[warda baghdadia]

جلست قمر مع اختها في كافتيريا قريبة من الاسواق قد تبدو للناظر ذات مستوى عادي ولكن من يجلس بها يشعر بالارتياح هناك ....ففيها من الاكل والمشارب وحتى الخدمة ذات مستوى جيد .
تعودت الاختين ان يأتو دائما الى هذا المكان في كل مرة يذهبو فيها الى هذا السوق وفي احيان كثيرة ترافقهم ريام .
اليوم وجدو مكاناً لهن بصعوبة في هذا الزحام والسبب ان عيد الفطر قد اقترب والناس منشغلة بالتسوق لتغطي حاجتها من الملابس والمأكل ... فالجميع يأخذ عطلة تصل لاكثر من اربعة ايام .
نظرت ندى الى اختها قمر وهي تسند ضهرها قليلا على الكرسي....حيث كانت الاخيرة تحاول الاتصال بريام ...فكرت ندى داخلها ..أن قمر جميلة جداً... فهي ذات وجه بيضوي و بشرة حنطية فاتحة ....شعرها يكاد يصل الى اكثر من وركها ولكنها قبل فترة قصته على شكل تدرجات رائعة وصبغته بلون بني فاتح فبدت رائعة الجمال... تنظر اليها ولا تعلم لماذا بداخلها شعور بالخوف عليها فأختها بريئة جدا بالرغم من ذكائها .
تنهدت وهي تفكر بفقر عائلتهم... لكن بالرغم من ذلك الا ان الجميع قد دلل قمر واهتم بها على قدر المستطاع بما تُوفر لهم امكانياتهم المحدودة .
ولكن ما اراحهم كثيرا ان قمر ولدت في نفس الشهر مع ريام فكانو اعز الصديقات بل حتى اكثر ...فقد نشأتا معا وتربيتا سويا... ولان ريام تعلقت بقمر كثيرا اضطر والدا ريام الى تسجيل قمر بنفس المدرسة التي تدرس بها ...استمر الامر الى الجامعة مما ساهم في تخفيف اعباء العائلة قليلا عن مصاريف قمر .

بقيت قمر مدللة العائلة الى ان جاء زيد بعدها فأصبح يحتل مركز الصدارة عند العائلة وفتاها المدلل الذي يأمر فيطاع وهذا ماافسده كثيرا لكن والحق يقال هو لم يكن هكذا سابقا ...لكنه تغير في الفترة الاخيرة وبالتحديد قبل سنة ...
اما ندى فبقيت تعتني وتهتم بقمر منذ الطفولة .. وبالرغم من فارق السنوات القليلة التي تفصل بين عمريهما الا انها تقلق على قمر وكأنها ابنة اكثر منها كأخت فهي تخاف عليها ولا تستطيع ان تتخيل ان يحدث لقمر شي ..اي شئ هي تعرف ان قمر تدرك جيدا انها من عائلة فقيرة الا انها مازالت تعيش في عالم برئ واحلام وردية حيث من الممكن ان يتساوى الافراد.. ويعيش الجميع بسعادة .
قاطعت قمر استرسال ندى بالتفكير بان وضعت هاتفها على المائدة وتقول :ـ انظري اختي الى هذا الطفل ....ياله من طفل جميل وبرئ...قالتها وهي تنظر بشغف الى الطفل ذو الاشهر القليلة... ندى متى ستتزوجي وتنجبي لنا طفلا جميلا كهذا
- ههههه سانجب اطفالا عدة ولكن بشرط ان تساعديني بتربيتهم ...واتمنى ان يرثو العيون الخضراء منك
- ههههههه لا مجال لذلك ....الا اذا ورثوا اولادي منك هذه البشرة الكريمية والرموش الرائعة والتي تدفع النساء الاف الدنانير من اجل ان تحصل عليها
- لكني مازلت ارى انك الاجمل بيننا ...اعترفي..ان شكلك غير مألوف وجمالك غريب خاصة بهذه الشامة الجميلة..حتى ان...ثم سكتت ولم تكمل ماتريد قوله
- حتى ان ماذا
-انا اعرف انك تخرجتي لتوك من الجامعة... لكن سامي اخبر علي والذي بدوره اخبرني انه معجب بك وحاول بصورة غير مباشرة معرفة رأيي بالموضوع .
قاطعتها قمر بإستياء :ـ ارجوك توقفي ..لا افكر بالزواج مطلقا الان ..اريد ان اعمل واساعد والدي بكل ما اقدر
تراجعت ندى بكرسيها الى الخلف قليلا وقالت :ـ حسنا انه قرارك ...فكرت فقط ان اخبرك بالامر.. سامي رجل جيد وارى انه من الممكن جدا ان يسعدك
- ارجوك لنغلق هذا الامر الان ... اريد ان ابني حياتي...ان اعيش ..ان اجمع مالا لاعوض ابي عن كل ما مر به من اجلنا .
ولأنهاء الموضوع رفعت قمر الهاتف مجددا واتصلت مرة اخرى بريام وهي تتأفاف
لتسألها ندى :ـ هل مازالت لا تجيب على هاتفها ؟
- كلا...لا اعلم مالذي حدث ....هي دائما تجيب على هاتفها...بدأت اقلق قليلا..لقد اكدت لي انها ستأتي معنا..( ندى لا تعلم انهن اتفقن على تحضير مفاجأة لها بهذه المناسبة لذلك تجد الامر غريبا ان لا تاتي ريام الى الموعد معهم )
- وماذا ستفعلين بالنسبة الى يوم غد ؟
- لا اعلم...هي وعدتني ان تتصل بي وترتب لي هذا الامر...الوظيفة كما تعلمين في شركة خالها...لا اعلم هل اذهب ام لا
- رأيي انك يجب ان تذهبي...واكيد ستجدينها هناك وستعرفي مالذي حدث معها
- اعتقد انني سأفعل....فكرت ان اذهب الى بيتها اليوم ولكن لا اعلم .. لقد توقفت في اخر لحظة عن الذهاب
- حسنا فعلتي...مع انهم كرماء معنا واعطونا هذا الجزء من القصر حتى نسكن به مجانا الا اننا يجب الا نزعجهم كثيرا
- وانا فكرت مثلك ايضا ...انهم طيبون معنا ولكن يجب ان لا نستغل الامر فأنا لم اتوقع ان نبقى على وضعنا خاصة بعد تقاعد ابي وعمله مع خالها في الشركة
- اعتقد ان فكرة التقاعد هي لريام فهي ترغب فقط في مساعدتنا
- كم احبها...لا اعلم ماذا كنا سنفعل لو لم يكونو في حياتنا.. قالتها قمر وبدات عينيها تدمع قليلا
تاثرت اختها كثيرا بدموع قمر.. شعرت ان قمر تعرف جيدا ماذا سيكون وضعهم بدون ريام لذلك قد لا تكون قمر بهذه السذاجة التي تعتقدها والحمد لله .
قالت ندى اخيراً :ـ ما يهم الان ان لا تنسي انك يجب ان لا تقولي شئ عن وضعها في الشركة ولا تخبري احد ان العم محمود هو والدنا
قالت قمر باستياء :ـ لا اعلم لماذا هي تصر على هذا الامر...استطيع ان افهم انها لا تريد ان تخبر الجميع عن نفسها ولكن ما شأني انا ووالدي بهذا الامر...انا اخاف ان يُسئ ابي فهمي فيتوقع انني اخجل منه
- لا تقلقي من هذا الامر...هي فقط ترغب ان تعرف كل شئ عن الشركة حتى تسيطر على الامور جميعها فشركة خالها اسهمها بالملايين وهو يعتمد عليها كثيرا... كما انها ترغب في العمل براحة دون تملق الموظفين وازعاجهم ..اضافة ان ريام شرحت الامر لوالدي وهو يتقبل اي شئ منها بل ويبدو سعيدا بكما معا فلا تفكري كثيرا..

***********