عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-18, 10:20 PM   #8

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس

كان هذا هو اليوم الاول لها في العمل
كمدربه رياضيه بأكبر نادى رياضى بالقاهرة
ولذلك كان لزاما عليها ترك المزرعة بالبحيرة والعودة للقاهرة،وقد عرضت عليها ماريا الاقامه معها بشقتها التي تعيش بها بمفردها بعد أن تزوجت أختها وسافرت.
لقد كانت متحمسه جدا لذلك العمل خاصة بعد نصيحه ماريا لها بالحفله،بعد مقابلتها مع كنان.
أفلتت دمعه من عينها لدى تذكرها لحديثها معه واهانته المبطنة لها ونعته لها بالطفله الهوجاء.
فعندما ذهبت للبحث عن نوران وصادفته خارجا من غرفتها متجها لغرفته، كان يتحدث في هاتفه وهو ينهر أحدهم على تصرف ما وقد كان غاضبا جدا وبعدما جاءه الرد من الطرف الآخر هدأ قليلا والتفت يغلق باب غرفته فوجدها واقفه لدي الباب أنهى مكالمته سريعا وأذن لها بالدخول.
دلفت متردده وهي تفرك يدها من شدة توترها فهى ومنذ رأت زوجته وهي تشجع نفسها على مصارحته بحقيقة ما تشعر به تجاهه،لكنها تهاب ردة فعله أنبت نفسها فمنذ متى كانت جبانة تهاب شئ،تقدمت منه وهي تحاول تجميع الكلمات بعقلها لتخرج بجملة مفيدة تستطيع أن تشرح ما بداخلها.
نظر اليها متعجبا من صمتها وقال:
«خير يا إلينا فيه حاجه؟ »
حاولت السيطرة على ارتجافه شفتيها وهي تقول: «أأأنا كنت عاوزه اتكلم معاك، لو فاضى دلوقتى »
إبتسم لها مشجعا إياها على الحديث:
«أنت عارفة غلاوتك عندى يا إلينا ،يعني لو مش فاضى أفضيلك نفسى »
تقدمت منه بقدم ثابتة بعدما سمعت تأكيده ذاك على أهميتها عنده:
«انا مش عارفه ابدأ منين أصل الحكاية من زمان وأنا مش ...يعني أنا خايفه تفهمنى غلط»
تعلقت عيناها بوجهه الرجولى وشعرت باضطراب وتوتر.
ساد صمت ثقيل بينهما،فبادر كنان قائلا:
«إتكلمى على طول وبلاش الالغاز دي»
اندفعت الكلمات من فمها كأنها تقذف كرة من اللهب
«أنا بحبك!»
أغمضت عيناها منتظرة سماع كلماته الغاضبة،أو سخريته منها لكنها لم تسمع شئ.
فتحت عيناها،لم تذكر أنها رأت رجلا سيطر عليه الجمود كما ترى الآن.
كان كل شئ فى الغرفة هادئا فلم تسمع إلا ضربات قلبها المفاجئة التى ملأت مسامعها وطغت على ماحولها،شعرت كأنه الدهر قبل ان تسمعه يقول:
«إلينا إنت أجمل بنت شفتها وارق واحده الواحد ممكن يتعامل معاها بس مش معنى إننا لما قربنا من بعض واتكلمنا فى وقت كنت محتاجه حد جنبك ويتكون عندك احساس ناحيتي تترجميه انت لمشاعر حب .......
اقترب منها عندما وجد الدموع تتلألأ في مقلتيها وامسك بكتفيها بحنان اخوي وتابع قائلا
"الحب الحقيقى بيجى مرة واحدة في العمر وهو الحب الوحيد اللي بيسيب علامة في شخصية الإنسان ويساعده يحسن من نفسه ومش ممكن يتنسى ابدا مهما مر عليه...اما اي مشاعر تانيه بيبقي ليها مسميات تانية غير الحب......إلينا انت واجهتي تجربه كانت فاشلة وخرجت منها ببراعه انا نفسي كنت مذهول ومش مصدق للقوه المعنويه والنفسيه اللي عندك فادى فرصه لنفسك واندمجي مع الناس دوري على الحب اللى يستاهل إلينااااااا ..........فهمت»
إلينا وهى تحاول أن تبدو متماسكة وغير متأثرة
«فهمت! فهمت انك بترفضني بس بدبلوماسيه »
رفع كنان رأسه لأعلى وهو يقول
«ياالله.........،لأ يا إلينا انا مش برفضك أنا بوضح ليكى الحقيقه،انت ممتازه من كل النواحي لكن زي ما بيقولوا كل روح وليها توأمها اللي يناسبها......
قطعت حديثه وهي تقول
"وانت لاقيت توأمك؟"
امعن النظر إليها ثم قال بنبرة الم
"ايوه لاقيتها بس يا خسارة ضاعت مني؟"
صمت قليلاً وتابع
"إيه رأيك نتفق على اتفاق »
رفعت رأسها لتنظر له متسائلة بتعجب
«اتفاق؟ !»
تابع حديثه «اشتغلي واندمجى بين الناس لمده سنة وخلال السنه دى لو اتأكدت من مشاعرك ناحيتى أنا مش هرفضها ،اتفقنا »
دهشت الينا من حديثه وهزت رأسها بشرود ولم تكن قادره علي الجواب للحظات ومن ثم نظرت اليه وقالت
"انت بتهزأ بيا وبمشاعرى يا كنان"
ضم كنان يديه معا بقله حيله لا يعرف كيف تفكر تلك الفتاه
"انت شايفه كدا....الينا انا بديك فرصه تتأكدي من مشاعرك ناحيتي ...اللي انا متاكد انها وليده ظروف انت اتوضعتي فيها غصب وبتحاولي تخرجي منها بالمشاعر دي"
***
«وصلنا،هو دا النادي يا أستاذه »
أعادها صوت سائق التاكسى إلى واقعها نزلت من التاكسي وتوجهت الى النادى، دخلت إلى حديقه النادى الرئيسيه طوحت حقيبتها علي كتفها وهى تنظر حولها تبحث عمن تسأله عن مكان مكاتب الإدارة،هبت نسمه خفيفه اهتزت لها شجيرات الورد مائله باتجاها فابتسمت إلينا قائله وهي تنحنى بطريقه مسرحيه «اهه هو دا الاستقبال »
اقتربت من الورود البيضاء فقد كانت تعشقها دائما وأخذت تتلمسها، لم تنتبه إلينا لذلك المختبئ وراءها ويراقبها.
شابة ذات وجه فاتن ومشع وكأن خيوط الشمس وبريق القمر اجتمعا على أن ينحتا وجهها وعينان بلون الزرع الأخضر كأن الطبيعه ساعدتهم ليكملا لوحتهم الملائكيه البديعه وحاجبان رقيقان يظهران مدى جمال عينيها الواسعتين وأنفها الصغير وشفتين ورديتين مليئتين ومسحه من اللون الوردى أعطت الحياه لوجنتيها التى تبدو بلون الورد الذى تتلمسه بتلك اليدين الصغيرتين.
يا الله!!!!!! كأنها استأثرت بجمال فتيات الكون لنفسها شعر كأنه يقف أمام ملاك لا بشر.
بدأ العرق يلمع على جبينه،إنه فى العادة يقف أمام أعتى الأعداء المزودين بالاسلحه بدون أن يهتز له جفن ويقود الطائره بسلاسة يحسده عليها زملائه الطيارين اما الآن فالحال مختلف.
عندما استدارت إلينا إلى الجهة الأخرى لمعت عيناها تحت أشعه الشمس فقد كانت بلون أخضر لامع ليس له مثيل.
شعر أنه سيصاب بذبحة صدرية إذا وقفت مكانها أكثر من ذلك،أنقذه مجئ أحد عمال النادى إليها
«إحممم...حضرتك بتدورى على حد؟ »
التفت إليه فغر العامل فيه واتسعت عيناه من جمال مارأي وقال بذهول
«سبحان من أبدع وصور »
تضرجت وجنتاها بالدم، هى معتادة على تلك المجاملات لكنها تجهل كيفية الرد عليها ويطغى عليها حياؤها تلعثمت وهي تقول
«أنا...أنا..بدور على مكاتب الإدارة »
«وأنا هوصلك بنفسى إتفضلى معايا »
لم يخفي عن ذاك المختبئ نظرات الإعجاب المرسومه علي وجه ذلك العامل،يبدوا أنه سيواجه متاعب جمة في مهمته تلك، لكن هذا عمله ويجب عليه أن يتمه على أكمل وجه كما إعتاد، اما تلك الطفله فمهمته الخاصه معها بدأت منذ الآن وهو لا يعلم كيف ينهيها.
************
منذ وصولى مطار أثينا كان كل شئ جديدا وغريبا؛ الأصوات اليونانية والوجوه الواضحة والصارمة وكأنها منحوتة صخرية،والحركات السريعة المصحوبة بالنظرات الغير مهتمه؛ جعلتنى أشعر بالرهبة والخوف،حاولت تذكر حديثي مع الطبيب قبل سفري،لكنني ذهبت بعقلى إليه هو بحثت عنه فى كل مكان من حولى فلم أجده،يا الهى بدأ القلق يتسرب الى رويداً رويداً ،أخذت أبحث في الوجوه من حولي شعرت كأني طفلة تائهة عن والدتها وتسمرت مكانها تنتظر أن تجدها هي.
فجأه سمعت أحدهم خلفى يقول بانجليزيه سليمه:
«مرحبا،هل أنت الآنسة "يولاندا چورچي؟ ".
حاولت أن أبدو هادئة وأنا أقول
«نعم أنا هى»
مد يده معرفا عن نفسه
«أنا أدم العرابى وأنا مكلف من السفارة المصرية باستقبالك ....أتمنى أن الرحلة كانت ممتعه ومريحه! »
«نعم كانت رحلة جيدة،اشكرك على اهتمامك...سيدي »
حمل الحقائب وقال «تفضلي آنستي فأنا من سيتولى إيصالك إلى الفندق »
ظل يرمقني بنظرات متعجبه طوال الطريق فشغلت نفسي بمرأي المناظر شتى من حولى وتذكرت حديثى مع كنان عندما قابلني سرا فى السويد وهو يقول:
«انت دلوقتي اسمك يولاندا چورچي،ويولاندا دي المترجمه المزدوجه في السفارة ،المفروض بتعرف عربي وانجليزي ويوناني وفرنسي واسباني،وطبعا انت تعرفي اللغات دي بحكم دراستك وشهاداتك القديمة »
لا أعلم لم كل هذه السرية من تغيير اسمي وديانتي هل فواز بهذه الخطورة؟!
أجبته حينذاك بقلق
«ايوه بس دا من فتره كبيره ويحتمل أكون نسيت بعضها أو كلها،.........وبعدين كل دا ليه مشكلتي مع فواز مش محتاجه السريه والخطط دي كلها »
اجابني حينها بصوت غاضب
«منيرڤا،مفيش حاجه اسمها نسيت،الموضوع مش لعبه ولا صغير -نظرت اليه بخوف-فتابع حديثه قائلا: انا مش عاوزك تخافى وهحاول أكون جنبك علي طول، مشكلتك مع فواز شيليها من بالك حاليا ،لأن الاهم دلوقتي قضية والدك»
لقد أراد أن يصارحها بكل شئ قبل ذلك،لكن قبل أن يصارحها يجب عليه أن يكسب ثقتها ويعيد بناء شخصيتها وثقتها بنفسها،لكن فواز يتحرك بسرعة كبيرة وفتون تساعده والقضيه القديمة ظهرت علي السطح من جديد وكأن المشاكل تكالبت عليه لتشل من حركته وتوقف قبل ان يحقق امنيه قديمه.
كانت تنظر اليه وهو شارد تنتظر أن يكمل ما بدأ،ولكن طال بها الانتظار فقالت بنبرة خافته ومتردده :«قضية بابا ! ازاي!! بابا كان ليه قضيه قديمه؟ »
نظرت اليه بعمق شديد وهي تحثه بعينها أن يتحدث وأخيرا قال
«قضيه قتل »

خرجت من شرودها على صوت الجالس بجوارها وهو يقول «اعذريني سيدتي لم أقصد التطفل ولكن هل لي بسؤال؟ »
ابتسمت ابتسامه خفيفه وانا أحثه على الحديث قائلة
«تفضل سيدي »
«هل أنت بريطانيه فعلا ام تحملين الجنسيه؛ فهذه اول مره أري بريطانيه بملامح شرقيه»
قلت ما املاني إياه كنان بانجليزيه سليمه «لا داعي للتعجب سيدي أنا والدي مصري وأمي لبنانية وجدتي لأمي بريطانيه وقد سافر والدي الي بريطانيا قبل مولدي وهناك اخذت الجنسيه البريطانيه؛ تستطيع ان تقول متعدده الجنسيات »
ضحك مرافقي علي ما اخبرته به وقال متمما علي كلامي «فعلا مصريه ولبنانيه وبريطانيه خليط غريب لكن جميل »
اجبته بالعربية ليدرك انني افهمه
«اشكرك سيدي »
توقف بالسيارة أمام فندق كبير وجميل فواجهته مزدانه بتماثيل من التراث الاغريقي وارضه من الرخام اللامع البارد مما يلطف من حرارة الجو وقال «ها قد وصلنا، اتمنى لك اقامه ممتعه معنا »
تقدمت الى الداخل وانا اجهل هل ستكون اقامه ممتعه حقا أم غير ذلك،دخلت وأنا أجهل ماينتظرني هنا.
وها انا هنا منذ مدة وكنان عاد للسفارة بعد مجيئي بيومين لكنني لم أقابله بعد.
وها انا هنا منذ ما يقرب الثلاثة شهور ولم يظهر كنان علي السطح، بالرغم من عودته بعد مجيئي لليونان بأيام قليلة، فهو يمليني باعمالي اليومية من خلال سكرتارية السفارة، كأي موظفه عاديه، ولم يقابلني وجها لوجه.
*************

فتحت حاسوبها لمراجعه دروسها اليوم فكان المنزل هادئا،والاولاد نائمين وقد شبعوا بعد أن تناولوا وجبة العشاء التي اعدتها لهم الخادمه الجديده،وكانت هى من طلبت من زوجها إحضار خادمة ،وعاملة نظافه وبستاني للقيام بالأعمال المنزلية والبستانية بدلا عنها،فبعد مرورها بحالة اكتئاب أثرت عليها لمدة تزيد عن الشهر ببضعة أيام لم تستطع هي القيام بأعمالها اليومية وقد اصبح اصغرها عبئا عليها،وقد نصحتها أخصائية التأهيل النفسى أن تبني كيانها الخاص ،وان تعتمد على نفسها لا زوجها فى خلق ذاتها فالمرأه مفترض ان يكون لها كيان منفصل عن الرجل لا مع الرجل وهذا ما دأبت على تنفيذه.
"خلق الذات"..... وها قد مر شهران عليها وهي منتسبه للجامعه لتكمل عامها الاخير الذى حرمها الزواج من إتمامه الكترونيا،كما انها سجلت في معهد اجنبى لتعليم اللغه الانجليزيه من خلال تلك الشبكة العنكبوتية التي فتحت لها آفاقا كثيرة كانت هى فى غفلة عنها.لولا تلك الماريه 'صديقه نوران' ما استطاعت هى فعل شئ فقد نصحتها بأن تكمل تعليمها وتحسن من لغتها الاجنبيه وتطور من نفسها حتى تستعيد نفسها اولا ثم
بعد ذلك تستعيد حياتها،ولقد ساندتها فى ذلك حتى لا تلفت انظار زوجها الرافض لما تقوم به،وكل مبرراته انه لا يريد ان ينقص من حقوق البيت شئ.
صوت سيارته بالخارج جعلها تنهى عملها سريعا وقامت الى جناحها ،حتى لا تعرض نفسها لاستجواب كل ليلة عن ماهية ما تصنعه أمام هذا الجهاز ......؟
بعد قليل دلف مؤمن الى الحجره وجدها جالسة أمام التلفاز تتابعه باهتمام شديد تقدم الى الاريكه وتمدد بجوارها ،ووضع رأسه علي وركها بشكل مريح وتثاءب ليعطيها انطباع بمدى الإجهاد الذي شعر به طوال اليوم،فما كان منها الا ان اغلقت التلفاز وقامت الي سريرها كى تغفو هى الأخرى.
نظر مؤمن ناحيتها بضجر شديد وقال لها
"اسمي... هتنامى دلوقتى؟"
لقد سألته اسمى هذا السؤال من قبل لكنه لم يجب عليها أما هي فابتسمت ابتسامه رقيقه وقالت
"عاوز حاجه منى "
اقترب منها بسرعه وقال بلهفه
"ايه رأيك نشوف فيلم سوا"
ابتسمت بتهكم ولسان حالها يسألها منذ متى ولكن ما من مجيب عليها.
"اسفه يا مؤمن،لاني تعبانه وانت كمان شكلك مجهد ،تصبح على خير"
كان كمن وقع عليه دلو من الماء المثلج فى ليلة شتاء قارص البرودة،ومحرم عليه الصراخ،رغم حرارة الجو،
فهي إجابته بنفس إجابته لها.
جاهدت هى لكى تنام لكن كأن ملاك النوم خاصمها هذه الليلة فلم تستطع النوم وظلت طوال الليل فى حرب بين قلبها وعقلها ،فقلبها كاد يحن لمرآه التعب ،لكن عقلها لم يستجب له وقال له إذا كان ينبغي أن يعود كل شئ بينهما إلى ما كان عليه فيجب اولا ان تجد احاسيس النفس طريقها بينهما ،وستأتي ليالى الحب بعد ذلك.






التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 22-05-18 الساعة 12:10 AM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس