عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-09, 08:07 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت تيريزا في تلك اللحظات تشتعل غضبا وأنفعالا , ولكنها تمكنت من السيطرة على نفسها وأعصابها , سمعت صوت سيارة محرك سيارة, فتأكد لها وصول دان أو ماري , رفعت رأسها بشموخ, وقالت له:
" شكرا لك , يا سيد ميلوارد , فليس من الضروري أبدا أن تزعج نفسك, هل يمكنني الآن أسترجاع الحقيبتين. فثمة شخص آت لأستقبالي".
" أزعج نفسي؟".
تنهدت تيريزا بحدة, وهي تشكر الظروف لأنها ليست مربية ميليندا , أقترب منها دان ورورك بحماسة ظاهرة , فرمت نفسها بين ذراعيه , ضمها اليه بقوة ورفعها عن الأرض, وقال:
" ها قد أتت حبيبتي الصغيرة لتنير أيامي المظلمة , تيريزا , تيريزا! أنا سعيد جدا بمجيئك, أنت أجمل بكثير من السابق!".
أبتسم العجوز مايك ترسكوت , وقال:
" أوه , ماذا أرى!".
" نعم, يا مايك, أليست رائعة الجمال؟ أياك أن تخبر ماري عما شاهدته الآن , أيها الكبش العجوز , مرحبا , يا سكوت! ألم تصل بضاعتك بعد؟ بضاعتي أنا أصبحت هنا , يا لها من بضاعة!".
ثم أستدار نحو تيريزا , وأضاف قائلا:
" لم تتمكن ماري من الحضور , أيتها العزيزة , لأن لعبتنا الصغيرة من أوجاع في أذنيها , لا تقلقي فهي بخير والحمد لله , هل تعرفت الى سكوت , أيتها الحبيبة؟ أنه مرشحنا لرئاسة لحنة الأمهات والفتيات".
" نعم, ألتقينا".
غابت الأبتسامة المرحة عن وجه دان المفعم بالبهجة والأنشراح , نتيجة النبرة الباردة والجافة التي لاحظتها في صوت تيريزا , تطلع نحو سكوت بشيء من الأستغراب , فقال له الرجل الآخر وهو يصعد الى سيارته:
" تعرفنا الى بعضنا , يا دان".
أغلق الباب وراءه , ومضى الى القول :
" حدث بيننا سوء تفاهم , ناجم عن توقعي لشخص آخر , أعتذر عن ذلك ... أذا كان هذا الأمر يستدعي الأعتذار ".
لوح بيده وأطلق لسيارته العنان, قبل أن تتمكن تيريزا من التعليق على كلامه , تطلعت نحو دان , الذي يقف قربها مذهولا ومستغربا هذا العداء السافر, وسألته بلهجة حانقة لتتأكد من معلوماتها:
" من , أو بالأحرى , ما هي البضاعة التي ينتظر هذا الرجل وصولها , يا دان؟".
" كان سكوت يتوقع حضور مربية لأبنته , و...".
قاطعته بحدة , كأنها لم تسمع كلامه:
"أذا كان الأمر يستدعي الأعتذار؟ يا للوقاحة! هل أبدو , يا دان , كمربية عجوز شمطاء؟".
أبتسم دان برقة لصديقة زوجته , وقال لها:
" طبعا لا , أيتها الحبيبة , فأنت جميلة الجميلات ورمز الجمال".
" أذن , فأنا أستحق منه أعتذارا , أليس كذلك ؟ ألم يقل أنه سيعتذر , أذا كان الأمر يتطلب ذلك ؟ سأطالبه بالأعتذار وأحصل عليه , حتى ولو كانت هذه الخطوة آخر شيء أقوم به في حياتي ".
ضحك الرجل العجوز , وقال:
" أوه , يا سيد دان , أنها فعلا مهرة حادة المزاج".
ثم ألتفت نحو تيريزا , وأضاف قائلا:
"أستميحك عذرا , يا آنسة ,في أي حال , سوف تحتاجين بالتأكيد الى مثل هذه الطباع لكي تتمكني من مواجهة ذلك الرجل ".
تدخل دان وسألها بهدوء يخفي بعض الكدر:
" ألم تبلغيه عمن تكونين ؟".
" لم تسنح لي أي فرصة , وجه الي كلمات قاسية ولاذعة بالنسبة الى عمري ومؤهلاتي , قال لي أنه....".
لم تنه جملتها , لأنها لاحظت بشيء من الدهشة عدم أكتراث دان بما تقوله ... أو حتى تشعر به, حمل حقيبتيها ووضعهما بعناية على المقعد الخلفي , ثم قال لها:
" هيا لنذهب الآن , أيتها الحبيبة , قبل أن تأتي ماري للبحث عنا أنها متشوقة كثيرا لرؤيتك".
جلست قربه , وقد بدأ يخف بصورة تدريجية , تبا لسكوت ميلوارد ولبضاعته المنتظرة ! فهي في طريقها لمقابلة صديقتها المفضلة , ومشاهدة الطفلة الطيبة التي سمعت عنها الكثير .
ألتقت ماري هذا المزارع القوي , وتزوجته بعد عاصفة من الغرام والهيام لم تدم سوى بضعة أيام, تركت بريطانيا فور الأنتهاء من معاملات الزواج وأعداد الأوراق والوثائق المطلوبة , وأتت لتسكن معه في هذه المنطقة البعيدة عن المدنية والحضارة وتساعده في زراعة التبغ .
أدار دان محرك السيارة, فلوحت بيدها للرجل العجوز .... الذي أحنى لها رأسه تهذيبا وأحتراما , تطلع دان نحوها , بمجرد خروجهما من منطقة المحطة , وقال:
" آسف جدا على هذا التأخير , أيتها العزيزة , تعطلت هذه السيارة اللعينة كعادتها , فأضطررت للتوقف بعض الوقت لأصلاحها , أعتقد أنني بحاجة ماسة لشراء سيارة, فالتي نستقلها الآن لا تستحق هذا الأسم منذ زمن بعيد , سأذهب الى العاصمة في الشهر المقبل لأبتياع سيارة تليق بصديقتك الحبيبة , كيف كانت رحلتك ؟ لماذا أسأل , فمن المؤكد أنها كانت طويلة ومرهقة جدا".
" هل لا نزال بعيدين كثيرا ؟".
" سنصل بعد ساعة من الآن , أنظري , هذه هي حدود أرضي".
تأملت تيريزا تلك المنطقة , وقالت بشيء من الأستغراب:
" لماذا تترك مثل هذه الكميات الهائلة من النباتات البرية , تصل الى هذه الدرجة من الضخامة والأرتفاع , يا دان؟".
" نباتات برية, يا فتاة المدن الجاهلة! هذا هو التبغ , أيتها العزيزة".
كانت ماري رورك واقفة على الشرفية الأمامية , عندما وصلت سيارة دان , ركضت نحو صديقتها بلهفة واضحة , وعانقتها بحب وحنان وهي تقول:
" تيريزا , أيتها الحبيبة , جئت أخيرا , وأنت الآن أجمل من أي وقت مضى ! دعيني أنظر اليك وأتأملك ! تبدين وكأنك آتية من أحدى الحفلات الراقية , وليس من رحلة مضنية في قطار قديم ومنه الى سيارة مهترئة !".
ثم تراجعت خطوة الى الوراء , وأضافت ممازحة :
" لدي أنتقاد واحد , وهو أنك فقدن بعض وزنك ".
كانت الدموع تنهمر من عيني تيريزا , ولكنها سيطرت على عواطفها وقالت باسمة:
" أيتها الحبيبة , ماري ! أنا سعيدة جدا برؤيتك , ولكن ... لا تلعبي معي دور الأم المتشددة , صحتي جيدة , ووزني منايب , ولم أفقد أيا من أسناني ".
أبتسم دان وقال لزوجته وصديقتها :
" هيا , هيا لندخل ... يكفي ثرثرة !".
ثم سأل ماري , وهو يفتح الباب :
" كيف هي لعبتنا الصغيرة الآن؟".
" أنها نائمة , أعتقد أن أوجاعها زالت , لنشرب الشاي الآن , ومن ثم يمكن لتريزا مقابلة مليكة هذا البيت".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس