..



يذهب ويتزوج ويعود إليها وهي متكيفة مع الوضع متكيفة إلى حد مغيظ فلا يهمها سوى أن تعيش في ترف في بيت خليل الذي يختار زوجاته عادته من الفقيرات المعدمات اللاتي يقبل به كفرصة جيدة للحياة وشربات ذكية ولا تقل مكرا عن مكر خليل .



لا يعتقد أنه يستطيع حصر عدد الزيجات في حياة أبيه خليل صبرة فلا يعلم سوى عن الزيجات التي ظهر له بها بنات يطالبن بحقوق أو نفقة اما باقي الزيجات القصيرات يبدأن وينتهين قبل أن يعلم عنهن شئياً ..


هذا الرجل الذي قارب الثمانين مازال يتزوج حتى أنه قد تزوج بعد زواجه هو سيد بيومين من شابة صغيرة في السن مصرا على أنجاب ذكرا ! .


والحقيقة أن سيد لا يجد أبدا تفسيرا منطقيا لسعي هذا الرجل انجاب ولد ذكر غيره بهذا الهوس سوى كره أبيه له لسبب لا يعلمه ومع هذا لم تعد تؤلمه هذه الحقيقة ..



فاللامبالاة هي اقصى درجات الوجع ..


فهو ابنه البكري الذي رماه لجدته لأمه ليتزوج من شربات وبعدها عدد لا يعله الا الله بحثا عن المتعة أولا وانجاب ولد ذكر ثانية .


الشعور بالقهر واليتم والوحدة هو ما عاشه سيد منذ أن جاء إلى هذه الحياة ..



تربي في بيت جدته لأمه كانت سيدة عجوز متكومه طوال الوقت في غرفتها ..


لم يعلم عن أمه إلا لماما ضاقت بعيشتها مع أبيه تطلقت منه ثم فرت من البيت تاركة سيد مع أمها العجوز وقيل أنها فرت من ضغط العجوز عليها لتتزوج رجلا غنيا أخر يكبرها في السن مثل زيجتها من خليل ..


ففرت في أحد الأيام تاركة أمها وأبنها الرضيع عمره شهور ولم يعرف لها عنواناً بعدها .



كانت العجوز تخيفه وترعب أوصاله كلما نظر إليها بعينيه الصغيرتين...



ولا ينسى أبدا صورتها بظهرها المنحني وملامحها الحادة المتجعدة بعينين جاحظتين متقدتين بنار غل مستمر لم يفهم بسنوات عمره الصغيرة حينها سببا لها .



أهملته العجوز تماماً يخرج متى يخرج ويعود متى يعود حتى وهو صغير جدا يتعلم السير وكأنه لا يعنيها ..


لا يعتقد أنه قد رضع من ثدي أمرأة يوما لا أمه ولا أمرأة اخرى ..



يذكر مشاهد مبتورة من وجوده ببيوت نساء الحي يطعمنه لبنا صناعيا أو طعاما ..



ويذكر عيونا لاطفال تناظره بغيرة وغيظ وهو يأكل معهم في بيوتهم ..



ويذكر أياما عاشها في منزل العجوز يبكي أو يتأوه من مرض أو حمى دون أن يساعده أحد ..


مشاهد وأحاسيس هذه الأيام يدفنها في أقصى جنبات قلبه المظلمة .



في سن ست سنوات التقطه من الشارع الحاج سماحه ليحتضنه في بيته مع أولاده على الرغم من عداؤه الشديد لخليل صبرة ومشاكلهم الكثيرة في منافسات في التجارة ..


لكنه اشفق على سيد واحتضنه ..



فأصبح مقيماً لديهم ومن يومها اصبح صديقا لأحمد وتدريجيا تعرف على عمرو ابن الشيخ الأزهري إمام المسجد والذي تربطه علاقة قوية بالحاج سماحة..


كما تعرف على وائل الذي يكبره بعامين في نفس الحي والذي كان والده مجدي الصائغ رحمه الله صديقا ثالثا للحاج سماحة والشيخ عبد الله القاضي والد عمرو ..



قضى أوقاتا كثيرة في بيت وائل لكن معظم الوقت كان يقضيه في بيت سماحه ويعتبر أن الحاج سماحة وزوجته هم أبويه الحقيقين ..



لن ينسى يوم موت الجدة العجوز كما كان يطلق عليها ..



كان وقتها في السابعة عشر ..



شابا يودع المراهقة ..



حين لاحظ رائحة كريهة تخرج من غرفة العجوز فتفقدها في وجل ليكتشف أن العجوز ماتت في صمت منذ عدة أيام .


أما علاقته بأبيه لم تبدأ إلا بعد موت العجوز حين ذهب إليه يوما واقتحم عليه احد محلاته ..



ثائرا يحطم كل شئ أمامه في ثورة غضب منه ومن حياته ..


انتهت بجلسة صلح تضم أبيه والحاج صبرة والشيخ عبد الله القاضي والسيد مجدي وبعض التجار المهمين الذين جمعهم الحاج سماحه ليقبل خليل صاغرا أن يعيش سيد ببيت أبيه .


حياته في بيت أبيه كانت اشبه بحياته مع الجدة العجوز ..


فابيه دائما وأبدا يذكره بالجدة العجوز ..


عاش في البيت ضيفا صامتا لا يدخله سوى للنوم ..



وكان يتذلل ليحصل على القليل جدا من أموال خليل ..



أما عمره كله قضاه بين زوايا حي سماحة ..





حين تخرج من الجامعة بذل مجهودا خرافيا مع ابيه بضغط من بعض التجار ليعطيه خليل في النهاية حق اداره سلسلة من المقاهي التي يملكها والمنتشرة في أماكن شعبية وأماكن راقية من العاصمة من بينها مقهى كوكب الشرق في حي سماحه ..



ثم انفصل في شقة خاصة بعيدا عن بيت خليل الذي لم يشعر فيه يوما أنه بيته .



أوقف السيارة في ساحة البيت الكبير الضخم وأوقف معها سيل الذكريات المؤلمة التي تدفقت من مكان مجهول بداخله ..


ترجل يستدير حول السيارة ليفتح الباب للفتاة التي لم تبلغ الثامنة عشر المرتبكة بجانبه ..



سبقها ناحية باب البيت فلحقت به تشد كم قميصه في صمت ..



استدار لها فتمتمت بارتجاف " هل سيقبل بي ؟ "



نغزة قلبه وشعر بالشفقة عليها انها تذكره بنفسه .. رد عليها بغضب " رغما عن أنفه "



في بهو البيت الكبير بألوانه الفاقعة القوية وزخرفاته الفجة تداري شعورا بالنقص في نفسيه مالكه وزوجته استقبلته شربات بسني عمرها الزاحفة نحو الستين بابتسامه بارده يكرهها وقالت بصوت مائع لا يتناسب مع عمرها وصوت الأساورالذهبية يرن كلما تحركت "أهلا بالعريس .. تزداد وسامة لكما كبرت بالعمر يا بختها بنت المحظوظة "



رد وشعورا بالقرف يتملكه كلما رأها " بل العريس عندكم .. هل يا ترى موجودا بالبيت أم يبيت عند عروسه الجديدة ؟"



ردت بتسلية وابتسامة لزجة " بل هو هنا .. العروس عند أهلها تعاني من وحام الحمل وقد طردها لعلمه أن الجنين أنثى "

ثم أطلقت ضحكة عالية متشفيه .


اندهش للحظة من خبر حمل زوجته الجديدة ..


وأن الجنين أنثى ..
أحيانا تمنى من الله يمنحه أخا حتى يتوقف هذا العجوز المتصابي عن هذه الحماقات.


تركها تحدق في الفتاة الواقفة عند باب البيت في ارتباك ليتوجه للداخل فاستقبله خليل بقامه قصيرة منحنية ووجه عبوس يملأه التجاعيد ..



أخذ يفكر هل رجلا مثله يقارب الثامنين من العمر مازال قادره على الانجاب ! ..


حكمتك يا الله .



تطلع إليه خليل بعينين صغيرتين يملؤها غل مجهول المصدر وكشف عن اسنان معدنية لامعة وهو يقول بتحفز " خيرا "


قال سيد بلهجة مغيظة " كل الخير يا ابا سيد .. التقطت احدى بناتك من الشارع "



رفع خليل حاجبه باستفهام ..

فأسرع سيد ينادي على رحمة التي دخلت تتعثر في ارتباكها ليقدمها له سيد ..
ويريه صورة من الاوراق الرسمية ويشرح له باختصار الموقف .



بعد قليل قال خليل ببرود " اذن ما المطلوب "



سيطر سيد على رغبته في قتل هذا العجوز أمامه ليقول بلهجة بذل مجهودا كبيرا لتكون هادئة " المطلوب هو أن تعيش ابنتك معك هنا في هذا البيت الضخم ليس لديها مكاناً اخر "



قال خليل بعناد " وما شأني أنا "



شهقت رحمة في صدمة وانفجر سيد يمسك بتلابيت العجوز وهو يقول بلهجة غاضبة " شأنك أنك المسئول عن انجابها .. شأنك أن حظها العثر انك والدها .. شأنك أنها ابنتك شئت أم ابيت هل تريد أن ترميها في الشارع يمزقها الكلاب "



قال العجوز ببرود " مادمت حانق عليها هكذا خذها الى بيتك .. استكفيت من الاناث "


ترك سيد قميصه ورد في حزن " ليتني اقدر على جمعهن كلهن في بيت يخصني وأرعاهم .. لكني للأسف لن أقدر على رعايتهم فبالكاد راتبي يكفيني انا وزوجتي "



رد عليه خليل مصححا " راتبك الذي تأخذه مني "


رمقه سيد بنظرة قهر وقال " ألا تستحي .. أنا ابنك الوحيد.. أعمل لديك في املاكي براتب مثل الموظفين .. كل هذه الأموال التي لا عد لها لا يصيبني منها الا الفتات ولا أخذ من علاقتي بك سوى السمعة ابن المليونير خليل صبرة"


ثم اضاف في لهجة ساخرة " الناس يظنوني انهل من أموالك أبعزقها هنا وهناك .. لا يعلمون الحقيقة المرة أني اعمل في أملاكي بالأجرة "



رد خليل بغل مصححا " بل هي املاكي أنا .. أموالي أنا .. مادمت حياً فهي أموالي استمتع بها كما أشاء وسأترككم تنعمون بها بعد مماتي .. إن بقى منها شيئاً"



زفر سيد في يأس وهو يمرر اصابعه في شعره ثم قال منهياً هذا الحوار القميئ المؤلم " رحمة ستعيش هنا انتهى الكلام "


رد خليل ببرود " وإن رفضت ؟"



رفع سيد سبابته مهددا " إن رفضت فلن تسلم من جنوني وانت جربته من قبل .. سأحطم لك محلاتك سأشعل فيها النار حتى احرق قلبك ".



رد العجوز ببرود صقيعي " وأنا سأبلغ عنك الشرطة هذه المرة ولن اسمع لاي توسلات من التجار وسأحبسك خلف القضبان "



هدر سيد غاضبا " ليتك تسجني أو تنهي حياتي فأنا تعبت .. تعبت جدا "



ثم استطرد منهيا الحوار " لو علمت أنك طردت الفتاة سأتصل بكل التجار وابلغهم أنك ترمي بناتك في الشارع وأسانشر الخبر بين كل عملاءك .. تخيل سمعتك في السوق ووسط التجار .."



ثم استدار مغادرا والعجوز يحدق فيه بنفس نظرة الغل المتأججة ...


ورحمة تشبثت بقميص سيد في خوف

فنظر إليها بشفقة ثم طمئنها بهمس " لا تخافي لن يطردك فهو جبان فيما يخص سمعته في السوق .. أسف لا أستطيع أن اقدم لك أكثر من ذلك .. ربما يوما ما يكون لي مالي الخاص واقدر على رعاية أخوتي .. خذي رقم هاتفي وكلميني اذا احتاجتي شيئا "



ثم حرك رأسه يتأمل جدران البيت في نظرة سريعة وقال بمرارة " ابحثي لنفسك عن زاوية في هذا البيت واحتمي بها وانتظري قدرك في صبر .. لن تكون أيامك ممتعة لكنها صدقي مُجرِّب أفضل من الشارع !"
***


يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس