عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-18, 01:40 PM   #12790

Smhk

? العضوٌ??? » 398972
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 444
?  نُقآطِيْ » Smhk is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
<b>

في اليوم التالي مساءا
كانت غزل تجلس في غرفة المعيشة المبردة بهواء المكيف، مستلقية على أريكتها الأثيرة، و على صدرها كتاب مرتمي باهمال... كتاب أعطاها اياه الطبيب يحكي عن أحداث مجزرة صبرا وشتيلا ، كانت ترتدي بيجاما قطنية ملتصقة على جسدها ببنطال قصير أسود وبلوزة مخططة بخطوط عريضة حمراء وسوداء بلا أكمام، بيجاما لم تكن ترتديها سابقا الّا بغرفتها وقت النوم أما هنا فلم تفعلها أبدا لكنّ ما شجعها على فعلها اليوم أنّ كرم قد اتصل بها قبل ما يقارب الساعة مؤكدا عليها أن لا تنتظره على العشاء اذ سيتأخر في عمله لانجاز بعض الأعمال المتراكمة عليه ولكونها تعلم أنّ تفرغه لها بموعد زيارتاتها الأسبوعية للعيادة النفسية يؤخر بعض أعماله قررت استغلال الفرصة والتبريد على نفسها بعد أن أخذت دوشا باردا وانتهت من انجاز أعمالها المنزلية فاليوم أحد أشدّ أيّام أيلول حرارة!
تنهدت غزل وأغمضت عينيها فيما تفكر بالتغيرات التي طرأت بروتينها اليومي مذ بدأت جلساتها العلاجية مع الطبيب... لا تنكر أنها باتت ترتاح للتحدث معه جدا رغم أسلوبه الاستفزازي أحيانا كثيرة... استفزاز يتعمده حتى تخرج عن أعصابها فتنطلق بالتحدث بلا شعور حتى تدرك فجأة أن حملا كبيرا قد انزاح عن صدرها.. عبء كان يكتم أنفاسها لسنوات طويلة حتى اعتادته فما عادت تشعر به الّا حين أدركت متعة الشعور براحة زواله... تنهدت غزل وهي تستعيد بذاكرتها الجلسة الأولى التي تمت بينهما
*
*
كانت بوقتها تجلس على ذات الأريكة التي جلست عليها قبل أيام مع كرم... وحيدة... فيما ينتظرها هو قابعا في الخارج، التقطت بعينيها حركة الطبيب المفاجأة وقد قام عن كرسيّه القائم وراء مكتبه ليغادره ويتوجه لكرسيّ آخر مقابلا لها يحمل في يده دفتر ملاحظات صغير، نظر لها وابتسم لها تلك الابتسامة الأبوية الحانية ليقول: ها يا غزل كيفك اليوم؟
أجابته بخفوت: الحمد لله دكتور
سألها مدققا: الحمد لله منيحة ولا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؟
اجابته وزفرة هم تسبق اجابتها: الحمد لله بالسراء والضراء
فأكمل هو متمما: الحمد لله حمدا طيبا كثيرا ومباركا... خبريني كيف كان يومك؟
أجابته باستغراب: عادي
مطالبا بتوضيح قال: أنا ما بعرف شو العادي تبعك.. وضحي!
رأته غزل يفتح غطاء القلم المذهب الذي كان مختبئا بين أوراق دفتره الفخم ككلّ شئ في المكان فشردت منها الكلمات مولّية بخشية فأحس هو بما يعتريها من أفكار ليقول: اذا بدايقك أكتب ملاحظاتي وأنت بتحكي ما بكتب!
لتهمس هي له بصراحة: يا ريت
ليمدّ هو يده الطويله مثله ويضع الدفتر والقلم على المكتب دون أن يتحرك حتى من مكانه: وبلاها الكتابة المهم الست غزل ترتاح... شو كنّا نقول؟ آه كيف كان يومك وما تقوليلي عادي!
ايتلعت غزل ريقها وقالت باستخفاف: يعني متل كل يوم... نوم وأكل وطبخ وتنضيف
سأل بتحفيز: ما في شي مميز؟
هزت غزل رأسها أن "لا" ليعاود الاستفسار: كيف بتقضي وقتك؟
أجابته ببساطة: اغلب الوقت مع ماما
قال الطبيب باستيضاح: اللي بعرفه انك يتيمة الأم والأب
هزّت غزل رأسها وقالت: صحيح بس بيت عمي كأنهم أهلـ....
سألها: وكرم؟
اجفلت غزل لتسأله: ما له كرم؟
استفسر مراقبا يديها اللتين بدأتا تلتفان حول بعضهما بحركة مستمرة: شو بيوخد من حيّز يومك؟
في داخلها قالت "كلّه" ولكنها نطقت: موكتير... هو عندو شغله وبيرجع بالليـ...
قاطعها الطبيب: وتفكيرك؟
ارتبكت غزل بحرج وقالت: عادي
نهرها قائلا: انسي كلمة عادي.. بدي جواب تاني... بتفكري فيه؟
اجابته بتوتر: أكيد.. يعني احنا عايشـ...
فألحّ باستفزاز قاتل: وضحي.. بتفكري فيه بشكل ايجابي... سلبي...
اخذت غزل نفسا مرتعشا وقالت: ما بعرف... هو تغيّر كتير
هزّ رأسه باستفهام: كيف تغيّر
قالت غزل تحاول أن توضح أفكارها: تغير بتعامله معي... صار منيح
قال الطبيب مدّعيا الفهم: آه يعني كان لئيم وعاطل أول
أجابته حانقة: لأ موهيك!
باستنطاق سأل: ولّا كيف
حاولت غزل أن تشرح تدافع عنه بجهل للأسباب: غصب عنّه... كان مظلوم... أنا...
قاطعها من جديد سائلا ايّاها: كم الكم متزوجين؟
ابتدأ وجهها بالشحوب وغامت عياناها قائلة: من أربع سنوات
اقترب برأسه منها مدققا النظر في عينيها: شو صار من أربع سنوات؟
شهقت غزل بحدة من فجاجة المفاجأة فعاود هو السؤال بالحاح مستفز: غزل شو صار من أربع سنوات؟! احكي... يا غزل... احكي!!
لتصرخ به وفيض من الدموع يتفجر منها بوجع مباغت: انقتلت... اندبحت... انتهيت... موّتوتي... موّتوني!!
*
*
</b>
المحتوى المخفي لايقتبس
يتبع الجزء الأخير
قربت غزل تعترف اخيراً بتتخلص من الماضي الاليم


Smhk غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس