عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-18, 09:19 PM   #5051

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


يوم الثلاثاء .. عصراً



يعقد رعد ذراعيه فوق حافة سور بيت العطار من الخارج وهو ينظر لشذرة التي تقف وسط الحديقة تحدق بمحبس الخطوبة بشرود تام فيباغتها بالقول بابتسامة واسعة شقية

" مبارك يا عروس .."

يتفاجأ قليلا بإجفالها وهي ترفع وجهها من المحبس لتلتفت وتنظر اليه ...

لم تعجبه نظرتها على الاطلاق .. انها لا تبدو عروسا اقيمت حفلة لها ليلة الامس فقط ..

تقدمت نحوه وهي تبدو كمن تعافر كي تستعيد واجهة لطيفة مرضية وهي تقول له

" شكرا رعد .. "

تقف قريبا من السور وهي تواجهه فتنحدر نظراته لذاك المحبس في بنصرها الايمن

" انه جميل للغاية ..."

ثم يرفع نظراته لوجهها وهو لا يعرف ما هذا الذي يستشعره منها .. لكنها لا تبدو كعروس.. بينما تتمتم شفتاها بابتسامة متكلفة لم يحبها " شكرا .."

تلاشت كل الشقاوة من وجهه وبدا مختلفاً للغاية وهو يسأل باهتمام وجدية ونبرة مباشرة

" ماذا هناك شذرة ؟ انت لست بخير ..."

بدت وكأنها في صراع ! تحكم اغلاق شفتيها وتبرق عيناها بل تنطقان باشياء كثيرة لم يستطع ان يفهمها ...

لكنها تتخذ قرارها فترخي الشفتين بابتسامة متكلفة اخرى وترفع يدها فيلمع المحبس في شمس العصر ثم تقول بدهشة يظنها رعد مصطنعة بإتقان " لماذا تقول هذا؟! انا بالف خير .. ولماذا لا اكون وحفل خطبتي كان بالامس فقط .. وسأتزوج في عيد الاضحى ان شاء الله "

بنفس التعابير ونفس الاسلوب المباشر النادر منه قال متجاهلا ردها الاخير

" لا شيء على الاطلاق في الحياة يجبرك ان ترضي بما لا يسعدك .. انها رحلة قصيرة للغاية شذرة .. ومؤكد هي رحلتك انت .. تقررينها بما شئت .."

كان جريئا للغاية في صراحته ولا يعلم كم كانت شذرة ممتنة لدعمه هذا الذي قدمه دون ان تطلبه ...

لكن ما لا يعرفه انه قد فات الاوان .. الان لديها (شريك) في الرحلة ...

تراجعت للخلف وهي تبتسم بصدق هذه المرة وتهمس بكلمة واحدة وهي ترخي اجفانها

" شكرا ....."

كلمة خافتة واحدة حملت الكثير من الامتنان ... منذ سنوات لم تشعر بأحد مهتم بها هكذا .. مهتم لانها شذرة الانسانة فقط التي تستحق الاهتمام .. دون ان يدفعه الواجب لصلة رحم وقرابة او شفقة او غاية ..

لاول مرة تشعر ان انسان يراها من الداخل ويقرر ان يقدم لها فتاتا مما تحتاجه ...





تثاءبت رقية وتمطت وهي تفتح باب المطبخ لتخرج الى المرآب ... لقد نامت في قيلولة طويلة في حضن امها في غرفة المعيشة واستيقظت قبل دقائق فقط ...

اليومان الماضيان كانا متعبين جدا والبيت كله في حالة استنفار للتحضير لحفل خطبة شذرة ليلة الامس ..

وقد كانت الحفلة رائعة للغاية تعترف فيها لشذرة انها بدت حسناء خلابة لم يستطع عريسها مصعب ان يرفع عينيه من عليها ...

عادت لتتمطى لتنفض عنها النوم نهائيا وهي تفكر انها لم تحب العريس !

رباب وحبيبة وحتى اسيا وامهن وجدنه مناسبا ولطيفا لكن هي لم تشاركهن الرأي ..

لم يعجبها ببساطة ودون سبب !

تلكأت خطوات رقية لتأخذ نفسا عميقا قبل ان تمد رأسها قليلا حتى تتأكد ان رعد غير موجود في الجوار .. منذ يوم الجمعة وهي تتعمد ان تتجاهله وكلما رأته قريبا تدخل البيت مباشرة دون ان تنظر نحوه ..

هي تدعي الخصام والغضب بعد ما فعله معها من ادعاء الاغماء لكنها في الواقع احتاجت ان تبتعد عنه لتستعيد رباطة جأش (قلبها)...

وقد كان الانشغال بحفل شذرة مناسبا جدا لمزاجها هذا وألهاها عنه ...

حالما مدت رأسها اول ما رأته كان شذرة وهي توليها ظهرها وتقف قرب سور البيت تكلم احدهم من الجانب الاخر ...

عقدت رقية حاجبيها بفضول وهي تتحرك نحو اليمين لتدخل الحديقة بخفة وهناك تسمرت خطواتها وتجهم وجهها بشكل اجرامي وهي تكتشف ان من تكلمه شذرة لم يكن الا ... رعد ..

غيرة فورية ملتهبة احرقت قلبها حرقا وهي ترى رعد ينظر لشذرة باهتمام جدي ويكلمها بصوت خافت ..

لم تكن تسمع ما يقوله لها لكن الغيرة اعمتها ونبرة صوته الخافتة تلك وكأنها كبّت الزيت على النار ..

اندفعت للامام دون تفكير لتقترب منهما ناسفة كل ما فعلته الايام القليلة الماضية وهي تتبع سياسة التجاهل والتباعد فتتقافز منها شحنات الغضب خاصة وهي تسمع كلمة شذرة (شكرا) التي قالتها برقتها الحزينة الجذابة وقد حملت معان عميقة لم تفهمها رقية .. لكن كانت كافية لتبلغ غيرتها في اقصى واقسى حالة ..

صوتها كان يرتعش انفعالا وهي تقول بسخرية لاذعة " ماذا تفعل عروسنا المحافظة مع ابن الجيران ؟! لا اظن العريس سيسعده هذا اللعب من وراء ظهره ..."

ثم اخذت تطلق صوتا مستفزا علامة (لا .. لن يعجبه )

استدارت اليها شذرة لتنظر اليها ببرود جليدي بينما رعد ينظر اليها نظرة مختلفة .. وكأنه يحذرها التمادي اللحظة وهو يشير بعينيه ناحية شذرة ليقول مستعيدا شقاوته " لم ابارك للعروس البارحة .. لا اظن العريس سيمانع ان ابن الجيران يبارك .."

لكن رقية تزداد غلا انثويا بحتاً وهي تنظر اليه بتحد ساخر وترد بوقاحة

" الامر يعتمد على .. ابن الجيران من يكون.."

لم تشعر رقية انها كانت مكشوفة امام عيني شذرة.. مكشوفة كانثى تشعر بانثى اخرى تغار غيرة تحرقها ...

تحدق فيها شذرة ما بين اشفاق وشماتة !

رقية تثير فيها جانبها الجيد والسيء في نفس اللحظة .. لها تأثير عجيب هذه الفتاة ...

ما زالت شذرة تلبس قناع البرود لتقول لرعد ببساطة وهي تنسحب

" شكرا مرة اخرى رعد.. "

خطت شذرة ببهاء ساحر عجيب لم تكن تملكه سابقا .. دوماً كانت تسير بخطوات خجول مترددة ..

الامر بات يغيظ رقية للغاية وهي ترى ابنة عمها تملك هذه الهالة الغامضة الشامخة ... تملكها بشكل عفوي دون تخطيط او ادعاء .. منذ خطبتها لمصعب وقد تغير فيها شيء ..

جاء صوت رعد موبخاً بشكل ساخر ليعيد تركيزها اليه " الا تستطيعين ليوم واحد لعب دور (ابنة العم الطيبة) ؟ هل لديك عقدة مستعصية من سندريلا ؟! "

كانت تغلي وهي تقترب لتأخذ موضع شذرة وتواجهه بالقول وعيناها تشتعلان بلهيب ازرق

" انا لا احب قصة سندريلا الكئيبة .. ولا احب ذاك الضعف للفتيات وهن ينتظرن دوماً متى يأتي الامير لينقذهن .."

يفتنه ذاك اللهيب .. يفتنه جدا ويثير فيه الاشتياق .. لقد اكتشف توا انه اشتاق اليها حقاً خلال الايام الماضية رغم انشغاله الشديد بعمله الجديد في دار الازياء ...

الا انه طوال الوقت كانت رقية العطار الوقحة الجريئة المغرورة حاضرة معه حتى وهي مبتعدة عنه تعاقبه لمزحته الثقيلة معها...

ترفع سبابتها بتهديد صريح قائلة

" احذر مني .. قد تكون مخادعا من الدرجة الاولى لكن الاعيبك لن تنطلي علي .."

كانت تنتفض امامه من الانفعال ولا تدري ان قلبه ينتفض مع انتفاضاتها الغيورة تلك ..

اي جنون هذا الذي يشعره معها ....؟!

اكتسحه ذاك الجنون ليضيف بخفوت شقي جريء يجعله في انتعاش من نوع لم يشعره يوماً

" ألن تسامحيني لمزحتي الثقيلة معك يوم الجمعة ؟ العم سعدون صالحته في نفس اليوم.. لكن انت قلبك اسود كما يبدو .. الان علمت لماذا لم ترسمي قلبك على جدار البيت الخشبي حتى لا تفضحي سواده ..."

بدت أشد غضبا وهي تبدو عاجزة بشكل عجيب عن الرد وكأنها قطة محاصرة في زاوية لكنها لا تستسلم بل تستعد لتبرز مخالبها .. لم يكن يصنف ما يحصل بينه وبينها .. انه فقط جنون..!

كان سيواصل هزها وهز قلبه معها عندما رن هاتفه فجأة ليوقف جنونه وشقاوته .. وعندما التقطه ليرى من المتصل تطاير كل شيء في لحظة واحدة وكأنه لم يكن !

تصلب وجهه وشحب وكأن احدهم ألقى دلو ماء بارد فوق رأسه !

سمع صوت رقية يأتيه بنفس انفعالها مع شذرة متسائلة بوقاحة منفلتة " لماذا تبدو كمن وقع في فخ هكذا .. ها ؟! هل هي صديقة قديمة تلاحقك .."

مخالبها خربشته في غير وقتها الصحيح فمنحها نظرة كالصاعقة جعلتها تنخرس بل حتى شعرت بالخجل من جملتها الغبية خاصة عندما تمتم يرد عليها " انه عمي ..."

ثم تحرك تاركاً اياها وهو ينوي الرد على عمه بينما يضيف لرقية قبل ان يفتح خط الهاتف " لسانك الطويل هذا سيوقعك يوما فيما لا تستطيعين مواجهته .."

وقبل ان ترد رقية وهي تشعر بمدى سخفها كان رعد يبتعد اكثر بخطوات واسعة في الاتجاه المعاكس لاتجاه بيت سعدون القاضي وهو يرد على عمه بالقول

" مرحبا عماه .."

تعلقت عينا رقية به وهو يبتعد سريعاً وشعرت انها عالقة في فخ خاصة حين رأته يقف فجأة متسمراً مكانه للحظة وسط الطريق قبل أن يسارع ليبتعد بخطوات أوسع وكأن احدهم يلاحقه !

شعرت بالتشوش .. لكن حدس قوي جعلها تشعر ان رعد يحتاج لاحدهم معه في هذه اللحظات ! يال غرابة حدسها هذا ؟!







صوت انثوي مغناج بالفطرة زار كوابيسه لسنوات ماضية وسيميزه لسنوات عمره الباقية كلها هو من رد على تحيته المفترضة لعمه

" مرحبا .. رعد .."

تسمرت قدماه على الرصيف وهو يتمتم بانفاس ثقيلة " غيداء ؟! "

لتزداد غنجاً بالرد " هي بصوتها و... شفتيها.."

انها كابوس .. هي كابوس حياته الذي لن يجد منه فكاكاً الا بالموت ...

يطبق اسنانه وينتابه شعور خليط ما بين بغض ونفور وشيء آخر يكرهه يتعلق بغريزته كرجل .. غريزة جسدية مشوشة بمشاعر اقرب للحمى حركتها يوماً غيداء بجموح فتشعره بالـ...ـوساخة .. !

قال من بين اسنانه بنبرة شديدة القسوة وهو يسارع بالخطوات ليخرج من الحي بأكمله

" لماذا تتصلين من هاتف عمي ..؟"

فترد بتشدق وكأنها تتسلى بما يعانيه بسبب الماضي القذر بينهما " لانك مؤكد لم تكن سترد على هاتفي .."

صرخ بها دون شعوره وهو يقف على الشارع العام " ماذا تريدين ؟! "

لتصدمه بالقول " عمك بالعناية المركزة .."

تشوش بالكامل وشعر بالغثيان بينما يردد بوجه ممتقع " ماذا ؟! مااذا حصل له .."

فترد غيداء بلا مبالاة وكأنها تتكلم عن الطقس " بداية ذبحة صدرية .."

تخنقه الغصة وهو يتمتم بنبضات متباطئة

" رباااه ... كيف .. هو .."

تغيرت نبرة صوتها بشكل غريب وهي تقول

" لا تقلق .. بالف خير .. لا تخف عليه لن يموت .. ليس الآن على الاقل !"

شعر رعد بوجود أمر رهيب يحصل فسألها ووجهه يتجهم " ماذا تقصدين (ليس الآن) ..؟"

الآن كان صوتها ناعما لكن يشتعل بالاثارة والوعود " ستعرف يوما ما افعله لاجلك .. لاجلنا معاً يا رعد .."

ثم بنبرة أغرب وكأنها ليست طبيعية تضيف

" اشتقت لك ... لا تعلم كم اشتقت .. عشر سنوات طوال وانا اشتاق .. وعندما عدت اخيرا تهجرني وتجافيني .. لكني راضية وصابرة على جفائك مهما طال .."

سواد حالك ينتشر في روحه مع كلمة مريضة فاجرة قالتها .. سواد مخيف ...!

هتف بها دون شعوره

" قذرة ... حقيرة .. ساقطة ..."

لم تؤثر فيها كلماته بل قالت بما تعتقده هي تفهماً لحالته " لن أرد عليك بشيء.. انا افهم جيدا ذاك الصراع مع ضميرك منذ سنوات .. تعشقني وتشتهيني ولكن عمك يثقل ضميرك ويعذبك .. لا تقلق .. قريبا... سأريحك من كل هذا .. بل وسأحل كل مشاكلك .."

أخذ رعد يرمش بعينيه وكأنه يستوعب ما سمعه منها ..

هدوء زحف اليه واطفأ انفعالاته ...

لقد ايقن للتو ان غيداء ليست طبيعية .. انها مريضة مهووسة وليست فقط فاسقة ...

جاءه صوتها طبيعيا جدا بل مع لمحة سخرية

" الان انا اتصلت لاجل عبد السلام فقط .. انه يطلبك ويريد رؤيتك .. صحوة ضمير لا تتأمل منها الكثير ..!"

كان يجب ان يذهب لعمه .. يشعر ان غيداء باتت خطراً حقيقيا ... قال وهو يشير بيده لسيارة أجرة

" انا قادم ... ما اسم المستشفى وعنوانها .."




انتهى الفصل السادس عشر

قراءة ممتعة

وشوووووووووووووووق كبييييييييييير لتعليقاتكم


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس