عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-18, 10:06 PM   #7263

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- ما الذي تعنينه بأنك لن تأتي معي ... العائلة كلها ستجتمع في منزل عمك نعمان كي تقف إلى جانبه في أزمته هذه ... يجب أن نكون جميعا يدا واحدة حتى عودة لقمان ... حتى والدك سيكون هناك ..
شعرت علياء بالامتنان لأن والدتها لن تتمكن من رؤية ابتسامتها الساخرة وهي تتحدث إليها عبر الهاتف وهي تقول :- حقا .... من الجيد منه أن تمكن من توفير جزء من وقته الثمين لعائلته أخيرا ..
:- أهذا يعني أنك لن تأتي ... ألا ترغبين برؤية أبيك ؟؟
:- أنا لم أر أبي منذ ثلاثة أشهر يا أمي ... إن تذكر يوما وجودي ورغب في رؤيتي ... فهو يعرف أين يجدني .. أما أنا .. فلا نية لي أبدا بتمثيل دور الابنة المهذبة والمتفانية في حضرة أشخاص غرباء ..
أنهت المكالمة بكلمات مختصرة قبل أن تتمادى والدتها في إلحاحها ... ثم رمت هاتفها جانبا فوق مكتبها تشعر بالسخط ممزوجا بالهلع وهي تفكر باختفاء لقمان ..
تذكرت المرة الأولى التي قابلته بها قبل عشرين عاما ... عندما كان مجرد مراهق في الثامنة عشرة .. إلا أنه كان أمام عيني الطفلة التي كانتها بطلا ... بسمرته التي زادتها الشمس حيث قضى الخمس سنوات الماضية تحت وطأتها دكانة .. بعينيه السوداوين ... واسعتين .. صامتتين .. عميقتين بالأسرار ... بوجهه الذي حكى أكثر مما يمكن لفتى في الثامنة عشرة أن يقوله ...
لقد كان بطلا في عينيها آنذاك .. إذ أنه اختفى ... ثم عاد فجأة ... لقد مات ... ثم عاش فجأة ... الآن وهي تتذكر ذلك اليوم ... تفكر بأنه لم يكن بطلا قط ... لقد كان ضحية ... وذلك العمق في العينين السوداوين الصامتتين .. لم يكن سوى استغاثة لم يسمعها أحد ...
أترى بحر تمكنت من سماع استغاثته تلك .. فنجحت في تحقيق ما لم تنجح امرأة في تحقيقه .. وهو الحصول على قلب الحكيم ؟؟؟
أغمضت عينيها للحظة قصيرة .... تفكر بأنها لا تستطيع أن تحقد على لقمان ... لا تستطيع أن تتمنى له الأذى .. إذ أنها لا تستطيع أن تلومه على عجزه عن منحها ما تريد ... عن أن يحبها كما كانت تريد .. كما أحبها أدهم يوما ...
أجفلت واسم أدهم يتسلل إلى عقلها وتفكيرها دون وعي منها ... كالعادة في الآونة الأخيرة .. يقفز بين أفكارها بدون أي إذن أو إنذار ... ليشوشها من جديد ... ويذكرها بأنها قد تخلت عنه .. وأنه يقوم بخطوات جديدة لمتابعة حياته بعيدا عنها مع امرأة أخرى .. مع نارا ...
لقد حاولت مرارا منذ حوارها بالأمس مع نارا .. أن تعلل رفضها للأمر بأن أدهم يستحق أفضل من أرملة وأم لطفلين يكادان يكونان في سن المراهقة .. بأن نارا تماثله في السن ... وربما أكبر بأشهر قليلة .. في حين أنه يستحق امرأة تناسبه ... عمرا و مكانة ..
أطلقت ضحكات مريرة وهي تعترف بأنها تخدع نفسها لا أكثر ... هي نفسها لم تكن أصغر من أدهم بكثير من السنوات ... هي نفسها الآن امرأة مطلقة ... من أدهم نفسه وقد رفضت خلال العامين الذين قضتهما كزوجة له أن تنجب له طفلا ... فمن هي كي تحكم عليه إن اختار امرأة قوية ومكافحة ومتألقة كنارا ... امرأة لن تمانع بالتأكيد منحه الطفل الذي كان يرجوها فيما مضى أن تمنحه إياه فور أن يطلب منها ..
رباه ... بعد كل ما عانت منه ما تزال تمتلك الطاقة الكافية لأن تشعر بالغيرة والحقد اتجاه شخص ما .. بدلا من أن تتمنى السعادة لشخصين عزيزين عليها ...
أزيز هاتفها أعادها من أفكارها معلنا عن وصول رسالة ... رباه ... هل يمكن لوالدتها أن تعرف يوما معنى اليأس ؟؟؟
تناولت الهاتف ... وفتحت قائمة الرسائل لتجد بأن الرسالة قد وصلتها من شخص مجهول لا تعرفه .. وعندما فتحتها دون أن تفكر ... لتتجمد الدماء في عروقها مرة واحدة وعيناها تقرآن الكلمات التي ارتسمت على شاشة هاتفها ..
( فام فيم فوم فام )
رباه ... لا .... لا .... مستحيل ...
( فام فيم فوم فام )
لم تدرك بأنها قد نهضت من فوق مقعدها حتى سمعت صوته وهو يضرب الأرض بدوي قوي ليتردد صداه في فضاء الغرفة الصامتة ...
( فام فيم فوم فام )
الغرفة من حولها كلها صبغت بلون أحمر قاني .... بينما تلاشت الإنارة ليحل محلها الظلام .. المكتب الواسع ضاق فجأة .. وبات كالسجن .. زواياه الكثيرة والمعتمة كانت تبدو كلها كأفخاخ متربصة ..
( فام فيم فوم فام ... أشم رائحة لحم طري )
لا ...... رباه .... لا ...
لم تفكر وهي تتناول حقيبة يدها ... و تندفع من المكتب بهستيريا غير مبالية بصياح نارا التي رأتها بالتأكيد من مكتبها وهي تركض وكأن عفريتا يطاردها ...
رباه ... لقد كان أسوأ بكثير من عفريت ...
لم تكن ترى أمامها عندما اصطدمت بشيء قاسي أدركت بنصف وعي بأنه يعود لجسد رجل .. عندما أمسكت الأصابع القاسية بذراعيها لم تتمكن من منع نفسها من إطلاق صرخة ذعر لم تجد الفرصة كي تبلغ أقصى مدى لها عندما كتمت يده الكبيرة فمها وصوت مألوف يقول بخشونة :- علياء ... ما الذي أصابك ؟؟ إنه أنا .. أدهم ..
اتسعت عيناها وهي تستوعب هويته .. قلبه ما يزال يهدر بين أضلعها ... أنفاسها كانت عنيفة بحيث كانت تجد صعوبة في الإبقاء على وعيها ...
( فام فيم فوم فام )
:- علياء ... هل تسمعينني ... لن أرفع يدي حتى أتأكد بأنك لن تصرخي مجددا ... وبأنك ستخبرينني بما حدث ..
عيناها الواسعتان تمكنتا أخيرا من تمييز ملامحه السمراء الوسيمة ... الذعر فيهما أخذ يتشرب تفاصيله بجوع وحاجة للإحساس بالأمان ... بأنها بخير .. بأنها ستكون بخير ...
( أشم رائحة لحم طري )
عندما أدرك بأنها قد استعادت شيئا من صوابها ... رفع يده أخيرا عن فمها لتهتف فجأة بهستيرية :- لقد عاد ... لقد عاد .. يا أدهم ... عاد ..
لم يكن بحاجة إلى مزيد من الشرح منها ليعرف من كانت تقصد بكلامها .. حتى وهو يتوقع وينتظر حدوث هذا منذ ما يزيد عن العام .. إلا أن إدراكه بأن الخطر قد عاد يهدد علياء من جديد .. كان وكأن الأرض قد انشقت تحت قدميه ... وابتلعت كل عالمه مرة واحدة ..







يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس