عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-18, 08:42 PM   #9

هيام أيوب

? العضوٌ??? » 424872
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » هيام أيوب is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
الفصل الخامس والسادس من رواية وجمع بينهما القدر

الفصل الخامس (كارثة الزفاف)

كان الكل مترقب كريستين ظلت مستيقظة بغرفتها هذه الليله تفكر كيف أقنعها والدها بهذه السرعة بالزواج من رجل غريب لا تعرف عنه شيء سوى أنه أبن صديق قديم لوالدها لقد أعتبرت أن موافقتها على هذا الزواج الغريب درب من الجنون ، وكأنها تقف على حافة بركان ولا تدرى كيف تبتعد ، لقد أخذت تفكر كل ساعات الليل تعنف نفسها وتسألها كيف استسلمت ووافقت على هذا الزواج ولكنها هدأت عندما تذكرت توسل والدها ورجائه ويأسه ، كذلك ظل أنطونيو بغرفته في الفندق بعد أن غادر فيلا جون لم يغمض له جفن إلا في الساعات الأولى من الفجر لقد كان مندهش من أرغامه على الزواج وهو في الثلاثين من عمره وكأنه صبى صغير يتولى عنه الأخرون تقرير مصيره وزواجه وارتفع صوته بالضحك عندما تذكر وجه مورانو عند ما يعلم بزواجه بالإكراه من فتاة لم يراها إلا لمرة واحدة وبشكل سريع وفى نفس الوقت كان جون وليامز يعانى من الأرق بالرغم من إطمئنانه بعد موافقة كريستين وانطونيو على الزواج في الغد كما أراد
وفى الصباح صعدت ماري إلى غرفة كريستين وأخبرتها أن والدها أمرها بحمل الحقائب لأسفل لتوضع في سيارة مستر سباستيان
هبطت كريستين الى الدور الأرضي بالفيلا وهي مستسلمة ومحبطة فوجدت انطونيو ووالدها بغرفة المكتب وكان باب غرفة المكتب مفتوح
أحست كريستين بإحراج شديد وضاقت عيونها عندما تلاقت بعيون انطونيو التي تخلو من أي تعبير بعد أن خرج من غرفة المكتب بصحبة والدها للأستعداد للذهاب لأبرام عقد الزواج وأحس انطونيو بإحراجها فحول عينيه بعيدا عنها ناظرا لوالدها فهو لم يكن أحسن حالا منها لقد أرغم على الزواج هو الأخر
وبعد أن جاءت ماري من الخارج قالت أنها وضعت الحقائب بسيارة مستر سيباستيان وطلب جون من كريستين جواز سفرها فأعطته له ومد جون يده وأعطاه ل انطونيو وسأله هل قمت بحجز التذاكر الى إيطاليا
فأجاب أنطونيو : نعم
فقال جون وهو مرتاح : حسنا هيا بنا لإتمام اجراءات الزواج ، خرجت كريستين خلفهم دون أن تنطق بكلمة وهى تشعر بالخزى وكأنها كجارية تباع في سوق الرقيق
وبعد ساعة من خروجهم من الفيلا تم الزواج بين انطونيو وكريستين أمام القاضي وأخذ انطونيو وثيقة الزواج وأصبح عليهم أن يتوجهوا بعد قليل الى المطار للسفر الى إيطاليا
قبل جون ابنته كريستين وقال لها لا تقلقي سوف تكونين في ضيافة عائلة أثق بها وسوف يعتنون بك إلى أن تمر هذه الأزمة على خير وسأتصل بك بإستمرار حتى تطمأني على
ترقرقت الدموع بعيون كريستين وتقطب جبينها فهي لم تفارق والدها في السابق فقالت له : أبى ان ما يحدث لى فظيع ، أخاف أنى لن أستطيع التحمل
شدد جون على كلتا يديها وقال كريستين أنت قوية وستفعلين ثم أحتضنها إلى صدره بقوة ومسدت يده شعرها برقه ثم تحرك بسرعة حتى لا تدرك كريستين خوفه وهلعه هو الأخر من إبتعادها عنه ثم اتجه إلى أنطونيو الذى يقف ساكنا ومتأثرا بما يحدث بين الأب وابنته وكأنهما توأم روح سيفترق
" أنطونيو " أعتنى ب كريستين ثم انصرف للخارج
تاركا انطونيو و كريستين ، رأى انطونيو حيرة كريستين وحزنها في عينيها فاقترب منها وقال : أنا أسف لما حدث ولكن بالنسبة لوالدك هذا هو الحل الوحيد لحمايتك والأن لابد من الذهاب للمطار
أومأت كريستين برأسها بضعف وإستسلام وذهبت مع انطونيو خارج المبنى
وعندما أصبحا خارج المبنى و هم فى طريقهم للسيارة كان هناك ضجة كبيرة وبعض سيارات للشرطة وعندما اقتربا ليعرفا ماذا هناك وجدا باب سيارة والدها مفتوح والسائق يقف بجانب السيارة وهو في حالة فزع ووالدها ملقى بالقرب من السيارة مصابا بعد أن تم اطلاق الرصاص علية بشدة
صرخت كريستين بقوة عندما وقعت عينيها على والدها وهو ملقى بدون حراك ولكن منعها أنطونيو من الحركة وحبسها بين ذراعيه بقوة وأقترب قليلا من الشرطي وسأله ماذا حدث ؟ فأخبره لقد قتل
انهارت كريستين وسقطت فاقدة للوعي بين ذراعي انطونيو
حمل انطونيو كريستين الى سيارته واتجه الى الفندق الذى يقيم فيه
صعد انطونيو ب كريستين الى غرفته بالفندق بعد أن اتصل بادارة الفندق من سيارته وأخبرهم أن زوجته مريضة ولابد من وجد طبيب وممرضة عند حضوره
حضر الطبيب الى غرفة انطونيو بمجرد وصوله وأخبر انطونيو الطبيب أنها فقدت الوعى فجأة بعد أن شاهدت حادثة فظيعة أمامها ، حقن الطبيب كريستين بمغذى و مهدئ قوى المفعول ليعمل لساعات طويلة بعد أن تأكد أن علاماتها الحيوية جيدة تم تركها مع الممرضة التي ظلت برفقتها
أطمأن انطونيو لوجود الممرضة بجانب كريستين بعد أن طلب منها العناية بها لحين عودته وذهب الى الشرطة للاستفسار عن الحادث وهناك أخبروه أن جون وليامز حضر منذ فترة وجيزة وطلب منهم إعطاءه مهلة حتى يؤمن إبنته من هؤلاء الأشرار وكان مستعد ليدلى بشهادته وكل ما يعرفه عنهم وعن أعمالهم المشبوهة وأكمل الضابط وقال : من الواضح أن شخصا ما سرب اليهم هذه المعلومة فقرروا القضاء عليه وقتله قبل أن يذهب للشرطة
ثم أخبر الضابط انطونيو أن جون ترك بعض الأوراق والوثائق وأنهم سيستخدمونها لأثبات تهمة القتل ضدهم وأيضا التلاعب المالى والتهم الأخرى
وطلب الضابط من انطونيو ابعاد كريستين عن أمريكا في أقرب وقت ممكن حتى لا تتعرض هي الأخرى للخطر كوالدها فربما يعتقد المجرمون قتلة والدها أنها تحتفظ بأوراق أو وثائق ضدهم
أدرك انطونيو أنذاك أن جون وليامز كان على حق وان ابنته كانت في خطر حقيقي لذا فعل ما فعل
عاد انطونيو الى الفندق وقد غير حجز التذاكر ليغادرا في الصباح إلى روما عندما تستعيد كريستين وعيها وتصبح قادرة على الحركة
عندما عاد انطونيو للفندق سأل الممرضة عن كريستين فأخبرته أنها ليست بخير و وتكلمت بشفقة عن كريستين وتنهدت لقد ظلت تنتحب وتبكى وهى نائمة تحت تأثير المهدأ فاتصلت على الطبيب وطلب منى اعطاءها حقنة مهدأ أخرى حتى تظل نائمة لفترة أخرى ، في الصباح كانت كريستين على وشك الإستيقاظ بعد أن زال تأثير المهدأ لقد نامت لساعات طويلة وهى لا تدرى ما يدور حولها وكان أخر ما رأته صورة والدها وهو مصاب بجانب سيارته
عندما استعادت كريستين وعيها كانت الممرضة بجوارها وعندما رأتها تفتح عيونها ببطء وأرهاق قالت : الحمد لله على سلامتك
نظرت اليها كريستين وسألت : ماذا حدث لى أين أنا ؟
رد انطونيو بأسف و قال :
لقد أغمى عليك لساعات ، وأنت الأن في غرفتى بالفندق الذى أقيم فيه
سألت كريستين بترقب وتردد وهى تخاف من الأجابه و أبى ؟
أسف ولكنه فارق الحياة
صاحت كريستين بضعف شديد : لقد قتله المجرمين ، هو لم يفعل شيئا سيء ، لقد كان نزيها وشريفا طوال حياته
قاطع انطونيو كلامها و قال : أعتقد أنه في مكان أفضل الأن ثم أكمل كلامه ولكن حياتك أنت الأن بخطر
ردت كريستين بغضب : أنا لا أهتم بحياتي بعد أن فقدته
نظر لها انطونيو كمن أتخذ قرار :
"كريستين " لقد أخبرتني الشرطة أنه لابد من إبعادك سريعا في الوقت الحالي لأن هناك أوراق ووثائق سلمها والدك للشرطة قبل وفاته وربما يعتقدون أنها ما زالت معك ويحاولون إيذاءك أو قتلك كما فعلوا مع والدك ثم تنهد وقال هؤلاء الناس لا يتورعون عن فعل شىء
قاطعت كريستين كلام انطونيو قلت لك أنا لا أهتم
أقترب انطونيو من كريستين محاولا اقناعها : "كريستين" اعرف أن ما حدث الأيام الماضية كثير ومخيف ولكن أرجوك لابد أن نتحرك للمطار بعد قليل
صمتت كريستين ولم تستطع الكلام فتكلم أنطونيو
من أجل خاطر والدك لقد ضحى بحياته من أجل إنقاذك وعليك أن تتصرفي وتفعلى ما كان يريده منك
نظرت كريستين إالى عينيه أشعر أنى لا أستطيع التحرك قاطعها انطونيو قائلا : بلى تستطيعين سأساعدك أنا والممرضة
ردت بتلعثم الممرضة تكفى
بعد دقائق ساعدت الممرضة كريستين للصعود من الفراش وذهبت الى الحمام فظلت تحت المياه الفاترة لفترة طويلة وكأنها تزيح الألام التي تشعر بها بجسدها وبعدها ارتدت فستان لونه أزرق غامق أخرجته لها الممرضة من حقيبتها بعد أن أمر أنطونيو أحد العاملين بالفندق بحمل الحقائب من السيارة إلى غرفته حتى تساعد الممرضة كريستين لتغيير ثيابها بملابس مريحة أثناء نومها في المساء السابق ثم نزلت الى صالة الفندق بمساعدة الممرضة وهى تشعر أن قدماها لا تستطيع السير و كان انطونيو ينتظرها في صالة الفندق بعد أن أعد كل شيء للتوجه الى المطار









الفصل السادس (السفر الى روما)

بعد وصولهما للمطار قام انطونيو بعمل كافة الإجراءات لقد كان يحتفظ بجواز سفر كريستين منذ أن أعطاه له والدها وبعد حوالى الساعة صعدوا الى الطائرة ، كانت كريستين في شدة الأعياء والإرهاق ، لقد كانت شاحبة الوجه وكأنها مشرفة على الموت
كان انطونيو ينظر لها بين الحين والأخر ويشعر بالشفقة ويقارن بين الفتاة رائعة الجمال التي رأها منذ يومين بفيلا جون وليامز وهى مليئة بالثقة والفخربنفسها وبين تلك الفتاة البائسة الشاحبة الجالسة إلى جواره بالطائرة ووجد أن الفرق بينهما كبير وسأل نفسه هل من الممكن أن تؤدى أحداث أيام قلائل الى هذا التغيير الرهيب الذى رأه ظاهرا فى وجه كريستين
كانت كريستين تغفو في بين الحين والأخر وهما في السماء حتى وصلت الطائرة بعد ساعات طويلة عندئذ وجدت كريستين يد توضع برقة على كتفها وتخبرها بأن الطائرة على وشك الهبوط
بعد هبوط الطائرة طلب أنطونيو من كريستين الجلوس على أحد الكراسى لترتاح بينما تولى هو مهمة إحضار الحقائب وخرجا من المطار ، كان هناك سيارة في انتظارهم يقودها سائق من الواضح أنه يعمل لدى انطونيو حيث رحب بأنطونيو بشدة وحمل منه الحقائب للسيارة بينما أمسك أنطونيو بذراع كريستين وساعدها على دخول السيارة
سمعت كريستين انطونيو وهو يطلب من السائق التوجه الى شقته بروما وخلال مرور بالسيارة شاهدت كريستين بعض الأماكن الأثرية القديمة من بعيد ورأت مجموعات كبيرة من السياح ، وعندما وصلا إلى شقته فتحت لهم الباب مدبرة المنزل وكانت سيدة في الخمسين من عمرها وعندما رأت أنطونيو تهللت أساريرها ورحبت به وهى تنظر ل كريستين بدهشة وتساؤل فأدرك أنطونيو أندهاشها فعرفها بها وقال كريستين زوجتى ، صمتت المرأه العجوز ولم تستطع الكلام فطلب منها انطونيو بوضع حقائب كريستين بغرفة النوم ، ثم اتجه إلى كريستين وقال أريدك أن تستريحي وتستعيدي عافيتك الأيام القادمة قبل الذهاب لقصر العائلة بنابولي
كانت كريستين صامته تسمع ما يقوله و لا تتكلم وكأنها تمثال بلا روح متعبة بعد كل الأحداث الأخيرة ، لقد كانت مستسلمة لكل شيء وأي شيء ولم تكن ترغب سوى في الأسترخاء والنوم فجسدها لم يعد قادر على الصمود وتحمل كل هذه الأهوال في وقت واحد وخاصة بعد هذه الرحلة الطويلة من أمريكا الى ايطاليا
فقالت لأنطونيو : هل استطيع أن أنام الأن
رد انطونيو بسرعة : طبعا تفضلي سأريك غرفة نومك
ذهب انطونيو مع كريستين يرشدها الى غرفة نومها فشكرته بعد أن أغلقت غرفتها ، ألقت نفسها على الفراش وهى بملابسها وشدت الغطاء عليها ونامت كما لم تنام من قبل من شدة الأعياء
نامت كريستين نوما عميقا وكأنها في عالم أخر دون أن تهتم لوجود انطونيو معها بنفس الشقة فعقلها قد توقف عن التفكير منذ قتل والدها أمامها وفى الصباح دخلت مدبرة المنزل كانت كريستين على وشك الأستيقاظ فقد نامت ساعات طويلة نادت روزا على كريستين وأخبرتها أنها ستحضر لها الإفطار ولكن كريستين أعترضت
أنا لست جائعة ولن أستيقظ الأن ، سأظل بفراشي
بعد قليل ذهب انطونيو الى غرفة نوم كريستين بعدما أخبرته مدبرة المنزل أنها لا تريد الطعام وستظل بفراشها وطرق على البا ب وعندما لم ترد فتح الباب بعد تردد ودخل الى الغرفة وسألها : هل أنت بخير؟
نظرت اليه كريستين وقالت أنا بخير ولكنى أريد ان أنام
قال انطونيو : لقد نمت كثيرا جدا
ردت كريستين بغضب وبصراخ
أتركونى لأنام ، أريد أن أنام للأبد ، أريد أن أهرب من هذا الكابوس
أدرك انطونيو أن كريستين ليست بحالة طبيعية فقال بهدوء بعد أن رفع يديه ليهدأها : حسنا كريستين افعلى ما تريدين ولكن أرجو منك أن تتناولى بعض الطعام لأنك لم تأكلي منذ الأمس
أردف انطونيو قائلا : هذا هو طلبي الوحيد حتى أتركك تنامين
أومأت كريستين برأسها ودموعها تنساب على خديها
بعد قليل دخلت روزا ومعها بعض قطع اللحم المشوي وبعض الخضروات الطازجة وخبز وكوب من عصير البرتقال ثم جاء انطونيو ا و نظر برقة ل كريستين
"كريستينا " تناولي بعض الطعام كما وعدتني
أخذت كريستين جزء صغير من اللحم المشوي وكانت تحاول أكله بصعوبة وهى تشعر بغصة في حلقها وبعد ذلك شربت بعض من كوب العصير وطلبت أن تكون وحدها حتى تنام
لم يضغط انطونيو عليها لأن ظروفها النفسية كانت سيئة بما يكفى وترك الغرفة هو ومدبرة المنزل
وبعد خروجه من الغرفة اتجه انطونيو الى غرفة مكتبة وأخذ يفكر في كريستين وكيف انهارت تماما في اليومين الماضيين بعد الأحداث الأخيرة وقرر ضرورة إحضار طبيب لها اذا لم تتحسن حالتها خلال الأيام القادمة
أتصل انطونيو بوالده في القصر بنابولى و أخبره أن جون وليامز قتل وأخبره ما جرى من أحداث دامية خلال الأيام الماضية بأمريكا
وطمأنه بوصوله إلى روما ومعه كريستين وأنها تعاني من ظروف نفسية بشعة ولذلك فهو معها بشقته بروما و أنه يفكر بإحضار طبيب نفسى لها وعندما يتأكد أنها بحالة جيدة سيأتي بها الى القصر ب نابولي
وافق مارتن على ما قاله انطونيو وطلب منه أن يظل مع كريستين لبضع أيام حتى تستعيد عافيتها وبالنسبة للعمل سيتابع هو مع مورانو سير العمل بالشركة لحين قدومه
وخلال المكالمة أحس انطونيو بحزن والده الشديد على وفاة صديقه جون وليامز وما حدث له على يد هؤلاء الاوغاد وأكد مارتن على انطونيو بضرورة العناية ب كريستين لأن هذا هو الشيء الوحيد الذى يستطيعون تقديمه لجون الأن بعد موته هو الإعتناء بابنته الوحيدة في هذه الظروف القاسية جدا عليها




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 06-06-18 الساعة 12:35 PM
هيام أيوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس