عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-18, 01:49 PM   #4

رانا محمد

? العضوٌ??? » 410955
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 68
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانا محمد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
العبقرية فى التبسيط وليس التعقيد
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث

((لم اتوقف يومًا عن الخوف عليك))

كان الظلامًا دامسًا كان امجد يستند بظهره ارضًا ، وكانت بجانبه تحضن قدميها إلى صدرها ، شعر بالخوف الذى تسرب قلبها ورأي العبرات التى تنهمر في صمت أراد لو بأمكانه احتضنها ، لكن كان ومربط الايادي ، اعتدال فى جلسته ، استقبلها داخل احضانة قائلا بحب:

-عارف انك خايفة ، أهدى طول مانا معاكى كله هيبقا كويس..

احتضنت كتفه برأسها لتكون أقرب له لعدم قدراتها على الحركة كانت مُقيدة الايادي قائلا بصوت متحشرج:

-علشان خاطرى يامجد وافق ، معنديش استعداد اخسرك..

همس لها بصوت تخلل لأعماقها حتى اجبرها بسحر صوته قائلا: انا سبتك مرة ومش هتحصل تانى ياأميرة..

شهقت ببكاء يفطر القلوب معاتبه نفسها قائلا:

-وافقت تسافر علشان متعرفيش ، لكن برضو عرفت ، وانا برضو اللى جبنا هنا ، سامحني يامجد..

ارخي رأسه على رأسها كانها يده تحضنها قائلا:

-هشش بس ياأميرة الموضوع ده انتى بره كله حاجة هما خدوكى علشان تبقا نقطة ضعف..

ثم أردف بحب: وده غلطتهم جبولي مصدر قوتي..

.......................

"فى منزل اميرة"

تقشعر بدنها لمجرد تخيلها مما سيفعله والدها اذا كشف أمرها توجهت خلفه نحو الصالة ثم جلست على الأريكه بجواره ، تنهد على مهٍل ثم اردف بهدوء:

-انتى تعرفى واحد اسمه عمر..؟

فرغ فمها فى دهشه:هاا

ثم اردفت بأرتباك :اا..اا.ايوة يابابا.

اجابها متسائلا:منين..

ابتلعت ريقها فى خوف:زميلى فى جامعة بس والله يابابا مليش كلام معاه نهائي..

رتب على ظهرها بحنو قائلا:

-عارف ياحبيبت بابا هو قالى..

عقدت حاجيبها فى عدم فهم: قالك مين ده..

-عمر..!

ثم أردف بهدوء: اصل جاني انمارح وطلب ايدك ياحبيبتى..

طبع على جبينها قبلة صغيرة قائلا بحنو: كبيرتي ياحبيبتى وهتبقي عروسة..

وقعت الجملة كالخنجر على اذنها ثم طعنت قلبها بقوة.

....................

سأبتعدُ عنكَ..لأنني أُحبك..حب مجنون..لا أُريد أن اصُب عليك..جنون حبي..او أن تصاب..بعدوي الجنون..فكفاني عذابي بجنوني..كفاني آلامي من شجوني..واقسي من الألم..أن احس انني السبب..فى جنونك..أتجن من جنوني..لا..سأختارك الاقل قسوة..وابتعد عنك..

.....................

كانت الشمس حرارتها شديدة وقد توهجت أشعتها ، كان يسير هائمًا فى عالم آخر ، كيف سيرحل بعيد عن حبيبته واهله ، كان تائه بعالم آخر لايدرك ماذا سيفعل ،امسك هاتفه ضغط بعض الازرار ثم وضعه على اذنه فى انتظار الرد ، كانت تدور حول نفسها ذهابًا وإيابًا وتضرب رأسها براحتيها في حيرة من امرها:

-عمر يابابا طب امجد هعمل ايه يارب انا بحبك امجد ولو قولت مش موافقة على عمر بابا هيشك ان فى واحد تانى فى حياتى وامجد لسه فى اول طريقة وميعرفش يتقدم دلوقت حلها من عندك يارب..

ليقطع حديثها صوت هاتفها الصغير اتجهت نحو الفراش ثم نظرت إلى شاشته التى اضاءة بأسم امجد ، عبث وجهها لا تدري ماذا ساتقول له ، هل تخبره ام لا..

اخذت نفس مطول ثم زرفته على مهٍل ، وضغطت زر الإجابة قائلا بعبث: أيوة يامجد

اجابها بضيق: اميرة انزلى دلوقتى محتاجك وعوز اشوفك تعالى فى المكان بتاعنا ..

تسرب القلق إلى قلبها من نبرة صوته الغير مطمئنة اجابته بنبرة متسائلا: امجد مالك يامجد فى ايه..

اجابها بنبرة هادئة: لما اشوفك والنبى ياميرة..

-طيب حاضر انا نزله اهو..

استقلت سيارة الأجرة وهى فى حيرة متسائلا:

-يارب استر يارب اكيد فى حاجة كبيرة علشان امجد ينزلنى كده يارب استرها عليه يارب اوقف معاه يارب.

ترجلت من السيارة وقفت امام حديقة ، ثم خطت خطوات متعجلة إلى الداخل ، أطلت برأسها وهى تجوب المكان بعينيها تبحث عنه ، لتجده هائم فى عالم آخر ، جلسا إلى معقد إمام النيل مباشرة ، توجهت نحوه ، وحينما رأها ظهر ابتسامته على محياه ، أشار لها ان تجلس ، نظرت له فى قلق قائلا متسائلا:

- مالك يامجد..

قص عليها من البداية ما حدث معه ، كانت علامات وجهها مندهشة ، ظلت محدقه إليه للحظات وساد من بعدها صمت مُريب ، ثم التفتت إلى النيل ولم تتحدث بشي..

انتظرها تجيبه ولكنها ظلت تنظر للنيل شارده فى المستقبل المجهول ، وضع يده اسفل ذقنها و وجه رأسها إليه ، وحدق بها بحب قائلا متسائلا:

-مقولتيش حاجة ليه..؟

اجابته بنبرة حانقة:

-سافر يامجد...

اجابها بهدوء:

-عارف انه مش ينفع اسيبك وانا مش عاوز علشان كده جبتك..

نظرت له وعينيها كالؤلؤ كادت أن تنهمر منها العبرات لكن استجمعت شجعتها قائلا بصوت خافت: سافر يامجد..

مرت الايام عليهم كانت تفعل ما فى وسعها حتى لايعرف امجد انه تقدم لها أحدهم ، وامجد كان يستعد للرحيل إلى احد البلاد

....................

" فى منزل امجد"

أحضرت والدته جمر و وضعته فى إناء ألقت فيه البخور وطافت به فى المنزل غرفة غرفة وهى تهمهم ببعض الآيات القرآنية ، بينما كان يضع بعض اغراض له في الحقيبة ، كان يضع فى الحقيبة ذكريات طفولته مع اميرة التى نمت بالحب ، شعر بزيادة ضربات قلبه وكأنها إشارة نجاه من اميرة ، اتجه إلى الشرفةونادي عليها فقامت بوضع الحجاب على رأسها واطلت من الشرفة محاولة إخفاء حزنها وعندما رأته ذهب حزنها وارتسم على محياها ابتسامة رقيقة ، عندما رأته ينظر لها بأعين عاشقة يملأها الشغف ، ابتسم لها وهو يهتف:

-انا مسافر ياصلاح..

اجابته بعفوية زائدة: هتوحشنى اووى ربنا معاك..

وقد اتسع مبسمه بإبتسامةواسعة:انت كمان هتوحشنى ياصلاح

ثم اردف وهو يحك راسه بتفكير: مش عارف هعيش ٣سنين من غير اشوفك ازاى ولا إكلم معاكى يااميرة ازاى مش عاوز اسافر ولله...

عبث وجهها قائلا بضجر: لا يامجد هتسافر ده حاجة حلو تكمل تعليم برة واحسن لينا..

لكن بداخلها:خليك يامجد معايا انا محتاجلك اووى..

ثم اردفت متسائلا: ممكن اجي اوصلك المطار..

هز راسه نفيًا: لا محديش هخليه يوصلنى مش عوز اقعد ياأميرة..

اجابته فى ايجاز:حاضر يامجد..

اخرج منه جيبه صورة فوتوغرافية وأشار لها بيده لكي تنظر قائلا: ده الحاجة اللى هتصبرنى على الهم اللى رايح ليه..

ارتفع حاجبيها فى اندهاش عندنا وقع نظرها على الصورة الفوتوغرافية:ايه ده بتاعتى الصورة ده جبتها ازاى..

اجابها بمرح:سرقتها من البك بتاعك لما خرجنا وانتى مش وخده بالك..

ضربت الأرض بقدميها بضجر: ده عمله برضو حرام عليك انا قولت حد خدها وممكن يعمل حاجة فيها وحشة..

اجابها بمرح:متقلقيش هى معايا وهعمل فيها كل حاجة هههه..

توقفت الكلمات على حافة حلقها وعلقت الحروف بحلقها وكأنها لاتقوي على السيطرة على عبراتها ، فى حين انتبه هو لها عبراتها التي طغت على كيانها..

امجد بأرتباك: لايااميرة علشان خاطرى اسكتي طب خلاص انزلى بسرعة..

توجه للسفل مسرعًا واتجه داخل البناية الخاصة بها حينما رأته تعلقت برقبته ، وكادت حزنها يخترق صدره بقوة ليكسره أربًا أربًا ، استقبلها فى احضانه قائلا: بس بس اهدي مالك ياميرة انتى مش عجبانى انتى اللى قولتى سافر ومش تقعد اعمل ايه طيب علشان ارديكي..

كانت تجاهد للنطق لكن دون جدوي:يأمجد..

وامسك وجهها بين راحتيه قائلا بصوت خافت: نعم ياقلب امجد..

سيطر الارتباك على كيانها وحمرة الخجل ، قيود الحزن كان اقوى منها حاولت أن تستجمع قوتها قائلا بشهيق:

-معليش يامجد كنت فكرة انها سهلة نبعد فجأة..

ثم عقدت ذراعيها حول رقبته ودست رأسها فى صده قائلا بصوت خافت:انا اسفة ياأمجد..

ظن انها تعتذر لضعفها ، لكنها تعتذر على انها النهاية..

فأجابها بحب: انا اللى اسف علشان هسيبك الفترة الكبيرة ده بس هكلمك اطمن عليكى..

ثم مد يده فى جيبه الخاص ببنطالة واخرج زهراء حمراء متفتحة اوراقها مشبوك باوراقها الخضراء مظروف صغيرة ، ظهرت ابتسامة حيوية على محياها قائلا بصوت رقيق: ايه ده ياأمجد

-اخر جواب لحد ما ارجع بس متقريش لحد ماسافر..

عقدت ذراعيها حول ظهره بقوة للاتحاد أرواحهم..


رانا محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس