عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-18, 10:14 PM   #6493

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

للحظة ... ظن بأنه كان يعيش كابوسا آخر ... من تلك التي لم تفارقه طوال العشرين عاما الماضية .. مجرد ومضات عابرة من ماضيه المظلم والمشبع بالسوداوية والقسوة والعنف ... كانت تنتهي به دائما مستيقظا وهو على أهبة الصراخ ... لقمان الطويل نفسه .. يوشك على الصراخ كطفل صغير كما لم يفعل حتى في أكثر لحظات حياته صعوبة ... حتى عندما رأى والدته تقتل أمامه ... لم ينبس بحرف وهو يراقبها تموت شيئا فشيئا ... أما الآن ... وهو يدرك بعد الصدمة الأولى بأنه لم يكن كابوسا على الإطلاق ... بأنه واقع ملموس يعيشه بعد انتظار عشرين عاما .. بأن ما كان يخافه طوال تلك السنوات قد تحقق أخيرا .. أحس بخدر مبدأي في عقله ومشاعره ..وهو يراقب الرجل الذي ربما كان مختبئا وسط الظلام .. إلا أنه كان يحفظ ملامحه عن ظهر قلب .. وكأن يوما لم يمر على آخر مرة رآه فيها ... قبل يوم واحد من إقدام لقمان نفسه على قتل أخيه .. في محاولة منه لإنقاذ حياة طفل صغير عاجز ...
تقدم الرجل ببطء .. عيناه تلمعان بشيء من الكراهية والانتصار .. وهو يقول بصوته الخشن :- مرت سنوات طويلة على لقائنا الأخير ...
بإرادة من حديد ... تمكن لقمان من فعل ما عاش طوال حياته متقنا لفعله ... حجب مشاعره .. وقتلها في مهدها وكأنها لم تكن .. كسى وجهه بذلك القناع الجامد الذي كان يواجه به العالم بأسره منذ ذاع اسم لقمان الطويل في المدينة بأسرها كوريث للحكيم .. وقال بصوت بارد :- أنا لا أعرف من تكون ... ولا أعرف ما تريده مني .. إلا أنك في مشكلة كبيرة إن ظننت بأن تعرضك لي سيمر بدون أن تدفع ثمنه غاليا ... في هذا الوقت بالذات .. الشرطة والمدينة بأسرها تبحث عني .. فلا تحسب أنك ستنجو بفعلتك .. أو ستمكن من نيل أي قرش من خلال اختطافك لي ..
الرجل ظل صامتا للحظة ... قبل أن ينفجر ضاحكا فجأة وهو يقول :- ألا تبدو مقنعا وأنت تتظاهر بأنك لا تعرفني ...
اقترب أكثر حتى كاد لقمان يشعر بأنفاسه قريبا ... يشعر بحرارة كراهيته تلفحه ... برائحته الكريهة تكاد تخنقه .. رائحة عرق ممزوجة بالكحول ... رائحة قذارة تجاوزت بكثير قذارة الجسد ... رائحة يعرفها جيدا .. ويذكرها جيدا .. رائحة القسوة والوحشية ... رائحة الدماء والموت .. رائحة رجل لا يتورع عن فعل أي شيء مهما كان بشعا في سبيل تحقيق أغراضه ...
لقمان كان يعرف ومنذ أدرك هوية الرجل الذي أمسك به بأنه على الأرجح لن يخرج من هذا المكان حيا .. وبأن وقته القصير الذي سيقضيه هنا لن يكون بأي شكل من الأشكال وقتا ممتعا ... إلا أنه لن يكون لقمان الطويل لو منح هذا الرجل رضا تمكنه من النيل من تماسكه وثباته ...
قال لقمان بجفاف :- آه ... أنا أعرف أمثالك بالتأكيد .. رجل جبان يقتات من استغلال وابتزاز الآخرين .. رجل يظن بأنه يستطيع بالقوة الحصول على ما يريده .. فلتعلم إذن بأن عائلتي لديها تعليمات برفض أي رسائل فدية في حال اختطافي .. وأنه من الأسهل عليك أن تقتلني بدلا من أن تحتمل عناء احتفاظك بي دون فائدة فتعرض نفسك لنتائج أفعالك الوخيـ ....
لم يتمكن من إتمام عبارته عندما هبطت قبضة الرجل فوق فكه بدون مقدمات بضربة قوية كانت لتسقط مقعده أرضا لو لم يكن ثقيل الوزن ..
عنف الضربة ... جعل الألم في كتفه المصاب ينفجر عنيفا إلى حد إحاطة عقله بالسواد التام للحظات قليلة ... قبل أن يتمكن من فتح عينيه مجددا ... والنظر بثبات مستخدما كل قوته نحو الرجل الذي بدت ملامحه أكثر وضوحا وقد وقف مطلا عليه من علو ... عيناه تقدحان شررا وهو يقول بصوت بدا غير متزن على الإطلاق :- مالك ... هو آخر ما أريده منك ... ربما أنا سأحصل عليه في النهاية .. إلا أنه لم يكن ما انتظرت عشرين عاما لأجله ... ما أبقاني عاقلا ... وأنا أخطط وأخطط لأجله ...
قال لقمان بصوت مكتوم :- ما الذي تريده إذن ؟؟؟؟
أطلق الرجل ضحكة قصيرة وهو يقول :- ما الذي أريده ؟؟؟؟ أريدك أن تخبرني باسمك بالطبع ..
:- أنت تعرف من أكون ... إذ كنت تطاردني .. وتطارد رجالي .. تصفيهم واحدا تلو الآخر في طريقك للوصول إلي..
هس لقمان من بين أنفاسه عندما أمسك الرجل بشعره بين أصابعه .. وجذبه مرغما إياه على النظر إلى عينيه عن قرب ... رائحة الرجل العطنة تكاد تخنق أنفاسه .... وهو يقول :- لا .... أنا لا أريد الاسم الذي يعرفه بك الجميع يا لقمان الطويل .... أنا أريد ذاك الاسم الآخر .... الاسم الذي أطلقته عليك أنا ... أتذكر يا فتاي الأسود ؟؟؟ أتذكر عندما التقطتك من الشارع عندما لم تكن أكثر من طفل غر في الثالثة عشرة ؟؟؟ كان علي أن أعرف حينها بأنك كنت تخفي أكثر مما تظهر ... كان علي أن أعرف بأن العلياء في هاتين العينين الخاليتين من الحياة لم تأت من فراغ ... أنت ستخبرني باسمك ذاك .... كما ستنطق باسمي الي تذكره جيدا ... وباسم الرجل الذي قتلته قبل عشرين عاما ... أتذكره ؟؟؟ أم تراك رميت ذكراه تحت أطنان المال الذي ورثته عن جدك ؟؟؟
أزدادت أصابعه قسوة ... والكراهية تفوح منه لتزيد من العفونة التي كانت تحيط به كالهالة ... وهو يكمل كلامه ضاغطا على حروفه :- أنت ستذكر كل هذا ... قبل أن أدمرك يا لقمان الطويل .... وأدمر كل ما جعل منك كل ما أنت عليه خلال العشرين عاما الماضية ... ابتداءً بسلبك كل غالي على قلبك ... وانتهاءً بحياتك .






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس